هذا حوار دار بيني و بين زميل نصراني على الفيس هذا الصباح أنقله هنا كاملا لتقريب المعتقد النصراني الضال و استدلالاته الواهية من القارئ المسلم، و لعل نصرانيا يجد فيه ما يهديه و يرشده بإذن الله تعالى :
ابن سلامة : الحب في القرآن الكريم ، حب إلهي رباني قدسي متنزه عن أهواء البشر ، هو حب استحقاق ليس حبا عبثيا. هذا و الله تعالى ابتدأنا بالحب لأنه أحبنا كما نحن على الفطرة إذ ولدتنا أمهاتنا مسلمين، و علينا أن نبقى على هذه الفطرة أو نعود إليها لنستحق حبه الأولي لنا.
الزميل أندرو : ليس حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه من اجل احبائه ايه رايك فى الجملة دى ؟؟
ابن سلامة : الله تبارك و تعالى و تنزه و تقدس في عليائه عن كل عيوب البشر و نقائصهم من الضعة و مشابهة البشر في الذل و الفقر و الأكل و الشرب و التغوط و التبول - أعزك الله - و عن النوم و التعب و المرض و كيف يكون ولدا أو مولودا و هو رب العالمين الأحد الصمد ، ليس كمثله شيء و لا يغيب عنه شيء و هو غني عن كل شيء فكيف يضطر إلى مشابهة مخلوقات فقيرة إليه ليؤدي عنهم ما أراد منهم أو فقط لأجل محبتهم و هو أصلا يحبهم لأجل شيء خلقه فيهم و هو الإسلام دين الفطرة و الخضوع لله عز و جل. ثم ما تقولونه أنتم عن الله جل و علا كله كذب و اختلاق اختلقه بشر فلن يكون الله كما أردتم أن تتخيلوه هو كما هو سبحانه تقدست أسماءه و تعالت صفاته منزه عن كل عيب. و هكذا فاثنوا عليه و مجدوه يحبكم فوق حبكم له, و إلا فإنكم و الله تسبونه و تصفونه بأقبح المعايب.
الزميل أندرو : حضرتك قلت رايك فى حتة تانى ايه رايك فى ان الحب اللى يبذل نفسه دا اعظم حب
ليس حب اعظم من هذا ...... ان يضع احد نفسه من اجل محبيه
انا بتكلم عن الجملة نفسها
ابن سلامة : لا تنسى أنك تتكلم عن الله تعالى و ليس عن بشر ، و ما رأيك ان يحبك الله لشيء هو خلقه فيك ثم يثيبك عليه أعظم ثواب و هو رضوانه الأبدي و الجنة.
الزميل أندرو : يعنى حضرتك عايز تكسب رضا الله بنفسك
انا معرفش ارضى الله بنفسى ... بس انا عارف انه راضى عنى وبيحبنى
بحب الله مش الجنة .... تفرق ولا ايه ؟
ابن سلامة : و نحن أيضا نحب الله و لكن علامة حب الله لنا أن يرضينا بما يوافق رغباتنا كلها و ليس فقط ما تبتغيه أرواحنا، فلنا أجساد أيضا و سيبعثها الله بعد الموت,
الزميل أندرو : حضرتك عندك اطفال صح ؟
ممكن تقولى بتعمل ايه ليهم ؟
ابن سلامة : أعمل ما اقدرني الله عليه أبذل لهم ما بوسعي و غالبا أقدمهم على نفسي.
الزميل أندرو : اشرحى الطريقة دى اكتر ... انا صغير ومعرفش معنى الابوة لسه .. ممكن ؟
ابن سلامة : حسنا، إذا كان علي أن أفطر أنظر هل أفطر أولادي أولا و إذا لم يكن هناك ما نفطر به إلا كوب حليب مثلا أعطيتهم إياه قبلي و هكذا في كل شيء.
الزميل أندرو : تقصد تحبهم يعنى هم اولا على نفسك
وايه كمان ممكن تعمله ؟؟
بتسامحهم لو غلطو ... وبتوريهم الطريق الصح
بتدى من وقتك ليهم وبتقعد معاهم مش كدا ..
ابن سلامة : تماما بما أقدرني الله عليه فهذه العطايا من الله وحده و الحب من الله وحده لكن لا تنسى أني أحبهم لأنهم لا يزالون على الفطرة و لا يقترفون أشياء تبعدهم عني. و إذا كان الله تعالى يحبنا فهو لأجل الفطرة التي فطرنا عليها و المتأصلة فينا و ينبثق عنها كل خير و براءة فما دمنا على هذه الحال فهو يحبنا أكثر من حبنا له و يستجيب لرغباتنا أكثر من استجابتنا له و هكذا.
الزميل أندرو : طب قول هتعمل ايه لو احد اولادك .. اقترف خطا .. وهو متبهدل بسببه
انا بكلم حضرتك كاب ... هتفكر فيهم ازاى لو حد دخل نفسة فى مشاكل و حياته اتلخبطت ؟؟
هتسيبة ولا هتساعدة .. هتعمل ايه وهتفكر ازاى بجد ؟؟
ابن سلامة : بحسب الخطأ، فالأخطاء على مراتب ، و اعظم الأخطاء أن يعقني و يعق أمه و يظلم نفسه بكفر ما أسدينا إليه و الأشد أن يظلم حبنا له ، أما الأخطاء التي يقترفها سوى ذلك فهي مغفورة طبعا. و مساعدتنا له بحسب ذلك أيضا.
الزميل أندرو مستدركا : تقريبا لانهم عطية جميلة ... لازم تفضل تحبهم وتعتنى بيهم
ابن سلامة : تتكلم عن أطفال طبعا ، هم كذلك
استدراك مني : و لذلك كثيرا ما يقرن الله تعالى في القرآن الكريم بين عبادته وحده و شكره على النعمة و بين بر الوالدين و الإحسان إليهما
الزميل أندرو : انا بكلمك عن ابناء
لو هو محتاج مساعدة بشدة هتعمل علشانه ايه ... خطاه كبير خطاه صغير .... غالبا مش هتسيبة صح
ولا هتعمل ايه
لو هو طفل فهو محتاجك جدا جدا ..... ولو كبر ويكبرو قدام عنيك حلوين .... لو كبروا هتفضل تحبهم بنفس الطريقة مش كدا ؟
ابن سلامة : لقد أجبتك ـ فليس كل الأولاد بارين بآبائهم فهناك ملايين يعصون آباءهم و هناك ملايين يقترفون السيئات بحق آبائهم و هناك ملايين يسبون و يضربون آبائهم و قد يقتلونهم.
فما دام إبني على خير كما هو طفل و يقدر محبتي له و عنايتي به فلن يرى مني إلا خيرا طبعا.
و سأعامله بقدر ذلك فليس يستوي المحسن و المسيء.
و هكذا العباد مع ربهم و لله المثل الأعلى في معاملته لعباده فقد يكفر به لعبد و مع ذلك يهديه و يغفر له و يتوب عليه رغم كفره و قد يعذبه في هرة أو كلب يظلمه.
الزميل أندرو : زى ماتحب ....
فى الايمان المسيحى الله محبة مش مجرد فضيلة جميلة .. لكن بيبذل نفسة للى بيحبهم
المسيح (الله الازلى الابدى ) فى ايمانا المسيحى هو صور الله جاء ليخلص العالم من خطاياهم واتجسد علشان يقول انه بيحبنا
انه مستعد يفضل جمبنا .. وانه بيحبنا قوى وبهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسة من اجلنا
وانة مستعد يسامحك ويساعدك ترضية ... بالطريقى دى عرفنا ان الله محبة ومش بيياس مننا ابدا
اشكرك جدا
ابن سلامة: أعرف لكن كل ذلك باطل و زور و كذب على الله تعالى العلي القدير الذي ليس كمثله شيء، و مسألة الحب قد فصلها القرآن تفصيلا ، فهو تعالى يحبنا ابتداء و النصرانية تتهم البشر بأنهم مذنبون أصلا و يجب أن يفعل الله ما فعل ليكفر عنهم خطيئتهم و فرق كبير.
ابن سلامة :أهلا و سهلا
الزميل أندرو : الفكرة مش كدا .... بس الانسان عندة كبرياء انه يعمل اعمل حسنة ويقول لله انا اكيد حلو كفايه ادخل الجنة
انت عارف قريت من فترة مش بعيد عل الفيس ... ان الطفل بيكدب ... وساعات كتير بنحب نقترف الاخطاء بارادتنا
مين يساعدك تتغير .... المسيح بيقول ان اللى يقبل الله يسكن روحة فى داخله (الروح القدس)يعلمة ويرشدة الطريق
هو مثال لينا ...
ابن سلامة : لكن الكتاب المقدس يقول خلاف ذلك و يقول قولا مطابقا لما في القرآن و الحديث :
"كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 9)
الزميل أندرو : الله معاك ... حب ولادك على قد ماتقدر
ملهمش غيرك ومحتاجينك
ابن سلامة : فالله فطرنا على الخير و أما الشر فإرادي فينا فقط نقترفه حين نريد ذلك ما يعني أن علينا اجتنابه ليغفر الله لنا و ليس على الله أن يفعل ما قلتم
ابن سلامة : الله يهديك يا اندرو و يفتح عينك على الحق
الزميل أندرو : طبعا كلامك مظبوط
والولادة من الله اجمل شئ منه واليه نعود
الاية دى تقصد اننا محتاجين نتولد من الله ... مش بس نتولد ولا جسدية
الزميل أندرو : شكرا ربنا يخليك ...:-) :-)
شكرا
ابن سلامة : و ما معنى ذلك ؟ معناه أنك تفعل ما أمرك و ليس ما تهواه نفسك : و قد أمرنا أن لا نخطئ و ليس فقط وعدنا بتلك الأوهام التي في رؤوس النصارى : "كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لاَ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ يُخْطِئُ لَمْ يُبْصِرْهُ وَلاَ عَرَفَهُ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 6)
"خَطَايَا بَعْضِ النَّاسِ وَاضِحَةٌ تَتَقَدَّمُ إِلَى الْقَضَاءِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 5: 24)
"إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ." (سفر المزامير 130: 3، 4)
"ثَبِّتْ خُطُوَاتِي فِي كَلِمَتِكَ، وَلاَ يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ" (سفر المزامير 119: 133)
فتجنب الآثام مطلوب بمقتضى الكتاب المقدس أيضا و ليس كما يدعي النصارى أنه قد برأنا الله من الذنب بموته على الصليب و أنه يحبنا و أنه ...
"الإنسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها، مَنْ يستجيب لصلاته؟! وماذا نفعه اتضاعه؟" (سفر يشوع بن سيراخ 34: 31)
الزميل أندرو : كلامك مظبوط
بس مبنقدرش ان لا نخطئ .... الله عندة الحل
واللى امرنى الله به هبساعدنى اعمله ... لانه ابى السماوى بيحبنى وبيحب خيرى
ابن سلامة : لا شكر على واجب زميلي الطيب
الزميل أندرو : هنا يقصد الطبيعة الجديدة اللى الله بيخلقها فينا بالولادة الجديدة
ابن سلامة : بل عندك الحل و أنت مطالب به بما ذكر الكتاب المقدس
إنجيل يوحنا الإصحاح 5 : 24 من أقوال المسيح عليه السلام :-" من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية " أليس هذا حال جميع أنبياء الله سبحانه وتعالى ؟ فأين الفداء ؟
الزميل أندرو : قصد ... انه يفضل فى مخافة الرب دايما ... ميستغلش امهاله له
ابن سلامة : إنجيل يوحنا الإصحاح 14 : 15من أقوال المسيح عليه السلام :-" إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي "
كل نصوص الكتاب المقدس السابقة تشير إلى مسؤولية الإنسان على أفعاله بوضوح
الزميل أندرو : طبعا لكن الله عايز يقول انه مستعد يساعدك تتغير ...
ابن سلامة : سفر التكوين الإصحاح 18 : 23 " أفتهلك البار مع الأثيم "
سفر العدد الإصحاح 16 : 22 " هل يخطىء رجل واحد فتسخط على كل الجماعة "
سفر التثنية الإصحاح 24 : 16 " كل إنسان بخطيئته يُقتل "
أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7 : 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم " تماما كما في القرآن الكريم
سفر إشعياء الإصحاح 55 : 7 " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "
كل نصوص الكتاب المقدس السابقة تشير إلى مسؤولية الإنسان على أفعاله بوضوح
و ذلك متوافق مع القرآن الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم قال الله -سبحانه وتعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
الزميل أندرو : كلامك مظبوط ومتفك معاك فيه ...
ابن سلامة : وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)
الزميل أندرو : نعمل وصاياه .. ونتبعة ونتمثل بيه
شكرا لاشاره للايات دى
ابن سلامة : إذن فأين دعوى الخلاص ؟
ما دمت مسؤولا و محاسبا و قد يعذبك على أفعالك و أخطائك فأين الأبوة و البنوة المزعومة أعلاه ؟
ما دمت ستهلك إن تجنبت وصايا الإله و الرسول.
ثم إن الولادة من الله التي حرفها النصارى هي هداية العبد للإيمان و العمل الصالح فجعلوها ولادة جسدية و خصوا المسيح بها تعالى الله تماما كلفظ البنوة.
Bookmarks