النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عرض الاعمال على الاموات

  1. افتراضي عرض الاعمال على الاموات

    بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم -
    السلام عليكم ورحمة الله -

    (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم)

    وهذا الجزء من الحديث ضعيف رواه البزار في مسنده عن ابن مسعود، بهذا اللفظ، وقال: "هذا الحديثُ آخِرُهُ لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وأول الحديث صحيح، وهو قول: "إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام" أخرجه بهذا اللفظ النسائي وأحمد والطبراني والبيهقي وغيرهم.

    ولم يصح شيء من أحاديث علم الميت بأحوال أهل الدنيا ولا يصح تقويتها ببعض لضعف أسانيدها ونكارة متنها ومخالفتها الأحاديث الصحيحة القوية في عدم معرفة النبي بما عمل الناس بعده، وأصل جميع ما يقال في ذلك كتاب القبور لأبن أبي الدنيا، ولم يثبت فيه غير أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وهذا البكاء لا يستوجب معرفة حال الباكي .

    فقد ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ يقال له يوم القيامة (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) فكيف لا يدري وأعمالهم معروضة عليه .

    وثبت في الصحيح أيضا قول النبي ﷺ كما قال عيسى ابن مريم: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ).

    فهذا وغيره مما يطعن في المتن يثبت أنه غير مطلع على أعمالنا وأنه متوفى، كما قال الله تعالى {إنك ميتٌ وإنهم ميتون}.

    وتفصيل سند الحديث والأحاديث الأخرى -
    روى البزار في مسنده (ح 1925) - قال: حدَّثنا يوسفُ بنُ موسى , قال : حدثنا عبدُ المجيد بنُ عبد العزيز أبى روَّادٍ , عن سفيان , عن عبد الله بن السائب , عن زاذان , عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال : " إنَّ لله ملائكةً سَيَّاحين يبلغوني عَنْ أمتي السَّلام . " . قال : و قال رسول الله : " حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ , تُحدِثُونَ و نُحْدِثُ لكم , و وفاتي خيرٌ لكم تعرضُ علىَّ أعمالُكم , فما رأيت من خيرٍ , حمدتُ الله عليه , و ما رأيتُ من شرٍّ , استغفرتُ اللهَ لَكُم". ثم قال :"هذا الحديثُ آخِرُهُ لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

    وقد رواه أربعة عشر راويا عن سفيان الثورى في عشرات الكتب ولم يذكروا قوله :"حياتى خير لكم" وخالفهم عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فتفرد به عن الثوري بهذا النص فذكره .

    وعبد المجيد هذا قال عنه ابن حجر: "صدوق يخطىء وكان مرجئا أفرط ابن حبان فقال: متروك"، وقال فيه القطان:" كذاب".، وقال يعقوب الفسوي: "مبتدع عنيد داعية"، وقال الدارقطني: "ثبت في حديث ابن جريج، ومرة ​​قال: لا يحتج به، يعتبر به"، وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال الحاكم: "ممن سكتوا عنه"، وقال أحمد بن حنبل: "ثقة مغال في الإرجاء"، وقال أبو داود: "كان عبد المجيد رأسا في الإرجاء"، وقد روى له مسلم حديثا واحد في كتاب الحج (1229)، مقرونا بغيره ممن رواه وهو هشام بن سليمان المخزومي. أنظر ترجمة عبد المجيد في تهذيب الكمال (3510)، وغيره.

    قال الحافظ العراقي في طرح التثريب (3/297) :"إسناده جيد" ، وفصل في المغني عن حمل الأسفار (2/1051) حديث رقم: (3810) فقال: "أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون، ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف".

    وقال الهيثمي في المجمع (9/24) : رواه البزار و رجاله رجال الصحيح ، وكذلك صححه السيوطي في كتابه الخصائص (2/281) ، ومعلوم أنهما متساهلين في التصحيح ، فوجب في مثل هذه الحالة تقديم قول من جرح الحديث على من صححة.

    قال الألباني في السلسلة الضعيفة 2/406: "وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه، وخيرها حديث بكر بن عبد الله المزني وهو مرسل، وشرها حديث أنس بطريقيه، وهما موضوعان"

    ثم تراجع الألباني فقال في السلسلة الصحيحة (604/6) :"و كنت خرجتهما في " الضعيفة " ( 864 ) و لم أكن قد وقفت على الطريق الأولى الموقوفة الصحيحة , و لذا وجب نقلهما منها إلى هنا , و كذا الحديث الذي هناك ( 863 ) من حديث أنس رضي الله عنه ينقل إلى هنا , .... ثم وجدت للحديث شاهدا آخر مرسلا".

    فتراجع الألباني لوقوفه على شواهد موقوفة ومرسلة، وبناء عليها أدرج أحاديث عرض الأعمال أجمالا في الصحيحة مع أن أسانيدها ضعيفة ومتهالكة -

    ومن المعلوم ان التصحيح بالشواهد المعلولة يخالف طريقة المتقدمين والمتأخرين، وكل هذه الشواهد لاتخلو من علل قادحة كما سنبين؛
    فالمعتمد في أصول علل الحديث أن المتروك أو المتهم بالكذب لا يُعتبر بروايته ولا تتقوى.
    وقد استعمل الألباني ذلك في مواضع عديدة في كتبه، نذكر منها قوله في حديث: (لا يمس القرآن إلا طاهر) :«وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف، ولكنه ضعف يسير إذ ليس فى شىء منها من اتهم بكذب، وإنما العلة الإرسال أو سوء الحفظ، ومن المقرر فى علم المصطلح أن الطرق يقوى بعضها بعضاً إذا لم يكن فيها متهماً» [إرواء الغليل، ح 122].

    ● وهذه شواهد الحديث : -
    حديث عن أنس مرفوعا ورد من طريقين أولهما عن مجهول *حدثنا سفيان عمن سَمِعَ أنس بن مالكٍ :" إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَإِنْ كَانَ خَيْراً اسْتَبْشَرُوا بِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا".

    والطريق الآخر: رواه خراش بن عبد الله، وهو منكر الحديث متروك بالأجماع؛ انظر المغني (209/1)، والضعفاء والمتروكين (253/1)، وفي السند أيضا أبو سعيد الحسن بن علي بن صالح العدوي، متروك وضاع الحديث. انظر المجروحين (241/1) والضعفاء والمتروكين (206/1).

    وحديثين عن أبي أيوب مرفوع وفيه :"وَيُعْرَضُ عَلَيْهِمْ عَمَلُ الْمُسِيءِ ، فَيَقُولُونَ :"اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُ عَمَلا صَالِحًا تَرْضَى بِهِ عَنْهُ وتُقَرِّبُهُ إِلَيْكَ".
    رواه مسلمة بن علي الخشني وهو واه متروك الحديث. انظر ترجمته تهذيب الكمال (1329/3).

    والحديث الآخر موقوف وفيه :"فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وقالوا هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأوا سوء قالوا اللهم راجع بعبدك".
    وفي السند انقطاع بين ثور بن يزيد (ولد سنة 83هـ تقريبا) وأبي رهم السماعي الذي أدرك الجاهلية ولا يعرف لثور سماع من أبي رهم، وقد جاء لثور رواية ضعيفة لهذا الحديث عند ابن حبان في المجروحين (1/336) عن سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به، فأدخل بين ثور وأبي رهم خالد بن معدان .

    وحديثين عن أبي هريرة موقوف ونصه :"إنّ أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم ، فإن رأوا خيرا فرحوا به ، وإن رأوا شرا كرهوه".
    رواه عبد الرحمن بن عثمان الثقفي البصري (البكراوي) وهو ضعيف مطروح الحديث. أنظر الضعفاء الكبير (335/2)، والضعفاء والمتروكين (97/2)، والكامل في ضعفاء الرجال (483/5).

    والحديث الآخر مرفوع وفيه :"لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ".
    رواه عبد الله بن شبيب بن خالد وهو متروك الحديث. أنظر الضعفاء والمتروكين (126/2)، والكامل في ضعفاء الرجال (430/5).
    وفي السند ايضاً سعيد المقبري رمي بالاختلاط في آخر عمره؛ أنظر ميزان الاعتدال (140/2).

    وحديث عن جابر بن عبدالله مرفوعا: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ ، وَأَقْرِبَائِكُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ، قَالُوا : اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ ".
    رواه الصلت بن دينار وهو ضعيف متروك الحديث .
    أنظر تهذيب التهذيب (434/4)، والجرح والتعديل (1919/4).

    وحديث عن النعمان بن بشير مرفوعا :"ألا إنَّه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها ، فَاللهَ اللهَ فِي إِخْوَانِكِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورُ فِإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ".
    وفي السند مجهولان لا ترجمة لهما ولا يعرف حالهما : أبو إسماعيل السكوني وشيخه مالك بن أدي .

  2. افتراضي

    قال الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)

    والآية نزلت في المنافقين، أي: اعملوا فلن يخفى أمركم, ونصها واضح في معظم كتب التفسير :

    (وقل)، يا محمد، لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك (اعملوا)، لله بما يرضيه، من طاعته، وأداء فرائضه فسيرى الله عملكم, ويراه رسوله والمؤمنون، في الدنيا (وستردون)، يوم القيامة، إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم, فلا يخفى عليه شيء من باطن أموركم وظواهرها فيخبركم بما هو خالصًا وما هو رياءً فيجازيكم على ذلك كله .


    ((ملاحظة)) قول عائشة رضي الله عنها في حديث "فإذا أعجبك حسن عمل امرئ ، فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
    فهو من باب الاستشهاد بجزء من الآية في غير ما وردت من أجلِه في الأصل وجعلها مما يدخل في معنى الآية . والله اعلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء