السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اجعل ممن يتبع الكتاب والسنة ويجعلنا أهل وعي....
ملاحظات حول العلمانية الغربية
العلمانية معروفة وكتب حولها الكثير وحكم الاسلام على من يدعو اليها وليس هذا فحوى الموضوع فهو قديم مستهلك ولكنها خاطرة وجيزة جدا
لو كان لدي وقت كاف لبسطتها بتفاصيل ووثائق كثيرة .....
العلمانية النظرية فكرة طوباوية-أي مثالية-
العلمانية مجرد فكرة طوباوية -بمعنى مثالية- لا يمكن أن تطبق في الواقع أبدا
هي مثل الطلاء البراق فوق الحذاء ليس الا.........
وفهي تعني على المستوى النظري تعني حماية اختيارات جميع المواطنين بالتساوي سواءا ما تعلق بالعقيدة أو الرأي
وهذا محال لأن تطبيقها الفعلي بمعناها الحقيقي ينافي خصائص وحقيقة انه لا يوجد شخص بموقف حيادي تجاه جميع الناس بل كل شخص رهين معتقداته.
لكي يتم تطبيق العلمانية يجب أن يمسك دواليب الحكم أشخاص حياديون وهذا الشخص غير موجود ولن يوجد
فكأنك تبحث عن شخص ليس بذكر وليس بأنثى مثلا
شخص ليس ملحدا وليس نصرانيا وليس يهوديا وليس مؤمنا
لأن من سيشرف على تسيير السلطات بشر وكل منهم سيتصرف وفق ما يعتقد
فالملحد منهم سيتصرف بما سيمليه عليه الحاده والنصراني منهم سيتصرف بما تمليه عليه نصرانيته عند اتخاذ القرار السياسي أو اصدار التشريعات.....الخ
بطبيعة الحال انتاب الناس البسطاء عندما نظروا الى العلمانية الغربية توهم فظنوا أنها تعني الموقف الحيادي تجاه كافة المواطنين
وهذا كان حقا فقط ومشاهد في الغرب عندما كان عدد المسلمين قليل بالمئات او الآلاف فهم ليس لهم ظهور ووجود حقيقي
فظن الناس أن العلمانية تحمي الاختيارات الدينية للمواطنين
لكن عندما صار عدد المسلمين بالملايين داخل أوربا وصار لهم وجود وظهور حقيقي
خاصة في دول مثل فرنسا وكندا سقط قناع العلمانية الزائف
وصار السياسيون والعلماء والأحزاب والمواطنين يطالبون بطرد المسلمين ويحرضون ضدهم حتى لا تتغير الهوية الأوروبية
وكثرت الدراسات والتحذيرات والملتقيات والتصريحات العدائية للمسلمين
وبانت كذبة حرية المعتقد
وبدأت الدول في منع الحجاب ومنع الآذان ومنع وتضييق بناء المساجد ومنع الختان ومنع الذبح الاسلامي
ودول أخرى تقصي المسلمين من التوظيف وحق الامتلاك. ومنعوا بناء منارات المساجد.......الخ
2- أما قول الذي قال ان تلك الدول الغربية تستضيف اسلاميين أو هاربين فذلك معلوم عندنا فهي حريصة على ايواء كل من يقدرون بخبرتهم أنه سيساهم في
اثارة القلاقل داخل بلاده وتأجيج الفتنة والحروب في أوطانهم سواء ممن يسمونهم اسلاميين أو غيرهم وتساعدهم وتمنحهم القنوات التلفزيزنية والدعم المادي .
حرية التعبير في الغرب معناه قل ما تشاء وفكر كما تشاء لكن داخل القيم الغربية فقط
3- سلوك الدول الغربية واضح فهو تحالف بين الهوية النصرانية اليهودية مع الالحاد وهؤلاء الثلاثة يتقاسمون نفس النظرة للعالم ونفس القيم.
فحرية التعبير عندهم لها هذا المعنى الذي لا يخفى على أهل الوعي وهو الآتي " قل ما تشاء وافعل ما تشاء شرط أن يكون ذلك داخل القيم الأوربية "
أما القول أو الفعل الذي يخالف تلك القيم فهو ليس رأي وليس تفكير
أما العلمانية النظرية التي تعني حماية اختيارات المواطنين الدينية وآرائهم فهي من المفروض أن لا تنحصر في القيم الأوربية
لاحظ مثلا أن من ينتقد جريمة موثقة ارتكبتها اسرائيل سيحاكم في الغرب بتهمة جاهزة تسمى " معادة السامية" فيطرد من عمله ويدخل السجن وتؤخذ جميع ثروته كغرامة مالية مثلما حدث للكثير من الشخصيات الغربية فأين حرية الرأي والتعبير المزعومة
ومن يتجرأ أن يقدم بحثا علميا موثقا يدحض فيه اسطورة المحرقة اليهودية يسجن وتفرض عليه غرامة باهضة تأتي على ثروته جميعا فأين هي الحرية الأكاديمية وحرية الرأي المزعومة
ومن يجرأ ويخبر الناس بالأمراض الفتاكة المنتقلة بالشذوذ الجنسي يحصل له نفس الشيء....الخ
4 - وقد توهم الناس وجود حرية للتعبير والتفكير داخل المجتمعات الغربية لأنهم رأوا الناس هناك يقولون بحرية انهم ملاحدة أو أنهم شواذ جنسيا أو ينتهكون المقدسات بحرية كاملة أو يظهرون العري والدعارة بحرية كاملة فكل ذلك مرده ان الهوية الأوربية _ذات الجذور اليهودية المسيحية الالحادية- لا تتعارض مع تلك الأفكار الهدامة لذلك يسمح للأشخاص بذلك.
لكن هل يستطيع أن يعبر شخص بحرية وينتقد مثلا الشذوذ الجنسي هناك أو ينتقد قيمهم كالحرية الجنسية والعري أو قانون معادة السامية أو تاريخهم المشين بطبيعة الحال لا يسمح بذلك وسيحاكم ويسجن وتفرض عليه الغرمات لأن حرية التعبير عندهم لها معنى واحد وهي عبر كما شئت دون أن تخرج عن القيم النابعة عن هوية أوربا- المسيحية اليهودية الالحادية-....
ولذلك تثور الثوائر في السنوات الأخيرة على المسلمين وكثر التحرش السياسي بهم لأنهم لا يتقاسمون تلك القيم الاروبية
فان كانت العلمانية تضمن حرية التعبير والرأي فلماذا تعتبر أنها لا توجد الا قيم واحدة وهي القيم الأوربية..
ملاحظات ذات أهمية
هناك عدة مفاهيم لمصطلح العلمانية ومن بينها توجد العلمانية المحاربة للدين لكن العلمانية التي أشار اليها المقال هي تلك التي يزعم أفكارها بامكانية حماية الحريات الدينية والفكرية والراي للمزاطنين بالتساوي .
قصدت بالقول أن العلمانية التي تزعم حماية حريات المواطنين بالتساوي هي فكرة مثالية ليس بمعنى فكرة جيدة بل بمعنى فكرة لا يمكن تجسيدها حقا في الواقع
ودمتم سالمين
Bookmarks