التوبة إلى الله
تاركٌ للصلاة يموت ساجداً
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
أخي الشاب أختي الشابة لنتذكر أن الله كريم جواد تواب رحيم بر رحيم يفرح بتوبة التائبين (يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) يقول جل و علا : (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ) رواه لترمذي و صححه الألباني
فهل نبادر بالتوبة و نتقرب إلى الله ليتقرب إلينا سبحانه بفيض بره و جميل إحسانه و عظيم نواله عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال ( إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري .
إنا قصة شاب غافل لاهي ابتعد عن الله كل البعد هجر الصلاة و ترك الصيام تزوج بامرأة صالحة فلم يغير ذلك في حياته العابثة شيئاً و في ليلة من ليالي رمضان كان على أحد الشواطئ انطلق صوت أحد الشباب بأذان المغرب يختلط مع صوت الأمواج الهادئة هناك حيث كان مجموعة من الشباب يناولون الإفطار وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة، فقال له: شكرا، ولكني لست بصائم.
قال له صاحبه: ما عليك!، مجرد مشاركة معنا.. أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة- منذ أن تركها- قبل فترة طويلة- وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه، وبعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت، كان يفكر في هذا الجمع الطيب، وتلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل، أو ربما سمع مثلها كثيرا، ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح، فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته إلى متى أظل على هذا الطريق؟
أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟
وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته، تعجبت زوجته من قدومه المبكر، وعندما سألته قص عليها ما جرى لي.
وفرحت زوجته، واستبشرت بقدوم أيام الفرح، بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا يولد حزنا، بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها بها من القسوة.
صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويلة، توضأ وأخذ يصلي مناجيا ربه، ويستغفر عن الأيام الخالية، يطيل في السجود والقيام حتى أذن الفجر.
استيقظت زوجته، فرأته ساجدا، فرحت كثيرا بهذا التغيير، واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة، ولكنه لم يقم من سجدته، فوضعت يدها عليه مخاطبة: "بو فلان شفيك "؟
ولكنه بدل أن يجيبها سقط على جبنه، لقد وافته المنية وهو ساجد يناجي ربه.
ماذا لو تأخر قليلاً ؟ ماذا لو لم يصلي مع أولئك الشباب ؟ ماذا لو لم يحاسب نفسه و يبادر بإعلان التوبة ؟ كيف ستكون خاتمته ؟
بادر أخي بالتوبة
لاتؤجل أرجوك
فمن يدري لعل
الموت يأتى بغتة