يقول بالحرف :
تصف جميع أساطير خلق الكون شخصية أو أكثر، كان لها الفضل بخلق هذا الكون الذي نعيش فيه، وأنها جلبت فيها النظام والقانون وخلقت هذه الدنيا التي نعيش فيها، وأوجدت فيها الإنسان أيضا. واغـلـب الاديان لـديها اساطيرها الخاصة عن كيفية بـدء الحياة ، بالرغم من انهم يجدون صعوبة في توضيح ماكان سائدا قبل الخليقة.
اختلفت الاساطير حسب اختلاف الشعوب، لما فكر الأنسان منذ البدأ في أن يجد تفسيرا للكون وللخلق وللألهة، فقد توصل الى أن الكون لابد أن يكون من وحي بيئته من حيث ايجاد الألهه للسيطرة على هذا الكون، وقد صور الألهه حسب حاجته، فأستطاع حسب خياله من تزيين الألهه كيفما شاء. لذا نرى أن الأمم المختلفة تأثرت على مر العصور من ظروفها الحياتية، اذ أن المهن الأساسية التي مارسها الشعب تركت أثرًا بارزًا على أسطورة هذا الشعب في خلق الكون. وعلى سبيل المثال يقال أن الشعوب التي كانت تمارس مهنة الصيد نجد أن أسطورتها في خلق الكون ذات صلة وثيقة مع الصيد.
واقتبس الفكر اليهودي من القصص السائدة في عصره فكرة خلق الكون وأخذوا منها مايوافق ذوقهم، لذا تبدأ أسطورة الفكر اليهودي بان الله كان موجود و خلق الكون في سبعة أيام و في كل يوم خلق جزء من الكون. والمسيحية التي أتت بعد اليهودية، أخذت قصة الخلق كشيء مسلّم به ، وقد رجع الدين الأسلامي الى نفس القصه الأسطوريه المرويه من قبل اليهود في أن الأله خلق الكون في ستة أيام.
لم تشكل أسطورة " خلق الكون في ستة ايام" اي معضلة لهذه الديانات التوحيدية ، لكن لما تقدمت العلوم والاكتشافات، واستطاع العلم أن يكشف عمر الارض والكون، تزعزعت هذه الديانات التي كانت تعتقد أن الخلق تم بشكل حرفي كما جاء في اساطيرهم الدينية والتي تقول أن خلق السموات والارض تم في سته ايام، فلجؤوا رجال الدين من الديانات التوحيدية للدفاع عن ماهو مكتوب في كتبهم المقدسة، فراحوا يفسرون أن الايام ليست ايام بل هي حقبة زمنية ! وأن الله لايعني اليوم الارضي مما نعد بل هو مختلف عنه ! فيقولون لك ان اليوم هو الف سنة مما تعدون أو أنه خمسون ألف مما نعد-كما ذُكر في القرآن-، المهم أنهم يحاولون ان يقنعوا الناس أن اليوم ليس هذا اليوم الذي نعرفه نحن. لكن محمد بما قاله في حديثه يؤكد على أنها الايام التي نعرفها نحن وليست غيرها مما يحاول الزغلوليون-علماء التخلف العلمي- ان يقنعوا بها الناس، واليكم ماقاله محمد أخبرنا أحمد بن محمد التميمي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال ، عن عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألت عن خلق السماوات والأرض فقال :
" خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء [ وما فيهن من المنافع ] ، وخلق يوم الأربعاء [ الشجر والماء ] ، وخلق يوم الخميس [ السماء ] ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر " . قالت اليهود :
ثم ماذا يا محمد ؟ قال : " ثم استوى على العرش " . قالوا : قد أصبت لو تممت ثم استراح . فغضب رسول الله غضبا شديدا . فنزلت الأية ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ [ق : 50/38] . الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: بن حرير الطبري - تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/22
يعني الايام العادية التي نعرفها اليوم، من هذا سأنطلق لابين أن هذا الله غير قادر تماما وانه شيئُ مادي ؟ لماذا ؟
اولا اذا جزمنا أن لهذا الاله قدرة فائقة و أذا اراد شيئا يقول له كن فيكون ، "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" يس 81
اي في رأيي انه في رمشة عين قادر على خلق الارض والسموات و لايحتاج الى ستة ايام طولا وعرضا ، ولاياخذ كل هذا الوقت الطويل لخلق السموات والارض، اذا نستنتج منطقيا وحتما أن هذا الاله ليست له أي قدرة على اي شيئ لانه احتاج لكل هذا الوقت ! وبها سيفقد قدرته تماما ، وهل من المعقول ان اله يحتاج الى كل هذا الوقت لخلق الاشياء؟ فلو كان انسان هذا مقبول لكن اله فهذا ليس معقول ؟؟
ثانيا من منطلق الايات التي تبين انه خلق السموات والارض في ستة ايام ، هذه الايات توضح جليا أن هذا الاله هو شيئٌ مادي وخاضع لزمن "اليوم" ، فماهو ياترى تعريف اليوم ؟ يعرف اليوم بانه هو فترة زمنية قياسية تختلف من كوكب الى أخر، ففي الارض مدته 24 ساعة بالتوقيت وهو مكون من الليل والنهار اللذان يتعاقبان باستمرار وهو ناتج عن دوران الأرض حول محورها. وهناك في علم الفلك ثلاثة انواع من الايام فلا داعي لذكرها. اذن من هنا نستنتج أن الزمن ناتج عن حركة كوكب ما حول نفسه و حول الشمس...الخ . اذا لو طبقنا هذه القاعدة على الله ماذا سيحدث ؟ سنقول أن الله سيكون في مأزق وضع نفسه فيه أولا لانه كيف سيخضع لتوقيت وهو لم يخلق بعد السموات اي الى اي حركة خضع لخلق الارض ؟ لان في الكتب الدينية وحسب محمد ان الارض سبقت خلق السموات - و من المضحك انه استغرق خلق الارض اربعة ايام بينما استغرق خلق الشمس والقمر ومليارات النجوم والكواكب والمجرات الاخرى يومين فقط- . ثانيا حتى ولوتغاضين على هذا الترتيب والزمن الذي استغرقه في خلق الارض(4 ايام) ، ايعقل ان يخضع اله لتوقيت أي لحركة شيئ ما (كوكب ، نجم، جرم..الخ) حتى وان صدقنا أنه خلق اشياء اخرى قبل الارض و السموات ؟ فخضوع هذا الاله لتوقيت ما يعني انه شيئ ٌ مادي ويشغل حيزا وليس ذاك الاله الذي ليس له كفوءا احد .. هل يُعقل ان يخضع اله لحركة مخلوقاته ؟ وهل هذا الاله ليس كمثله شيئ ؟ وهو مثلي انا التي اخضع لكل ايام الاسبوع لصنع اي شيئ..
أن اسطورة الخلق في ستة ايام ماهي الا رواية ادبية رمزية عبرت عن طقس من طقوس الديانات الغابرة، لكن المعضلة تبدأ لما يعتقد الناس أن الخلق تم بشكل حرفي كما جاء في اساطيرهم الدينية ويبدأون ببناء التلفيقات الضرورية لتصبح رمزا للاعجاز العلمي....
الجواب :
أهلا بالزميل،
مداخلتك من خمس نقاط و الرد عليها كالتالي :
النقطة الأولى :
حيث يبدو أنك تخلط بين التوحيد و الوثنية و تعتبرهما شيئا واحدا بحيث ترى من منظورك القاصر أن دين التوحيد داخل في – و ليس متداخلا مع - الموروثات البشرية و الحضارات الإنسانية ، و نحن نشاطرك الرأي في هذه النقطة من وجه لكن باعتبار يسقط ادعاءك ببشرية الدين الإلهي ''الإسلام'' و هو أن أصل الأديان البشرية جميعا كان و لم يزل هو دين التوحيد و الإيمان بالإله الواحد خالق الكون و أن هذا الدين ليس بشريا إلا من سبيل نسبته إلى الفطرة الإلهية لأن الله فطر عباده على التوحيد و جعل لذلك حجة قائمة من العقل الإنساني و حججا لا حصر لها من الكونيات.
و تفصيل الرد على هذه النقطة هنا ''من منتدى التوحيد'' :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?20795-%CA%C7%D1%ED%CE-%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF-%E6%C7%E1%E6%CB%E4%ED%C9
و هنا '' من مجلة التوحيد'' تحت عنوان : نقضُ المنهجِ التطوريِّ في علم الاجتماع الديني
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?17654-%C7%E1%DA%CF%CF-%C7%E1%CE%C7%E3%D3
النقطة الثانية :
ادعاءك بأن عقائد الإسلام أصلها نصراني أو يهودي بالرغم من أن الإسلام يناقض اليهودية و النصرانية في أكثر من 90 بالمائة من عقائدهما و يصحح وينتقد كثيرا من مغالطاتهما و يكشف عن كثير من التحريف و التخريف الذي لحق بمصادرهما المقدسة.
و حتى مع التسليم بالتشابه بين مصادر الإسلام و بين ما عند اليهود و النصارى فهذا لا يعني بطلان نسبته إلى الوحي و إلى مصدر إلهي لأن اليهود و النصارى ليسوا وثنيين و إنما أهل كتاب استقوا أصول دينهم و اعتقاداتهم أصلا من الرسالات و من كتب سماوية و من أنبياء نحن نؤمن بهم، الفارق كون تلك الأصول تعرضت للتحريف و الضياع بخلاف القرآن الكريم و النص الإسلامي عموما.
النقطة الثالثة :
احتجاجك في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه و سلم في مسألة الخلق في الإسلام و الذي هو شاهد آخر على الإعجاز و ليس العكس، أولا لأن ثمة فرق كبير جدا بين ما ورد في ''سفر التكوين'' حول خلق الأرض و بين حديث النبي صلى الله عليه و سلم فيبطل ادعاءك المشابهة. إلا أن يكون لليهود حينها مصدر آخر غير الذي نجده اليوم و انظر فقرات سفر التكوين من 1 إلى 31. فحينها يكون ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم دليلا على نبوته باعتبار أنه لم يتعلم الدين اليهودي حتى يقول بما قالوه على وجه التفصيل. فأميته (كونه لا يقرأ) و أنه لم يتلقى تعليما من أهل الكتاب كانت أشهر من نار على علم. و حتى عند الموافقة التامة فالنص ذاته لا يمكن أن يكون بشريا للتوافق الشديد و العجيب بين ما جاء فيه و بين الكشوفات العلمية الحديثة. و في هذا الشأن يقول الدكتور شرف القضاة في بحث له بعنوان : " هل يتعارض الحديث مع القرآن والعلم ؛ حديث التربة نموذجا ".
" إن المقارنة الدقيقة بين هذا الحديث النبوي ، وبين العلوم الطبيعية ، تبين بوضوح أنه لا يوجد أي تعارض بينهما . كما أن المقارنة تبين أنه – باستثناء المكروه الذي لا يعرف معناه على وجه التحديد – فإن الحقائق العلمية تؤيد كل ما جاء في الحديث بالترتيب المذكور .
فإن من الثابت أن الأرض بعدما انفصلت عن الشمس بدأت تبرد بمرور الوقت ، حتى أصبح لها قشرة متجمدة ، ازدادت شيئا فشيئا ، ثم تكونت التضاريس من جبال ووديان . [ الإنسان في الكون بين القرآن والعلم، ص32]
كما أنه ما من شك في أن النباتات خلقت بعد القشرة الأرضية والجبال ، وقبل الأسماك والحيوانات والطيور ، وأن الكائنات البحرية خلقت قبل الكائنات البرية . [دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، ص212. والإنسان في الكون، ص137. والأرض، ص25. وقراءة في تاريخ الوجود من الانفطار الأول إلى النفخة الأخيرة، الدكتور أحمد محمد كنعان، ص120-121 دار السلام، القاهرة، 2008م]
وهكذا فإن الثابت علميا هو أن التطور على الأرض قد بدأ بظهور القشرة الأرضية ، ثم الجبال ، ثم النباتات البحرية ، ثم الأسماك ، ثم النباتات البرية ، ثم الحيوانات ، ثم الإنسان ، وهذا هو بالضبط الذي ورد في هذا الحديث .
1. التربة، والمقصود بها (القشرة الأرضية)، وهي مكونة من الصخور والرواسب الذين أثر فيهما المناخ عبر الزمن، [الأرض، ص155]، وقد كانت الصخور النارية هي أول الصخور المكونة للقشرة الأرضية. [الأرض، ص42]
2. الجبال
3. الشجر، والمقصود به النباتات، وقد ظهرت النباتات في البحر أولا على شكل طحالب، ثم ظهرت بعد ذلك على اليابسة.
4. النون (الأسماك) فالنون هو الحوت : وهو السمكة الكبيرة.
5. الدواب (الحيوانات البرية)
6. آدم عليه السلام.
فهل يمكن أن يكون هذا التوافق التام في عصر لم يكن يعلم أحد من ذلك شيئا بمحض الصدفة؟ إنه لمن المستحيل عادة أن يقول هذا إنسان من رأيه واجتهاده، ولا شك أن هذا الحديث إنما هو مما أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فالحديث فيه إعجاز علمي واضح" .
و إذا كنت تحتج على الحديث أو على نص القرآن لأنه تكلم على مدة زمينة مرتبطة بالأرض من حيث التشابه في الإصطلاح و لأن حديث التربة السابق أشار إلى ذلك صراحة. فنقول : مع أن هذه مسألة غيبية و لا يمكن الجزم فيها بالظن أو من منطلق علمي بحت فتوجيهها دينيا كما يلي :
''الصحابة وأصحاب العلم قالوا بأن أيام الخلق ليست كأيامنا مع علمهم بما ذكر عن تفصيل أيام الخلق و توزيعها على أيام الاسبوع (سبت أحد....إلخ). ويجب أن نضع أيضًا نقطة في الحسبان بأن هؤلاء العلماء لم يكن لديهم الدراسات المتقدمة في الفلك و نشأة الكون ومع ذلك قالوا بهذه الأقوال. لذلك لا مانع من إطلاق أسماء أيام الأسبوع على أيام الخلق، وهذا أيضًا لا يعني بأن هذه الأيام كأيامنا''
و لا ريب أن الله تعالى الذي خلق الزمن قادر بمشيئته على تقصير أيامه أو تطويلها بحسب ما تقتضيه حكمته، و قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي تحدث فيه عن المسيح الدجال:
........... قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْماً. يَوْمٌ كَسَنَةٍ. وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ. وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ. وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ فَذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «لاَ. اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ».
أما بخصوص المدة التي خلق الله تعالى فيها السموات و لماذا هي ستة أيام و ليس لحظات أو ثوان أو أقل من ذلك فهذا من الجدل في مشيئة الله و ليس في قدرته و إلا إن كنت متكلما عن القدرة فأنت الملزم من باب أولى بإعطاء تبرير و تفسير و شرح لادعاء خلق الكون من لا شيء ، و من أين للأشياء باكتساب القدرة على التحول من اللاشيء إلى الشيء و من غير المنظور إلى المنظور و من البسيط جدا إلى المعقد جدا جدا. و عليه فليس ادعاءك بأكثر عقلانية من القول بأن الله خلق بعض مخلوقاته في أزمنة محددة متباعدة أو متقاربة لأمور اقتضتها حكمته علمنا بعضها و جهلنا بعضها، إضافة إلى أن الله تعالى خلق أمورا كثيرة بقول كن و منها الكون نفسه الذي خلقه في لحظة يسميها العلم بالإنفجار العظيم حيث أوجد الله تعالى المواد الأولية للكون من منفردة بقوانين متناهية الدقة و بالغة التعقيد احتاجت إلى أدمغة و عقول بوزن عقل أينشتاين لمجرد استيعابها !!
و هناك أمورا أخرى يجب أن تأخذها بالإعتبار في عملية الخلق و هي أن الله تعالى أسند كثيرا من تصرفات الخلق و تفصيلاته كخلق الإنسان إلى ملائكته و هي التي خلقها بقول كن و هي أعظم منه خلقا على فكرة. و أن الله خلق العرش و هو أعظم من السموات بأحجام لا نستطيع تصور أبعادها و خلق له حملة يحملونه بعظمته كل ذلك بقول كن. و أنت تسأل لماذا لم يخلق الله الكون بكل مراحل تطوره الدقيقة في لمحة بصر ؟ ثم أليست هذه المراحل نفسها تظهر حكمة الله في الوجود و أن الله خلقه بقوانين و موازين أمر الإنسان بالسير و النظر في نفسه و في الأرض و السموات لكشفها ؟
و مسألة أخرى هي تجدد الخلق فالله لو أوجد الخلق الأول في لحظة سنباغتك بهذا السؤال و سنستحثك على التفكير فيه مليا لأنه قد يكون فوق قدرة استيعابك على ما نظن :
إن كان أوجد الله الخلق كلهم في لحظة ما محل قانوني السببية و التسلسل من الإعراب : التوالد و الوراثة الجينية لدى الكائنات الحية على سبيل المثال علما بأن الخلق و الإحياء متجدد. هل كان الله ليخلق الخلق جميعا في أول مراحله فيجد الناس و الحيوانات و غيرهم من الخلائق أنفسهم جميعا على هذه الأرض أم لا بد من حكمة التسلسل في الوجود و حتمية قانون السببية : أسباب تؤدي إلى نتائج؟
و لهذه الإعتبارات بَطَل قولك اللاحق :
''ايعقل ان يخضع اله لتوقيت أي لحركة شيئ ما (كوكب ، نجم، جرم..الخ) حتى وان صدقنا أنه خلق اشياء اخرى قبل الارض و السموات ؟ فخضوع هذا الاله لتوقيت ما يعني انه شيئ ٌ مادي ويشغل حيزا وليس ذاك الاله الذي ليس له كفوءا احد .. هل يُعقل ان يخضع اله لحركة مخلوقاته ؟ وهل هذا الاله ليس كمثله شيئ ؟ وهو مثلي انا التي اخضع لكل ايام الاسبوع لصنع اي شيئ''
فالله تعالى يُخضع و لا يَخضع و له المثل الأعلى في كل شيء و من ذلك الخلق في لمح البصر و الخلق بقوانين و أسباب تقتضي مددا و أزمنة.
النقطة الرابعة :
تقول :
''اذن من هنا نستنتج أن الزمن ناتج عن حركة كوكب ما حول نفسه و حول الشمس...الخ . اذا لو طبقنا هذه القاعدة على الله ماذا سيحدث ؟ سنقول أن الله سيكون في مأزق وضع نفسه فيه أولا لانه كيف سيخضع لتوقيت وهو لم يخلق بعد السموات اي الى اي حركة خضع لخلق الارض ؟ لان في الكتب الدينية وحسب محمد ان الارض سبقت خلق السموات ''
الإجابة : أن الله خلق الزمن (الأيام و الشهور) و هي البعد الرابع مع الأبعاد الثلاثة مع خلق السموات و الأرض و ليس فقط مع وجود الشمس و الأرض و دوران الأفلاك و ناسب الله تعالى بين خلق الخلائق بالتفصيل و بين الزمن فوافقت هيئة الأرض و الأفلاك هيئة الزمان كما خلقه أول مرة، و ليس في هذا مستحيل عقلي حتى تنفيه.
و في ذلك شواهد من كتاب الله و حديث النبي صلى الله عليه و سلم :
ففي القرآن : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. (36 – سورة التوبة)
و في الحديث : ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً.
النقطة الخامسة :
تقول :
''و من المضحك انه استغرق خلق الارض اربعة ايام بينما استغرق خلق الشمس والقمر ومليارات النجوم والكواكب والمجرات الاخرى يومين فقط- . ''
الإجابة :
ستضحك على نفسك إذا علمت أن هذا باعتبار ما خلقه الله على الأرض من بحار و محيطات و غلاف جوي و جبال و مد و بسط و مرعى للأحياء و أحياء أما الكون المرئي و كذا السموات العلى فلم يطرأ عليها كثير تغيير مقارنة مع التاريخ الجيولوجي للأرض حتى تصلح للحياة و الإنسان الذي أوجده الله على ظهرها في نهاية اليوم السادس. و ذلك كما أخبر الله تعالى في قوله : أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)
Bookmarks