الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فان هناك أعذار تبيح للشخص أن يصلى الظهر بدلا عن الجمعة

روى البخارى قال حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل قال أخبرني عبد الحميد صاحب الزيادي قال حدثنا عبد الله بن الحارث بن عم محمد بن سيرين قال بن عباس لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة قل صلوا في بيوتكم فكأن الناس استنكروا قال فعله من هو خير مني إن الجمعة عزمة وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحض

ما يفهم من الحديث

1-فإنه يجوز التخلف عن الجمعة بسبب المطر الذي يتأذى منه، بدليل ما في الصحيحين عن ابن عباس: أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت أشهد أن محمداً رسول الله فلا تقل حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم، قال: فكأن الناس استنكروا ذلك، فقال: أتعجبون من ذا؟ فقد فعل ذا من هو خير مني -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم-.
2-قال ابن قدامة في المغني وهو حنبلي: ولا تجب الجمعة على من في طريقه إليها مطر يبل الثياب، أو وحل يشق المشي إليها فيه. انتهى.

وعند المالكية أن المطر الذي يحمل على تغطية الرؤوس من أعذار التخلف عن الجمعة والجماعة، قال الدردير في الشرح الكبير ممزوجاً بنص خليل: وعذر تركها (يعني الجمعة) والجماعة شدة وحَل... وهو ما يحمل أواسط الناس على ترك المداس، وشدة مطر يحملهم على تغطية رؤوسهم. انتهى.

وقال الشيخ زكريا الأنصاري في الغرر البهية شرح البهجة الوردية وهو شافعي: وعذر تركها أي الجماعة وترك الجمعة حقن، ولكن حيث كان في الوقت سعة (ومطر) يشق بحيث يبل الثياب ليلاً أو نهاراً. انتهى.

وقال ابن نجيم في البحر الرائق وهو حنفي: وفي فتح القدير: والمطر الشديد والاختفاء من السلطان الظالم مسقط. انتهى، يعني أنه مسقط لوجوب الذهاب إلى الجمعة.
3- وعليه أن يصلى الظهر بدلا عن الجمعة في بيته

والله أعلم.