السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تصويب فهم الرجال للاعجاز في حديث الذباب
لفت انتباهي بكثرة اساءة بعض الناس لفهم حديث الذباب الشهير حيث يظنون أن الحديث يدعو الناس لغمس الذباب في الاناء الذي سقط فيه وشربه وأن ذلك مقرف...
وسبب اللبس عندهم مرده هو اعتقاد أن أحدهم اذا كان جالسا في منزله ثم سقطت ذبابة في شرابه فان عليه غمسها ثم شرب ذلك السائل كي لا يتعرض للأذى ذلكم أنه صار معلوما لدينا في الطب الحديث أن غمس الذبابة كاملة في أي وسط يسمح بالانتشار الحر سيسمح بانتشار الميكروبات وصاداتها الحيوية فتقوم تلك الصادات بتحييد تلك الميكروبات الضارة....
لا يشك عاقل أن سقوط الذباب في الحليب أو أي مشروب فان الأولى سكبه وتحصيل مشروب غيره لأن ذلك يسبب القرف للنفس
لكن الحديث لا يكلم شخصا جالسا مطمئنا في بيته وذلك أن هؤلاء الذين ضلوا في فهم الحديث أخرجوه عن سياقه الذي ورد فيه......
حيث كان العرب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم يضربون في الصحراء أسابيع وشهورا مسافرين ولديهم ماء قليل أو حليب قليل وكان سقوط الذباب في تلك البيئة الصحرواية حيث يكثر التمر شائعا...
ولا يكون لدى المسافر سوى حلين اما أن يشرب تلك الكمية القليلة ويصاب بالأوبئة الخطيرة او أن يعرض عن الشرب ويموت عطشا وهو منقطع عن أهله في السفر...
فأرشدهم رسول الله عليه الصلاة والسلام لحل لا يعلمه الا نبي وهو غمس الذباب كله في السائل...
وقد قام علماء غربيون بالبحث في هذا الموضوع واكتشفوا أن سطح الذباب يحوي على الجراثيم الضارة ويحتوي في نفس الوقت على صاداتها الحيوية واعتبروا ذلك الاكتشاف الهائل ثورة كبيرة في مجال المضادات الحيوية التي ستخلص الانسان من الكثير من الأوبئة
حيث انطلق العلماء من التساءل لماذا لا يصاب الذباب بالامراض والاوبئة الخطيرة التي يحملها على سطحه فوجدوا أن سطح الذباب يحتوي اعلى الجراثيم والميكروبات وفي نفس الوقت يحتوي على الصادات الحيوية التي تقضي عليها وتقوم بتحييدها.
اسئل الله العلي القدير ان يعلمنا ما جهلنا من ديننا وان ينفعنا بما علمنا
وأن يبييض وجوهنا يوم تبيض وجوه الصادقين آمين