النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: أثر الإيمان في الفرد و المجتمع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي أثر الإيمان في الفرد و المجتمع


    كتب أحد الأفاضل :

    الإيمان لغة : التصديق.معنى الإيمان بالله اصطلاحاً : الإقرار انه الخالق بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير ، وانه وحده المستحق للعبادة والطاعة، والإيمان بأسمائه وصفاته ، كل ذلك من غير التشبيه بالخلق ولا تشبيه للخلق به.أركان الإيمان:-أركان الإيمان ستة : وقد أخبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سأله جبريل عن الإيمان فقال:" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى ".الإيمان بالله:الإقرار انه الخالق بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير ، وانه وحده المستحق للعبادة والطاعة، والإيمان بأسمائه وصفاته ، كل ذلك من غير التشبيه بالخلق ولا تشبيه للخلق به.الإيمان بالملائكة:ويعني أن الله خلق مخلوقات من نور سماهم الملائكة ، لا يعصون الله ويفعلون ما يأمرون، ولهم أعمال ومهمات ، كالنزول بالوحي ، وإنزال المطر وتسيير السحاب وكتابة أعمال الإنسان ، ومنهم حملة العرش ، وخزنة الجنة والنار وغيرهم .الإيمان بالكتب السماوية:معناه أن الله أنزل كتباً على رسله تضمنت ما شرعه الله تعالى من التوحيد والعبادة والأحكام التي تنظم حياة الناس وتصلهم بربهم وتضمن لهم السعادة في الدنيا ولآخره، ومن هذه الكتب : التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم آخر الكتب السماوية.الإيمان بالرسل:وهو الإيمان بأن الله بعث رسلاً من البشر لإبلاغ ما يريده الله من الأمم وإتباع شرعه ، مبشرين ومنذرين أولهم آدم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.الإيمان باليوم الآخر :معناه الإقرار بأن هناك حياه أخرى غير الحياة الدنيا يكون فيها الخلود الأبدي ، بعد أن يبعثهم الله يوم القيامة ويجازيهم على أعمالهم ، فمن أطاع الرسل دخل الجنة ومن عصاهم دخل النار والأيمان باليوم الآخر يتضمن عذاب القبر ، والبعث والحشر والحساب، والميزان والصحف والصراط والحوض ، والجنة والنار .الإيمان بالقدر :معناه الإقرار بأن الله تعالى علم كل شيء ، وكل شيء بإرادته ومشيئته وأنه خالق كل شيء يخلق ما يشاء ، فعال لما يريد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن بيده كل شيء يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.معاني تتعلق بالإيمان :الإيمان: قول باللسان ، واعتقاد بالجنان ، وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.الإيمان: الميدان الذي يتسابق فيه المتسابقون ، ويتنافس فيه المتنافسون.الإيمان: نفحة ربانية يقذفها الله في قلوب من يختارهم من أهل هدايته ويهيئ لهم سبل العمل لمرضاته ، ويجعل قلوبهم تتعلق بمحبته وتأْنس بقربه.الإيمان: كالجمرة متى ما نفخت بها أضاءت واشتعلتالإيمان : أعظم كنز يكتنزه العبد في هذه الحياة وأعظم ثروة إنه الثروة النفيسة ، والكنز الثمين يسعد به صاحبه حين يشقى الناس ويفرح حين يحزن الناس .


    أثر
    الإيمانعلى المؤمن

    إن أثره عظيم جد عظيم لمن كان له قلب فملأه بالإيمان فالإيمان بالملائكة يجعل المؤمن يستحي من معصية الله لعلمه أن الملائكة معه ترافقه وتراه ولا يراها ، تحصي عليه أعماله بسجلات محكمة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة والإيمان بالكتب يجعل المؤمن يعتز بكلام الله ويتقرب إليه بتلاوة كلامه والعمل به ويشعره ذلك أن الطريق الوحيد إلى الله هو إتباع ما جاء فيكتبه والذي جاء القرآن مهيمنا عليها ومطبقا بها .
    والإيمان بالرسل يجعل المؤمن يأنس بأخبارهم وسيرهم لا سيما سيرة
    المصطفى صلى الله عليه وسلم فيتخذهم أسوة وقدوة .
    والإيمان باليوم الآخر ينمي في النفس حب الخير ليلقى ثوابه في جنات
    ونهر ويُكره في النفس الشر ودواعيه خوفا من نار تلظى ومن وقوف
    بين يدي المولى .
    والإيمان بالقدر يجعل نفس المؤمن لا تخاف ما أصابها ولا ترجو ما سوى
    ربها لا تقنع إلا بالله ولا تلجأ إلا لله .. لا تخضع للطغيان بل تخضع للرحمن .

    آثار الإيمان على الحياة
    للإيمان آثار مشرقة تنعكس على تصورات الأفراد وسلوكهم في الحياة
    حتى إنك لترى القرآن يمشي على الأرض في أشخاص بعض الإفراد .

    آثار الإيمانعلى المجتمع
    • الثبات بكل صوره ومعانيه عند الشدائد والمحن والمصائب
    • الثبات يوم تمتحن الأمة بأعدائها
    • الثبات للداعي في دعوته
    • الثبات للمصاب عند مصيبته
    • الثبات للمريض عند مرضه حتى الممات
    • الثبات أمام الشهوات
    • الثبات أمام الشبهات
    • الثبات على الطاعات
    هاهو صلى الله عليه وسلم يحمل الإيمان في صف ، والبشرية كلها
    في صف مضاد ، فانتصر بالإيمان ، صدع بالحق لا يرده عنه راد ولا يصده صاد .

    ومن آثار الإيمان :
    • ديمومة اتهام النفس والخوف من الرياء والنفاق ، وعدم احتقار الذنب. فالمؤمن يرى ذنوبه كجبل يقعد تحت أصله ، يخشى أن يسقط عليه أما المنافق فيرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فأطاره بيده، ما خاف النفاق إلاَ مؤمن ، وما أمِنه إلا منافق.
    • زيادة الأمن في البلدان علي الأموال والأعراض ، والطمأنينة والهدوء في الأنفس والقلوب يقول المولى سبحانه ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))
    • نبذ كل ما يفرق الأمة من قوميات وعصبيات وعنصريات ونعرات جاهلية ؛ فالمقياس عند المؤمنين حقا التقوى ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى جسد مؤمن واحد ، بنيان واحد ، أمة واحدة ، لا شرق ولا غرب.
    • تنقية قلوبهم من الحسد ، وتصفيتها من الحقد والغل ، واستلال الضغائن والسخائم منها ؛ لتصبح الأمة كما قال رب العالمين ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ))
    • أنه عصمة وحجاب عن المعاصي والشهوات والشبهات.يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح:” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن “فالإيمان عصمة من الوقوع في المعاصي ، والإيمان هو الزمام والفيصل.
    • سعادة البيوت والأسر ، بيت يدخله الإيمان بيت سعيد لا يُخرج إلا السعداء بإذن رب الأرض والسماء .
    • سعادة وأي سعادة ، نساء هذا البيت مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات
    • محتجبات ممتثلات لأمر رب الأرض والسماوات.
    • الولاء الخالص للمؤمنين ، والعداء لأعداء الدين ولو كانوا آباء أو أبناء
    • أو إخوانا أو عشيرة ، ناهيك عن أن يكونوا من المغضوب عليهم والضالين
    • والمجوس والذين أشركوا ، وكلهم ضالون.
    • أنه يكسب العِزة التي تجعل الإنسان يمشي نحو هدفه مرفوع القامة والهامة لا يحني رأسه لمخلوق ولا يطأطئ رقبته لجبروت أو طغيان أو مال أو جاه فهو سيد في الكون هذا وعبد لله وحده لذلك رأينا مؤمنا أعرابيا مثل ربعي بن عامر رضي الله عنه حين باشرت قلبه بشاشة الإيمان ، وأضاءت فكره آيات القرآن ، يقف أمام رستم في سلطانه وإيوانه غير مكترث له ولا عابئ به حتى إذا سأله رستم من أنتم وما الذي جاء بكم ؟ حقق في الإيوان وأجاب إجابة في عِزة مؤمنة خلدها التاريخ فقال : ( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلي سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ) عزة وأي عزة ، إنها لا توجد إلا في ظلال الإيمان .
    • سعة الرزق لأهل الإيمان والبركة فيه لأنه يعلم أنه مسئول أمام الله عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، فيصون رزقه عن الربا وعن الغش وعن الحِيل ، وعن المكر والخداع ، ويجند رزقه فيما يرضي الله جل وعلا فيرزقه الله ويبارك الله له.
    • صدق التوكل على الله ، وتفويض الأمور إلى الله جل وعلا والاعتماد عليه في السعي في هذه الحياة ، فالمؤمنون يجدون في توكلهم على الله راحة نفسية وطمأنينة قلبية إن أصابهم خير حمدوا الله جل وعلا وشكروه ، وإن أصابتهم شدة صبروا وشكروا .
    • انشراح الصدر، وطمأنينة القلب ، فالمؤمن منشرح الصدر ، مطمئن القلب قد آمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا فذاق حلاوة الإيمان ، فانشرح صدره.
    • نجاة سفينة الأمة ، و وصولها لبر الأمان نتيجة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر الذي هو من الإيمان ، بل هو عماد من أعمدة الإيمان فالحياة كلها سفينة تنخر عباب البحر ، لا تكاد تسكن حتى تضطرب ، ولن يكتب الله السلامة لها فوق الموج المضطرب حتى يكون كل شخص منها علىحذر مما يفعل ، ويقظة لما يريد.
    • حفظ الجوارح ، وتذليلها لطاعة الله ، وانقيادها لأوامر الله
    • حفظ القلب من الشهوات والشبهات.
    • حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض المسلمين والإفساد.
    • حفظ السمع إلا من كتاب الله ، وذكر الله ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر وما أباحه الله.
    • حفظ البصر من إطلاقه فيما حرم الله ليجد بعد ذلك حلاوة إيمانه إلى أن يلقى الله.
    • حفظ البطن فلا يدخل له إلا ما أحله الله ، والله طيب لا يقبل إلا طيبا فالمؤمن بإيمانه يحفظ جوارحه ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
    • آثاره على المجالس ، حيث يجعلها رياضا من رياض الجنة ، ملائكة تحف ورحمة تتنزل ، وسكينة تغشى ، ورب رحيم كريم يقول انصرفوا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات )
    • آثاره في تلك اللحظة الأخيرة ، في تلك اللحظة الحاسمة ، في لحظة الموت العصيبة المريرة التي لا يثبت فيها إلا المؤمنون ، يوم يُعتقل اللسان ولو لم يُعتقل لصاح الميت من شدة ما يلاقي من السكرات حتى تندك جدران الغرفة التي هو فيها ، اللحظة التي صورها صلى الله عليه وسلم يوم يغمى عليه ويصحو ، ويقول : ” لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات “لحظة عاناها ، وعاناها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    • السكينة والثبات في القبر يوم تطرح وحيدا فريدا لا أنيس ولا صاحب ولا قريب ولا حبيب ولا خليل ، يوم تكون مع أهلك في ليلة تفترش الوثير وتشرب النمير ، وإذ بك في ليلة أخرى تفترش التراب مرتهنا بعملك .
    ومن آثار الإيمان
    يوم القيامة ، يوم يبعثر ما في القبور ، ويُحصل ما في الصدور ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه : (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ))يوم يسأل كل إنسان عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به.يوم يجمع الله الخلائق وأنت منهم ، يومها يشيب الصغير وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، عندها تجد المؤمنين تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله آمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

    ظهور آثار الإيمان:
    ثم تظهر آثار الإيمان في المواقف التالية:
    • عند الميزان يوم تعرض السجلات سجلا سجلا ، وصفحة صفحة ، وكلمة كلمة ولحظة لحظة ، ويوما يوما لا تغادر صغيرة ولا كبيرة.
    • ويوم يعبر على الصراط والناس يتساقطون في النار تساقط الفراش على الشهاب
    • يوم يقول الله : (( ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم تُحبرون )) فإلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( فَلا تعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) هذه بعض آثار الإيمان على الحياة ، هي غيض من فيض ، وقطر من بحر , فإن كنت تريد الآخرة فالطريق الإيمان وإن كنت تريد الدنيا فالطريق الإيمان وإن كنت تريد الله والدار الآخرة والدنيا معا فالطريق الإيمان.

    نعمة الإيمان وأثره على الحياة :


    وقد ورد في صحيح مسلم عن حال الصحابة أن أحدهم كان لا يجد الصدقة يتصدق بها ، فماذا كان يصنع وقد عذره الله سبحانه وتعالى ؟ قال : فكان أحدنا يحتمل الحمال - عنده قوة بدن - فيعمل حاملاً لا ليتوسع في الرزق ، ولا ليرفع من مستوى المعيشة ،ولا ليزيد في الأرصدة ، ولا ليؤمن المستقبل- كما يقول الناس اليوم - ولكن يحمل الحمالة ليجد ما يتصدق به بين يدي الله - سبحانه وتعالى.


    ما أعظم هذه النفوس وهذه الغايات ! سعادة عندما يقدم لله - عز وجل - .. سعادة عندما يفرّج كربة أخيه المسلم ، سعادة عندما يتابع النبي – صلى الله عليه وسلم - ثم ما أعظم أن ينشغل الناس بسفساف القول كذباً ودجلاً .. نفاقاً وتذمراً .. وغيبة ونميمة ، ولا تزال أنت - أيها العبد المؤمن - مرطباً لسانك بذكر الله .. مسبحاً لمالك السموات والأرض - سبحانه وتعالى - .. ما تزال تستغفر كما كان المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يستغفر في اليوم والليلة سبعين مرة . - وفي روايات أخرى - مائة مرة :'

    ما تزال تلهج بذكر الله - عز وجل- متبعاً وصية رسولك – صلى الله عليه وسلم - ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) ، وكذلك تشنف أذنك ، وترطب لسانك بتلاوة القرآن ، والناس ساهون لاهون ، وفي غيهم يعمهون ، وأنت تثلج صدرك ، وتطمئن قلبك ، وترطب لسانك بتلك الآيات العطرة ، في صخب هذه الحياة الداوية في هذه الأعصر التي كثر فيها قول الباطل .

    فإن أثر الإيمان في إشاعة الأمن والاطمئنان من منظور القرآن والسنة موضوع واسع ومتشعب، وتتبع النصوص من الكتاب الكريم، وهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم يستوجب حيزاً أكبر، ومجالاً أوسع. وكنت أتمنى الحصر في جانب من جوانب الأمن الاجتماعي، أو بعض التشريعات التي فرضت على المسلمين وأثرها في إشاعة الاطمئنان في حياتهم. أو عن الحدود ودورها في استتباب الأمن.

    لأن راحة النفس لا تكون إلا بالإيمان، ورخاء المجتمع لا يكون إلا بالأمان. والأمان ثمرة من ثمار الإيمان، وحصيلة من حصائل العقيدة الصافية.
    والإيمان والعقيدة الصافية لا يكونان إلا بعد الدخول في الإسلام وفهمه جيداً، وتطبيقه عملاً.


    نفس بلا إيمان
    ونفس بلا إيمان فيها تبقى مضطربة وقلقة، وتائهة وخائفة.

    فأما اضطرابها فلأنها كالسفينة التي تتقاذفها الرياح في البحر. فتموج بها تقلبات الجو يميناً وشمالاً، وتتقاذفها العوامل المؤثرة التي تطغى عليها. فهي لم تجد ما يرسيها، أو يوصلها لبرّ الأمان، لأن كل نفس تأخذ مصدراً تشريعياً في سلوكها، أو منهجاً عقدياً في تصرفاتها. غير المصدر أوجده الله للمؤمنين، وارتضاه سبحانه لعباده وبعث به رسله، فإنه لا يلبي رغبة، ولا يريح نفساً، ولا يحقق هدفاً.

    والمصدر الذي ارتضاه الله هو كتابه القويم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من عزيز حكيم، ثم ما بلّغ به المصطفى من وحي عن ربه أو أوضحه من شرع لصالح الأمة وإنقاذهم من الضلالة، مما يعالج ما يختلج في النفوس، ويؤرق الضمائر.


    طريق الأمان :
    وقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بوسيلة إيضاح جيدة، ما يؤكد طريق الأمان، ويزيل المخاوف عنهم، وذلك باتباع ما جاء به من عند ربه: فقد خط خطاً مستقيماً في التراب، وأفهمهم أن: هذا الطريق الموصل إلى الله، وهو ما بعثه الله به، ثم خط خطوطاً جانبية متفرعة منه، وبين أن: هذه السبل، من اتبعها ضل وغوى وابتعد عن طريق الرشاد ثم قرأ الآية السابقة. وفي كتاب الله جل وعلا علاج سهل المأخذ لمن وفقه الله، يريح القلوب، ويطمئنها من كل أمر مؤرق قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. أي ترتاح وتهدأ، ويسهل الأمر الصعب، وهذا هو الأمن النفسي، الذي لا يكون إلا بتذكر عظمة الخالق سبحانه واستصغار ما دونه، فلا إله إلا الله: كلمة صغيرة في حروفها. سهلة في نطقها، لكنها عظيمة في مدلولها، كبيرة في معناها، عميقة في تأثيرها: فهي مطمئنة للنفس، ومهدئة للأعصاب، ومسكّنة للجيشان.



    الأمن الذي تبحث عنه النفوس :

    والأمن الذي تبحث عنه النفوس في كل شأن من شئون الحياة، هو جزء من هذه المشتقات التي جاء به اللغويون وأوضحوها، وقد جعل القرآن الكريم، وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم محور هذا الأمن الإيمان الذي مقره القلب، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالنفس ومتطلباتها، كالأمن الصحي، والأمن النفسي، والأمن الغذائي، والأمن الاقتصادي والأمن الأخلاقي، وغيرها.
    أو ما يتعلق بالمجتمع وترابطه: كالأمن في الأوطان، والأمن على الأعراض، والأمن على الأموال والممتلكات وغيرها.

    أو ما يتعلق بالأمن على النفس من عقاب الله ونقمته بامتثال أمره، وطاعة رسوله، واتخاذ طريق المتقين مسلكاً لكي تُنْقَذْ النفس بكسب رضا الله، واستجلاب رحمته والأمن من عذابه في نار جهنم وغيرها.

    وكل هذه الأنواع من الأمن مطالب ملحة تسعى إليها البشرية في كل عصر، وفي كل مكان، وكل من حمل راية الزعامة في أي مجتمع وبيئة يدعو إليها، لأنها هي التي تلامس أوتار الخاصة والعامة. ذلك أن النفس البشرية تبحث عن ذلك. ولا تدرك مدى الحاجة له والضرورة الملحة إليه، إلا بفقدانه، أو انتقاص مرتبة من مراتبه.
    ويؤصل هذا المدلول ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول: ((نعمتان مجحودتان وفي رواية مغبون فيهما كثير من الناس – الصحة في الأبدان، والفراغ)) رواه البخاري عن ابن عباس.

    ولئن كانت الزعامات البشرية تغفل عن الأمن الأخروي، والأمن من عقاب الله، فإنما هذا عائد لنقص الإيمان لديها.

    أما نظرة القرآن الكريم، وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنها تؤصل الإيمان، الذي يجعل النفس البشرية مطمئنة، تؤمن بما قدر الله، وتستسلم لقضائه، وتحتسب ذلك عنده أجراً مدخراً.

    ومن هنا فسوف نمر عرضاً ببعض من المطالب البشرية، للاطمئنان على شئون الحياة، ليبرز من ذلك اهتمام التشريع الإسلامي بذلك في مصدريه: كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. ليتضح لنا اهتمام القرآن الكريم بالعلاج النفسي المريح، قبل اهتمام علماء ومفكري العالم به.

    والفرق بين الاهتمامين أن الإسلام جاء لمصلحة النفس البشرية، وتوجيهها لما يسعدها، وأن المصلحة عائدة لهذه النفس في الأول والآخر، أما ما يضعه البشر من أنظمة، يخاطب بها ألباب الجماهير، وما تحمل من وعود ومطالب وخيالات، فإن هذه الأمور تتبدد كالسراب، لأن الواحد يسعى لنفسه حتى يحقق ما يطلب، ويصل إلى بغيته، حيث يتجاهل بعد ذلك وعده للآخرين بالسعي لمصالحهم، ويتنكر لما يطمئنهم.
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين، قد كان قدوة صالحة في نفسه أولاً، بمنهج السلوك والعمل، وبدعوته لتأصيل الإيمان، وتمكين العقيدة في الفئة المؤمنة، لأن ذلك مما يطمئن النفس ويريحها.
    ومن هنا ندرك أهمية ما جاء في القرآن الكريم، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من آيات وعبر تقويِّ دعائم الإيمان، وتمكِّنه من النفوس، في كل أمر يعترض الإنسان في أمور حياته وآخرته.

    المقالة الثانية :

    الإيمان لغة وشرعاً :

    وهذا يدعونا إلى إيراد تعريف للإيمان لغة وشرعاً. ولأن من التعريف يرسخ المفهوم المراد، على ضوء ما يستعرض من أدلة.
    فالإيمان لغة: هو التصديق والاطمئنان. وقد مرّ بنا جزء من تعريفات مادة أمن في اللغة والتي توسعت فيها كتب اللغة توسعاً يشبع فهم الباحث، وهي سهلة ميسرة لمن يريدها.
    أما في الاصطلاح الشرعي: فهو الإيمان بالله، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه. والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
    فهذه الأمور الستة هي التي عليها مدار النفس وتفكيرها، في حاضرها ومستقبل أمرها، في شئون الحياة الدنيا، وما يصلح الأموال فيها، وفي المستقبل المنتظر حدوثه في هذه الحياة الدنيا، أو ما يحصل بعد الموت وعند البعث والنشور.

    أثر الإيمان في حياة الفرد :


    هل نستطيع أن نحدد أهم ما يريده الفرد لنفسه، وما ينشده في حياته؟ وما الذي تتطلع إليه نفسه، ويسعى جاهداً لتحقيقه من الأهداف الكبيرة والغايات البعيدة؟

    نعم نستطيع، أن نحدد ذلك إذا نظرنا إلى أنفسنا ونظرنا إلى البشر من حولنا، واستقرأنا أحوال البشر في تاريخهم القريب والبعيد..

    نستطيع أن نحدد ذلك إذا عرفنا أن مقصودنا من الفرد هو الإنسان السوي لا الشاذ، الإنسان السليم لا المختل المشوه المشوش.

    إن الفرد يريد أن يشعر بإنسانيته، ويحيا بخصائصها. يريد أن يحس بكرامته وذاتيته، وأن له وزناً وقيمة في هذا الوجود، يريد أن يشعر أن لوجوده غاية. ولحياته رسالة، وأنه شيء مذكور بين،أشياء هذا الكون العديدة. وأنه مخلوق متميز عن القرود والدواب والحشرات، وأنه لم يخلق في هذه الأرض عبثاً، ولا أُعطي العقل وعُلم البيان اعتباطاً.

    الفرد ينشد الكرامة، وينشد معها القوة .. القوة تجاه الطبيعة، وتجاه الأحداث، القوة أمام طغيان الغير، وأمام شهوات النفس، على حد سواء. القوة على تحقيق الغايات وأداء الواجبات، القوة التي تعوض الفرد عن ضعفه الجسدي، وعجزه الخلقي وقصوره الذاتي، إزاء الأقدار،وإزاء الموت، وإزاء المجتمع بقواه الكبيرة المتنوعة.

    وهو مع هذا ينشد شيئا آخر. يلهث الناس جميعاً في البحث عنه: إنه ينشد السعادة، ينشدها في هذه الحياة لا في الحياة الأخرى فحسب .. لا يريد أن يقضي أيامه المقدرة له في هذه الدنيا شقياً تعيساً. يريد أن يعيش حياته ناعماً بسكينة النفس، وطمأنينة القلب. يريد أن يتمتع بالأمن الداخلي يغمر جوانحه، وبالرضا الذاتي يملأ عليه أقطار روحه، وبالأمل المشرق يضيء له آفاق حياته، وبالحب الكبير يغمر بالنور والضياء كل حناياه، وكل جوانب دنياه.
    هذه هي أهم وأعظم ما ينشده "الإنسان" السوي لنفسه ولكل من يحب من أهله ومن الناس, أما الشواذ الذين يريدون أن يعيشوا ليأكلوا ويتمتعوا كما تتمتع الأنعام، ثم ينفقوا (نفقت الدابة: هلكت) أخيراً كما تنفق الأنعام أيضاً.

    وأما الذين يريدون أن يعيشوا كالذئاب والسباع، تعدو وتسطو وتتسلط على غيرها بمنطق الناب والمخلب وتجد لذة في هذا السطو والعدوان.

    أما هؤلاء وأولئك وأمثالهم، فليسوا مقياساً لكل البشر .. ومع هذا لا يبعد أن يفيق أحدهم أو يصحو .. ليفتش عن نفسه: أين هي؟ وعن ذاته: ما هو؟ ويبحث -مع البشر الأسوياء- عن الكرامة والقوة، عن السعادة والسكينة، عن المعاني الإنسانية الرفيعة، التي بدونها لا يجد الإنسان ذاته، ولا يتذوق لحياته طعماً، ولا يشعر لوجوده بمعنى أو قيمة.

    فهل للإيمان أثر في تحقيق هذه المعاني الكبيرة، والأهداف العميقة، في حياة الفرد؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الفصول التالية من هذا الكتاب إن شاء الله.
    جاء الإسلام والبشرية تتخبط في ركام هائل من العقائد والتصورات ، والفلسفات ، والأساطير ، والأفكار ، والأوهام ، والشعائر والتقاليد يختلط فيها الحق بالباطل ، والدين بالخرافة ، والفلسفة بالأسطورة .

    والحياة الإنسانية بتأثير هذا الركام الهائل ، تتخبط في فساد وانحلال ، وفي ظلم وذل ، وفي شقاء وتعاسة ، لا تليق بالإنسان ، بل لا تليق بقطيع من الحيوان .

    فجاء الإسلام وكرم الإنسان ورفعه بالإيمان الصحيح ، وقوَّمه بالمنهج الشرعي الشامل ، فعاشت البشرية في ظل الإسلام أرقى حياتها وأسعد قرونها ، وها نحن أولاء اليوم نعيش في القرن الخامس عشر الهجري ، لكن الغلبة فيه لأهل الباطل ، وذلك بسبب بعد المسلمين عن منهج الإيمانالصحيح .

    فنؤمن بؤلوهية:الله تعالى ؛ أي : بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل . ونؤمن بأسمائه وصفاته أي : له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا . ونؤمن بوحدانيته في ذلك ؛ أي : بأنه لا شريك له في ربوبيته ، ولا في ألوهيته ، ولا في أسمائه وصفاته ،

    قال الله تعالى : رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وشرح أركان الإيمان وذكر أدلتها مما يطول به البحث ، ولكن نذكر ثمرات هذا الإيمان الذي لو تحقق لأصلح الفساد ألاعتقادي الذي يتخبط فيه العالم والذي من نتائجه الإرهاب العالمي الذي تعاني منه البشرية.


    ولم ينه الله المسلمين عن الإحسان لغيرهم وبرهم إذا لم يقاتلوهم ويخرجوهم من ديارهم : لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وأوجب سبحانه وتعالى العدل في التعامل مع أهل الذمة والمستأمنين وغيرهم من غير المسلمين : وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ إنه لمن أظلم الظلم أن توصف شريعة كهذه بالإرهاب ، أين مثل هذه التشريعات في التوراة المحرفة ، بل وجدنا فيها الحث على القتل والتدمير والظلم ! بينما في الإسلام نجد الرحمة والمحبة والسلام تشهد بذلك تعاليم هذا الدين وأحكام شريعته الحنفية السمحة ، وتاريخ المسلمين الصادق النزيه .

    قال تعالى مخاطبًا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وقال : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وقال : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وقال لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين رواه البخاري .

    وقال : إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه رواه مسلم ، وقال : إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه وقال : من يحرم الرفق يحرم الخير كله رواهما مسلم .

    الخاتمة

    وفي الختام أوصي الجميع ومن يهمه أمر الإيمان في دينه ودنياه العمل بمقتضى الإيمان الحقيقي واتخاذ جميع الوسائل والسبل التي تؤدي إلى طريق الإيمان من صدق وبر وطاعة وفي مقدمتها وأولها كتاب الله عز وجل الهادي إلى سواء السبيل وهو الإيمان بكامله
    مع ا تباع أوامر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد أورت بينا لما يجب عمله للوصول إلى الأمان والإيمان وما يقدمه الإيمان للفرد والمجتمع من فوئد عظيمة وما يجنينا من مشاكل وانهيارات شتى في جميع مجالات الحياة الدنيا والآخرة معًا نسأل الله الثبات للجميع وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه .

    المراجع


    1. الإيمان لشيخ الإسلام بن تيميه
    2. الإيمان وأثره في الحياة. محمد الحسن الددو الشنقيطي
    3. محاضرة للشيخ الدكتور عايض بن عبد الله القرني
    4. كتاب الإيمان وأثره (أثر الإيمان في حياة الأمة ) للدكتور يوسف القرضاوي

    التعديل الأخير تم 04-18-2017 الساعة 01:02 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء