الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد

ما هى مدة الحداد على الميت ؟؟
روى البخارى قال حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أيوب بن موسى قال أخبرني حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة قالت لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة رضى الله تعالى عنها بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا

ما يفهم من الحديث

1-الحداد امتناع المرأة من الزّينة وما في معناها مدّةً مخصوصةً في أحوال مخصوصة ،
2-يجب على المرأة المتوفى عنها زوجها الإحداد أربعة أشهر وعشراً ، سواءً دخل عليها أم كتب العقد فقط ومات ولم يدخل عليها .وإن كانت حامل فتظل في مدة حداد حتى تضع الحمل
3-إحداد المرأة على قريب غير زوج فإنّه جائز ورخصة لمدّة ثلاثة أيّام فقط ، ويحرم الزّيادة عليها
4-.أجمع العلماء على أنّه لا إحداد على الرّجل . فالرجل يحزن ويتألم لفراق قريبه وحبيبه وصديقه لكن ذلك لا يجعله يُحد عليه ، بل عليه أن يذهب إلى عمله في اليوم التالي ، نعم ربما لا يستطيع أن يُكلم أحداً لما يجده من حزن ، فله أن يبقى في بيته مع محافظته على صلاة الجماعة في المساجد ، ومحافظته على عمله الذي ربما يتأثر بتأخره فضلاً عن غيابه عنه ، والعمل واجب والحزن مرخص فيه ، فلا يترك الواجب لمثل ذلك فلينتبه الرجال
5-حكمة تشريع الإحداد :
شرع إحداد المرأة المتوفّى عنها زوجها وفاءً للزّوج ، ومراعاةً لحقّه العظيم عليها ، فإنّ الرّابطة الزّوجيّة أقدس رباط ، فلا يصحّ شرعاً ولا أدباً أن تنسى ذلك الجميل ، وتتجاهل حقّ الزّوجيّة الّتي كانت بينهما .
وليس من الوفاء أن يموت زوجها من هنا ، ثمّ تنغمس في الزّينة وترتدي الثّياب الزّاهية المعطّرة ، وتتحوّل عن منزل الزّوجيّة ، كأنّ عشرةً لم تكن بينهما.