من أهم أسباب الإلحاد و اللادينية في زماننا
لقد زاد جهل الشباب بدينهم في هذه البلدان المسماة إسلامية إلى حد مهول بل إلى حد القطيعة بخاصة مع ازدياد حال الأمة سوء و فرقة و لم يعد فيهم عالم متبصر ناصح مع طغيان الثقافات الغربية المادية متزامنا ذلك مع طغيان النت مع الأئمة المضلين من بني جلدتنا الذين رضعوا تلك الثقافات على غرار أسلافهم من البعثات العربية إلى الغرب في القرن العشرين. فالنت أعطى الضوء الأخضر لهؤلاء بلا قيود و على شاكلتهم العدنانية و المنصورية (إشارة إلى منكري السنة) و المتشيعة و الداعشية و روافد الإعلام الكاذب كذا التنصير و هجماته الشرسة و المنظمة على الإسلام و هلم جرا مع إخفاء الصورة الحقيقية للإسلام و النكوص عن دعوته الصريحة و معالمه الفطرية الواضحة ... هذه الفتن التي كانت أخوف عند النبي صلى الله عليه و سلم على أمته لقوله ''غير الدجال أخوفني عليكم''، و قوله ''إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين'' .. فهؤلاء فعلا يكونون أسوء من مدعي النبوة و من الدجال نفسه لأنهم يخفون من الشر ما لا يظهرون و يتحينون الفرص شيئا فشيئا للطعن في الثوابت و التدجيل حولها ما أمكنهم.
و يبقى أهم سبب هو كسل كل مفتون ملحد أو لاديني عربي في البحث عن الحقيقة الناصعة المنسجمة مع عقله و فطرته و تقاعسه عنها و أول ذلك هجره للقرآن الكريم الذي هو سبب هداية آلاف من الغربيين كل عام و من ثم استمراء الكفر و الضلال فقط لأجل دنيا و عرض من الدنيا قليل و رضى بالهزيمة الفكرية على أعتاب الغرب العائد أصلا إلى حياض الإسلام و المهتدي بهداه و قد عرف سبل الضلال و ذاق ويلاته.
و قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذا التزايد في الشر و هذا الحال الذي آل إليه صنف من شباب الأمة قد يتزايد عددهم إلى ما شاء الله و ذلك في حديثين صحيحين صريحين ، فنسأل الله السلامة و أن يسلم أبناءنا من شر الجهل و شر الفتن :
روى البخاري في "صحيحه" بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان - رضِي الله عنه -أنَّه قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: ((قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: ((هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك)).
و قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ :بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا .رواه مسلم
رد مع اقتباس
Bookmarks