هل القوانين الطبيعية ازلية

[عادل الصادق]

السلام عليكم اخواني انا عندي سؤال
هل القوانين الطبيعية ازلية (مثل السببية و الجاذبية و غيرها)؟
ام انها ظهرت مع ظهور الكون عند الانفجار

[ابن سلامة القادري]

أخي عادل ماذا تعني بالقوانين الطبيعية هل تعني تلك المرتبطة بالمادة الكونية المتغيرة ارتباط السبب بالنتيجة و الأثر بالمؤثر ؟ نعتقد أن هذه القوانين حادثة و ليست أزلية، و هنا تفصيل فعلى اعتبار أن الجاذبية قانون حادث مع مادة الكون فقانون السببية مغاير و له معنى أوسع باعتبار أنه لا ينسب مطلقا إلى المادة و تحولاتها و لكن إلى المسبب الأول و هو الله تعالى. فإذا كنت تعني الشق الأول فإليك الجواب إن شاء الله :
السببية و الجاذبية بالإعتبار الأول و أنها قوانين حادثة مع المادة و متصلة بها لا تنفك عنها هي مرتبطة بحدوث الكون حتما إذ أن مادة الكون لا تنفك عن قوانينها و إذا أمكن تصور و وجود مادة بلا قوانين فلا يمكن تصور أو وجود قوانين بلا مادة أو منفصلة عنها كما لا يمكن وجود زمن بلا أجرام و لا أفلاك و قد خلق الله ذلك يوم خلق السموات و الأرض.

[عادل الصادق]

شكرا اخي ابن سلامة تعلمت منك الكثير لكن لو تكرمت هل ممكن مرجع علمي موسع اقرأه يكون لي استفادة اكبر
يعني مثلا متي بدات القوانين و كيف ذلك او تقول لي مصدر كلامك ارجع اقرأه بتوسع

[عادل الصادق]

نعتقد أن هذه القوانين حادثة و ليست أزلية، و هنا تفصيل فعلى اعتبار أن الجاذبية قانون حادث مع مادة الكون فقانون السببية مغاير و له معنى أوسع باعتبار أنه لا ينسب مطلقا إلى المادة و تحولاتها و لكن إلى المسبب الأول و هو الله تعالى

لم افهم اخي هذه الجزئية لكن اذا كان قانون السببية لم يكن موجودا قبل وجود مادة الكون فلماذا نطبقه علي وجود المادة يعني لماذا نقول ان الكون ناتج لمسبب لان اي سبب يحتاج لمسبب (قانون السببية) مع ان هذا القانون لم يكن موجودا اساسا قبل وجود المادة اذن كيف يحتج به (ارجو الا تسئ فهم سؤالي)

[ابن سلامة القادري]

لم افهم اخي هذه الجزئية لكن اذا كان قانون السببية لم يكن موجودا قبل وجود مادة الكون فلماذا نطبقه علي وجود المادة يعني لماذا نقول ان الكون ناتج لمسبب لان اي سبب يحتاج لمسبب (قانون السببية) مع ان هذا القانون لم يكن موجودا اساسا قبل وجود المادة اذن كيف يحتج به (ارجو الا تسئ فهم سؤالي)

الجاذبية متغيرة و السببية ثابتة لأنها سابقة للكون و هي أصله فعِلم الله المحيط سبب و قدره سبب و مشيئته سبب و أنت تعلم أن أفعال الله سابقة للكون و أنها السبب الرئيس في نشأة الكون على مراحل انتهاء بما هو عليه اليوم ثم الله تعالى كان خالقا قبل خلق هذا الكون و لم يزل و نعتقد كأهل السنة و الجماعة أنه يخلق ما يشاء متى يشاء بعلمه و قدرته و أنه لم يخلق هذا الكون وحده في الوجود المطلق بل خلق قبله العرش و القلم و الماء الذي هو أصل مادة الكون في مذهب كثير من علماء السلف. و من هذا المنطلق يمكنك التمييز بين السببية كشرط سابق للوجود و الجاذبية كتابع له، فالجاذبية مفهوم مادي مخلوق مع هذه الأجرام و ليس سببا أزليا ننسبه إلى الذات الإلهية أو إلى سابق أفعال الله تعالى. الجاذبية مجرد سبب من الأسباب حادث في المطلق و لا وجود له خارج الكون بينما السببية مفهوم أزلي وجد قبل الكون و متصل بأفعال الله و مفعولاته التي أرادها عموما.

طلبت مني أخي الكريم مصدرا لكلامي، أقول لا أذكر لكلامي مصدرا محددا هو مزيج فقط بين ما تراكم في ذهني من نفحات الإشارات السلفية و الأقوال الفلسفية و كذا بعض المعلومات الفيزيائية. و إني أنصح دائما بالبعد عن كل ما هو نظري و افتراضي و الإكتفاء بأصول اعتقادنا كمسلمين و هي الكتاب و السنة بفقه السلف رحمهم الله خاصة ما كان فيه شيء من التلاقح مع الفلسفات البشرية على أساس شرعي علمي رصين كفقه شيخ الإسلام بن تيمية و ابن القيم رحمهما الله.

[ابن سلامة القادري]

هذا الموضوع تمت مناقشته في مطلع هذا العام و أظنه سيفيدك كثيرا إن شاء الله لثرائه بالأدلة الشرعية و الفلسفية و الفيزيائية النظرية في الرد على فرضية ''الكون المادي الأزلي'' الذي ليس بحاجة إلى الله تعالى :

ازلية الوجود

و إليك أيضا هذا الموضوع الثري جدا و الذي شارك فيه بعض عمالقة المنتدى (و على فكرة فالعمالقة منقرضون ) :

أزلية الكون

و هذا موضوع علمي بالغ الأهمية للدكتور عمرو فاروق يفتح ذهنك على النظريات الحديثة و تهاويها أمام أدلة الإيمان :

قوانين الطبيعة أم الإله.. من يُسَيِّر الرياح ويُنزِل المطر؟

[عادل الصادق]

شكرا يا أخي جاري الاطلاع علي المواضيع و شاكر لردك و عيد سعيد لك و لجميع اخواني بمنتدي التوحيد

[عادل الصادق]

يا اخي هل تقول ان السببية ازلية ام حادثة؟

[ابن سلامة القادري]

شكرا يا أخي جاري الاطلاع علي المواضيع و شاكر لردك و عيد سعيد لك و لجميع اخواني بمنتدي التوحيد

شكر الله لك أخي و كل عام و أنتم بخير

أما عن السببية فهي أزلية كفعل منسوب إلى الله تعالى و إلى قدره و مشيئته يقدر ما يشاء متى يشاء كيف يشاء لأن الله تعالى لا يزال فاعلا و الفاعل سبب تتعلل به أفعاله بالبداهة، و هي تصبح حادثة كمفعول سار في الخلق لأن الحوادث كلها أسباب بعضها مرتبط ببعض لكن لا شيء منها هو المسبب الغني عن غيره.