النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عن الشر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي عن الشر

    عن الشر !
    يحق لنا أن نواجه تلك النعرة ! ، التي تنسب العبث بالشر الى خالق العالم من شرذمة من المرضى أغلبهم يفرح بدور الضحية حتى يرتكب ما يحلو له من الموبقات ! .
    فإننا في الإسلام نعتقد أن الله جل وعلا خلق الخلق وأوجدهم ليعبدوه وما عبادتهم إلا الخير الذي سيعود عليهم بصلاح حياتهم في الدنيا وسعادتهم في الآخرة .
    ولعلك ترى من العبث أن يسأل طفلاً والده لماذا أنجبتني وقد كنت تقدر أن لا تفعل ! فالوالد لا يفكر إلا في سعادة ولده وأنه ما أنجبه إلا ليحيا سعيداً ! وأنه يسعى بولده ليبلغ به أعلى المراتب ويحميه من كل شر .
    والولد العاقل لا يفكر إلا في طاعة والده بالمعروف حتى يفوز برضاه والسعادة في الدنيا وتماسك أسرته ! .ولا يفكر في عقاب الوالد دوماً وينظر إليه نظرة حذر إلا شخص مسيء مخطىء .
    ولله المثل الاعلى فهو الخالق جل وعلا خلق الخلق وأوجدهم وما يفعل بعذابهم إن شكروا وآمنوا وأصلحوا ؟! .
    فالنظرة الصحيحة من كل مخلوق أن يحب خالقه ويتمنى دوماً أن يسعى لرضاه فإنه يعلم أنه ما يأمره إلا بما يصلحه ولا ينهاه إلا عن ما يفسده ! .
    ولا ينظر لعقاب الخالق ولا لشرور الدنيا وابتلاءاتها إلا شخص مسيء مخطىء يترقب العقاب، والرب جل وعلا يغفر ويرحم ويدعوا الناس ليتوبوا ويعودوا ويتوب عليهم ويسامحهم .
    فملوك الدنيا من يسيء إليهم يباد في الحال أو يسجن غير أن رب العالمين يحلم ويدعوا الناس ليتوبوا ويعودوا ويرزقهم مع كفرهم فالناجي من التاب والمغتر من غره حلم الله عليه حتى إذا أخذه لم يفلته ! .
    غير أن من البشر تابعوا إبليس فقنطوا من رحمة الله كما قنط هو ! ، ولا يزال يقنطهم مثلهم حتى ييأسوا من رحمة الله وحتى يسيئوا الظن في خالق الكون فيكفروا به لا كفراً بوجوده وإنما معاندة ومعارضة وغضب باطل مبني على الطيش .
    ولا يزال المؤمن يبتلى حتى تغفر خطاياه وذنوبه حتى ولو كان الأبتلاء بشوكة تخدش أصابعه أو هم في قلبه أو أذى من غيره ! .
    ولن تتذوق أطيب الطعام إلا إذا عرضته للنار حتى ينضج ! ولن تعرف طعم السكر إلا إذا تذوقت الملح ! ولن تكتسب التجارب والخبرات وتتكيف مع عالمك إلا إذا عرفته بحلوه ومره .ولا نجاح بلا فشل ! .
    ولن تعرف الخير إلا إذا عرفت مرارة الشر . ولن تشتاق الى الجنة إلا إذا مررت بنكد الدنيا ومتاعبها ! .
    ولو أحسن العبد الظن بربه لعلم أنه دوماًً ينال الخير لو رضي وصبر ! ودوماً مصير الصابر الخير بخلاف القانط اليائس فإن مصيره الأنكسار والأنهزام سريعاً ! .
    هذه لمحة سريعة عن عقيدتي كمسلم في مسألة الشر وبعض من الأمثلة اللطيفة في ذكر محاسن الأبتلاء ولم أسترسل حتى لا يطول المقام ! .
    لكن هناك أسئلة محرجة لطائفة الملاحدة و"الــلادينيون " :
    1- لو كان الخالق ظالماً كما زعمتم - سبحانه جل وعلا - لماذا خلق الخلق من الأساس ولم يضعهم في النار مباشرة ؟!
    2- إذا أصيب أحدهم بجوع أو مرض صيحتم تنعقون " الشر الشر " لو كان الخالق كما زعمتم- سبحانه جل وعلا - لماذا لا يصيب كل شخص من الناس بمئات الأمراض في وقت واحد ؟!
    بيان ذلك : هناك عشرات الأمراض الباطنية والنفسية والجلدية وفي العظام وفي القلب وفي الرئتين وكل قسم من هذه الأمراض : يندرج تحته عشرات الأنواع والحالات المرضية ، فنجد أن الناس يتفاوتون منهم من يصاب بنوع واحد من الأمراض أو نوعان أو ثلاثة ولا يصاب بمئات الأمراض في وقت واحد ؟!
    يتضح من هذا لو كان الخالق كما تزعمون - سبحانه - خلق الخلق ليعذبهم فلماذا لم يبتلي كل شخص بملايين الامراض دفعة واحدة ؟! ليستمتع بزعمكم الكاذب بعذابهم ؟!
    3- يظهر من هذا أن هناك حكمة وأن الدنيا مبنية على التجارب والمحن التي تزيد الإنسان من حسنات الآخرة ومغفرة ذنوب الدنيا وكذلك تزيد الإنسان من الأختراعات والخبرات والإنسان الناجح هو الذي يصعد ويكمل لا الذي يسقط وييأس ! .
    في سنن الترمذي نقلاً عن الموسوعة الحديثية والراوي هو سعد بن أبي وقاص الصحابي الرائع : ( قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ.)
    4-معضلة الشر تدينكم وتفضحكم فها أنتم كفرتم هل أنتهى الشر من العالم ؟! الجواب لا ! فلماذا لم تصبوا جام غضبكم على ظنونكم وأوهامكم التي تسمونها إلحاد أو لا دينية أو ؟!
    5- لو تنزلنا معكم أن الكون صدفة والطبيعة جماد والحياة مادة - جدلاً - فأنى لكم أن تفسروا لنا هذا الشر في العالم ؟! لماذا وجد في الدنيا ؟! لماذا هذا النظام الكوني من الخير والشر وليس غيره ؟!
    6- النظرة التي تزعمونها علمية - والعلم الحقيقي الذي فيه التدبر والتفكر لا المادية الجاهلة الحائرة - تنظر للكون نظرة مادية سببية : فهذا الزلزال حدث بدرجة كذه وسبب أنهيار وسقطت البيوت لضعف القشرة الأرضية : السؤال لماذا هذا الزلزال في هذا المكان وليس غيره ؟! لماذا ضعفت القشرة الأرضية ؟ لماذا وجدت هذه القوانين الكونية أصلاً وصممت الحياة بهذا الشكل ؟!
    7- لماذا يشفى هذا ؟! ويقاوم المرض ويموت هذا ويضعف أمام المرض وربما الذي شفي كان عجوزاً قد قارب أعمار الموت والذي مات كان شاباً في ريعان زهرة شبابه ؟! .
    8- لماذا يرتفع هذا وينخفض هذا ؟! ويعز هذا ويذل هذا ؟! فأحدهما كان ذليلاً فصار ملكاً متوجاً وآخر كان عزيزاً في قومه فصار ذليل قومه ؟!
    9- لماذا تظهر الأمراض الجديدة في العالم ؟! كل حين يظهر مرض يتبعه مرض آخر !ويحار الناس في مقاومته بالأمصال ؟! لماذا كان من نظام الدنيا أن تظهر تلك الامراض أصلاً ؟!
    نحن نجيبكم ! عن عبد الله بن عمر نقلاً عن الموسوعة الحديثية عن صحيح سنن ابن ماجة بتصحيح الشيخ الألباني : (أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا معشرَ المُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بِها إلَّا فَشا فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا ولم ينقُصوا المِكْيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المئونَةِ وجَورِ السُّلطانِ عليهِم ولم يمنَعوا زَكاةَ أموالِهِم إلَّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولَولا البَهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رسولِهِ إلَّا سلَّطَ اللَّهُ عليهم عدوًّا من غيرِهِم فأخَذوا بعضَ ما في أيدَيهِم وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمَّا أنزلَ اللَّهُ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم)
    والحمد لله رب العالمين
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الجواب على مسألة الشر أبسط من ذلك أخي الحبيب حتى إنه ليس بمشكلة و لا معضلة كما يتخيل البعض. لنسألهم : ما نسبة الشر في العالم إلى الخير ؟ 1 ؟ 2 ؟ 3 ؟ 10 بالمائة ؟ طيب ماذا عن 90 بالمائة ؟ و لذلك فالظاهر أن الشر لو كان قاعدة الخلق و الوجود و كان الخير استثناء لما كان هناك عندهم داع للإحتجاج و الإعتراض.
    فالملحد بمقتضى سوداويته و خبث نفسيته و الظلام الذي يعيش فيه و الهبوط الحاد الذي يعاني منه في نسبة الخير الذاتي و التفائل و الرضى إنما ينظر إلى السلب و الجانب الفارغ من الإناء و لا يتدبر في ما خلق الله من شيء و الذي على أساسه بنوا أصلا فكرة الشر و قاسوا عليه إذ لولا ميزة النظام ما عرفنا الفوضى أو الإعوجاج و لولا وجود الخير كقاعدة ما اشتكوا أصلا و هذا وحده يفضحهم و ليتهم يعلمون أن الشر من أنفسهم و ليس إلى الله لأنهم لا يطيقون شكر نعمة واحدة من نعمه التي لا تحصى. يبقى أن نقول لهم إذا أنتم سلمتم بعقولهم و بصائركم (أما بألسنتكم فمستبعد) بأن 90 بالمائة من مظاهر الخلق دالة على الحكمة فلماذا لا تسلّمون لله بها فيما بقي خاصة و أنتم تعلمون بأن الدنيا دار ابتلاء و لا تساوي شيئا في المطلق فأين الدنيا من الآخرة ؟ أين دنيا المخلوق منا و عمره القصير المحدود في الأزل و الأبد. فلا تخسروا أنفسكم واعلموا أن الله أحكم الحاكمين و أنه قد أحاط بكل شيئ علما و أن كل خير منه وحده فابتغوا عنده الخير الذي عجز علمائكم على خلقه و إبداعه أو إبداع ما هو أحسن منه بل على مجرد تمام محاكاته.
    التعديل الأخير تم 06-27-2017 الساعة 03:48 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    أضافة جميلة فجزاك الله خيراً على تعليقك أخي .
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء