المحمود الله جل جلاله والمصلى عليه محمد وآله
حيث أن نظرية الانفجار العظيم لا تعد اعجازا في القرآن الكريم ولو قرأت مواضيع المنتدى لوجدت أننا دائما ننبه السائلين الى أن ما نعرفه حول نشأة الكون ومراحل تشكل الأجرام السماوية فيه مازال محل نظريات وفرضيات علمية.
بينما الاعجاز الصحيح يجب أن يبنى على حقيقة تمت معاينتها ورصدها والتحقق منها.
والاعجاز العلمي الصحيح في الكتاب والسنة غزير ومن ذلك
اخبار القرآن الكريم عن نزول الحديد -واخباره عن تشكل السحاب الركامي- واخباره عن أخفض منطقة فوق سطح الارض -اخبار عن تضييق الصدر عند التصعد في السماء- واخباره عن توسع السماء - واخباره عن خلق السماء من دخان- و اخباره عن النطفة الامشاج - واخباره عن اسم هامان - والاعجاز في تفسير الاسماء الاعجمية فيه داخل السياق القرآني - واخباره عن دور الجبال في توازن القشرة الارضية - واخباره عن دور الناصية في اتخاذ القرار- واخبار السنة عن عجب الذنب الذي يحتوي الشريط الاولي الذي يتركب منه الانسان- واخبار السنة عن عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا- والحديث عن الامواج الداخلية والظلمات في البحار اللجية العميقة_اخبار السنة عن العدد الدقيق لمفاصل الانسان- واخبار القرآن عن مرج البحرين والحواجز البحرية.....الخ
...............أما من اعتبر آية الرتق والفتق توافق نظرية الانفجار العظيم..............
فذلك لأن آية الرتق والفتق تشير الى وحدة الكون فالكون كله كان رتقا واحد مثلما تثبت نظرية الانفجار العظيم اصل الكون من مفردة واحدة
والقول بالاعجاز لا يزال مبكرا في رأيي.
.................أما ترتيب خلق الأرض قبل السماء..........
فلا يمكن الجزم به استنادا الى الآية التي استشهدت بها لأن الآية تخبرنا أن الله بعد استكمال خلق الأرض قد قسم السماء الواحدة الى سبع سماوات ولم تقل الآية أن الله "خلقهن" بل "سواهن " والتسوية شيء غير الخلق.
ومثل ذلك في سورة فصلت في قوله تعالى " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ( 9 ) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ( 10 ) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( 11 ) فسواهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها"
الآية تخبرنا أن الله بعد أن خلق الارض وباركها استوى في اليومين الأخيرين الى السماء وهي في المرحلة الدخانية من الخلق فقسمها الى سبع سموات
فالسماء الدخانية الواحدة كانت موجودة في أيام الخلق الاولى وقد استوى الله عز وجل اليها وكلمها ولو كانت غير موجودة فكيف يكلمها.
فالخلاصة أن اليومين الأخيرين للخلق هما ليسا لخلق السماء من العدم بل لتقسيم السماء الدخانية الواحدة الى سبع سموات.......
...........ورغم هذا.........
لا نستطيع أن نجزم أن خلق السماء كان متزامنا مع خلق الارض أم سابقا له لأننا لا نملك ما يدلنا عليه في القرآن الكريم بشكل قاطع
اللهم ارض عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وارحم المسلمين جميعا وأهديهم الى منهج أهل السنة والجماعة في الفهم والتحقيق .
Bookmarks