النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: لا أتقبل أن قريبي أو صديقي كافر وسيُعذب !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي لا أتقبل أن قريبي أو صديقي كافر وسيُعذب !

    كثير من الناس و بخاصة الشباب المبتدئ في زماننا يصعب عليهم تقبل أن من الناس مؤمن و كافر حتى إن بعضهم لا يستطيع الجزم خاصة في مسألة الكفر و التكفير – و إن كنا نرى التثبت في ذلك و عدم المسارعة فيه بخاصة إذا تعلق الأمر بشخص بدا في ظاهره أو سابق عهده أنه مسلم أصلي و أظهر خلاف الإيمان و ما يوحي بالشك و التردد فيه - فيحاول هذا الشاب جاهدا التماس الأعذار لكل من يرفض الإيمان و لكل معلن شكه وكفره و لا يرى استحقاقه للمعاداة و البراءة من قبله كمسلم و كذلك عذاب الآخرة من رب العزة إن ظل على هذه الحال و لم يراجع.

    هو إشكال ينطرح في زماننا بسبب انتشار ظاهرة الإلحاد و اللادينية على الأنترنت خاصة و إن كان هناك من يشكك في كونها ظاهرة وفي حقيقة أن هؤلاء الملاحدة واللادينيين مرتدين أصلا فيعتقد أنهم كافرون أصليون إما يهود أو نصارى أو أي ملة من الملل حاولوا الإندساس بين صفوف المسلمين بأسماء عربية مسلمة. و بغض النظر عن كون هذا صحيحا أو خطأ و كذا عن الإحصائيات مدى صدقها أو تجاوزها و عن مسألة تعيين الكافر، أريد أن أوجه الكلام هنا إلى بعض الشباب الذي يشكو من كون قريب له أو صديق ضل عن السبيل فألحد أو كفر وصار لادينيا، لا بد من أن يضع هذا الشاب المسلم في حسبانه القواعد التالية ليكون على بينة من أمر المخالف من هذا النوع و لا يحمله قرب الناس أو التوغل في أحوالهم و النظر فيها مع اختلافها و اختلاطها في زماننا و تفاوتهم في علومهم و مداركهم و هي أمور الشارع الحكيم أولى باعتبارها ولا فرط مراعاته للناس و رحمته بهم، لا يحمله ذلك على إنكار أن من الناس فعلا مؤمن و كافر و قد يكون من بين أهله لا قدر الله أو أصدقائه و معارفه كما قال الله تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)

    القاعدة الأولى : نستنبطها من هذه الآية نفسها : قول الله تعالى : و الله بما تعملون بصير، فهو تعالى بصير بالعباد عليم بذات الصدور ، و نحن إنما نحكم بالظاهر و عادة الحكم بالظاهر في الأمور الباطنة عندنا كبشر لا يصيب و كم نظن ببعض الناس خيرا فيكون شرا و كم نظن ببعض الناس شرا فيكون خيرا فالله أعلم بعباده و هو أعلم في هذا الأمر الإيمان و الكفر بمن بلغه الحق بأدلته فوعاه و عقله و فهمه و إنما غلبت عليه شقوته فرده ممن ليست هذه حاله.

    القاعدة الثانية : الناس في تعاملهم مع الحق ليسوا آليين فهناك قلوب تعقل و نفوس تقرر إن كانت تريد الحق أن يصل إلى هذه القلوب أم تغلق الأبواب دونه فقط طاعة لهواها إما كبرا و تباهيا وفرحا بما عندها من العلم أو حسدا أو إيثارا للعاجل على الآجل أو لمرض من الأمراض أو غرض من الأغراض علمه من علمه و جهله من جهله و لا يعلمه إلا الله. فقد قال الله تعالى : ونفس وما سواها فألهمها فجورها و تقواها. و قال عن الكافرين أصحاب السعير الذين أوصدوا قلوبهم عن الذكر و دلائل الإيمان فلا يتبعون إلا الشبهات و الأكاذيب لانسجام ذلك مع خبث نفوسهم : كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
    إذن فليس كل ذي عقل متعقل و لا كل ذي بصر مستبصر و لا كل ذي سمع سامع واع متذكر.

    القاعدة الثالثة : قول الله تعالى : ( سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ) و قوله : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فالعلم الحقيقي هو خشية الله الذي بيده مقاليد السموات و الارض و إنه لا عجب من تطبع الإنسان بهذه الخشية لأن الإيمان مركوز في الفطر و العقول السليمة و لكن العجب من مسارعة الإنسان إلى الكفر بالرغم من علمه بمبدئه و منتهاه و حاله و فقره بين ذلك إلى رب السموات و الأرض. قال الله تعالى : هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)
    فليس هناك حقيقة أوضح من الإيمان بالله ربا و فاطرا و رازقا و محييا و مميتا فكل شيء دل عليها في الأنفس و الآفاق و لا يمنع منها إلا جرأة الإنسان على ربه و فاطره و كبره و مكابرته و ادعائه علم ما لا يعلمه و تكذيبه بما لم يحط بعلمه.

    القاعدة الرابعة : استحقاق الإيمان فضل من الله ثم كسب من العبد ، و لله حِكم قد نعلمها أو لا نعلمها في صرف دلائل الإيمان عن كثير من البشر فإنه إذا لم يصل نور هدايته إلى بعضهم فذلك إما لعلم الله بالغيب بشقائهم و خبث نفوسهم و لأن محلهم محل كفر لا يقبل الإيمان أو أنهم ربما إذا هم عرفوا دلائل الإيمان لم يؤمنوا بها و بهذا يكون عذابهم أشد ، أو أنهم إذا آمنوا ربما ارتدوا فيكون عذابهم أشد أيضا. أو ربما أراد الله أن يجعلهم حجة على الكفر و الكافرين بعد معرفتهم بحقيقة الكفر و خبرتهم به و بمعيشته الضنك خاصة في حال أسلموا فيعصم الله بهم كثيرا من المؤمنين و يسلم على أيديهم كثير سواء من المرتدين أو من الكافرين الأصليين.

    القاعدة الخامسة : أن الكفر لا أساس له و لا مستقر و لا يثبت صاحبه على حال كما وصفه الله تعالى في ثلاث آيات على الأقل، الآية الأولى في سورة الرعد و الثانية في السورة التي تليها إبراهيم و الثالثة في سورة العنكبوت، قول الله تعالى :
    فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)

    و العجيب أن هذه الآية الأولى ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم يخبر فيها عن حقيقة أن الكافر يقحم نفسه في النار إقحاما و يرفض الإيمان على بساطته و بداهته في العقول و الفطر، ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه و سلم :
    " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي "
    أما الآية الثانية فهي قول الله تعالى من سورة إبراهيم : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)

    و على المؤمنين أن يثبتوا للعالم فضل شجر الإيمان عليهم و كيف تؤتي أكلها فهذا وأيم الله من أعظم الأدلة و البراهين الجلية على صدق الإيمان و على كذب و فساد ما دونه، كما قال المسيح عليه السلام فيما ذكر عنه : من ثمارهم تعرفونهم.

    و الآية الثالثة هي قول الله تعالى من سورة العنكبوت :
    مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
    ومعلوم أن بيت العنكبوت لا خير فيه مطلقا من كل وجه و أنه شر حتى على صاحبه ووبال سواء ماديا أو اجتماعيا فيما يبتغيه من نفع أو فيما يستدفعه من ضرر فحسب الكفر أنه بمثابة الإيدز إنكار لأساس العقل و المنطق و أنه يحمل صاحبه على تقبل كل الشرور في نفسه و في مجتمعه حتى يرى المنكر معروفا و المعروف منكرا و الأعداء خلان و الخلان أعداء و يمشي لا بصيرة و هذه علامة تنذر صاحبها و تحسسه بشؤم الكفر – بجانب ما يستشعره من الضنك بعيدا عن هداية الإيمان و أمنه و راحته - و تحثه على الترك و المراجعة و المسارعة بالتوبة ما دام في العمر بقية.

    و بناء على هذه القاعدة الخامسة نبشر كل شاب مسلم بأن الإيمان يعلو و لا يُعلى عليه و ندعوه أن لا ييأس إن رأى قريبه أو صديقه ضل السبيل لأن الكفر لا مستقر له في العقول و لا مكان له في العلم ولا من سبل المنطق و حتى إذا كان قد يستقر في بعض النفوس و يجد غذاءه فيها كالسرطان فليس من المستحيل استئصاله أو علاجه و لا رجوع صاحبه عنه عاجلا أو آجل مهما غلا فيه و أدل دليل على ذلك أن أول هذه الأمة بل خيرها و هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان كثير منهم بل أكثرهم على الكفر بل منهم من كان على حرب مع الله و رسوله صلى الله عليه و سلم باللسان و السنان ثم آمن و منهم خير هذه الأمة بعد نبيها و خليفتها الأول عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كذا خالد بن الوليد و أبو سفيان و زوجه هند. و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كثيرا من المسلمين سيصيرون من الجهل و كثر البلاء و الفتن إلى هذا التقلب من حال إلى حال بين الإيمان و الكفر طبعا لعدم استقرار الكفر في نفوسهم و لبقاء أصل الإيمان فيها فقال : «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».

    وإذا عرف السبب بطل العجب، و إننا لنبشر الشباب المسلم الغيور على دينه و المبتلى بمثل هذه الحالات أن الإسلام سيعود بعد غربته اليوم – و قد كان في أيامنا أغرب و في أيام آبائنا أكثر غربة و اسألوا فقط كيف كم عانى و قاسى أهل الإيمان في روسيا و غيرها فضلا عن بلاد المسلمين و كيف صاروا اليوم – سيعود قريبا إن شاء الله قويا شديدا كما كان أول الأمر وطوبى له لتمسكه بدينه إذ قل المستمسك به ويرى حواليه من ضل عنه ضلالا بعيدا، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ). رواه مسلم

    القاعدة السادسة : التكفير يكون بعد إقامة الحجة ، فلا تتسرع أيها الشاب الغيور بتكفير معين قريب أو صديق ولا بالتبرء منه حتى تعلم حاله و تنصح له بالليل و النهار و تحرص على هدايته كما كان يحرص النبي صلى الله عليه و سلم ليس فقط على الأقارب و المغمورين و لكن على الأباعد و صناديد المكذبين، فاحرص بكل ما تملك من علم و جدال بالحسنى على هدايته شفقة عليه من أن يهلك و إنقاذا له من الجحيم واحمد الله على ما أنعم عليك به من نعمة الإيمان، أو على الأقل لا تقلها في وجهه صراحة إذا كفر حتى تعذر إلى الله و تقيم الحجة عليه فلعله جاهل أو مفتون كما كان بعض الصحابة رضي الله عنهم في أول الأمر يجهلون حقائق الإسلام فآمنوا بعد العلم، و بخاصة في زمان الجهل المطبق هذا في البلدان التي عرفت صدا مكثفا عن سبيل الله من الحكومات العلمانية الجائرة وعلى كل الأصعدة و زمان البلاوي الأسرية و الاجتماعية بسبب تعطيل التربية الإيمانية و الانفتاح على كل الشرور الوافدة من الداخل و الخارج. ولعله يكون فقط صاحب شبهات و متأثر ببعض الكذبات التي لا يقر بها في قرارة نفسه و كم مر معنا خلال الحوارات في هذا المنتدى أو في غيره من أشخاص حسبناهم ملاحدة موغلين في الكفر فإذا بهم آخر الأمر يعرضون شبهتهم أو كلامهم الكفري فقط على أنه منقول عن غيرهم للرد عليه. و في النهاية لعله يرجع و يتوب من قريب بعد البينة و النصح و الترفق به فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. كما قال الله تعالى : وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) . و كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام في قصته مع أبيه : وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)

    ونرجو العودة إلى هذا الرابط لتعَلُّم هذه القاعدة بأدلتها و النظر في تفصيل هذا الأمر :
    التكفير والتعذيب يكون بعد قيام الحجة

    القاعدة السابعة و التي لها علاقة مباشرة بالعنوان : كيف أتقبل أن قريبي أو صديقي رغم ما أرى منه من حسن الأخلاق الظاهرة وعمل خير كافر حقيقي و سيعذب إن مات على هذا الحال ؟
    والجواب على إشكال عمل الكافر للخير ودخوله مع ذلك النار خالدا فيها و في سياقه قول الله تعالى من سورة الفرقان : وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23):
    أن الذي كفر بالله ربه و هو رب الخير و أصل كل خير كيف يعمل خيرا أصلا بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، و كذا الذي كفر برسول الله صلى الله عليه وسلم و هو من دعا لكل خير بل هو أعظم عظماء التاريخ كيف يعمل خيرا ؟! اللهم إلا ما عمل مما اقتضته فطرته التي فطره الله عليها و لعل الله يرحمه بها. و قد ألهم الله تعالى كل نفس فجورها وتقواها إنما الكافر من تجرد من أصل التقوى و استبدل به أصل الفجور و إن كان ما يزال عنده بقايا فطرية من الأصل الأول و حتى هذه لا يبتغي بها وجه الله و إنما النفع الدنيوي المحض و إلا لو كان صادقا فيها فصدقه سيهديه إلى البر و البر يهديه إلى الإيمان و لا بد.

    أخيرا : العلاقة مع الكافر على بينة و أصر على كفره قريبا أو بعيدا صديقا أو من عامة الناس ، يلخصها قول الله تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)
    التعديل الأخير تم 07-07-2017 الساعة 09:37 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء