بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق

معنى قوله تعالى ( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )
=جاء في تفسير الطبري =
1-قال جماعة من المفسرين (( ربنا ولا تحمل علينا إصرا " يعني ب " الإصر " العهد ، كما قال - جل ثناؤه - : ( قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ) [ سورة آل عمران : 81 ] . وإنما عنى بقوله : " ولا تحمل علينا إصرا ) ولا تحمل علينا عهدا فنعجز عن القيام به ولا نستطيعه " كما حملته على الذين من قبلنا " يعني : على اليهود والنصارى الذين كلفوا أعمالا وأخذت عهودهم ومواثيقهم على القيام بها ، فلم يقوموا بها فعوجلوا بالعقوبة . فعلم الله - عز وجل - أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - - الرغبة إليه بمسألته أن لا يحملهم من عهوده ومواثيقه على أعمال - إن ضيعوها [ ص: 136 ] أو أخطئوا فيها أو نسوها - مثل الذي حمل من قبلهم ، فيحل بهم بخطئهم فيه وتضييعهم إياه مثل الذي أحل بمن قبلهم .
2- وقال فريق آخر من المفسرين معنى ذلك : ولا تحمل علينا ذنوبا وإثما كما حملت ذلك على من قبلنا من الأمم فتمسخنا قردة وخنازير كما مسختهم " .