النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نظرية التطور من منظور فلسفى

  1. افتراضي نظرية التطور من منظور فلسفى

    نظرية التطور شأنها شأن سائر النظريات العلمية مهما بلغت درجة تلقى المجتمع العلمى لها بالقبول تظل من قبيل "الاحتمال الاستدلالى" Abductive reasoning و الذى قد يعرف على أنه : منطق استدلالى ينطلق من الملاحظة ثم يسعى لإيجاد الأرجح و الأبسط من التفسيرات. وبخلاف المنطق الاستنتاجى Deductive reasoning فالمقدمات فيه لا تقتضى بالضرورة صحة النتائج.
    وقد وضع الفلاسفة بعض الضوابط أو المبادىء - والتي لا تخلو من الجدل حولها – للاختيار من بين التفسيرات المحتملة للظاهرة محل الدراسة وهى : البساطة أو ما يعرف بشفرة أوكام، و الانسجام مع المعلوم من طبائع الأشياء، و القدرة على التنبؤ، و الاستيعابية أو الشمولية في التفسير.
    و لتقريب المعنى سأضرب مثلا بشخص وجد ميتا و معلقا بحبل فى رقبته من سقف منزل في غابة نائية و الأبواب و النوافذ كلها موصدة من الداخل بعناية فما هى التفسيرات المحتملة لهذه الواقعة؟ أحد التفسيرات التي تتبادر إلى الذهن هو أن هذا الشخص أقدم على الانتحار غير أن هناك جملة من التفسيرات الأخرى التي تتباين في درجة واقعيتها ومعقوليتها فعلى سبيل المثال ربما كان يقوم ذلك الشخص بتمرين على مشهد انتحار سيؤديه في مسرحية و للخصوصية أوصد الأبواب و النوافذ لكن سارت الأمور على نحو مأساوى و شنق نفسه بطريق الخطأ. أو قد يكون ذلك الشخص مختبىء في ذلك المنزل لأنه مطارد من أجهزة استخبارات وقامت بالعثور عليه و تمكنت بطريقة ما من تدبير الأمر ليبدو و كأنه حادثة انتحار كأن يقوموا بالخروج من مدخنة المدفأة إلى سطح المنزل و كما ترى فكل فرضية تتنبأ ببعض الأمور ففرضية الانتحار تتنبأ بأن الشخص ربما كان يعانى من مشكلات نفسية مؤخرا و بسؤال أقاربه أو معارفه عن ذلك قد يتضح أنه بالفعل كذلك وإن كان يظل الأمر محتملا حتى ولو لم يتضح أنه كان يمر بأزمة نفسية مؤخرا لأنه من الجائز كان يخفى ذلك الأمر عن الجميع. أما فرضية التمرين على مشهد الانتحار يعضدها أن يُعلم عنه أنه بالفعل يمارس مهنة التمثيل أو أن نجد بجانبه نص المشهد أو محرر للمسرحية غير أنه من الجائز لعلم أجهزة الاستخبارات بمهنته قامت بتلفيق المحرر و اختارت هذه الطريقة بالذات فىى الاغتيال ليبدو الأمر وكأنه شنق نفسه بطريق الخطأ و ربما لو وجدت بالفعل مدخنة في سقف المنزل تسمح بمرور الأشخاص من خلالها ولو بمشقة لا يدل ذلك بالضرورة على أن هناك من حاول الخروج من خلالها.
    فكذلك ظاهرة الحياة و تنوعها. فإن كانت نظرية التطور هي التفسير الأرجح إذا أخذنا فقط العوامل الطبيبعة بعين الاعتبار إلى جانب الدلائل التي يستند إليها علماء الأحياء من السجل الحفرى و البيولوجيا الجزيئية ونحو ذلك فلا يعنى هذا بالاضطرار أنها واقع الأمر على الأقل فيما يتعلق بوجود جميع الأنواع. و النصوص الإسلامية لا يوجد فيها ما يتعارض صراحة مع تطور النبات و الحيوان عن سلف مشترك عدا الإنسان الذى دلت النصوص دلالة قطعية على أن الله خلقه خلقا خاصا من صلصال من حمأ مسنون و صوره على هيئة الآدمى و نفخ فيه من روحه. وتجدر الإشارة ههنا إلى مقال منشور في مجلة " العلمية الأمريكية" SCIENTIFIC AMERICAN بتاريخ 1 يوليو 2002 بعنوان "خمسة عشر جوابا على ترهات الخلقيين" حيث يقول المحرر : هناك طرق أخرى قد يثبت بها خطأ نظرية التطور منها لو تمكنا من توثيق حالة واحدة لتولد صورة معقدة من صور الحياة مباشرة من مادة غير حية فحينئذ على الأقل بعض الكائنات التي نجدها في السجل الحفرى ربما قد تكون نشأت بنفس الطريقة. أو لو ظهر غرباء عن الكوكب يتسمون بالذكاء الخارق و أدعوا أنهم من قاموا بخلق الحياة على الأرض أو بعض أنواع الأحياء فإن هذا سيلقى بظلال من الشك على التفسير التطورى الحصرى.



    قلت فمن باب الأولى إذا ثبت لدينا أن الذى أوحى بهذا القرآن هو خالق السماوات و الأرض وما بينها فالاعتقاد في كون الإنسان لا يشترك مع سائر المخلوقات في سلف مشترك لا يناقض المنطق السليم.
    و التطور البيولوجى بتقدير حدوثه لا ينفى وجود الله ولا يجعل من الاعتقاد فى وجوده زائد عن الحاجة لأن التطور البيولوجى بتقدير حدوثه لا يعنى أنه حدث بشكل عشوائى فكون الأنظمة البيولوجية نشأت فى أطوار و بشكل تدريجى لا يبرر الاعتقاد فى كونها نشأت بشكل عشوائى مثل كون المجرات و النجوم و الكواكب نشأت بشكل تدريحى لا يعنى أنه أمر عشوائى. فالتدرج لا يغنى عن التقدير و التدبير. فأجهزة الحاسب الإلكترونى وكافة صور الذكاء الاصطناعى على سبيل المثال لم تنشأ فى صورتها المعقدة الحالية دفعة واحدة ولكن نشأت فى صور أبسط وأخذ العلماء يطورونها شيئا فشيئا وأخذ تتعقد شيئا فشيئا و تتعاظم قدراتها على مدى عقود. فهل يقول عاقل أن كونها نشأت بشكل تدريحى يعنى أنها نشأت بشكل عشوائى دون تخطيط أو تدبير؟
    كما أن نظرية التطور لا تفسر نشأة الحياة لكن تحاول تفسير تنوعها فقط أما أصل الحياة فلا يوجد تفسير علمى مادى له بل إن مسألة نشأة الحياة دفعت أحد أساطين الإلحاد وهو "أنطونى فلو" Antony Flew إلى التراجع عن إلحاده إلى الربوبية.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2016
    المشاركات
    115
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا فض فوك...
    لقد أحسنت وأجدت.
    ما لا يفهمه بعض الناس هو أن المسلم والعلماء الذين يرفضون نظرية التطور انما هو من منطلق علمي محض بدليل أن أدلة النقض التي نقدمها هي أدلة علمية وليست دينية.
    بينما الملحد المدافع عن هاته النظرية يدافع عنها من منطلق عقائدي محض وهو حتمية التفسير المادي الالحادي مهما بدا مستحيلا ومضحكا للارامل.
    ما هي المشكلة بالنسبة لي مثلا كمسلمة ان وجدت الأدلة الثبوتية تدعم صحة هاته النظرية سوف أصدق أنها أحد سنن الخلق مثلما أصدق بسنن أخرى كالطرد المركزي والضغط الأسموزي والجاذبية....الخ
    ان العلماء الذين يدافعون عن هاته النكتة العلمية أعلم الناس ببطلانها ودفاعهم عنها هو دفاع ديني محض للدفاع النفسي عن دينهم الالحادي أو للمحافظة على رتبهم والمعيتهم ولقب "عالم كبير".....
    من يصدق بصحة نظرية التطور كمن يصدق أن رجل يجد ورقة لوطو رابحة بها مليون رقم مرتب ترتيبا صحيحا كل دقيقة دون توقف على مدار مليار سنة........هههههههه

  3. افتراضي

    مقال رائع و ممتاز ..
    الأصل أن نظرية التطور هي نظرية تحاول تفسير التنوّع للكائنات الحية ، لكن بعض عاشقي النظرية يريدون جعلها تفسيرا لوجود الحياة بل و وجود الكون !
    و لو أننا طرحنا السؤال التالي : كم عدد أنواع الكائنات الحيّة ؟!
    سيكون الجواب هو رقم معين و ليكن " س " !
    ثم نطرح السؤال الثاني : هل هذا العدد من الأنواع هو نفس العدد قبل ٥ آلاف سنة ؟!!
    هنا سيكون الجواب المفصلي ، إما " نعم " و إما " لا " !
    نظرية التطوّر تجيب بشكل قاطع بـ " لا " ، عدد الأنواع في الماضي أقل من عدد الأنواع في الحاضر !
    أما نظرية الخلق المباشر فليس لها إجابة مخدّدة - حسب علمي - ! حيث يمكن أن تقول النظرية : عدد الأنواع في الحاضر هي نفس عدد الأنواع في الماضي باستثناء الأنواع المنقرضة ! ويمكن أن تقول : عدد الأنواع يختلف من زمن لآخر ؛ لأن الله يخلق في كل زمن أنواع جديدة بخلق مباشر !!!
    و من الجدير بالذكر أن هناك من يخلط بين نظرية التصميم الذكي ، و بين نظرية الخلق المباشر !!! في حين أنّهما نظريّتان مختلفتان تماماً ! فالأولى تتكلم عن شكل تركيب الكائن الواحد ، أنه مركب بشكل منظم متناسق ! بينما الثانية تتكلم عن كيفية وجود أنواع مختلفة من الكائنات !!
    التعديل الأخير تم 09-25-2017 الساعة 11:16 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء