النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من صور انسجام القصص القرآنى مع الواقع

  1. افتراضي من صور انسجام القصص القرآنى مع الواقع

    كثيرا ما يطعن الطاعنون فى القصص القرآنى باعتبار أنه مجرد روايات من محض الخيال التى لا تستند إلى دليل من الواقع ومن جملة القصص القرآنى ما قصه الله علينا عن موسى عليه السلام و فرعون وما جرى بينهما و كنت قد ذكرت و ذكر غيرى أن عدم وجود ذكر لموسى عليه السلام على النقوش و البرديات الأثرية لا يعنى أنه لم يكن موجودا وأن بنى إسرائيل لم يستعبدوا فى مصر .. و النقوش و البرديات إن لم تذكر استعباد بنى إسرائيل بالاسم إلا أنها أظهرت تسخير مجموعات أسيوية فى أعمال الإنشاء الفرعونية و أظهرت وقائع منسجمة مع الرواية القرآنية و التوراتية و من ذلك البردية Leningrad Papyrus 1116A و التى ترجع إلى عصر الأسرة 18 أى تقريبا حوالى عام 1450 قبل الميلاد و التى تذكر أنه تم تسخير الأجانب فى أعمال البناء بعد طرد الهكسوس على يد أحمس و تذكر البردية أنه تم تسخير مجموعات أسيوية فى أعمال الإنشاء العامة ..فضلا عن كون حكم الهكسوس ذوى الأصول الأسيوية السامية أيضا يمثل سياق تاريخى مناسب لدخول بنى إسرائيل إلى مصر و مكوثهم بها قبل أن يتم طرد الهكسوس و استعباد بنى إسرائيل .. و من ذلك أيضا ذكر مدينة رعمسيس أو " بى رمسيس" - التى بنيت فى شرقى دلتا النيل - فى العهد القديم وهذا أمر معلوم تاريخيا عن رمسيس الثانى أنه بنى تلك المدينة فى موضع يعرف الآن بقرية قنطير بمحافظة الشرقية ثم خراب هذه المدينة بعد ذلك وهو ما أشار إليه القرآن بقوله : و دمرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون...و قد خربت هذه المدينة بفعل انطمار الفرع البيلوزى Pelusiac لنهر النيل حيث حول النهر مساره عن المدينة تاركا إياها بدون مياه إلى جهة الغرب مكونا ما يعرف بالفرع التانيتى Tanitic نسبة لمدينة تانيس التى شيدت نهاية عصر الأسرة العشرين و قامت الأسرة الحادية و العشرون بجعلها كعاصمة لمصر السفلى وقاموا بتقويض المعابد و المسلات و التماثيل التى شيدها رمسيس فى بى رمسيس و قاموا بنقلها للعاصمة الجديدة وهى فى موضع صان الحجر القبلية الحالية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية حيث كانت على ضفاف الفرع التانيتى قبل أن ينطمر هو الآخر بدوره و من المعلوم تاريخيا أنه كان للنيل العديد من الفروع فى دلتا النيل وصل عددها لسبعة وهى البيلوزى و التانيتى و المنديسى و الفاتنتى (فرع دمياط) و السبنتينى و البلبتى (أو البلبتينى) و الكانوبى (فرع رشيد) على أن الفرع التانيتى لم يتكون إلا بعد انطمار الفرع البيلوزى و ربما هذا يفسر القول الذى حكاه القرآن على لسان فرعون : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي..
    و كذلك ما ذكره القرآن عن إدعاء فرعون الألوهية وهو ما يصح في حق رمسيس الثانى. و الفراعنة Pharaohs وهو لقب يطلق على ملوك الدولة الحديثة فى مصر القديمة كان يعتقد أنهم وسطاء بين الآلهة و عالم البشر و أنهم مطلقى القدرة و العلم و يتحكمون فى الطبيعة و الخصوبة و يمثلون تجسيدا للإله حورس Horus فى حياتهم و الإله أوزوريس بعد مماتهم و هذا التأليه أخذ طورا آخر فى عهد الفرعون رمسيس الثانى Ramesses II حيث كرست له أماكن داخل المعابد التى شيدها باعتباره إلها وقد صور على جدرانها وهو يقوم بتقديم القرابين لنفسه باعتباره إلها و شيدت له التماثل الضخمة أمام الكثير من المعابد وقدمت له طقوس العبادة.
    و يقول Joyce Tyldesley فى كتابه "رمسيس : أعظم فراعنة مصر" أن التماثيل المجمعة Group statues وهى تماثيل تظهر رمسيس الثانى بصحبة مجموعة من الآلهة كانت تصنع و توضع فى أماكن مخصصة ضمن المعابد لأجل تقديم طقوس العبادة لها و أن تمثال الفرعون كان أجود فى الصناعة و أضخم فى الحجم حيث يبدو و كأنه يسود المجموعة و على هذا أمثلة عديدة من المجموعات المتاحة التى كتب لها البقاء و فى كتير من المجموعات التى عثر عليها فى مدينة بى رمسيس التى شيدها رمسيس الثانى كان تمثال الإله المصاحب يحمل إسم رمسيس بأن يقال الإله كذا خاصة رمسيس على سبيل المثال " بتاح رمسيس" و " رع رمسيس" و " أمون رمسيس".
    ويقول وإن كان المقصود من هذه التسميات غير واضح إلا أن مؤرخى الفن اقترحوا ضمن جملة مقترحات أنه ربما يقصد بها أن الفرعون رمسيس مزج هويته بهوية تلك الآلهة ثم إن النظر لرمسيس باعتباره يمثل الإله رع تطور أكثر فى نهاية عهد الفرعون عندما بدأ فى استخدام لقب " روح رع- حورس العظيمة".
    و كذا ما حكاه القرآن عن رغبته فى أن يرتقى بناءا شاهقا ليطلع إلى إله موسى وهو أيضا أمر معلوم عن القدماء المصريين في الجملة – أعنى الرغبة فى ارتقاء الصروح الشاهقة في محاولة للاطلاع إلى الآلهة - .. وهذا وإن كان كله من قبيل الأدلة الظرفية إلا أنه يشهد لصحة الرواية القرآنية عن بنى إسرائيل و مكوثهم و استعبادهم في مصر.
    وما أود أن أضيفه ههنا من جملة الأدلة الظرفية هو ما حكاه القرآن عن القحط ثم الفيضان المعقوب بوباء الجراد .. قال تعالى : وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ.
    حيث قامت الباحثة في علم الأحياء الحيواني خديجة عباسى ببحث تحت عنوان "الجراد المسبوق بأمطار طوفانية"، رصدت فيه مناطق عدة باليمن ومصر والسودان والساحل الأفريقي تشكل "بؤرا نشيطة" للجراد تهدد شمال أفريقيا.
    ولاحظت الباحثة أن الجراد يكون مسالما في المرحلة التي تتسم بالجفاف، ثم يحدث أن تجتاح أمطار طوفانية المناطق التي يرقد فيها مما يؤدي لاحتشاده في أسراب كاسحة تغزو مناطق شاسعة خارج موطنه
    واكتشفت خديجة عباسي أن هجمات الجراد تُسبق دائما بأمطار طوفانية، وقبلها يكون هناك جفاف ونقص في الثمرات، وهو التسلسل الزمني المحكم المشار إليه في الآية الكريمة "فأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّم آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ"، حيث رأت الباحثة أن الجراد يأتي دائما بعد الطوفان من حيث الترتيب، كما أن سنين القحط تكون قبلهما وهو ما تثبته الآية "ولَقَدْ َأخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون".
    و يؤيد ذلك ما ذكره موقع New Scientist في مقال منشور بتاريخ 26 نوفمبر 2008 من أن الجفاف يقتل الأنواع التي تتعذى على الجراد أو تنافسه على مصادر الغذاء ثم بعد أن ينقطع عهد الجفاف بهطول أمطار غزيرة فإن النبات ينمو مرة أخرى فجأة و يكون الجراد هو أول الكائنات التي تهيمن على المشهد مشكلا مجموعات هائلة تهيم على وجهها و التي بإمكانها تدمير المحاصيل الزراعية.
    فضلا عن كون الباحثين يرون أن انهيار الدولة الحديثة ربما يكون نتيجة التغير المناخى و الذى كان فى صورة موجات جفاف امتدت ما بين 1250 الى 1100 قبل الميلاد و بذلك تتزامن بداياتها مع عهد رمسيس الثانى (1279 - 1213 ق. م.)

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم
    اخى الكريم بردية ايبور ليست من الاسرة الثامنة عشرة،ورمسيس الثانى ليس فرعون الخروج اما فرعون الخروج الحقيقى فهو يقينا امنمحات الثالث،وهناك ادلة اركيولوجية من مصر والعراق وفلسطين تدل أن الخروج حصل فى اخر عصره،ولو قرئت كتاب قصص الانبياء للثعلبى فى قصة فرعون ستجد قصص عن هرم لم يكتمل وتولى امرأة الحكم بعد فرعون وكلها احداث تاريخية ثابتة فى عصر امنمحات الثالث،انصحك بهذه الدراسة ولو أنها تتناول فقط الادلة الاركيولوجية من مصر القديمة ولا تتعرض للبلاد الاخرى
    http://www.civilizationguards.com/20...h-moses-1.html

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء