س:مرحبا دكتور .انا الي دكتور في الجامعة يحدثنا بأمور غريبة عن الدين والحياة بحيث يقول إن الدين الإسلامي غير كامل ونحن الوحيدين الذين نحدد ما المناسب لنا وما الصحيح وهو يا دكتور مسلم لكنه يقرأ في المسيحية والمذهب الشيعي ويقول لنا اننا يجب أن نقرأ فيها ونأخذ الذي يناسبنا. الآن يا دكتور هل كلامه صحيح
ج:تخيل أن هناك فتاة تريد أن تأكل من مطعم معين مع صديقاتها، هذا المطعم في منطقة يكثر فيها البلطجية الذين يؤذون المارة ويتحرشون بالبنات، أمها تعرض عليها أن تأكل في البيت وأنها ستعد لها طعامًا ومكانًا جيدًا لن تجد أفضل منه .. فالخيارات المتاحة أمامنا:
- إنها تروح تاكل في المطعم بشرط إنها تاخد معها من يحميها "أخوها الكبير مثلا مع اليكتريك ظريف"
- لو مفيش حماية ممكنة معاها فتأكل في البيت الطعام الذي ستعده لها أمها في هذا المكان ..
الخيار التالت إنها تروح حتى لو مفيش معاها حماية خيار متهور خصوصًا لو في مكان مفيش فيه قانون، فهي المسؤولة عن اللي هيحصل لها في الوقت ده!
طيب ما جايز المطعم في أكل كويس ويستاهل .. يبقى قدامنا حل من الاتنين ملوش تالت:
- إما إن حد مش خايف من أذية البلطجية وقادر على حماية نفسه يروح يجيب لنا الأكل من المطعم ..
- أو إننا نروح ومعانا الحماية السابقة من رجلٍ يحمي أو الكتريك يصعق!
طيب إمتي نقرر إن إحنا منروحش المطعم أصلا حتى من غير ما نشوف خدمته أو نجرب أكله..
- لو جالنا واحد نثق في رأيه أكل في المطعم ده قبل كده وقال إن المطعم مش كويس ومفيش فيه حاجة تستاهل.. يبقى نروح ليه؟!!
- أو إننا يكون عندنا اقتناع بأكل الأم لدرجة إننا نجزم إن مفيش أحسن منه..
أظن الكلام اللي فات ده عادي ومقبول ومفيش فيه مشكلة .. طيب .. أهو حضرتك والزملاء هم الراغبون في الأكل، والإسلام هو بيتكم، والمذاهب الأخرى هي المطعم، والوساوس والضلالات والزيغ والشبهات هي البلطجية، والسلاح والحماية هي العلم والثبات النفسي ..
فنذهب للقراءة في المذاهب الأخرى بشرط أن يكون عندنا من سلاح العلم والثبات النفسي ما يحمينا مما سنقابله من الأخطاء والضلالات والشبهات، فإن لم يكن معنا هذه الحماية فمقتضى الحكمة عدم تعريض النفس للخطر.
ونحن لا ننكر أن يكون في المذاهب الأخرى فوائد أو طعاما طيبا، وإلا لم يكن له أتباع فأكيد فيه خيرٌ ما، فإن أردنا الحصول على هذا الخير فيمكن عن طريق نقل أحد المتسلحين بالعلم هذه الفوائد فحسب، أو عن طريق الصبر حتى نتسلح نحن بالعلم ثم نذهب للاطلاع على هذه المذاهب..
وقد نصل لمرحلة من الاستغناء عن التطلع للمذاهب والملل الأخرى حتى ولو لم نكن قد اطلعنا عليها في حالين: أن ينقل لنا من نثق فيه من المتسلحين بالعلم أنها لا خير فيها يستحق النظر فيها، أو أن نصل لدرجة من اليقين التام بالإسلام بحيث نعرف أن كل خيرٍ ففي الإسلام أصله.. وليست صحة الأبدان بأولى بالحفظ من صحة الأديان..
Bookmarks