بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن الانسان اذا وجد مبلغا من المال ماذا عليه أن يفعل لقد بين الرسول الكريم ذلك
عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه فقال أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيه ثلاثا فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعد بمكة فقال لا أدري ثلاثة أحوال أو حولا واحدا

ما يستفاد من الحديث
1-إذا وجد الإنسان لقطة من دراهم، أو حلي فينظر إذا كانت شيئًا يسيرًا لا يهتم به الناس إذا ضاعت منهم، فإنها له, ولا يحتاج أن يبحث عن صاحبها، لكن إن علمه وجب عليه أن يعيدها إليه, مثال ذلك: وجد إنسان خمسة ريالات، وخمسة ريالات لا يهتم بها الناس, ولا يبحثون عنها في وقتنا هذا إذا ضاعت؛ لأن الأمور - ولله الحمد - وافرة, والخير كثير, لكن إذا علمت صاحب هذه الخمسة، فيجب أن تدفعها له, سواء طلبها منك أو لم يطلبها.
2-أما إذا كان الذي وجده مما يهتم الناس به, ويبحثون عنه، فإن الواجب عليه أن يبحث عن صاحبه سنة كاملة تعرف هذه اللقطة في الأسواق، وحول المساجد لمدة سنة في أول الأمر تكرر هذا التعريف كل يوم، ثم في الأسبوع مرتين، ثم في الأسبوع مرة، ثم في الأسبوعين مرة, وهكذا حتى تتم السنة, فإذا تمت السنة ولم يأت صاحبها، فهي لك, وإذا كان يبعد وجود صاحبها - كالدراهم توجد في الطرق البرية - فإن العثور على صاحبها قد يكون مستحيلًا؛ وذلك لأن البلدان حولها كثيرة، ففي أي بلد تعرفها, فمثل هذا لو أن الإنسان تصدق به لكان خيرًا, أو يعطيه القاضي, والقاضي يتصرف فيه بما يراه موافقًا للشرع
3-وقد سئلت اللجنة الدائمة: إذا وجد إنسان قليلًا من النقود لا هي ذهب ولا هي فضية، ولكن نقود قليلة، فهل عليه أن ينتظر لمدة عام, ويبحث عن صاحبها, أم يستعملها باعتبارها نقودًا قليلة؟
فأجابت: إذا كان المبلغ الذي وجده من النقود تتبعه همة أوساط الناس، فإنه يجب عليه أن يعرف علاماته الفارقة، وينادي عليه في أماكن تجمع الناس لمدة سنة في الأوقات المناسبة للمناداة في كل شهر مرتين أو ثلاثًا، فإذا مضت السنة, ولم يأت له أحد, فإنه يتموله، وأما ما لا تتبعه همة أوساط, الناس فيملكه من حين التقاطه, ولا يلزمه تعريفه.اهـ. باختصار