صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 42 من 42

الموضوع: الرد على : الإتقان في تحريف القرآن

  1. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران

    لا أبالغ إذا قلت أن المسلمين قد اختلفوا في كل جزئية من جزئيات القران . روى البخاري عن أنس :« أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، . . . . فقال لعثمان: أدرك الاَُمّة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.
    اختلفوا في القران لدرجة الاقتتال

    عن انس بن مالك قال: اختلفوا في القران . . . حتى اقتتل الغلمان والمعلمون ، فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه،000يا أصحاب محمد كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.

    اختلفوا في كيفية الوحي لمحمد على أقوال أولها :

    أن يأتي الملك في مثل صلصلة الجرس ، وهو أشد حالات الوحي على النبي.

    فعن عبد الله بن عمر: ( سألت النبي هل تحس بالوحي ؟ فقال : أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرّة يُوحى إليَّ إلا ظننت نفسي تقبض).

    الثانية : أن ينفث في رُوعه الكلام نفثًا كما قال النبي : ( إن روح القدس نفس في روعي) .

    الثالثة : أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح وأحيانًا يتمثل لي الملَكُ رجُلاً فيكلمني فأعي ما يقول) . وهو أهونه على النبي.

    الرابعة : أن يأتيه في النوم ، فيبلغه بالآيات .

    الخامسة : أن يكلمه الله سبحانه إما في اليقظة كما حصل في ليلة الإسراء، أو في النوم ، كما ورد في حديث معاذ : ( أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى .... )

    وقد أخرج ابن سعد عن عائشة أم المؤمنين قالت : ( كان رسول إذا نزل الوحي يغط في رأسه ويتزبّد وجهه ويجد بردًا في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجُمان) . الإتقان 1/59.

    وسوف نين ذلك في باب (أحوال الوحي والموحى إليه) لاحقا .

    الرد على هذا الكلام :-قال المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    عن انس بن مالك قال: اختلفوا في القران . . . حتى اقتتل الغلمان والمعلمون ، فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه،000يا أصحاب محمد كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.
    الرد على هذا الكلام : ". حتى اقتتل الغلمان والمعلمون " إن هذه الزيادة جاءت في كتاب فضائل القرآن ولم تاتي في روايات البخاري ولذلك هذه الزيادة غير صحيحة ولا يعتد بها وإلا لصححها البخاري أو مسلم .

    وهذه ما جاء بشرح البخاري : فأخرج ابن أبي داود أيضا في " المصاحف " من طريق أبي قلابة قال " لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل والمعلم يعلم قراءة الرجل , فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون

    http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE




    قال المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    اختلفوا في كيفية الوحي لمحمد على أقوال أولها : أن يأتي الملك في مثل صلصلة الجرس ، وهو أشد حالات الوحي على النبي. / فعن عبد الله بن عمر: ( سألت النبي هل تحس بالوحي ؟ فقال : أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرّة يُوحى إليَّ إلا ظننت نفسي تقبض). / الثانية : أن ينفث في رُوعه الكلام نفثًا كما قال النبي : ( إن روح القدس نفس في روعي) . / الثالثة : أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح وأحيانًا يتمثل لي الملَكُ رجُلاً فيكلمني فأعي ما يقول) . وهو أهونه على النبي. / الرابعة : أن يأتيه في النوم ، فيبلغه بالآيات ./ الخامسة : أن يكلمه الله سبحانه إما في اليقظة كما حصل في ليلة الإسراء، أو في النوم ، كما ورد في حديث معاذ : ( أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى .... ) / وقد أخرج ابن سعد عن عائشة أم المؤمنين قالت : ( كان رسول إذا نزل الوحي يغط في رأسه ويتزبّد وجهه ويجد بردًا في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجُمان) . الإتقان 1/59.

    الرد على هذا الكلام :

    جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب بدء الوحي

    -حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -‏:‏ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ‏.‏ قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -‏:‏ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا‏.‏

    فمن هم الذين اختلفوا ؟!

  2. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران

    اختلاف المسلمين في كيفية إنزال الوحي

    في هذه المسألة ثلاثة أقوال :

    الأول : أن الله أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة .

    ثم نزل بعد ذلك منجمًا - متفرقًا - في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين سنة ، كذلك بحسب اختلاف الرواة في مدة إقامته النبي بمكة بعد البعثة .

    الثاني : أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر ، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين ، كذلك بحسب اختلاف الرواة في مدة إقامته النبي بمكة بعد البعثة ، وأنه كان ينزل في كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله في كل سنة ، ثم انزل بعد ذلك منجما في جميع السنة.

    الثالث : أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة من سائر الأوقات .

    الرابع : أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، وأن الحَفَظة نَجَّمته على جبريل في عشرين ليلة ، وأن جبريل نجمه على النبي في عشرين سنة . الإتقان 1/ 53.

    قال الاصفهاني : اتفق أهل السنة والجماعة على ان كلام الله منزل ! واختلفوا في معنى الإنزال ، فمنهم من قال هو اظهار القراءة ومنهم من قال ان الله الهم كلامه لجبريل .

    وقال الطيبي معنى نزول القران على النبي ص . ان تلقفه الملك من الله تعالى تلقيفا روحانيا او يحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه .

    وقال القطب الرازي : المراد بإنزال الكتب على الرسل ان يلقفها الملك من الله تلقيفا روحانيا او يحفها من اللوح المحفوظ وينزل بها يلقيها عليهم ؛ وقال غيره في المنزل على النبي ص . ثلاثة أقوال: إحداها انه اللفظ والمعنى ؛ والثاني ان جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وانه ص علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب ؛ وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى : (نزل به الروح الامين على قلبك) .

    والثالث ان جبريل ألقي إليه المعنى ؛ وانه (أي جبريل) عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب .
    الرد على هذا الكلام :

    قال المقدسي المسيحي :

    اختلاف المسلمين في كيفية إنزال الوحي

    في هذه المسألة ثلاثة أقوال : / الأول : أن الله أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة . / ثم نزل بعد ذلك منجمًا - متفرقًا - في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين سنة ، كذلك بحسب اختلاف الرواة في مدة إقامته النبي بمكة بعد البعثة . / الثاني : أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر ، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين ، كذلك بحسب اختلاف الرواة في مدة إقامته النبي بمكة بعد البعثة ، وأنه كان ينزل في كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله في كل سنة ، ثم انزل بعد ذلك منجما في جميع السنة. / الثالث : أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة من سائر الأوقات . / الرابع : أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، وأن الحَفَظة نَجَّمته على جبريل في عشرين ليلة ، وأن جبريل نجمه على النبي في عشرين سنة . الإتقان 1/ 53. / قال الاصفهاني : اتفق أهل السنة والجماعة على ان كلام الله منزل ! واختلفوا في معنى الإنزال ، فمنهم من قال هو اظهار القراءة ومنهم من قال ان الله الهم كلامه لجبريل . / وقال الطيبي معنى نزول القران على النبي ص . ان تلقفه الملك من الله تعالى تلقيفا روحانيا او يحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه . / وقال القطب الرازي : المراد بإنزال الكتب على الرسل ان يلقفها الملك من الله تلقيفا روحانيا او يحفها من اللوح المحفوظ وينزل بها يلقيها عليهم ؛ وقال غيره في المنزل على النبي ص . ثلاثة أقوال: إحداها انه اللفظ والمعنى ؛ والثاني ان جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وانه ص علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب ؛ وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى : (نزل به الروح الامين على قلبك) . / والثالث ان جبريل ألقي إليه المعنى ؛ وانه (أي جبريل) عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب .

    الرد على هذا الكلام :

    {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "185"}
    (سورة البقرة)

    فإذا سمعت "أنزل فيه القرآن" فافهم أن هناك كلمات "أنزل" و"نزًل" و"نزل"، فإذا سمعت كلمة "أنزل" تجدها منسوبة إلى الله دائما:

    {إنا أنزلناه في ليلة القدر "1"}
    (سورة القدر)

    أما في كلمة "نزل" فهو سبحانه يقول:

    {نزل به الروح الأمين "193"}
    (سورة الشعراء)

    وقال الحق:

    {تنزل الملائكة}
    (من الآية 4 سورة القدر)

    إذن فكلمة "أنزل" مقصورة على الله، إنما كلمة "نزًل" تأتي من الملائكة، و"نزل" تأتي من الروح الأمين الذي هو "جبريل"، فكأن كلمة "أنزل" بهمزة التعدية، عدت القرآن من وجوده مسطوراً في اللوح المحفوظ إلى أن يبرز إلى الوجود الإنساني ليباشر مهمته. وكلمة "نزل" و"نزًل" نفهمهما أن الحق أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مناسباً للأحداث ومناسباً للظروف، فكان الإنزال في رمضان جاء مرة واحدة، والناس الذين يهاجموننا يقولون كيف تقولون: إن رمضان أنزل فيه القرآن مع أنكم تشيعون القرآن في كل زمن، فينزل هنا وينزل هناك وقد نزل في مدة الرسالة المحمدية؟

    نقول لهم: نحن لم نقل إنه "نزل" ولكننا قلنا "أنزل"، فأنزل: تعدي من العلم الأعلى إلى أن يباشر مهمته في الوجود. وحين يباشر مهمته في الوجود ينزل منه "النجم" ـ يعني القسط القرآني ـ موافقا للحدث الأرضي ليجئ الحكم وقت حاجتك، فيستقر في الأرض، إنما لو جاءنا القرآن مكتملاً مرة واحدة فقد يجوز أن يكون عندنا الحكم ولا نعرفه، لكن حينما لا يجئ الحكم إلا ساعة نحتاجه، فهو يستقر في نفوسنا.

    وأضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ أنت مثلاً تريد أن تجهز صيدلية للطوارئ في المنزل، وأنت تضع فيها كل ما يخص الطوارئ التي تتخيلها، ومن الجائز أن يكون عندك الدواء لكنك لست في حاجة له، أما ساعة تحتاج الدواء وتذهب لتصرف تذكرة الطبيب من الصيدلية، عندئذ لا يحدث لبس ولا اختلاط، فكذلك حين يريد الله حكماً من الأحكام ليعالج قضية من قضايا الوجود فهو ينتظر حتى ينزل فيه حكم من الملأ الأعلى من اللوح المحفوظ، إنما الحكم موجود في السماء الدنيا، فيقول للملائكة: تنزلوا به، وجبريل ينزل في أي وقت شاء له الحق في أن ينزل من أوقات البعثة المحمدية، أو الوقت الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن يوجد فيه الحكم الذي يغطي قضية من القضايا.

    إذن فحينما يوجد من يريد أن يشككنا نقول له: لا.

    نحن نملك لغة عربية دقيقة، وعندنا فرق بين "أنزل" و"نزًل" و"نزل" ولذلك فكلمة "نزل" تأتي للكتاب، وتأتي للنازل بالكتاب يقول تعالى:

    {نزل به الروح الأمين "193" }
    (سورة الشعراء)

    ويقول سبحانه:

    {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}
    (من الآية 105 سورة الإسراء)

    وكان بعض من المشركين قد تساءلوا؛ لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة؟. وانظر إلى الدقة في الهيئة التي أراد الله بها نزول القرآن فقد قال الحق:

    {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدةً كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً "22"}
    (سورة الفرقان)

    وعندما نتأمل قول الحق: "كذلك" فهي تعني أنه سبحانه أنزل القرآن على الهيئة التي نزل بها لزوماً لتثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ولو نزل مرة واحدة لكان تكليفاً واحداً، وأحداث الدعوة شتى وكل لحظة تحتاج إلى تثبيت فحين يأتي الحدث ينزل نجم قرآني فيعطي به الحق تثبيتا للنبي صلى الله عليه وسلم، وأضرب مثلا بسيطا ـ ولله المثل الأعلى والمنزه عن كل تشبيه ـ أن ابناً لك يريد حلة جديدة أتحضرها له مرة واحدة، فتصادفه فرحة واحدة، أم تحضر له في يوم رابطة العنق واليوم الذي يليه تحضر له القميص الجديد، ثم تحضر له "البدلة"؟، إذن فكل شيء يأتي له وقع وفرحة.

    والحق ينزل القرآن منجماً لماذا؟ "لنثبت به فؤادك" ومعنى "لنثبت به فؤادك" أي أنك ستتعرض لمنغصات شتى، وهذه المنغصات الشتى كل منها يحتاج إلى تربيت عليك وتهدئة لك، فيأتي القسط القرآني ليفعل ذلك وينير أمامك الطريق. "كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً" أي لم نأت به مرة واحدة بل جعلناه مرتباً على حسب ما يقتضيه من أحداث. حتى يتم العمل بكل قسط، ويهضمه المؤمن ثم نأتي بقسط آخر. ولنلحظ دقة الحق في قوله عن القرآن:

    {ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً "33"}
    (سورة الفرقان)

    إن الكفار لهم اعتراضات، ويحتاجون إلى أمثلة، فلو أنه نزل جملة واحدة لأهدرت هذه القضية، وكذلك حين يسأل المؤمنون يقول القرآن: يسئلونك عن كذا وعن كذا، ولو شاء الله أن ينزل القرآن دفعة واحدة، فكيف كان يغطي هذه المسألة؟ فماداموا سوف يسألون فلينتظر حتى يسألوا ثم تأتي الإجابة بعد ذلك. إذن فهذا هو معنى "أنزل" أي أنه أنزل من اللوح المحفوظ، ليباشر مهمته في الوجود، وبعد ذلك نزل به جبريل، أو تتنزل به الملائكة على حسب الأحداث التي جاء القرآن ليغطيها.

    ولقد أنزل الله القرآن فيه هدى للناس ، ونعرف أن كلمة "هدى" معناها: الشيء الموصل للغاية بأقصر طريق، فحين تضع إشارات في الطريق الملتبسة، فمعنى ذلك أننا نريد للسالك أن يصل إلى الطريق بأيسر جهد، و"هدى" تدل على علامات لنهتدي بها يضعها الخالق سبحانه، لأنه لو تركها للخلق ليضعوها لاختلفت الأهواء، وعلى فرض أننا سنسلم بأنهم لا هوى لهم ويلتمسون الحق، وعقولهم ناضجة، سنسلم بكل ذلك، ونتركهم كي يضعوا المعالم، ونتساءل: وماذا عن الذي يضع تلك العلامات، وبماذا يهتدي؟.

    إذن فلابد أن يوجد له هدى من قبل أن يكون له عقل يفكر به، كما أن الذي يضع هذا الهدى لابد ألا ينتفع به، وعلى ذلك فالله سبحانه أغنى الأغنياء عن الخلق ولن ينتفع بأي شيء من العباد، أما البشر فلو وضعوا "هدى" فالواضع سينتفع به، ورأينا ذلك رأى العين؛ فالذي يريد أن يأخذ مال الأغنياء ويغتني يخترع المذهب الشيوعي، والذي يريد أن يمتص عرق الغير يضع مذهب الرأسمالية، ومذاهب نابعة من الهوى، ولا يمكن أن يبرأ أحد من فلاسفة المذاهب نفسه من الهوى: الرأسمالي يقنن فيميل لهوى نفسه، والشيوعي يميل لنفسه، ونحن نريد من يشرع لنا دون أن ينتفع بما شرع، ولا يوجد من تتطابق معه هذه المواصفات إلا الحق سبحانه وتعالى فهو الذي يشرع فقط، وهو الذي يشرع لفائدة الخلق فقط.

    للإمام الشعراوي رحمه الله .
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في تسمية القران

    جاء في الإتقان في علوم القران للسيوطي : واما سبب تسمية بالمصحف فانه لما جمع ابو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به. راجع الإتقان للسيوطي الجزء الأول باب جمع القران 1/ 69.


    الرد على هذا الكلام : هذا كلام مضحك جداً

    فأنت تقول : اختلاف المسلمين في تسمية القران ! كيف اختلفوا على تسميته وهو أصلاً مُسمى بلفظ القرآن ؟ ... عرفت الآن أن كلامك مضحك .

    أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما عنه أنه كان يهمز قراءة ولا يهمز القرآن ويقول‏:‏ القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قراءة ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل‏.‏

    قال الجاحظ‏:‏ سمى الله كتابه اسماً مخالفاً لما سمى العرب كلامهم على الجمل والتفصيل سمى جملته قرآناً كما سموا ديواناً وبعضه سورة كقصيدة وبعضها آية كالبيت وآخرها فاصلة كقافية

    المجموعة الأولى :
    ـ وهي طائفة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته ، وهي الأسماء التالية :
    1 ـ الكتاب : قال تعالى ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) يوسف / 2 .
    2 ـ القرآن : قال تعالى ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي . . . ) الإسراء / 9 .
    3 ـ كلام الله : قال تعالى : ( فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ) التوبة / 6 .
    4 ـ الروح : قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ) الشورى / 52 .
    5 ـ التنزيل : قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الشعراء / 192 .
    6 ـ الأمر : قال تعالى : ( ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ ) الطلاق / 5 .
    7 ـ القول : قال تعالى : ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ ) القصص / 51 .
    8 ـ الوحي : قال تعالى : ( إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ) الأنبياء / 45 .

    ـ المجموعة الثانية :

    وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية ، وذلك كالأسماء التالية :

    1 ـ الكريم : قال تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) الواقعة / 77 .
    2 ـ المجيد : قال تعالى : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) البروج / 21 .
    3 ـ العزيز : قال تعالى : ( إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) فُصّلت / 41 .
    4 ـ الحكيم والعلى : قال تعالى : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف / 4 .
    5 ـ الصدق : قال تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) الزمر / 33 .
    6 ـ الحقّ : قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ) آل عمران / 62 .
    7 ـ المبارك : قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ) ص / 29 .
    8 ـ العَجَبُ : قال تعالى : ( قُرْآناً عَجَباً ) الجن / 29 .
    9 ـ العلم : قال تعالى : ( وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ ) الرعد / 37 .

    ـ المجموعة الثالثة :

    وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن التأثيرية ، التي تشير إلى علاقة القرآن بالناس . وهي الأسماء التالية :

    1 ـ الهدى : قال تعالى : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة / 2 .
    2 ـ الرحمة : قال تعالى : ( هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ) لقمان / 3 .
    3 ـ الذكر : قال تعالى : ( وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ) الأنبياء / 5 .
    4 ـ الموعظة : قال تعالى : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران / 138 .
    5 ـ الشفاء : قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) الإسراء / 82 .
    6 ـ التذكرة : قال تعالى : ( كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) المُدَّثر / 54 .
    7 ـ المبين : قال تعالى : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) يوسف / 2 .
    8 ـ البلاغ : قال تعالى : ( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ) الأنبياء / 105 .
    9 ـ البشير والنذير : قال تعالى : ( بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ . . . ) فُصِّلَتْ / 4 .
    10 ـ البصائر : قال تعالى ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ ) الجاثية / 20 .
    11 ـ البيان : قال تعالى : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ) آل عمران / 138 .
    12 ـ النور : قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ) النساء / 174 .

    ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان / 1 .

    وقال الراغب‏:‏ لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن‏.‏

    قال‏:‏ وإنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏

    أما إن كنت تقصد تسمة الجمع الثاني في عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه بالمصحف : فالمصحف كما هو معلوم هو ذلك الكتاب الكريم الذي يجري بين دفتيه ما جمع من الصحف الشاملة للقرآن الكريم، وقد ذاعت هذه التسمية (المصحف) للدلالة على القرآن الكريم منذ عصر الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى ما يشاء الله تعالى".

    فتاريخ ومفهوم كلمة المصحف: ان المسلمين الاوائل رضوان الله عليهم ما كانوا يعرفون غير الصحف التي كانوا يكتبون فيها القرآن الكريم ايام نزوله باملاء النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه وكانت هذه الصحف عبارة عن المواد التي كتب عليها القرآن الكريم من احجار والواح وجلود أو عظام وغيرها..

    ويقول أحد الباحثين ان هذا اللفظ ( مصحف) ان صحة الرواية التي تقول انه معرب من الحبشة فقد كان مما استعمله العرب.

    كما سبق هذا القول قول الجاحظ ان الأحباش يقولون ان العرب نقلوا عنهم فيما نقلوا المصحف.

    وقد أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‏:‏ لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر‏:‏ التمسوا له اسماً فقال بعضهم‏:‏ السفر وقال بعضهم‏:‏ المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف .

    والله أعلم .

  3. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في أول انزل من القران

    اختلف المسلمين في أول ما انزل من القران على أقوال منها: ان أول ما انزل من القران صدر سورة العلق: اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق.

    عن عائشة أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا ألا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلوا غار حراء ، فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل ان ينزع إلى أهله ويتزود ل لذلك ، قم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ 00 إلى ان قال : اقرأ بسم ربك الذي خلق 00 إلى آخر السورة.

    القول الثاني :

    ان أول ما نزل من القران صدر سورة المدثر.

    اخرج البخاري ومسلم عن آبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف آته قال: سألت جابر بن عبد الله آي القران انزل قبل؟ فقال : يا آيها المدثر فقال أحدثكم ما حدثنا به رسول الله: قال رسول الله : آني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فستبطنت الوادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ، ثم نظرت إلى السماء فإذا جبريل جالس على عرش بين السماء والأرض أخذتني الرجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فانزل الله تعالى يا آيها المدثر .- إلى آخر السورة:

    القول الثالث :

    سورة الفاتحة: قال في كشاف : ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت (اقرأ) واكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب.اتقان 1/32.

    اخرج البيهقي في الدلائل والواحدي من طريق يونس بن بكير 000 عن ابي ميسرة عمرو بن شرحبيل، ان رسول الله قال لخديجة : آني إذا خلوت وحدي سمعت نداء ، فقد والله خشيت ان يكون هذا آمرا ، فقالت : معاذ الله ما كان الله ليفعل بك ، فوالله انك لتؤدي الأمانة ، وتصل الرحم، فلما دخل ابو بكر ذكرت خديجة له حديثه فقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة، فانطلقا، فقصا عليه فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فانطلق هاربا في الأفق فقال: لا تفعل إذا أتاك فأثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني واخبرني ، فلما خلا ناداه يا محمد قل: بسم الله الرحمن الرحيم .

    الحمد لله رب العالمين - حتى بلغ ولا الضالين . راجع اتقان 1/32 - 33.

    القول الرابع :

    ان أول ما انزل: بسم الله الرحمن الرحيم حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره. راجع اتقان 1/32 - 33.

    الرد على هذا الكلام :


    الذي ذهب إليه أكثر أهل العلم وصححوه أن أول ما نزل من القرآن الآياتُ الأُولُ من سورة العلق، وهي قوله تعالى: { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم } (العلق:1-5) واستدلوا لهذا بحديث عائشة رضي الله عنها، الذي رواه البخاري ومسلم وفيه فجاءه المَلَكُ فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق } إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } قال النووي: هذا دليل صريح في أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: { اقرأ } وهذا هو الصواب - والكلام للنووي- الذي عليه الجماهير من السلف والخلف. وأصرح من هذا الحديث، ما رواه الحاكم في "المستدرك" عن عائشة أيضاً، أن أول ما نزل من القرآن { اقرأ باسم ربك الذي خلق } .

    والحكمة في هذه الأوَّلية - كما قال ابن حجر -: إن هذه الآيات الخمس اشتملت على مقاصد القرآن، ففيها براعة الاستهلال، وهي جديرة أن تسمى "عنوان القرآن" لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في أوله. وبيان كونها اشتملت على مقاصد القرآن أنها تنحصر في علوم التوحيد والأحكام والأخبار، وقد اشتملت على الأمر بالقراءة والبداءة فيها ببسم الله، وفي هذه الإشارة إلى الأحكام. وفيها ما يتعلق بتوحيد الرب وإثبات ذاته وصفاته، وفي هذا إشارة إلى أصول الدين. وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله تعالى: { علم الإنسان ما لم يعلم } .

    هذا فيما يتعلق بأول ما نزل من القرآن من الآيات، أما السور فمن أوائل ما نزل منها سورة الإسراء والكهف ومريم وطه، ففي البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنهن من تلادي من العتاق الأول ) والتلاد - كما قال أهل اللغة - القديم.

    وعند البخاري أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها أن أول ما نزل سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولقد نزلت بمكة، وإني لجارية ألعب: { والساعة أدهى وأمر } (القمر:46). والمفصل من القرآن يبدأ من سورة ( ق ) إلى سورة ( الناس ).

    وأول آية نزلت في القتال مطلقاً، قوله تعالى: { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } (الحج:39) .

    وأول آية نزلت في تحريم الخمر، قوله تعالى: { يسألونك عن الخمر }( البقرة:219) ثم قوله تعالى: { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } (النساء:43) ثم قوله تعالى: { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } (المائدة:90) .

    أما فيما يتعلق بأواخر ما نزل من القرآن، فقوله تعالى: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } (البقرة:281) وهذا أصح الأقوال - كما ذكر ابن حجر - ودليل هذا حديث ابن عباس في البخاري قال: " آخر آية نزلت آية الربا " قال ابن حجر: هذه الآية هي ختام الآيات المنـزَّلة في الربا، إذ هي معطوفة عليهن .

    ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه قد وردت كثير من الأخبار والروايات ذكرت أوائل وأواخر ما نزل من القرآن، إلا أن أغلبها لم يثبت، ولا يعول عليها، لذلك لم نعرج على ذكرها، فضلاً عن أنه لا يترتب على معرفة ذلك فائدة كبيرة .

    أما ما قيل : إن أول سورة أنزلت مرة واحدة هي الفاتحة، لما روى الطبراني عن أبي ميسرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الصوت انطلق هارباً، وذكر نزول الملك وقوله قل: الحمد لله رب العالمين... الحديث. قال القاضي أبو بكر في الانتصار: وهذا الخبر منقطع، وأثبت الأقاويل اقرأ باسم ربك، ويليه في القوة يا أيها المدثر. لأن الراجح أن أول ما نزل كاملاً هي سورة المدثر، وهو ما ذهب إليه السيوطي .

    اخرج البخاري ومسلم عن آبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف آته قال: سألت جابر بن عبد الله آي القران انزل قبل؟ فقال : يا آيها المدثر فقال أحدثكم ما حدثنا به رسول الله: قال رسول الله : آني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فستبطنت الوادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ، ثم نظرت إلى السماء فإذا جبريل جالس على عرش بين السماء والأرض أخذتني الرجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فانزل الله تعالى يا آيها المدثر .- إلى آخر السورة .

    والله أعلم


    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في أخر ما انزل من القران

    كما اختلف المسلمين في أول ما انزل من القران . هكذا أيضا اختلفوا في أخر ما انزل منه .

    روى الشيخان عن البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت :

    (يستفتونك قل الله يُفتيكم في الكلالة ..) الآية. وآخر سورة نزلت ببراءة .

    وعن ابن عباس قال : آخر آية نزلت آية الربا ، والمراد بها قوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ... ) ( البقرة : 278- 280 )

    وعن ابن عباس قال : آخر شيء نزل من القرآن ( واتقوا يومًا

    ترجعون فيه ..) البقرة 281.

    وفي المستدرك عن آبي بن كعب قال: آخر آية أنزلت (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة. وروى عبد الله بن احمد وابن مردوية عن أبي انهم جمعوا القران في خلافة آبي بكر وكان رجال يكتبون فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) ظنوا ان هذا آخر ما انزل من القران .فقال لهم أبي بن كعب: ان رسول الله أقراني بعدها آيتين( لقد جاءكم رسول من أنفسكم - إلى قوله- وهو رب العرش العظيم) وقال: هذا آخر ما انزل من القران قال: فختم بما فتح به بالله الذي لا اله آلا هو، وهو قوله ( وما أترسلنا من قبلك من رسول آلا نوحي أليه انه لا اله آلا انا فاعبدون .

    واخرج ابن جرير عن معاوية بن آبى سفيان انه تلا هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ) إلى آخر الآية، أنها آخر ما انزل من القران.

    قال ابن كثير: من المشاكل على ما تقدم قوله : اليوم أكملت لكم دينكم) فأنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع ، وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها ، وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال: لم ينزل بعدها حلال ولا حرام؟. راجع الإتقان في علوم القران للسيوطي 1/32 - 33.

    الرد على هذا الكلام :

    آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن على الإطلاق فهو قوله تعالى: [{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } (سورة البقرة: الآية 281)]

    فقد أخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: آخر ما نزل من القرآن كله، قوله تعالى: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .. الآية". وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال. وهذا الرأي هو أقرب الأقوال إلى الصواب، لأن الآية الكريمة تحمل في طياتها الإشارة إلى ختام الوحي والدين، بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم القيامة، وما تنوه به من الرجوع إلى الله تعالى، ولأن ابن عباس رضي لله عنهما قد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عاش بعد نزولها عليه تسع ليالي فقط. وقد يقال: أن بعض الناس يظن أن آخر ما نزل من قرآن على الإطلاق، هو قوله تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ..} (سورة المائدة: الآية 3)] والجواب :

    أن هذه الآية الكريمة قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من السنة العاشرة بعد الهجرة. أي: قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من شهري، أما آية: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .." فكان نزولها قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ليال فقط، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. فإن قيل: فما المراد بإكمال الدين، وإتمام النعمة في قوله سبحانه: "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي .."؟ فالجواب:

    أن المراد بذلك: إنجاح الدين وإقراره وإظهاره وإتمام تشريعاته وأحكامه وآدابه، وبسط سلطانه على الجزيرة العربية كلها، وتمكن المسلمين من أداء مناسك الحج والطواف بالمسجد الحرام، دون أن يشاركهم في ذلك غيرهم من المشركين. قال الإمام القرطبي: وقد روي الأئمة عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال له: يا أمير المؤمنين: آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلت معشر اليهود، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .. فقال عمر: أية آية تعني؟ فقال: قوله تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ..} (سورة المائدة: الآية 3)] فقال عمر: أني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة في يوم الجمعة، يوم الحج الأكبر من السنة العاشرة بعد الهجرة (تفسير القرطبي جـ6 ص61) والخلاصة: أن الرأي الصحيح الذي تطمئن إليه النفس، هو أن أول ما نزل على الإطلاق من قرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، هو قوله تعالى: [{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ "1" خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ "2" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ "3" الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ "4" عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }] وأن آخر ما نزل من قرآن على الإطلاق على النبي صلى الله عليه وسلم، هو قوله تعالى: [{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }] أما أول ما نزل وآخر ما نزل في موضوعات معينة، فقد تكلم العلماء عنها بشيء من التفصيل، ومن ذلك أنهم قالوا: أول ما نزل في النهي عن التعامل بالربا قوله تعالى: [{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } (سورة الروم: الآية 39)] وآخر ما نزل في تحريم الربا الآيات التي في أواخر سورة البقرة، وهي قوله تعالى: [{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } (سورة البقرة: الآية 275)] وأول ما نزل في الخمر قوله تعالى: [{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ..} (سورة البقرة: الآية 219)] وآخر ما نزل في شأن تحريم الخمر قوله تعالى: [{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "90" إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } (سورة المائدة: الآيتان 90، 91)] إلى غير ذلك مما ذكروه في شأن أول ما نزل وآخر ما نزل في أمور معينة.

    ولمعرفة ذلك فوائد من أهمها :

    أ- بيان العناية التي حظي بها القرآن الكريم من الصحابة، فهم لم يكتفوا بحفظ القرآن بل وعوا وعرفوا زمان ومكان نزول آياته.

    ب - إدراك أسرار التشريع الإسلامي، وتدرجه في الأحكام التي شرعها للمسلمين، وكيف أن آيات القرآن الكريم قد سلكت في ذلك أقوم السبل، وأحكم الطرق، وأبلغ الأساليب، مما يشهد بأن هذا القرآن من عند الله، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

    والله أعلم .

  4. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في المكيُّ والمدنيُّ

    لم ينـزل القرآن جملة واحدة ، وإنما نزل منجمًا – على دفعات – آيات وسُورًا في ثلاث وعشرين سنة ، منها ما نزل قبل الهجرة ، في مكة ومنها ما نزل بعد الهجرة في المدينة ، وبعض السُّور أو الآيات نزلت في غزوات النبي لا في مكة ولا في المدينة كسورة "الفتح" نزلت بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، ومن القرآن ما نزل في الليل ، ومنه ما نزل في النهار .

    وقد ذهب العلماء في تعريفهم للمكي والمدني على ثلاثة مذاهب :

    الأول : وهو ، أن المكيّ ما نزل قبل الهجرة ،والمدني ما نزل بعدها ، سواء نزل بمكة ، أم بالمدينة ، أم بسفر من الأسفار .

    فعن أبن عباس قال : " كانت إذا نزلت فاتحة سور ة بمكة كتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء " ولذلك لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكيّة .

    ففي بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فأُلحقت بها .

    الثاني : أن المكيّ ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة ، والمدنيّ ما نزل بالمدينة ، وما نزل بالسفر والغزوات لا يُطلق عليه مكي ولا مدنيّ، كقوله : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ...) ( الحجرات: 13 ) ، نزلت بمكة يوم الفتح .

    الثالث : أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة ، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة ؛ كسورة "الممتحنة" فإنها نزلت بالمدينة مخاطبة لأهل مكة ، وقوله : ( والذين هاجروا … ) ( النحل : 41 ) ، نزل بالمدينة مخاطبًا به أهل مكة .

    وأول " براءة " نزل بالمدينة لمشركي أهل مكة . ومما نزل في مكة مخاطبًا أهل المدينة قوله : ( إن الله يأمركم أن تؤدُّوا الأمانات إلى أهلها ..النساء 85 . الاثنان في علوم القرآن 1/11-12.

    روى الواحدي والثعلبي من طريق العلاء بن المسيب عن 000 علي بن ابي طالب قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة . وأشتهر عن مجاهد القول أنها مدنية. أخرجه الفرياني في تفسيره وآبو عبيد في الفضائل بسند صحيح.وذهب بعضهم إلى إنها أنزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة . وقيل بل انزل نصفها بمكة والنصف الآخر بالمدينة .حكاة ابو الليث السمرقندي.

    سورة النساء: قال النحاس أنها مكية . وقالت عائشة أنها مدنية. رواه البخاري. سورة يونس: عن ابن عباس قال: أنها مكية وقيل مدنية. سورة الرعد : من طريق مجاهد عن ابن عباس أنها مكية، وفي بقية الآثار أنها مدنية راجع الإتقان للسيوطي 1/19-20.

    ومن اجل هذا الاختلاف مزجو ما بين السور المكية والسور المدنية وبالعكس :

    فسورة الأنعام مكية آلا الآيات 20 و23 و93 و114 و141 و152 و153 فمدنية

    والأعراف سورة مكية آلا الآيات 163- 170 فمدنية.

    ويونس مكية آلا الآيات 40 و 94 - 96 فمدنية.

    وهود مكية آلا الآيات 12و 17 و 114 فمدنية.

    ويوسف مكية آلا الآيات 1و 2و 3و 7 فمدنية .

    إبراهيم مكية آلا الآيات 28 -29 فمدنية.

    النحل مكية آلا الآيات الثلاثة الأخيرة فمدنية.

    الإسراء مكية آلا الآيات 26 و 32 و33 و57 و73 و80 فمدنية.

    الكهف مكية آلا الآية 28 فمدنية.

    مريم مكية آلا الآيات 58 و71 فمدنية.

    طه مكية آلا الآيات 130 -131 فمدنية.

    الفرقان مكية آلا الآيات 68 - 70 فمدنية.

    الشعراء مكية آلا الآيات 197 و224 فمدنية

    القصص مكية ا الآيات 52 - 55 فمدنية. راجع الاتقان 115-19.

    الرد على هذا الكلام :

    القول الصحيح في تعريف المكي والمدني من القرآن الكريم. أن القرآن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو كان نزوله في غير مكة، وأن القرآن المدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان نزوله في غير المدينة. فمثلاً: قوله تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. }] هذه الآية الكريمة كان نزولها في عرفة عام حجة الوداع، وقبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك اعتبرها العلماء من الآيات المدنية، لأن نزولها كان بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وقوله تعالى: [{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ } (سورة النساء: الآية 58)] هذه الآية نزلت بمكة وفي جوف الكعبة عام الفتح، ومع ذلك فقد عدها العلماء من الآيات المدنية، لأن نزولها كان بعد الهجرة. وهذا القول كان هو الصحيح، لأنه ضابط حاصر، ومطرد غير مختلف، بخلاف قول من قال بأن القرآن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة، أو قول من قال بأن المكي ما بدئ بقوله تعالى: "يا أيها الناس" وأن المدني ما بدئ بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا". فإن هذين القولين غير مطردين، وغير حاصرين، وغير ضابطين .. فمثلا: هناك آيات لم تنزل لا في مكة ولا في المدينة، كالآيات التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم خلال سيره إلى غزوة تبوك لقتال الروم، ومنها قوله تعالى: [{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ .. } (سورة التوبة: الآية 42)] ومثلا: كثير من الآيات القرآنية لم تبدأ بقوله تعالى: "يا أيها الناس" ولا بقوله سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا" وإنما بدئت بقوله سبحانه يا أيها النبي أو "يا أيها الرسول" أو بغير ذلك. بل أن بعض الآيات التي بدئت بقوله تعالى: "يا أيها الناس" مدنية، كما في قوله تعالى: [{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة: الآية 21)] فهذه الآية مع بدئها بقوله تعالى "يا أيها الناس" مدنية، لأنها من سورة البقرة، التي اتفق العلماء على أنها من السور المدنية الخالصة. وإذن فالرأي الصحيح: أن القرآن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة، بصرف النظر عن المكان أو عن المخاطب. ومعرفة أن هذه السورة أو الآيات أو الآية مكية أو مدنية، لا مجال للوصول إليه إلا عن طريق النقل الصحيح عن الصحابة رضي الله عنهم، لأنهم هم وحدهم الذين عاصروا نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوا ما نزل منه قبل الهجرة، وما نزل منه بعد الهجرة، وما نزل منه في الحضر وما نزل منه في السفر .. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "والله الذي لا إله غيره، ما نزلت سورة من كتاب الله، إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت. ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه". وللعلم بمعرفة ما هو مكي من القرآن وما هو مدني فوائد من أهمها:

    أ) تمييز الناسخ من المنسوخ، فيما إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضوع واحد، وكان الحكم في إحدى هاتين الآيتين أو الآيات للحكم في غيرها، ثم عرف أن بعضها مكي وبعضها مدني، فإننا في هذه الحالة وأمثالها نحكم بأن القرآن المدني منها ناسخ للمكي، لأن القرآن المدني متأخر في النزول عن المكي، والمتأخر ينسخ المتقدم.

    ب) ومن فوائده أيضا: معرفة التدرج في التشريع، وهذا يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الأفراد والجماعات.

    ج) ومن فوائده كذلك: الاقتناع التام بعناية الصحابة بهذا القرآن الكريم، حيث عرفوا مكيه من مدنيه، وبما بذلوه في ذلك من جهد كبير، دل على حبهم للقرآن الكريم، وعلى اهتمامهم بكل ما يتعلق به من أحكام ومن أسباب نزول.

    وقد ذكر العلماء ضوابط لمعرفة ما هو مكي وما هو مدني من القرآن، ومن ذلك أنهم قالوا:

    أ) كل سورة فيها لفظ "كلا" فهي مكية. وقد ذكر هذا اللفظ في القرآن ثلاثا وثلاثين مرة. ويوجد هذا اللفظ في خمس عشرة سورة، كلها في النصف الثاني من القرآن. قالوا: ولعل الحكمة في ذلك: أن النصف الثاني من القرآن معظمه قد نزل قبل الهجرة، وكان يخاطب قوما من الجبابرة المشركين، فكان من المناسب تهديدهم وتبكيتهم بهذا اللفظ، وهو لفظ "كلا" الذي يدل على الزجر والردع.

    ب) كل سورة اشتملت على آية فيها سجدة تلاوة فهي مكية، كسورة "النجم" وسورة "العلق" وغيرهما.

    ج) كل سورة افتتحت بحروف التهجي، فهي مكية، كسور: الأعراف، ويونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر .. ولم يستثن من ذلك سوى سورتي البقرة وآل عمران، فإنهما مدنيتان بالاتفاق.

    د) كل سورة اشتملت على قصص الأنبياء مع أقوامهم، وعلى قصص غيرهم من الأمم السابقة، فهي مكية، باستثناء سورة البقرة.

    ه) كل سورة تحدثت عن قصة آدم وإبليس فهي مكية، باستثناء سورة "البقرة" أيضا .

    أما ضوابط السور المدنية فمن أهمها:

    أ) كل سورة فصلت الحديث عن الحدود والعبادات فهي مدنية.

    ب) كل سورة فصلت الحديث عن الجهاد ومشروعيته، وآدابه، وفضائله، وأحكامه، فهي مدنية.

    ج) كل سورة فصلت الحديث عن المنافقين وأحوالهم ومكرهم، وأوصافهم، ومسالكهم لكيد الدعوة الإسلامية فهي مدنية.

    وهناك سمات إجمالية، وفروق كلية من حيث الموضوع، نراها في القرآن المكي والمدني، من أهمها ما يأتي:

    أن السور المكية في مجموعها نراها تتحدث بشيء من التفصيل والإسهاب، عن: إقامة الأدلة المتعددة على وحدانية الله، وعلى أن هذا القرآن من عند الله، وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه، وعلى أن يوم القيامة وما فيه من ثواب وعقاب حق لا ريب فيه .. كما نرى أن السور المكية تهتم بإيراد شبه المشركين، ثم ترد عليها بما يزهقها ويقطع دابرها.

    ولو أخذنا على سبيل المثال سورة الأنعام التي يغلب على الظن أن نزولها كان في السنة الرابعة من البعثة أي: أنها من السور المكية التي كان نزولها مبكرا لرأينا أن هذه السورة قد تحدثت عن هذه القضايا بشيء من التفصيل والإسهاب. نراها تقيم الأدلة المتنوعة على وحدانية الله تعالى في آيات كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: [{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } (الآية 19 سورة الأنعام)] نراها تقيم الأدلة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه في عشرات الآيات، ومن ذلك قوله تعالى: [{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } (الآية 14 سورة الأنعام)] وقوله سبحانه: [{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} (الآية 50 سورة الأنعام)] نراها تتحدث عن أن يوم القيامة آت لا ريب فيه في آيات كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: [{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "15" مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ "16" } (الآيتان: 15، 16 سورة الأنعام)] وقوله عز وجل: [{وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "27" بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "28"} (الآيتان: 27، 28 سورة الأنعام)] نراها تسوق لنا ألوانا من شبهات المشركين، ثم ترد عليها بما يدحضها، ومن ذلك قوله سبحانه: [{وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ "8" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ "9" } (الآيتان: 8، 9 سورة الأنعام)] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، التي فصلت الحديث عن هذه القضايا.

    أما السور المدنية فنراها في مجموعها تفصل الحديث عن دقائق التشريع، وتفاصيل الأحكام، وأنواع القوانين المدنية، والجنائية والاجتماعية، وآداب العلاقات الشخصية والعامة، وسائر ضروب العبادات والمعاملات. نراها تفصل الحديث عن أهل الكتاب من حيث عقائدهم، وأحوالهم وعلاقة المسلمين بهم .. نراها تتحدث باستفاضة عن الجهاد في سبيل الله وأحكامه وآدابه وفضله. ولنأخذ على سبيل المثال سورة النساء التي كان نزولها بعد الهجرة، فهي من السور المدنية الخالصة. فإننا نراها في مطلعها تتحدث في خمس آيات شبه متوالية عن حقوق اليتامى، وعن وجوب رعايتهم، وعن المحافظة على أموالهم. ومن ذلك قوله تعالى: [{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا } (الآية: 2 سورة النساء)] ثم تتحدث في بضع آيات عن حقوق النساء، وعن وجوب إعطائهن مهورهن كاملة، فنقول: [{وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا } (الآية: 4 سورة النساء)] ثم تتحدث بعد ذلك عن كيفية تقسيم التركة، وتبين حق كل وارث، فتقول: [{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ .. } (الآية: 11 سورة النساء)] ثم تتحدث بعد ذلك عن التوبة المقبولة، وعن التوبة غير المقبولة، وعن النساء اللاتي يحرم الزواج بهن، وعن الإصلاح بين الزوجين .. قال تعالى: [{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } (الآية: 35 سورة النساء)] ثم تنتقل إلى الحديث عن أهل الكتاب، وعن وجوب تأدية الأمانات إلى أهلها، وعن وجوب أخذ الحذر عند القتال. قال تعالى: [{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا }] ثم عن رذائل المنافقين، ومسالكهم لكيد الدعوة الإسلامية، وعن حكم القتل العمد والقتل الخطأ.

    وهكذا نرى أن السور المكية تفصل الحديث عن أصول الإيمان ومكارم الأخلاق، وأنباء الرسل .. أما السور المدنية فتفصل الحديث عن العبادات والمعاملات والعلاقات الإنسانية .. ويبلغ عدد السور المدنية عشرين سورة، وهي:

    البقرة، آل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقين، والطلاق، والتحريم، والنصر.

    والسور المختلف في شأنها، أهي مكية أم مدنية: اثنتا عشرة سورة وهي:

    الفاتحة، والرعد، والرحمن، والصف، والتغابن، والتطفيف، والقدر، والبينة، والزلزلة، والإخلاص، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.

    أما السور المكية الخالصة فتبلغ اثنتين وثمانين سورة .. وبذلك يكون عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.

    قال الإمام أبو الحسن الحصار في كتابه: الناسخ والمنسوخ، في منظومته التي تحدث فيها عن المكي والمدني والمختلف فيه من سور القرآن الكريم .. وما سوى ذاك مكي تنزله .. فلا تكن من خلاف الناس في حصر فليس كل خلاف جاء معتبرا .. إلا خلاف له حظ من الأثر.

    وبعد: فهذه نبذة عن السور المكية والمدنية والمختلف فيها، ومن أراد المزيد من معرفة ذلك، فليرجع إلى أمهات الكتب في ذلك، ومنها: "البرهان" للزركشي، و"الإتقان" للسيوطي، و"مناهل العرفان في علوم القرآن" لفضيلة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ـ رحمه الله.


    الإتقان في تحريف القران
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في روايات حفظ القران

    قالوا ان الذي جمع القرآن طائفة من الصحابة على عهد النبي هم أربعة على ما في رواية عبد الله بن عمرو ، وأنس بن مالك. راجع: مناهل العرفان 1 : 236 ، الجامع لاَحكام القرآن 1 : 56، أُسد الغابة 4 : 216 ، الجامع الصحيح 5 : 666 .

    وقيل : خمسة كما في رواية محمد بن كعب القرظي . راجع: طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 113 ، فتح الباري 9: 48 ، مناهل العرفان 1 : 237 ، حياة الصحابة 3 : 221 .

    وقيل : ستة كما في رواية الشعبي . راجع : طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 112 ، البرهان للزركشي 1 : 305 ، الاصابة 2 : 50، مجمع الزوائد 9 : 312 .

    وكذا عدّهم ابن حبيب في (المحبّر) . راجع : المحبر : 286.

    الفهرست لابن النديم: 41.

    وقال الشعبي: توفى ابو بكر وعمر وعلي رحمهم الله ولم يجمعوا القران. راجع تفسير القرطبي 1/56 -58 وتأويل مشكل القران لابن قتيبة 181.

    وروى عن شريك ، عن إسماعيل بن آبى خالد انه قال: سمعت الشعبي يحلف بالله لقد دخل على حفرته ولم يجمع القران . راجع المصدر السابق.


    الرد على هذا الكلام : لا حول ولا قوة إلا بالله

    إن الذي ألجأ النصارى للطعن في القرآن هو محاولة نزع الثقة عن القرآن حتى لا يظل هو النص الإلهي الوحيد المصون من التحريف والتبديل وكذلك صرف الناس عن الخلل الموجود في كتابهم المحرف والذي أقر به علماء النصارى أنفسهم ومنهم: " كلارك " ـ شارح الكتاب المقدس في أربعة أجزاء ـ قال: إن هناك أربعين ألف خطأ في الكتاب المقدس من الترجمات والحذف والنقل وغيرها . وهو ما دفع كثيراً من علمائهم المنصفين إلى اعتناق الإسلام وكان من بينهم" فارس الشدياق" الذي عكف هو ولجنة من علماء النصارى العرب على إعادة صياغة الكتاب المقدس بأسلوب عربي رصين وبعد أن أتم العمل أسلم لما شاهده من التحريف والتبديل وقال: هؤلاء قوم يهرفون بما لا يعرفون وكلما ضاق بهم الأمر كتبوا ما يريدون. فلا عجب أن نرى في كل فترة من الزمان نسخة جديدة مكتوبا عليها: مزيدة ومنقحة.

    أما القرآن فمحفوظ من أن يتطرق إليه أي تحريف لأن الله تكفل بحفظه ولم يكله إلى الناس قاال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9} ومن المعلوم أن الفرآن نقل تواتراً وأن المسلمين توارثوا نقله جيلاً عن جيل، ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ربه إلا والقرآن كله محفوظ مكتوب على رقاع متفرقة وما شابهها، وكتبة الوحي هم : (أبان بن سعيد ؛ أبو بكر الصديق ؛ أبي بن كعب ؛ ثابت بن قيس ؛ حنظلة بن الربيع ؛ خالد بن سعيد بن العاص ؛ زيد بن ثابت ؛ عثمان بن عفان ؛ علي بن أبي طالب ؛ عمر بن الخطاب) ، فعن البراء رضي الله عنه قال: ( لما نزلت: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لي زيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف، ثم قال اكتب ) رواه البخاري. وفي حديث زيد عندما أمره أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن قال: ( فتتبعتُ القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب ) رواه البخاري. والعسب: جريد النخيل. واللحاف: صفائح الحجارة. والأقتاب: الخشب الذي يوضع على ظهر البعير .

    وفي منتصف خلافة أبي بكر دعت الحاجة إلى كتابة ما كتب مفرقاً من الصحائف التي كتبها كتبة الوحي في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه في مصحف .

    عن زيد بن ثابت، قال: "أرسل إليِّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إنّ عمر أتاني، فقال: إنّ القتل استمرّ بقُرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال عمر: هو والله خير. فلم يزل يراجعني حتّى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنّك شابّ عاقل، لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتتبّع القرآن فاجمعه - فوالله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن - قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر. فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره ((لقد جاءكم رسول...)) (التوبة 9: 128) حتّى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى توفّاه الله، ثمّ عند عمر حياته، ثمّ عند حفصة بنت عمر"( صحيح البخاري 6: 314 | 8)


    أما جمع عثمان رضي لله عنه للقرآن فقد كان سببه اختلاف الناس في القراءات وتنازعهم . وهو ما حمل حذيفة على أن يفزع إلى أمير المؤمنين كي يدرك الأمة قبل أن تتفرق حول القرآن كما تفرق اليهود والنصارى، فنهض رضي الله عنه للقيام بجمع القرآن، وندب لهذه المهمة زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن الحارث، وكان زيد من كتبة الوحي، وحافظاً متقناً للقرآن سماعا مباشراً من فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضرالعرضة الأخيرة للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل وهو الذي جمع القرآن في خلافة أبي بكر، وتم الجمع على منهج دقيق حكيم للغاية، قوامه أمران:

    الأول : المصحف الذي تم تنسيقه في خلافة أبي بكر وقد سبق أن بينا أن هذا المصحف تم جمعه عن طريق الوثائق الخطية التي سجلها كتبة الوحي في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يُقبل شيء في مرحلة الجمع الثاني ليس موجوداً في تلك الوثائق التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم.

    الثاني: أن تكون الآيات محفوظة حفظا مطابقاً لما في مصحف أبي بكر عن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكفي حفظ الرجل الواحد ولا يكفي وجودها في مصحف أبي بكر بل لا بد من الأمرين معاً. فهذه النسخة هي التي بين أيدينا وهي التي أجمع عليها الصحابة .


    حدثنا ‏ ‏موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏أن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏حدثه ‏ ‏أن ‏ ‏حذيفة بن اليمان ‏ ‏قدم على ‏ ‏عثمان ‏ ‏وكان ‏ ‏يغازي ‏ ‏أهل ‏ ‏الشأم ‏ ‏في فتح ‏ ‏إرمينية ‏ ‏وأذربيجان ‏ ‏مع ‏ ‏أهل ‏ ‏العراق ‏ ‏فأفزع ‏ ‏حذيفة ‏ ‏اختلافهم في القراءة فقال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏لعثمان ‏ ‏يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فأرسل ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏ ‏حفصة ‏ ‏أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها ‏ ‏حفصة ‏ ‏إلى ‏ ‏عثمان ‏ ‏فأمر ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏وعبد الله بن الزبير ‏ ‏وسعيد بن العاص ‏ ‏وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‏ ‏فنسخوها في المصاحف وقال ‏ ‏عثمان ‏ ‏للرهط ‏ ‏القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم ‏ ‏وزيد بن ثابت ‏ ‏في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان ‏ ‏قريش ‏ ‏فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد ‏ ‏عثمان ‏ ‏الصحف إلى ‏ ‏حفصة ‏ ‏وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ‏ ‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏وأخبرني ‏ ‏خارجة بن زيد بن ثابت ‏ ‏سمع ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏قال ‏: ‏فقدت آية من ‏ ‏الأحزاب ‏ ‏حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع ‏ ‏خزيمة بن ثابت الأنصاري
    {‏من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ‏فألحقناها في سورتها في المصحف ، وهذا قد حدث في الجمع الثاني في عهد أبو بكر الصديق ..

    والله أعلم

  5. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في أول من جمع القران
    قيل ان أبو بكر هو اول من جمع القران .

    روى ابن أبي داود بسند حسنٍ عن عبْدِ خَيْرٍ عن علِيٍّ t قال: رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْنِ. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع القرآن. ص 11-12.

    قال الحافظ ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" بإسنادٍ حسنٍ. فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628).

    وقال السيوطي: سندٍ حسنٍ. الإتقان في علوم القرآن (1/165).

    وقيل أيضا ان علي هو أول من جمع القران .

    عن محمد بن سيرين قال: لَمَّا تُوُفِّي النَّبِيّ أقسمَ عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لِجمعة، حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل. كتاب المصاحف، باب جمع علي بن أبي طالب القرآن في المصحف. ص 16، وذكره ابن كثير في فضائل القرآن ص 45.

    عن عكرمة قال: لَمّا كان بعد بيعةِ أبي بكر ، قعد عليُّ بن أبي طالبٍ في بيته، فقيل لأبي بكرٍ: قد كره بيعتكَ. فأرسل إليه فقال: أكرهت بيعتي؟ فقال: لا، والله. قال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيت كتاب الله يُزاد فيه، فحدَّثت نفسي أن لا ألبَسَ ردائي إلا لصلاةٍ حتى أجمعه. فقال أبو بكر: فإنك نعمَ ما رأيتَ . رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 76-77. انظر تهذيب الكمال (20/291-292). الإتقان (1/166).

    وقد قيل ان عمر بن الخطاب هو أول من جمع القران: عن الحَسَن أن عُمَر بن الخطاب سألَ عن آيةٍ من كتاب الله، فقيل: كانت معَ فلانٍ، فقُتل يوم اليمامة. فقال: إنا لله، وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف . رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عمر بن الخطاب القرآن في المصحف. ص 16. انظر تهذيب الكمال (6/95-97).انظر الإتقان في علوم القرآن (1/166).

    وروى البخاري أنَّ عمر هو فعلاً صاحب فكرة الجمع الأول، وأنه أشار بِها على أبي بكر، ولم يزل يراجعه حتى شرح الله صدره لها ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628). المصاحف لابن أبي داود 1 / 10 - 11، باب جمع عمر

    فتح الباري 10 / 386، ومنتخب الكنز 1 / 45 منتخب الكنز 2 / 46؛ وكنز العمال 2 / 364.

    وقالوا إنّ عمر بدأ بجمع القرآن والخليفة عثمان أتمه . في المصاحف ومنتخب الكنز بسندهما قالا: (أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس، فقال: من كان تلقى من رسول اللّه شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والالواح والعسب.

    وكان لا يقبل من أحد شيئا حتّى يشهد شهيدان، فقتل وهو يجمع ذلك إليه، فقام عثمان، فقال: من كان عنده من كتاب اللّه شيئا فليأتنا به، وكان لايقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان.

    فجاء خزيمة بن ثابت، فقال: إنِّي قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا: ما هما؟ قال: تلقيتُ من رسول اللّه: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) إلى آخر السورة، فقال عثمان: وأنا أشهد أنّهما من عند اللّه، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال: اختم بهما آخر ما نزل من القرآن، فختمت بهما براءة). المصاحف لابن أبي داود 1 / 10 ـ 11؛ وفتح الباري 10 / 338 . منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 2 / 45؛ وكنز العمال 2 / 363 ـ 364.

    وفي رواية أخرى : روى محمّد بن سيرين، قال: (قتل عمر ولم يجمع القرآن). المصاحف ص 21؛ ومنتخب كنز العمال 2 / 49؛ وكنز العمال 2 / 369.

    وقال ابن بريدة : أول من جمع القرآن في مصحفٍ سالمٌ مولى أبي حذيفة، أَقْسَمَ لا يرتدي برداء حتى يجمعه، فجمعه. الانتصار لنقل القرآن ص 353. الإتقان في علوم القرآن (1/166).


    الرد على هذا الكلام :

    توفي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم لم يُجمع في مصحف واحد مكتوب، وإنما كان متفرقاً في الصدور والألواح ونحوها من وسائل الكتابة، حيث لم تكن ثمة دواع في حياته صلى الله عليه وسلم استدعت جمع القرآن في مصحف واحد .

    وبعد أن تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة كان هناك من الأسباب والبواعث، التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى القيام بجمع القرآن في الصحف .

    وكان من أولى تلك الدوافع لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، الذي ترتب عليه انقطاع الوحي، فكان ذاك المصاب الجَلَل من البواعث المهمة التي دفعت الصحابة لجمع القرآن .

    ثم كانت واقعة اليمامة التي قُتل فيها عدد كبير من الصحابة، وكان من بينهم عدد كبير من القراء، مما دفع عمر رضي الله عنه إلى أن يذهب إلى أبي بكر ويطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتى لا يذهب القرآن بذهاب حفاظه. وهذا الذي فعله أبو بكر رضي الله عنه، بعد أن تردد في البداية في أن يعمل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن وقعة اليمامة كانت من أهم الأحداث التي حملت الصحابة على تدوين القرآن، وحفظه في المصاحف .

    وقد دلت عامة الروايات على أن أول من أمر بجمع القرآن من الصحابة، أبو بكر رضي الله عنه عن مشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذي قام بهذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري .

    والذي عليه أكثر أهل العلم أن أولية أبي بكر رضي عنه في جمع القرآن أولية خاصة، إذ قد كان للصحابة مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر، إلا أن تلك الجهود كانت أعمالاً فردية،لم تظفر بما ظفر به مصحف الصديق من دقة البحث والتحري، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حد التواتر، والإجماع عليها من الصحابة، إلى غير ذلك من المزايا التي كانت لمصحف الصديق رضي الله عنه .

    ولك أخي الكريم أن تسأل: لماذا وقع اختيار أبي بكر على زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم دون غيره من الصحابة؟ وفي الإجابة نقول: إن مرد ذلك يرجع إلى أسباب منها:

    - أنه كان شاباً يافعاً، وهذه الصفات تؤهله للقيام بمثل هذا العمل الصعب، كما أن الشاب لا يكون شديد الاعتداد برأيه، فعند حصول الخلاف يسهل قبوله النصح والتوجيه .

    - أن زيداً كان معروفاً بوفرة عقله، وهذا مما يؤهله لإتمام هذه المهمة .

    - أن زيداً كان يلي كتابة الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد من أحوال القرآن ما لم يشاهده غيره .

    - أنه لم يكن متهماً في دينه، فقد كان معروفاً بشدة الورع والأمانة وكمال الخلق والاستقامة في الدين .

    - أنه كان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن، قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد عليه أبو بكر وعمر في جمع القرآن، وولاه عثمان كتابة المصاحف .

    وقد شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه .

    وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه .

    ورُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: ( من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) رواه مسلم. ثم قال: فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة .

    وهكذا فإن الله سبحانه قد هيأ لحفظ قرآنه رجالاً حفظوه وحافظوا عليه، تصديقاً لقوله تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9) وكان أبو بكر على رأس هؤلاء الرجال الذين اختارهم الله للقيام بهذه المهمة، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته، إنه سميع الدعاء .

    والله أعلم .

    أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به ، وقيل وثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة ، / أخرج أبو الشيخ عن أبي زروق ، قال : الأنفال وبراءة سورة واحدة . وأخرج عن أبي رجاء قال : سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان أم سورة ؟ قال : سورتان . ونقل مثل قول أبي زروق عن مجاهد . وأخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان . / وأخرج ابن أشتة عن ابن لهيعة قال : يقولون إن براءة من يسألونك ، وإنما لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم لأنها من يسألونك . / ونقل صاحب الإقناع أن البسملة ثابتة لبراءة في مصحف ابن مسعود : قال : ولا يؤخذ بهذا . / وأخرج القشيري : الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها فيها .
    الرد على هذا الكلام :

    جاء في الإتقان في علوم القرآن 9/30 : قال أبو بكر بن الأنباري‏:‏ أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جواباً لمستخبر ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أوأخرها فقد أفسد نظم القرآن وقال الكرماني في البرهان‏:‏ ترتيب السور هكذا هوعند الله في الكتاب المحفوظ على هذا الترتيب وعليه كان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولاً واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين‏.‏

    وقال أبوجعفر النحاس‏:‏ المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث واثلة أعطيت مكان التوراة السبع الطوال قال‏:‏ فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه في ذلك الوقت وإنما جمع في المصحف على شيء واحد لأنه جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن‏.‏

    أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به وقيل وثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة‏.‏.. فقد أخرج عن أبي رجاء قال‏:‏ سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان أم سورة قال‏:‏ سورتان‏.‏ونقل مثل قول أبي زروق عن مجاهد‏.‏ وأخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان‏.‏

    إن "بسم الله الرحمن الرحيم" آية من آيات القرآن الكريم .. ولكنها ليست آية من كل سورة ما عدا فاتحة الكتاب فهي آية من الفاتحة .. وهناك سورة واحدة في القرآن الكريم لا تبدأ بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" وهي سورة التوبة وتكررت بسم الله الرحمن الرحيم في الآية 30 من سورة النمل .

    قال تعالى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    [الفاتحة1]

    قال تعالى :
    انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم
    [النمل30]

    ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    < كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع" >

    وقد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم، قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف.

    إذن : فالسرّ في عدم افتتاح السورة بالبسملة هي أن السورة نزلت في فضح الكفّار وأعمالهم وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سئل عن عدم كتابة البسملة في سورة التوبة: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان، وبراءة (أي سورة التوبة) نزلت بالسيف ليس فيها أمان. والسورة نزلت في المنافقين ولا أمان للمنافقين وكأنما حرمهم الله تعالى من رحمته بالبسملة . وقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: إنكم تسمونها سورة التوبة وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً من المنافقين إلا نالت منه.

    قال المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال : كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد وتركهن ابن مسعود . الرد على هذا الكلام :

    في مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين وفي مصحف أبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد وتركهن ابن مسعود‏.‏... وهذا الأختلاف يثبت عدم التواتر وأنها ليست من القرآن ، والدليل على ذلك :
    أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء بن عبيد بن عمير بن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستدعيك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجورحمتك ونخشى نقمتك إن عذابك بالكافرين ملحق‏.‏

    والقنوت في الصلاة هو الدعاء والدليل على ذلك قوله : قنت بعد الركوع ، والقرآن لا يقرآ بعد الركوع ... فالقنوت هو الدعاء

    قال المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    وأخرج البيهقي وأبو داود في المراسيل عن خالد بن أبي عمران أن جبريل نزل بذلك على النبي صلعم وهو في الصلاة مع قوله : (ليس لك من الأمر شئ) الآية لما قنت يدعو على مضر . الرد على هذا الكلام :
    أخرج ابن جرير عن الربيع قال: " نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم فقال كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان، ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة، ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟ فهمَّ أن يدعو عليهم. فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء } الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم ".

    إذن ما جاء هو داء وليس بآية ... فالقرآن لا يؤخذ إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن نقلت عن الصحابة فيجب توافر شرط التواتر ، فالادعية التي تُذكر في القنوت ليست كلها بقرآن .

    قال المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    قال الموصلي : ثم سور القرآن على ثلاثة أقسام : قسم لم يختلف فيه لا في إجمالي ولا في تفصيلي ، وقسم اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا ، وقسم اختلف فيه إجمالا وتفصيلا .
    الرد على هذا الكلام :

    كلامك مُبهم ولا قيمة له للأسباب التالية :

    إن ترتيب القرآن توقيفي ( من عند الله ) ورسمه كذلك , ومن الطبيعي أن يكون معجزا... ومن خلال كلامك نجد أنك بدات في التشكيك في الأرقام الخاصة بالقرآن من سورة وآيات وترتيب ، ولذلك لا اخاطبك بالكلام بل ساخاطبك بالأرقام ، ولننظر إلى هذه النقطة من خلال الأدلة الرياضية التي تثبت وتؤكد آن القرآن محفوظ بقدرة الله تعالى .

    ومثال ذلك : قيل في عدد آيات سورة البقرة : 285 وقيل 286 وقيل 287 آية . ما معنى أن يصلنا القرآن , فيه عدد آيات سورة البقرة 286 آية ( ليس 285 أو 287 ) ونكتشف الكثير من الأدلة التي تؤكد صحة هذا العدد دون سواه , إلا أن يكون القرآن محفوظا ؟

    ملحوظة : الاختلاف في عدد الآيات لا يترتب عليه في القرآن زيادة ولا نقص

    جـمـع الـقـرآن

    الأول : في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه لم يكن موضوعا في موضع واحد ولا مرتب السور ، كان مفرقا مكتوبا في الرقاع والعسب والحجارة والعظام وغيره .

    الثاني : في عهد أبي بكر الصدّيق ، جمعه في صحف مرتب الآيات .

    الثالث : في عهد عثمان بن عفان ، وقد جمعه مرتب الآيات والسور ، وكان الغرض من هذا الجمع – في عهد عثمان – هو جمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم حين اختلفوا في قراءة القرآن ( وهو الترتيب النهائي ) .

    وقد انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال القاضي أبوبكر في الانتصار : ( ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم ، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا ) السيوطي : الإتقان . قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ) النساء 82 .

    الفكرة البسيطة لفهم ترتيب سور وآيات القرآن الكريم بأن أي عدد صحيح إما أن يكون زوجيا وإما ان يكون فرديا . وعليه فعدد سور القرآن الكريم 114 سورة ، وآيات هذه السور إما زوجية أو فردية ، والأرقام الدالة على ترتيب هذه السور إما زوجية أو فردية .

    بهذه الاعتبارات فالسورة القرآنية واحدة من أربع حالات :
    1) زوجية الآيات زوجية الترتيب .
    2) فردية الآيات فردية الترتيب .
    3) زوجية الآيات فردية الترتيب .
    4) فردية الآيات زوجية الترتيب .

    إن عدد سور القرآن زوجية الآيات = 60 سورة .
    من هذه السور الـ 60 ( نصفها 30 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد زوجي .
    والنصف الآخر ( 30 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد فردي .

    إن عدد سور القرآن فردية الآيات = 54 سورة .
    من هذه السور ال 54 ( نصفها 27 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد زوجي .
    والنصف الآخر يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد فردي .

    السؤال كيف تم هذا الترتيب العجيب ؟ ؟ ؟

    كما أنه أي تبديل أو تغيير في ترتيب السور أو عدد الآيات سيخل بالنظام ! ! !

    الـعـدد 114

    ليس في القرآن الكريم آية تقول إن عدد سور القرآن الكريم 114 سورة صراحة . ولكن بهذا التوفيق العجيب نثبت ذلك .

    لكون عدد سور القرآن 114 سورة ، يعني أن لدينا 114 رقما . هي الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 114 ، وباعتبار أي عدد إما أن يكون : زوجيا أو فرديا ، فالأعداد المكونة للعدد 114 قسمان :

    القـسم الأول : 57 رقما فرديا وهي الأرقام : 1 ، 3 ، 5 ، 7 ، 9 ، إلى . . . . . . . 113 .

    القسم الثاني : 57 رقما زوجيا وهي الأرقام : 2 ، 4 ، 6 ، 8 ، 10 ، إلى . . . . . . 114 .

    فإذا اعتبرنا أن القرآن نصفان باعتبار عدد سوره ( النصف الأول 57 والنصف الثاني 57 ) فإن كل قسم من القسمين السابقين ينقسم إلى قسمين آخرين : ويصبح المجموع أربعة أقسام أو أربع حالات وهي :

    1) الأرقام الفرديه في النصف الأول من القرآن وعددها 29 رقما .
    2) الأرقام الزوجية في النصف الأول من القرآن وعددها 28 رقما .
    3) الأرقام الفردية في النصف الثاني من القرآن وعددها 28 رقما .
    4) الأرقام الزوجية في النصف الثاني من القرآن وعددها 29 رقما .

    وعليه يكون العدد 114 عددا مميزا وخاصا .

    1) العدد 114 من مضاعفات الرقم 19 فهو حاصل ضرب ( 19 × 6 ) .
    2) مجموع الأرقام المكونة له ( 1 – 114 ) = 6555 وهي = ( 19 × 345 ) .
    3) مجموع الأرقام الفردية في هذا العدد = 3249 وهي = ( 19 × 171 ) .
    4) مجموع الأرقام الزوجية فيه = 3306 وهي = ( 19 × 174 ) .
    5) مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 57 (النصف الأول من ال 114 ) = 1653 وهي = ( 19 × 87 ) .
    6) مجموع الأرقام المتسلسلة من 58 إلى 114 ( النصف الثاني ) = 4902 وهي = ( 19 × 258 ) .
    7) يرتبط بالعددين 28 و 29 ارتباطا مميزا :
    مجموع الأرقام الفردية في النصــــف الأول : 841 = 29 × 29 ( 29 رقما ) .
    مجموع الأرقام الزوجية في النصـــف الأول : 812 = 28 × 29 ( 28 رقما ) .
    مجموع الأرقام الفردية في النصـف الثاني : 2408 = 86 × 28 ( 28 رقما ) .
    مجموع الأرقام الزوجية في النصف الثاني : 2494 = 86 × 29 ( 29 رقما ) .

    ترتيب سور القرآن الكريم

    مجموع الأرقام الدالة على ترتيب سور القرآن هو 6555 ( مجموع الأرقام من 1 إلى 114 ) .

    وصيغته الرياضية 1 + 114 × 114/2= 6555 .

    كما أن مجموع الأرقام الفردية للعدد 114 = 3249 .

    ومجموع الأرقام الزوجية للعدد 114 = 3306 .

    ويكون السؤال هنا ما مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات ؟

    مجموع الأرقام الدالة على السور الزوجية الآيات ( عددها 60 ) = 1 + 114 × 60/2 = 3450 , وهذا المجموع 3450 يزيد عن مجموع الأرقام الزوجية في العدد 114 عددا هو : 144 ( 3450 – 3306 = 144 ) .
    مجموع الأرقام الدالة على السور الفردية الآيات ( 54 سورة ) = 1 + 114 × 54/2 = 3105 ، وهذا المجموع 3105 يقل عن مجموع الأرقام الفردية في العدد 114 عدده هو : 144 ( 3249 – 3105 = 144 ) .

    وأخيراً نخلص من هذا البحث إلى النتائج التالية :

    1- ترتيب سور القران الكريم هو توقيفي ، إذ لا يعقل أن تأتي هذه البنية الرياضية مصادفة . وإلى هذا ذهب جمهور أهل السنة والجماعة .

    2- عدد آيات كل سورة هو أيضاً توقيفي ، وهذا لا يعني أن الأقوال الأخرى في العدد غير صحيحة ، لإمكان احتمال الأوجه المختلفة كما في القراءات .

    3- ما نحن بصدده هو اكتشافات معاصرة ، وبذلك يتجلى الإعجاز القرآني بثوب جديد . و لا ننسى أن عالم العدد هو عالم الحقائق ، وأن لغته هي الأكثر وضوحا والأشد جزما .

    4- بذلك تنهار كل المحاولات الاستشراقية التي حاولت أن تنال من صِدقيّة ترتيب المصحف الشريف .
    5- يمكن أن يكون مثل هذا البحث مفتاحا لدراسات تتعامل مع النص القرآني بعيداً عن الجانب التاريخي، الذي يستغله أهل الباطل للتشويه والتشويش. وبالطبع فإننا لا نقصد أن نـهمل الجانب التاريخي ، وإنما نضيف إليه إثباتاً منفصلاً.

    6- يلاحظ أن القضية استقرائية وليست قضية اجتهادية، ومن هنا لا مجال لرفضها أو إنكارها إلا باستقراء أدقّ يُثبت عدم واقعية النتائج.

    والله أعلم

  6. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في قراءة القران

    يدعي البعض بأن اختلاف قراءات القرآن هو نتيجة لاختلاف لهجات القبائل العربية وقت محمد والواقع ان هذا ليس صحيحا كما هو ثابت في كتاب " المصاحف " للحافظ أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني . بالكتاب قائمة باثنين وعشرين مصحفا مخالفا لمصحف عثمان .

    سوف نعطي بعض الأمثلة من اختلافات هذه المصاحف عن المصحف الموجود في أيدي أصدقائنا المسلمين اليوم .

    ولكن دعونا أولا أن نذكر هنا ما قاله عميد الأدب العربي طه حسين في كتاب ( الفتنة الكبرى - عثمان - الطبعة السابعة - دار المعارف بمصر ) وهو ما ننقله حرفيا فيما يلي : جاء في صفحة 182 :

    " وقد تظاهرت الروايات أيضا بأن المسلمين اختلفوا في قراءة القرآن أيام النبي نفسه ولم يكن اختلافهم في اللهجات وإنما كان اختلافهم في الألفاظ دون أن تختلف معاني هذه الألفاظ . وقد اختصم المختلفون الي النبي نفسه فأجاز قراءتهم جميعا لأنها لم تختلف في معناها وإنما كانت تختلف في ألفاظها . وقد جمع القرآن أيام أبي بكر وعمر وجاءت الشكوى الي عثمان بأن المسلمين في الأمصار والثغور يختلفون في قراءة القرآن ثم يختصمون حول هذا الاختلاف فيفضل بعضهم قرآنه علي قرآن غيره حتي أوشكوا أن يفترقوا وحتى قال حنيفة بن اليمان لعثمان أدرك أمة محمد قبل أن تتفرق حول القرآن " .

    وجاء في صفحة 183 : " وقد يمكن أن يعترض عليه في أنه كلف كتابة المصحف نفرا قليلا من أصحاب النبي وترك جماعة من القراء الذين سمعوا من النبي وحفظوا عنه وعلموا الناس في الأمصار وكان خليقا أن يجمع هؤلاء القراء جميعا ويجعل إليهم كتابة المصحف . ومن هذا نفهم غضب ابن مسعود . فقد كان ابن مسعود من أحفظ الناس للقرآن وهو فيما كان يقول قد أخذ من فم النبي نفسه سبعين سورة من القرآن ولم يكن زيد بن ثابت قد بلغ الحلم بعد . فإيثار عثمان لزيد بن ثابت وأصحابه وتركه لإبن مسعود وغيره الذين سبقوا إلي استماع القرآن من النبي وحفظه عنه قد أثار عليه بعض الاعتراض . وهذا يفهم من غير مشقة ولا عسر" .

    نقول بعد أن اوردنا ما قاله عميد الادب العربي (طه حسين)

    عن القراءات المختلفة :

    أنْ يملكَ كل صحابي مصحفا، هذا أمرٌ طبيعي، بل الصحابي أولى من غيره أنْ يملك المصحف الذي شاهدَ نزول آياته وعايش أحداثها، وعرف أسبابها، فلا نستبعدُ لو سمعنا بمصاحف لجمعٍ من الصحابة، لكنّ الذي يوجبُ العجب كله هو اختلاف المصاحف فيما بينها، لدرجة كبيرة وصلت لحد الاقتتال فيما بينهم .كما جاء في رواية انس بن مالك عن اختلاف المعلمين والغلمان في القران لدرجة الاقتتال .

    وقد ذكر السجستاني في كتاب (المصاحف ص60- 98) في باب اختلاف مصاحف الصحابة ، قائمة باثنين وعشرين مصحفا مخالفا لمصحف عثمان .

    وذكر ايضا الجستستاني بالأسانيد اوجه الخلاف فيما بينها وبين المصحف الحالي.

    مصحف علي بن أبي طالب

    1 ) سورة البقرة آية 285 { آمن الرسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون وهي في المصحف العثماني { آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون . كتاب المصاحف.

    روى السيوطي في الاتقان بسنده عن ابن سيرين انّه قال عن الامام علي: (أنّه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وانّه قال: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه). الاتقان للسيوطي 1 / 59؛ ومناهل العرفان 1 / 247؛ وطبقات ابن سعد 2 / 338؛ والصواعق المحرقة ص 126؛ وتاريخ القرآن للزنجاني ص 48.

    روى ـ أيضا ـ ابن سعد في الطبقات عن ابن سيرين انّه كتبه على تنزيله فلو اصيب ذلك الكتاب كان فيه علم. طبقات ابن سعد 2 / 338؛ وط. أوربا 2 / ق 2 / 101؛ وتاريخ الخلفاء ص 185؛ وكنز العمال 2 / 373؛ والصواعق المحرقة ص 126.

    2 - مصحف عمر بن الخطاب

    1 ) سورة الفاتحة آية 7 { صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين } وهي في المصحف العثماني {صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. راجع المصاحف للجستستاني .

    لقد عنون السجستاني لهذا المصحف، ولكنّه أورد تحته رواياتٍ مضمونها أنّ عُمَرَ قرأ آياتٍ على خلاف المصحف المعروف.

    رواية الرجم. (رواها البخاري ومسلم وأحمد) ووافقته عائشة، كما سبق .

    ورواية (لا ترغبوا). (رواها البخاري ومسلم).

    ورواية الجهاد. (رواها السيوطي في الاتقان 3/ 84 والدرّ المنثور 1/ 106).

    ورواية الفراش. (رواها السيوطي في الدرّ المنثور 1/ 106). وقد زعم عمر فيها أنّها كانت في المصحف تُتلى، لكنّه لم يجدها بعد ذلك!

    وبينما يعترفُ في حديث الرجم، أنّ إضافته لها على المصحف يسمّى زيادة عند الناس، ويؤكّد: (والذي نفسي بيده لولا أنْ يقول الناسُ: زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتُها). (فتح الباري شرح البخاري 3/ 127).

    3- مصحف اُبيّ بن كعب:

    وهو من كبار القرّاء من الصحابة، حتّى رووا أنّ رسول الله قال: إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن! فقرأ (لم يكن الذين كفروا ...) فقرأ فيها: (ولو أنّ ابنَ آدم سألَ واديا ...). (رواه السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 378).

    والزيادة مرويّةٌ عن آخرين من الصحابة، إلا أنّ المهمّ أمْرُ الربّ رسولَه بالقراءة على اُبَيّ؟!(صحيح البخاري 6/ 90 وصحيح مسلم 2/ 195 ).

    وقد ورووا أنّه كانَ في مصحفه زيادة (وهو أبٌ لهم) في آية: (النبي أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم) وأنّ غُلاما كان يقرؤها فمرّ به عمرُ فقال له: (حُكّها) فقال الغلامُ: لا أحُكّها، وهي في مصحف اُبيّ، فانطلق إليه، فقال له اُبيّ: (إنّي شَغَلَني القرآنُ وشَغَلَكَ الصفقُ بالأسواق). (رواه عبد الرزّاق في المصنّف 10/ 181، و السيوطي في الدرّ المنثور 5/183 عنه وعن سعيد بن منصور وابن راهويه وابن المنذر والبيهقي وغيرهم).

    وكانت اية 158 من سورة البقرة في مصحف ابى } فلا جناح عليه ألا يطوف بهما{ وهي في المصحف العثماني } فلا جناح عليه أن يطوف بهما{

    و سورة النساء آية 24 }.. فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فأتوهن .. { وهي في المصحف العثماني }.. فما استمتعتم به منهن فأتوهن ..

    4- مصحف عبد الله بن مسعود :

    وما نُسِبَ إلى مصحف ابن مسعود أدهى وأمَرّ،

    فلقد امتلأتْ الصحفُ والكتبُ والمؤلّفاتُ بمنقولات عن ابن مسعود تخالفُ المصحف العثماني ؟ حتّى نُسِبَ إليه وجود الزيادة في القرآن! وحذفه (المعوّذتين)

    من مصحفه، وقال أنّهما (حِرْزان) عوّذ بها النبي الحسن والحسين وليسا قرآنا!

    وقد أورد السجستاني في المصاحف عن ابنَ مسعود ما أسند إليه أنّه قرأ:

    سورة النساء آية 40 ( إن الله لا يظلم مثقال نملة )

    وهي في المصحف العثماني ( أن الله لا يظلم مثقال ذرة )

    2 ) سورة آل عمران آية 43 { واركعي واسجدي في الساجدين }

    وهي في المصحف العثماني { واسجدي واركعي مع الراكعين}

    3 ) سورة البقرة آية 197 { وتزودوا وخير الزاد التقوى }

    وهي في المصحف العثماني { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}

    4 ) سورة البقرة آية 196 { وأقيموا الحج والعمرة للبيت } وهي في المصحف العثماني { وأتموا الحج والعمرة لله }

    5 ) سورة البقرة آية 198 { لا جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج فإذا أفضتم }

    وهي في المصحف العثماني { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم }

    6 ) سورة البقرة آية 148 { لكل جعلنا قبلة يرضونها }

    وهي في العثماني { ولكل وجهه هو موليها }

    7 ) سورة البقرة آية 144 { حيث ما كنتم فولوا وجوهكم قبلة }

    وهي في العثماني { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة }

    8 ) سورة الإسراء آية 110 { ولا تخافت بصوتك ولا تعال به }

    وهي في العثماني { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }

    9 ) سورة البقرة آية 85 { وإن يؤخذوا تفدوهم }

    وهي في العثماني { وإن يأتوكم أسري تفدوهم }

    10 ) سورة البقرة آية 127 { وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل يقولان ربنا }

    وهي في العثماني { وإذا يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا}

    11 ) سورة البقرة آية 177 { لا تحسبن أن البر }

    وهي في العثماني { ليس البر }

    12 ) سورة البقرة آية 210 { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام }

    وهي في العثماني { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة}

    13 ) سورة البقرة آية 229 { إلا أن يخافوا }

    وهي في العثماني { إلا أن يخافا }

    14 ) سورة البقرة آية 237 { من قبل أن تجامعوهن }

    وهي في العثماني { من قبل أن تمسوهن }

    15 ) سورة البقرة آية 106 { ما ننسك من آية أو ننسخها }

    وهي في العثماني { ما ننسخ من آية أو ننسها }

    16 ) سورة البقرة آية 233 { لمن أراد أن يكمل الرضاعة }

    وهي في العثماني { لمن أراد أن يتم الرضاعة }

    17 ) سورة آل عمران 7 { وإن حقيقة تأويله إلا عند الله }

    وهي في العثماني { وما يعلم تأويله إلا الله }

    18 ) سورة آل عمرن آية 19 { إن الدين عند الله الحنيفية }

    وهي في العثماني { إن الدين عند الله الإسلام }

    19 ) سورة آل عمران آية 39 { وناداه الملائكة يا زكريا إن الله }

    وهي في العثماني { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله

    20 ) سورة آل عمران آية 75 { بقنطار يوفه إليك }

    وهي في العثماني { بقنطار يؤده إليك }

    21 ) سورة آل عمران آية 156 { والله بصير بما تعلمون }

    وهي في العثماني { والله بما تعلمون بصير }

    22 ) سورة آل عمران آية 181 { وقتلهم الأنبياء بغير حق ويقال لهم ذوقوا عذاب الحريق }

    وهي في العثماني { وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }

    23 ) سورة النساء آية 10 { ومن يأكل أموال اليتامى ظلما فإنما يأكل في بطنه نارا وسوف يصلي سعيرا }

    وهي في العثماني أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما فإنما يأكلون في بطونهم نار وسيصلون سعيرا }

    24 ) سورة النساء آية 146 { وسيؤتي الله المؤمنين }

    وهي في العثماني { وسوف يؤت الله المؤمنين }

    25 ) سورة النساء آية 81 { بيت مبيت منهم }

    وهي في العثماني { بيت طائفة منهم

    26 ) سورة المائدة آية 115 { قال سأنزلها عليكم }

    وهي في العثماني { قال الله إني منزلها عليكم }

    27 ) سورة المائدة آية 118 { إن تعذبهم فعبادك }

    وهي في العثماني { إن تعذبهم فإنهم عبادك }

    28 ) سورة الأنعام آية 23 { ما كان فتنتم }

    وهي في العثماني { ثم لم تكن فتنتم }

    29 ) سورة الأنعام آية 71 { كالذي استهواه الشيطان }

    وهي في العثماني { كالذي استهوته الشياطين }

    30 ) سورة الأنعام آية 94 { لقد تقطع بينكم }

    وهي في العثماني { لقد تقطع ما بينكم }

    31 ) سورة الأعراف آية 127 { وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك }

    وهي في العثماني { ويذرك وإلهتك }

    32 ) سورة الأعراف آية 23 قالوا ربنا ألا تغفر لنا وترحمنا }

    وهي في العثماني { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا }

    33 ) سورة التوبة آية 61 { وقل إذن خير ورحمة لكم }

    وهي في العثماني { وقل إذن خير لكم }

    34 ) سورة التوبة آية 110 { ولو قطعت قلوبهم }

    وهي في العثماني { ألا أن تنقطع قلوبهم }

    35 ) سورة التوبة آية 117 { من بعد ما زاغت قلوب طائفة }

    وهي في العثماني { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق }

    36 ) سورة يونس آية 22 { جرين بكم }

    وهي في العثماني جرين بهم }

    37 ) سورة هود آية 25 { ولقد أرسلنا نوحا إلي قومه فقال يا قوم إني لكم نذير مبين }

    وهي في العثماني { ولقد أرسلنا نوحا إلي قومه إني لكم نذير مبين }

    38 ) سورة هود آية 28 { من ربي وعميت عليكم }

    وهي في العثماني { من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم }

    39 ) سورة هود آية 57 { ولا تنقصوه شيئا }

    وهي في العثماني { ولا تضرونه شيئا }

    40 ) سورة هود آية 81 { فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك}

    وهي في العثماني { فأثر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت معكم أحد إلا امرأتك }

    41 ) سورة النحل آية 12 { والشمس والقمر والنجوم مسخرات والرياح بأمره }

    وهي في العثماني { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره

    42 ) سورة النحل آية 96 { وليوفين الذين صبروا أجرهم }

    وهي في العثماني { ولنجزين الذين صبروا أجرهم }

    43 ) سورة النحل آية 80 { حين ظعنكم }

    وهي في العثماني } يوم ظعنكم }

    44 ) سورة الإسراء آية 23 { إما يبلغان عندك الكبر إما واحد وإما كلاهما}

    وهي في العثماني { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما}

    45 ) سورة الإسراء آية 44 { سبحت له الأرض وسبحت له السموات }

    وهي في العثماني { تسبح له السموات السبع والأرض }

    46 ) سورة الكهف آية 52 { ويوم يقول لهم نادوا }

    وهي في العثماني { ويوم يقول نادوا}

    47 ) سورة الكهف آية 109 { قبل أن تقضي كلمات ربي }

    وهي في العثماني { قبل أن تنفذ كلمات ربي }

    48 ) سورة مريم آية 90 { تكاد السموات لتتصدع منه }

    وهي في العثماني { تكاد السموات يتفطرن منه }

    49 ) سورة الأنبياء آية 82 { ومن الشياطين من يغوص له ويعمل وكنا لهم حافظين }

    وهي في العثماني { ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين }

    50 ) سورة النور آية 57 { احسب الذين كفروا معجزين في الأرض }

    وهي في العثماني { لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض }

    51 ) سورة الفرقان آية 60 { أنسجد لما تأمرنا به }

    وهي في العثماني { أنسجد لما تأمرنا }

    52 ) سورة العنكبوت آية 25 { إنما اتخذتم من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا انما مودة بينكم }

    وهي في العثماني { وإنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم}

    53 ) سورة لقمان آية 3 { هدي وبشري للمحسنين }

    وهي في العثماني { هدي ورحمة للمحسنين }

    54 ) سورة الأحزاب آية 68 { لعنا كثيرا }

    وهي في العثماني { لعنا كبيرا }

    55 ) سورة سبأ آية 48 { تقذف بالحق وهو علام الغيوب }

    وهي في العثماني { يقذف بالحق علام الغيوب }

    56 ) سورة الزخرف آية 85 { وإنه عليم للساعة }

    وهي في العثماني { وعنده علم الساعة}

    57 ) سورة الفتح آية 10 { فسيؤتيه الله أجرا عظيما }

    وهي في العثماني { فسيؤتيه أجرا عظيما }

    58 ) سورة الفتح آية 11 { أو أراد بكم رحمة }

    وهي في العثماني { أو أراد بكم نفعا}

    59 ) سورة الحجرات آية 13 { وخياركم عند الله أتقاكم }

    وهي في العثماني { إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

    عن مجاهد أحد كبار مفسري التابعين : (لو كنت قرأت قراءة ابن

    مسعود لم احتج إلى أن اسأل ابن عباس عن كثير من القران الترمذي 11/6.



    5 - مصحف عبد الله بن عباس

    سورة البقرة آية 198 { لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من

    ربكم في مواسم الحج فإذا أفضتم }

    وهي في العثماني { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم }

    2) سورة البقرة آية 196 { وأقيموا الحج والعمرة للبيت }

    وهي في العثماني { وأتموا الحج والعمرة للبيت }

    3) سورة البقرة آية 227 { وإن عزموا السراح }

    وهي في العثماني { وإن عزموا الطلاق }

    4) سورة آل عمران آية 7 {وما يعلم تأويله ويقول الراسخون آمنا به}

    وهي في العثماني { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به }

    5) سورة البقرة آية 238 { حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وصلاة العصر }

    وهي في العثماني { حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا الله قانتين }

    6) سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن إلي أجل مسمي فأتوهن }

    وهي في العثماني { فما استمتعتم به منهن فأتوهن}

    7) سورة النصر آية { إذا جاء فتح الله والنصر }

    وهي في العثماني { إذا جاء نصر الله والفتح }

    6 - مصحف عبد الله بن الزبير

    1) سورة المدثر آية 40 - 42( في جنات يتساءلون يا فلان ما سلك في سفر

    وهي في العثماني { في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سفر

    2) سورة آل عمران آية 104 { وينهون عن المنكر ويستعينون بالله علي ما أصابهم }

    وهي في العثماني { وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون }

    7 - مصحف عائشة

    1) سورة البقرة آية 238 { حافظوا علي الصلوات والصلوة الوسطي وصلوة العصر وقوموا لله قانتين }

    وهي في العثماني { حافظوا علي الصلوات والصلوة الوسطي وقوموا لله قانتين }

    2) سورة الأحزاب آية 56 { إن الله وملائكته يصلون علي النبي والذين يصلون الصفوف الأولي يا أيها الذين}

    وهي في العثماني { إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين}

    8 - مصحف عبيد بن عمير الليثي

    1) سورة الأعلى آية 1 { سبح اسم ربك الذي خلقك }

    وهي في العثماني { سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق }

    9 - مصحف مجاهد

    1) سورة البقرة آية 158 { فلا جناح عليه ألا يطوف بهما }

    وهي في العثماني { فلا جناح عليه أن يطوف بهما }

    10 - مصحف سيد بن جبير

    1) سورة المائدة آية 5 { أحل لكم الطيبات وطعام الذين أتوا الكتاب من قبلكم

    وهي في العثماني { أحل لكم الطيبات وطعام الذين أتوا الكتاب حل لكم }

    11 - مصحف محمد بن أبي موسى شامي

    1) سورة المائدة آية 103 { وأكثرهم لا يفقهون }

    وهي في العثماني { وأكثرهم لا يعقلون }

    12 - مصحف سليمان بن مهران الأعمش

    1) سورة النعام آية 138 { أنعام وحرث حرج}

    وهي في العثماني { أنعام وحرث حجر }

    لعله من المناسب هنا أن نذكر واقعة خطيرة يسجلها كتاب " المصاحف " تحت " باب من كتب الوحي لرسول الله " :



    الرد على هذا الكلام :-يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    سوف نعطي بعض الأمثلة من اختلافات هذه المصاحف عن المصحف الموجود في أيدي أصدقائنا المسلمين اليوم .

    ولكن دعونا أولا أن نذكر هنا ما قاله عميد الأدب العربي طه حسين في كتاب ( الفتنة الكبرى - عثمان - الطبعة السابعة - دار المعارف بمصر ) وهو ما ننقله حرفيا فيما يلي : جاء في صفحة 182 :

    " وقد تظاهرت الروايات أيضا بأن المسلمين اختلفوا في قراءة القرآن أيام النبي نفسه ولم يكن اختلافهم في اللهجات وإنما كان اختلافهم في الألفاظ دون أن تختلف معاني هذه الألفاظ . وقد اختصم المختلفون الي النبي نفسه فأجاز قراءتهم جميعا لأنها لم تختلف في معناها وإنما كانت تختلف في ألفاظها . وقد جمع القرآن أيام أبي بكر وعمر وجاءت الشكوى الي عثمان بأن المسلمين في الأمصار والثغور يختلفون في قراءة القرآن ثم يختصمون حول هذا الاختلاف فيفضل بعضهم قرآنه علي قرآن غيره حتي أوشكوا أن يفترقوا وحتى قال حنيفة بن اليمان لعثمان أدرك أمة محمد قبل أن تتفرق حول القرآن " .

    وجاء في صفحة 183 : " وقد يمكن أن يعترض عليه في أنه كلف كتابة المصحف نفرا قليلا من أصحاب النبي وترك جماعة من القراء الذين سمعوا من النبي وحفظوا عنه وعلموا الناس في الأمصار وكان خليقا أن يجمع هؤلاء القراء جميعا ويجعل إليهم كتابة المصحف . ومن هذا نفهم غضب ابن مسعود . فقد كان ابن مسعود من أحفظ الناس للقرآن وهو فيما كان يقول قد أخذ من فم النبي نفسه سبعين سورة من القرآن ولم يكن زيد بن ثابت قد بلغ الحلم بعد . فإيثار عثمان لزيد بن ثابت وأصحابه وتركه لإبن مسعود وغيره الذين سبقوا إلي استماع القرآن من النبي وحفظه عنه قد أثار عليه بعض الاعتراض . وهذا يفهم من غير مشقة ولا عسر" .
    الرد على هذا الكلام :

    ما جاء بهذا الكلام هو اكبر الدلائل على أن القراءات التي جاءت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تختلف إلا في اللفظ وليس في المعنى وقد جاء ذلك تخفيفاً على العرب كما جاء في قول طه حسين والذي استشهد به صاحب الشبهة : { ولم يكن اختلافهم في اللهجات وإنما كان اختلافهم في الألفاظ دون أن تختلف معاني هذه الألفاظ . وقد اختصم المختلفون الي النبي نفسه فأجاز قراءتهم جميعا لأنها لم تختلف في معناها وإنما كانت تختلف في ألفاظها .}

    أما سبب الشكاوي التي جاءت في عهد عثمان بن عفان كانت بسبب الفتواحات الإسلامية وكثرة أعتناق النصارى واليهود والملل الأخرى للإسلام وكان الكثير منهم من العجم وبدأوا في قراءة القرآن بلسان العجم من ما خالف لسان العرب .

    أما عن ابن مسعود ، فقد تحدثنا مراراً وتكراراً في هذا الأمر وقلنا : روى البخاري عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيّ بن كعب أي تعلموا منهم‏.‏ وقد قتل سالم مولى أبي حذيفة في وقعة اليمامة ومات معاذ في خلافة عمر ومات أبيّ وابن مسعود في خلافة عثمان وقد تأخر زيد بن ثابت وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمناً طويلاً‏.‏ فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة‏.‏

    قال ‏ ‏الزهري :‏ ‏فأخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏‏أن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏كره ‏ ‏لزيد بن ثابت ‏ ‏نسخ ‏ ‏المصاحف وقال يا معشر المسلمين ‏ ‏أعزل ‏ ‏عن ‏ ‏نسخ ‏ ‏كتابة المصحف ‏ ‏ويتولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي ‏ ‏صلب ‏ ‏رجل كافر يريد ‏ ‏زيد بن ثابت ‏ ‏ولذلك قال ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏يا أهل ‏ ‏العراق ‏ ‏اكتموا المصاحف التي عندكم ‏ ‏وغلوها ‏ ‏فإن الله يقول ‏: (ومن ‏ ‏يغلل ‏ ‏يأت بما ‏ ‏غل ‏ ‏يوم القيامة) ‏فالقوا الله بالمصاحف .

    قال ‏الزهري :‏ ‏فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏رجال من أفاضل ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏.

    إن احتجاج ابن مسعود على عثمان فقد ذكر في شرح الترمذي أن العذر لعثمان في ذلك هو أنه فعله بالمدينة وكان ابن مسعود في الكوفة، وأيضا فإن عثمان أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر وأن يجعلها مصحفا واحدا، وكان الذي نسخ ذلك في عهد أبي بكر هو زيد بن ثابت لكونه كاتب الوحي فكانت له في ذلك أولية ليست لغيره.

    وأما إحراق المصاحف فقد ذكر ابن حجر عن ابن بطال أن حرق ما فيه اسم الله فيه إكرام له وصون عن وطئه بالأقدام وبناء عليه فإن الإحراق أولى، ثم إن المصاحف التي كانت عند بعض الصحابة كان في بعضها يوجد التفسير ممزوجا بالنص القرآني، وكان مقصد الجمع العثماني هو منع خلاف الناس في القرآن، فجمع رضي الله عنه القرآن في مصاحف ووزعها على الأقطار ليعتمدوها في القراءة بها، فأمر بإحراق ما سواها لمنع الخلاف.

    قال النووي : معناه أن ابن مسعود كان مصحفه يخالف مصحف الجمهور !! , وكانت مصاحف أصحابه كمصحفه , فأنكر عليه الناس وأمروه بترك مصحفه وبموافقة مصحف الجمهور , وطلبوا مصحفه أن يحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع !! , وقال لأصحابه : غلوا مصاحفكم , أي اكتموها .

    وهذه الشبهة لاتعنى الطعن فى جمع القران بل انه كان يرى فى نفسه هو اكفأ واحذر من ناحية المؤهلات والمزايا التى توافرت فيه وكان المفروض ان يسند اليه هذا الجمع لانه كان يثق بنفسه اكثر من ثقته بزيد. اذا ان قول ابن مسعود هو اعتراض فقط على طريقة تأليف لجنة الجمع لانه يعتبر نفسه اكبر من زيد وان اباه كان كافرا.

    ولكن هذا ليس بمطعن اننا اذا سلمنا صحة مانقل عن ابن مسعود وانه اراد الطعن فى صحة جمع القران لكنه لم يستمر على هذا الطعن والانكار بدليل ماصح عنه انه رجع الى مافى مصحف عثمان وحرق مصحفه فى اخر الامر حين تبين له ان جم غفير من الصحابة قد اقروا جمع القران على هذا النحو فى عهد ابى بكر وعثمان لان هذا هو الحق.


    يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    عن القراءات المختلفة :

    أنْ يملكَ كل صحابي مصحفا، هذا أمرٌ طبيعي، بل الصحابي أولى من غيره أنْ يملك المصحف الذي شاهدَ نزول آياته وعايش أحداثها، وعرف أسبابها، فلا نستبعدُ لو سمعنا بمصاحف لجمعٍ من الصحابة، لكنّ الذي يوجبُ العجب كله هو اختلاف المصاحف فيما بينها، لدرجة كبيرة وصلت لحد الاقتتال فيما بينهم .كما جاء في رواية انس بن مالك عن اختلاف المعلمين والغلمان في القران لدرجة الاقتتال . الرد على هذا الكلام : جدالك في تحريف القرآن هو جدال خاسر

    هل تعرف لماذا ...؟؟

    لأنك انت تحاول بشتى الطرق والوسائل أن توجد ثغرة لتتساوى الرؤوس بين كتابك المحرف بإعتراف قاموس الكتاب المقدس وبين القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه .


    فجادلك يعتبر قمه في التخلف والانحطاط الفكري لوجود الآيات الدالة لحفظ القرآن الكريم ... والتي هي أوثق وأصح من هذه الروايات ..

    ونحنُ نعلم ونؤمن بأن كل رويات التحريف الموجودة عندنا لا تخلو عن ثلاث :

    1- الروايات غير المعتبرة سنداً، لكونها ضعيفة أو مرسلة أو مقطوعة، وهذا هو القسم الغالب فيها، وهو ساقط عن درجة الاعتبار.

    2- الروايات الواردة عن رجال ثقات وبأسانيد لا مجال للطعن فيها، وهي قليلة جداً، وقد بيّن العلماء أنّ قسماً منها محمولٌ على التأويل، أو التفسير، أو بيان سبب النزول، أو القراءة، أو تحريف المعاني لا تحريف اللفظ، أو الوحي الذي هو ليس بقرآن، إلى غير ذلك من وجوه ذكروها في هذا المجال، ونفس هذه المحامل تصدق على الروايات الضعيفة أيضاً لو أردنا أن ننظر إليها بنظر الاعتبار، لكن يكفي لسقوطها عدم اعتبارها سنداً.

    أمّا الروايات التي لايمكن حملها وتوجيهها على معنى صحيح، وكانت ظاهرة أو صريحة في التحريف، فقد اعتقدوا بكذبها وضربوا بها عرض الحائط وذلك للاَسباب التالية:

    1- أنّها مصادمةٌ لما عُلِم ضرورةً من أنّ القرآن الكريم كان مجموعاً على عهد النبوّة.

    2- أنّها مخالفةٌ لظاهر الكتاب الكريم حيثُ قال تعالى: ((إنّا نحنُ نَزّلنا الذِّكر وإنّا لهُ لَحَافِظُون)).

    3- أنّها شاذة ونادرة، والروايات الدالة على عدم التحريف مشهورةٌ أو متواترةٌ، كما أنّها أقوى منها سنداً، وأكثر عدداً، وأوضح دلالة.

    4- أنّها أخبار آحاد، ولا يثبت القرآن بخبر الواحد، وإنّما يثبت بالتواتر، كما تقّدم في أدلّة نفي التحريف، وقد ذهب جماعة من أعلام الشيعة الاِمامية إلى عدم حجّية الآحاد مطلقاً، وإنّما قيل بحجيّتها إذا اقتضت عملاً، وهي لا تقتضي ذلك في المسائل الاعتقادية ولا يُعبأ بها.


    وقد قال السيد شرف الدين العاملي المتوفّى سنة (1377 هـ): "لا تخلو كتب الشيعة وكتب أهل السنة من أحاديث ظاهرة بنقص القرآن، غير أنّها ممّا لا وزن لها عند الاَعلام من علمائنا أجمع، لضعف سندها، ومعارضتها بما هو أقوى منها سنداً، وأكثر عدداً، وأوضح دلالةً، على أنّها من أخبار الآحاد، وخبر الواحد إنّما يكون حجّة إذا اقتضى عملاً، وهذه لا تقتضي ذلك، فلا يرجع بها عن المعلوم المقطوع به، فليضرب بظواهرها عرض الحائط".......... راجع أجوبة مسائل جار الله ـ المسألة الرابعة: 31 ـ 37.

    يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    وذكر ايضا الجستستاني بالأسانيد اوجه الخلاف فيما بينها وبين المصحف الحالي.... مصحف سيد بن جبير، مصحف سليمان بن مهران الأعمش ، مصحف محمد بن أبي موسى شامي ، مصحف مجاهد ، مصحف عبيد بن عمير الليثي ، مصحف عائشة ، مصحف عبد الله بن عباس ، مصحف عبد الله بن مسعود ، مصحف اُبيّ بن كعب ، مصحف عمر بن الخطاب ، مصحف علي بن أبي طالب ، الرد على هذا الكلام :

    كان لبعض الصحابة – رضي الله عنهم- مصاحف خاصة بهم، كتبوها لأنفسهم بقصد الحفظ والمذاكرة، ورتبوها باجتهادهم الخاص أحياناً وليس في ذلك مانع شرعي ، وإن الأصل عند الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في أخذ القرآن هو الحفظ، فهم أمة أمية كما قال صلى الله عليه وسلم: {إنا أمة أمية، لا نحسب ولا نكتب }، فالأصل فيهم الحفظ، وكان فيهم من يكتب، مع ملاحظة أن هناك فرقاً بين أن يكتب الإنسان مصحفاً لنفسه وبين أن يكتب مصحفاً للأمة، فما يكتبه لنفسه قد يقدم فيه ويؤخر، وقد يترك سورة لأنه لا يحفظها، وربما ترك أخرى لأنه يحفظها، بل ربما ترك سورة لأنه لم يحضرها أو لم تبلغه. وهذا يقودنا إلى مسألة أخرى وهي: هل كل الصحابة رضوان الله عليهم جمعوا القرآن حفظاً في صدورهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟

    فإذا نظرنا إلى هذا، لرأينا أن الأمة في مجموعها أجمعت على هذا المصحف العثماني وعلى هذا الحرف وعلى هذه القراءات، فإذاً يكون القرآن فعلاً قد نقل بالتواتر، ولا إشكال في ذلك، كما أن الصحابة لم يكتفوا بجمع المصحف مكتوباً، بل كان زيد رضي الله عنه ومن معه من الصحابة حريصين على أن يطابقوا ما في الصدور على المكتوب أيضاً ليتأكدوا منه، وهكذا فلم يقتصر عملهم على المحفوظ وحده ولا على المكتوب وحده، وإنما أخذوا المجموع المكتوب ثم طابقوه على المحفوظ في الصدور، فكان نتاج ذلك النسخة الكاملة للمصحف الإمام، وهذا مما يرد به على ما قد يثار من شبهات أعداء الله حول حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى .

    فالمستشرقون اهتموا بنشر بعض الكتب للقراءات، ولهذا تجدون مما هو مطبوع وموجود من كتب القراءات أن أول من نشره هم بعض المستشرقين، وهذا ليس حرصاً منهم على القراءات ولكن لجهلهم؛ ولأن الله سبحانه وتعالى الذي قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] يريد أن يفضحهم على الملأ بما تعمل أيديهم، فهم بأيديهم يجمعون القراءات ويقولون: إن القرآن مختلف وفيه تناقض، هذه قراءة فلان وهذه قراءة فلان، وهم لم يعلموا أنهم بهذا العمل يؤكدون أن هذا القرآن محفوظ، إذ كيف حفظت هذه القراءة إلى أبي ، وهذا السند إلى علي ، وهذه القراءة إلى عثمان أو إلى زيد ، كما أنك إذا نظرت إلى حفاظ القرآن في شرق الدنيا وغربها، تجد منهم الرجل الأعجمي الذي يحفظ القرآن كاملاً بعدة قراءات، ولا يستطيع أن يفهم منك كلمة عربية، فعندما يحفظ القرآن في الصدور ويطابق على هذه القراءات المكتوبة يكون ذلك شاهداً على صدق هذا القرآن وعلى صحته، وعلى أن الله سبحانه وتعالى جمع بين حفظه وبين تيسيره : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17] ومن ذلك تيسير تلاوته وتيسير حفظه على الناس، حتى إن الأعجمي يحفظه بيسر ويستطيع قراءته بيسر، ولو أردت أن تعلمه اللغة العربية التي هي لغة القرآن لوجدت في ذلك مشقة.

    بالرجوع إلى مسألة اختلاف مصاحف الصحابة نقول: إن اختلاف مصاحف الصحابة رضوان الله عليهم في الترتيب لم يكن لأن القرآن مختلف فيه أو في ترتيبه، بل إن بعض العلماء أخذ من هذا الاختلاف أن الأمر فيه سعة، وقالوا: هذا دليل على أن القرآن إنما يجب ترتيبه بحسب الآيات في السورة الواحدة، أما ترتيب السور بعضها مع بعض فقد كان لهم فيه فسحة وسعة، لكن بعد أن رتبه الصحابة رضوان الله عليهم هذا الترتيب الموجود وكتبوا المصحف العثماني، فلا يجوز مخالفتهم؛ لأنهم إذا أجمعوا على شيء فلا يجوز مخالفتهم فيه، وإن قيل: إن ذلك سائغ أو جائز؛ فإن هذا يكون خرقاً للإجماع ومشاقة لهم واتباعاً لغير سبيل المؤمنين، ولهذا قال: [وأما ترتيب آيات السور فهو ترتيب منصوص عليه، فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية بخلاف السور، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إن لم تجتمع على حرف واحد جمعهم الصحابة عليه، هذا قول جمهور السلف من العلماء والقراء. قاله ابن جرير وغيره] يعني أن هذا القول هو المشهور عن ابن جرير .

    فهل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها تختلف فيما بينها؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟

    يرى المؤرخون أن فروقاً من ناحية تقديم السور وتأخيرها تكتنف تلك المصاحف، فمثلاً مصحف ابن مسعود نجده مؤلفاً بتقديم السبع الطوال ثم المئتين ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات.

    أما مصحف اُبي بن كعب نجده قد قدّم الأنفال وجعلها بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم والشعراء والحج على سورة يوسف

    فلما اتسع نطاق الفتوح الإسلامية جدًا, وبدأت الأغلاط فِى التلاوة تذيع فِى البلاد الشاسعة أجمعت الصحابة فِى عهد عثمان رضِى الله عنه على نسخ مصاحف من صحف أبِى بكر وإرسالها إلى أمصار المسلمين تحت إشراف الصحابة المرسلة إليهم.

    روى البخاري عن أنس:
    "أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثمّ نردّها إليك ؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فأكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتّى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق".

    وكان زيد بن ثابت رضِى الله عنه هو القائم بها فِى عهد أبِى بكر, فقد وقع عليه الإختيار فِى العهدين بالنظر إلى أن زيد بن ثابت كان أكثر كتاب الوحِى ملازمة للنبِى عليه السلام فِى كتابة الوحِى, على شبابه وقوته وجودة خطه, فيكون أجدر بذلك, ولأبِى بكر وعثمان أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم فِى اختياره لكتابة المصحف الكريم, على أن طول ممارسته لمهمة كتابة القرءان يجعله جاريًا على نمط واحد فِى الرسم, واتحاد الرسم فِى جميع أدوار كتابة القرءان أمر مطلوب جدًا.

    وقد استمر عمل الجماعة فِى نسخ المصاحف مدة خمس سنين, من سنة خمس وعشرين إلى سنة ثلاثين فِى التحقيق, ثم أرسلوا المصاحف المكتوبة إلى الأمصار, وقد احتفظ عثمان بمصحف منها لأهل المدينة, وبمصحف لنفسه, غير ما أرسل إلى مكة والشام والكوفة والبصرة, وكانت تلك المصاحف تحت إشراف قراء مشهورين فِى الإقراء والمعارضة بها, فشكرت الأمة صنيع عثمان شكرًا عميقًا, وفـِى مقدمتهم علِى بن أبِى طالب كرم الله وجهه, بل كان يقول: لو وليت لفعلت فِى المصاحف الذِى فعله عثمان كما روى ذلك أبو عبيد فِى فضائل القرءان عن عبد الرحمن بن مهدِى عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة عن علِى كرم الله وجهه.

    وروى سويد بن غفلة عن على بن أبي طالب أنه قال :
    (( لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا ، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا على ملأ منا )) .. و في مرة أخرى قال : (( لو لم يصنعه عثمان لصنعته )) .

    حتى أهل الشيعة ينفوا مخالفة مصحف عليّ رضى الله عنه بالمصحف الذى جمعه عثمان رضى الله عنه

    فالمقارنة بين مصحف علي رضى الله عنه والمصحف الموجود هى بأن مصحفه كان مرتّباً على حسب النزول ، وأنّه قدّم فيه المنسوخ على الناسخ ، وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل على حقيقة تنزيلها ، وبه الأحاديث القدسية



    يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    وذكر ايضا الجستستاني بالأسانيد اوجه الخلاف فيما بينها وبين المصحف الحالي. الرد على هذا الكلام :

    "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". ولد سنة 230 هـ / وهو ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.

    وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .

    جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".

    وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .

  7. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    لائحة باسماء المصاحف كما ذكرها الجستستاني في المصاحف:

    1 - مصحف عمر بن الخطاب

    2 - مصحف علي بن أبي طالب

    3 - مصحف أبي بن كعب

    4 - مصحف عبد الله بن مسعود

    5 - مصحف عبد الله بن عباس

    6 - مصحف عبد الله بن الزبير

    7 - مصحف عبد الله بن عمر

    8 - مصحف عائشة زوجة النبي

    9 - مصحف حفصة زوجة النبي

    10 - مصحف أم سلمة زوجة النبي

    11 - مصحف عبيد بن عمير الليثي

    12 - محف عطاء بن أبي رباح

    13 - مصحف عكرمة

    14 - مصحف مجاهد

    15 - مصحف سعيد بن جبير

    16 - مصحف الأسود بن زيد

    17 - مصحف محمد بن أبي موسى

    18 - مصحف قحطان بن عبد الله الرقاشى

    19 - مصحف صالح بن كيسان

    20 - مصحف طلحة بن مصرف

    21 - مصحف الأعمش

    22 - مصحف بن قيس


    الرد على هذا الكلام :

    يا عزيزي
    "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". ولد سنة 230 هـ / وهو ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.
    وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .
    جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".
    وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .

    فلو تعدت المصاحف فالقرآن واحد .

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في عدد المصاحف التي بعثها عثمان إلى البلدان

    اختلف العلماء في عدد المصاحف التي بعث بِها عثمان إلى البلدان، فالذي عليه الأكثر أنَّها أربعةٌ، أرسل منها عثمان مصحفًا إلى الشام، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة، وأبقى الرابع بالمدينة..

    وقيل كتب خمسة مصاحف، الأربعة المذكورة، وأرسل الخامس إلى مكة.

    وقيل ستةٌ، الخمسة المذكورة، وأرسل السادس إلى البحرين..

    وقيل سبعة، الستة السابقة، وأرسل السابع إلى اليمن..

    وقيل ثَمانية، والثامن هو الذي جمع القرآن فيه أولاً، ثم نسخ منه المصاحف، وهو المسمى بالإمام، وكان يقرأ فيه، وكان في حجره حين قُتِل .. وقيل إنه أنفذ مصحفًا إلى مصر. عن حمزة الزيات قال: كتب عثمان أربعة مصاحف، فبعث بِمصحفٍ منها إلى الكوفة، فوُضِع عند رجل من مُرادٍ، فبقي حتى كتبتُ مصحفي عليه.

    وقال أبو حاتم السجستاني: لَمَّا كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن، كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدًا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا.

    قال الإمام أبو عمرو الداني: أكثر العلماء على أن عثمان لَمَّا كتب المصاحف، جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدةٍ منهن: فوجّه إلى الكوفة إحداهنَّ، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، وأمسك عند نفسه واحدةً، وقد قيل إنه جعله سبع نسخٍ، ووجَّه من ذلك أيضًا نسخةً إلى مكةَ، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين. وقال الحافظ ابن حجر والسيوطي: فالْمشهور أنَّها خمسة. راجع الاتقان 1/76-77. دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 11. الكواكب الدرية ص 26، ومناهل العرفان (1/403). المصاحف ص 43. المصاحف ص 43، وانظر التبيان في آداب حملة القرآن ص 97. البرهان في علوم القرآن (1/240)، والتبيان في آداب حملة القرآن ص 96-97. فتح الباري (8/636)، والإتقان في علوم القرآن (1/172).

    الكواكب الدرية ص 2. شرح الإعلان بتكملة مورد الظمآن. ص 437.




    الاختلاف في عدد أفراد لجنة عثمان

    اختلف المسلمين في عدد افراد اللجنة التي شكلها عثمان لجمع القران .

    فقد قيل أن عثمان قد انتدب لذلك اثني عشر رجلاً، وأمرهم بأن يكتبوا القرآن في الْمصاحف، وأن يرجعوا عند الاختلاف إلى لغة قريش.

    عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص 45.



    وفي رواية أخرى أن عثمان انتدب رجلين .

    عن عثمان أنه قال: أيُّ الناس أفصح؟ وأي الناس أقرأُ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت. فقال عثمان: ليكتبْ أحدهُما ويُملي الآخر، ففعلا، وُجمِع الناسُ على مصحفٍ. كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30.

    قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح. فتح الباري (8/634).

    وفي رواية أخرى أن عثمان قد انتدب لجمع القران أربعة : فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ. رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/621)ح 3506.



    ومِمَّن ورد تسميتهم أيضًا فيمن شارك في هذا الجمع بالكتابة أو الإملاء:

    عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص. نكت الانتصار لنقل القرآن ص 258، شيخ القراء محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد في كتابه: الكواكب الدرية ص 21.

    وأبان بن سعيد بن العاص، هو عمُّ سعيد بن العاص - أحد الأربعة الذين اختيروا للجمع، وقد ورد أنه شارك في هذا الجمع: فعن عُمارة بن غَزِيَّة عن ابن شهاب ٍ… عن زيد بن ثابت أنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا. وَقَالَ إنِّي جَاعِلٌ مَعَك رَجُلاً لَبِيبًا فَصِيحًا، فَمَا اجْتَمَعْتُمَا عَلَيْهِ فَاكْتُبَاهُ، وَمَا اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ فَارْفَعَاهُ إلَيَّ، فَجَعَلَ مَعَهُ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار. (4/193).

    والمشكل أن أبان بن سعيد بن العاص قتل في سنة اثنتي عشرة يوم أجنادين، قبل وفاة أبي بكر بقليل، أو سنة أربع عشرة يوم مرْج الصُّفْر، في صدر خلافة عمر، وقيل إنه توفي سنة تسع وعشرين، والأول قول أكثر أهل النسب. أسد الغابة في معرفة الصحابة (1/47).

    قال الحافظ: ووقع في رواية عُمارة بن غَزِيَّة "أبان بن سعيد بن العاص" بدل "سعيد"، قال الخطيب: ووهِم عُمارة في ذلك؛ لأن أبان قُتِل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخل له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص - ابن أخي أبان المذكور اهـ. فتح الباري (8/635)، وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/39).






    الرد على هذا الكلام :-يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    اختلف العلماء في عدد المصاحف التي بعث بِها عثمان إلى البلدان، فالذي عليه الأكثر أنَّها أربعةٌ، أرسل منها عثمان مصحفًا إلى الشام، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة، وأبقى الرابع بالمدينة.. وقيل كتب خمسة مصاحف، الأربعة المذكورة، وأرسل الخامس إلى مكة. وقيل ستةٌ، الخمسة المذكورة، وأرسل السادس إلى البحرين.. وقيل سبعة، الستة السابقة، وأرسل السابع إلى اليمن.. وقيل ثَمانية
    الرد على هذا الكلام :

    ما هي المشكلة إن كانوا ثلاثة أو ألف ؟ ! ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    عثمان بن عفان رضى الله عنه بعث إلى الكوفة وإلى البصرة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين، وأمسك عنده بمصحف


    قال ابن معين والعجلي‏:‏ ثقة توفي سنة ‏(‏80‏)‏ ه وعمره ‏(‏130‏)‏ سنة هجرية‏.‏ تهذيب التهذيب ‏(‏4/278‏)‏‏.‏‏)‏ قال‏:‏ سمعت علي بن أبي طالب يقول‏:‏ يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعا فقال‏:‏ ما تقولون في هذه القراءة‏؟‏ فقد بلغني أن بعضهم يقول قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا فما ترى‏؟‏ قال‏:‏ نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد بلا فرقة، ولا يكون اختلاف قلنا فنعم ما رأيت، قال‏:‏ أي الناس أفصح وأي الناس أقرأ، قال‏:‏ أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال‏:‏ ليكتب أحدهما ويملي الآخر، ففعلا وجمع الناس على مصحف، قال علي‏:‏ والله لو وليته لفعلت مثل الذي فعل‏.‏


    ‏(‏ابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف ك ق‏)‏‏.‏

    يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    الاختلاف في عدد أفراد لجنة عثمان

    اختلف المسلمين في عدد افراد اللجنة التي شكلها عثمان لجمع القران .
    عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص 45.

    وفي رواية أخرى أن عثمان انتدب رجلين .

    عن عثمان أنه قال: أيُّ الناس أفصح؟ وأي الناس أقرأُ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت. فقال عثمان: ليكتبْ أحدهُما ويُملي الآخر، ففعلا، وُجمِع الناسُ على مصحفٍ. كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30. الرد على هذا الكلام :

    ما قدمته هو دليل لا يدع مجال للشك أن عثمان بن عفان رضى الله عنه لم يكتب المصاحف من بنات أفكاره بل كان ينسخها من الجمع الثاني الذي جاء في عهد أبو بكر الصديق والذي جمعه من الجمع الول الذي جاء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنك تناسيت أن المنطق يقول : أي مبطل يحتج على باطله بدليل صحيح يكون حجة عليه لا له.

    وأنت قدمت لك قول : { فقال عثمان: ليكتبْ أحدهُما ويُملي الآخر} .. فيُملي من أين ؟ ! أليس من مصحفة حفصة التي اخذته من أبيها عمر بن الخطاب أمير المؤمنين قبل موته ؟ !!! .

    اختار عثمان رضي الله عنه أربعة لنسخ المصاحف هم :

    زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام ، وهؤلاء الثلاثة من قريش .

    فقد سأل عثمان رضي الله عنه الصحابة : من أكتب الناس ؟ قالوا : كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت قال : فأي الناس أعرب ؟ وفي رواية أفصح . قالوا : سعيد بن العاص ، قال عثمان : فليُمل سعيد ، وليكتب زيد .

    بعد أن اتفق عثمان مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين على جمع القرآن على حرف سلك منهجاً فريداً وطريقاً سليماً أجمعت الأمة على سلامته ودقته .

    1. فبدأ عثمان رضي الله عنه بأن خطب في الناس فقال : ( أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن وتقولون (قراءة أبي) (قراءة عبد الله ) يقول الرجل ( والله ما تقيم قراءتك ) !! فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به ، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة ، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً فناشدهم ، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك ؟ فيقول نعم ) .

    2. وأرسل عثمان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نعيدها إليك ، فأرسلت بها إليه ، ومن المعلوم أن هذه الصحف هي التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه على أدق وجوه البحث والتحري .

    3. ثم دفع ذلك إلى زيد بن ثابت والقرشيين الثلاثة وأمرهم بنسخ مصاحف منها وقال عثمان القرشيين : ( إ ذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ) .

    4. إذا تواتر في آية أكثر من قراءة تكتب الآية خالية من أيّة علامة تقصُر النطق بها على قراءة واحدة فتكتب برسم واحد يحتمل القراءتين أو القراءات فيها جميعاً


    وبعد الفراغ من نسخ المصاحف بعث عثمان بنسخ منها إلى الأمصار الإسلامية حيث نشط المسلمون في نسخ مصاحف منها للأفراد وكان زيد بن ثابت في المدينة يتفرغ في رمضان من كل سنة لعرض المصاحف فيعرضون مصاحفهم عليه وبين يديه مصحف أهل المدينة .

  8. افتراضي

    الإتقان في تحريف القران


    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في مصاحف الأمصار

    عن علي بن حمزة الكسائي قال اختلاف اهل المدينة واهل الكوفة واهل البصرة، فأما اهل المدينة فقرأوا في البقرة والآية 132 {وأوصي بها إبراهيم} بغير واو ، واهل الكوفة واهل البصرة {ووصى بها إبراهيم} بغير الف.، وأهل المدينة في آل عمرن133{ سارعوا إلى مغفرة من ربكم} بغير واو، وأهل الكوفة والبصرة {وسارعوا} بواو، ويقول أهل المدينة في المائدة 54{من يرتدد} بدالين، ويقول أهل الكوفة وأهل البصرة { من يرتد} بدال واحدة، وفي الأنعام 63 أهل المدينة وأهل البصرة { لئن انجيتنا} وأهل الكوفة {لئن أنجانا}، وفي براءة 36 أهل المدينة

    { الذين اتخذوا مسجداً ضراراً} بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة { الذين اتخذوا مسجداً } بواو.

    عن خلاد بن خالد بن إسماعيل بن مهاجر قال قرأت على حمزة آية 36 من سورة النساء { والجار ذي القربى} ثم قلت ان في مصاحفنا {ذا} أفاقرءوها، قال لا تقرأها الا {ذي}. راجع المصاحف للجستستاني 39 - 42.

    الرد على هذا المطعن:-الرد على هذا الكلام : "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". ولد سنة 230 هـ / وهو ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.
    وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .
    جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".
    وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .

    الإتقان في تحريف القران
    خلافات واختلافات المسلمين في القران
    اختلاف المسلمين في ترتيب سور القران

    اختلف علماء المسلمين في ترتيب سور القران على أقوال: فمنهم الذي قال : ان ترتيب سور القران توقيفي من النبي وكما انزل عليه ، واصحاب هذا الرأي هم : ابي بكر الانباري، ابو جعفر النحاس، الكرماني، والطيبي وغيرهم

    ومنهم الذي قال : ان ترتيب سو، ر القران اجتهادي من الصحابة . وممن جنح إلى هذا القول كل من : الامام مالك، ابو بكر البلاقاني، ابو الحسين احمد بن فارس. ومما استدل به أصحاب هذا القول:

    ان مصاحف الصحابة كانت مختلفة في ترتيب سورها مثال على ذلك : ان مصحف علي بن ابي طالب كان مرتب السور بحسب ترتيب نزولها على محمد : فكان أوله سورة العلق، قم المدثر، ثم ن ، ث/ المزمل، ث/ تبت، ثم التكوير، وهكذا إلى آخر السور المكية ، ثم السور المدنية بحسب ترتيب نزولها.

    ومصحف عبد الله بن مسعود ، وآبى لن كعب ، كانا مبدوءين بسورة البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران والأنعام وهكذا. راجع الإتقان 1/ 83. ومباحث في علوم القران 148.

    وقد اخرج السيوطي في إتقانه حديثاً بان تأليف سور القران كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين قد تولته الصحابة .راجع اتقان 1/82.

    واستدل لذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي، كان أوله اقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي والمدني ، وكان مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد، وكذا مصحف ابي بن كعب وغيره .

    واخرج ابن اشتة في المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس 000 عن آبى محمد القرشي قال: آمرهم عثمان ان يتابعوا الطول، فجعلت سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم .راجع اتقان 1/82.

    واخرج احمد والترمذي وآبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: قلت لعثمان : ما حملكم على ان عمدتم إلي الأنفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبعة الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله تنزل عليه السورة ذات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما انزل في المدينة وكانت براءة من آخر القران نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها ، فقبضرسول الله ولم يبين لنا أنها منها ، فمن اجل ذلك قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال. راجع الاتقان 1/80.

    وقد اخرج آبى داود في المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحي بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من أخر سورة براءة فقال اشهد أني سمعتهما من رسول الله ووعيتهما ، فقال عمر: انا اشهد لقد سمعتهما ثم قال: لو كانت ثلاثة آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا أخر سورة من القران فألحقوها في أخرها. قال ابن حجر ظاهر هذا انهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم راجع الاتقان 1/81 .



    لماذا غير عثمان ترتيب سور القران ؟ أما كان من الأمانة للوحي وللحقيقة وللتاريخ ان يبقى القران على تاريخ نزوله فنعرفه مرتبا وكما انزل ولا كما جمعه نعثله ولجنته؟. - نعثله لقب أطلقته عائشة على عثمان. راجع : كتاب المصاحف ص 20و 18. انظر أيضا تأويل مشكل الآثار (4/193)، راجع : تأويل مشكل الآثار للطحاوي ، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/193). وذكره الحافظ في الفتح (8/633). البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987. الإبانة عن معاني القراءات ص 48-49. المصاحف ص 28-29. أحمد في مسنده: (5/232) ح17364.


    الرد على هذا المطعن :-الرد على هذا الكلام : إن ترتيب القرآن توقيفي ( من عند الله ) ورسمه كذلك , ومن الطبيعي أن يكون معجزا... ومن خلال كلامك نجد أنك بدات في التشكيك في الأرقام الخاصة بالقرآن من سورة وآيات وترتيب ، ولذلك لا اخاطبك بالكلام بل ساخاطبك بالأرقام ، ولننظر إلى هذه النقطة من خلال الأدلة الرياضية التي تثبت وتؤكد آن القرآن محفوظ بقدرة الله تعالى .

    ومثال ذلك : قيل في عدد آيات سورة البقرة : 285 وقيل 286 وقيل 287 آية . ما معنى أن يصلنا القرآن , فيه عدد آيات سورة البقرة 286 آية ( ليس 285 أو 287 ) ونكتشف الكثير من الأدلة التي تؤكد صحة هذا العدد دون سواه , إلا أن يكون القرآن محفوظا ؟

    ملحوظة : الاختلاف في عدد الآيات لا يترتب عليه في القرآن زيادة ولا نقص
    جـمـع الـقـرآن

    الأول : في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه لم يكن موضوعا في موضع واحد ولا مرتب السور ، كان مفرقا مكتوبا في الرقاع والعسب والحجارة والعظام وغيره .

    الثاني : في عهد أبي بكر الصدّيق ، جمعه في صحف مرتب الآيات .

    الثالث : في عهد عثمان بن عفان ، وقد جمعه مرتب الآيات والسور ، وكان الغرض من هذا الجمع – في عهد عثمان – هو جمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم حين اختلفوا في قراءة القرآن ( وهو الترتيب النهائي ) .

    وقد انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال القاضي أبوبكر في الانتصار : ( ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم ، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا ) السيوطي : الإتقان . قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ) النساء 82 .

    الفكرة البسيطة لفهم ترتيب سور وآيات القرآن الكريم بأن أي عدد صحيح إما أن يكون زوجيا وإما ان يكون فرديا . وعليه فعدد سور القرآن الكريم 114 سورة ، وآيات هذه السور إما زوجية أو فردية ، والأرقام الدالة على ترتيب هذه السور إما زوجية أو فردية .

    بهذه الاعتبارات فالسورة القرآنية واحدة من أربع حالات :
    1) زوجية الآيات زوجية الترتيب .
    2) فردية الآيات فردية الترتيب .
    3) زوجية الآيات فردية الترتيب .
    4) فردية الآيات زوجية الترتيب .

    إن عدد سور القرآن زوجية الآيات = 60 سورة .
    من هذه السور الـ 60 ( نصفها 30 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد زوجي .
    والنصف الآخر ( 30 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد فردي .

    إن عدد سور القرآن فردية الآيات = 54 سورة .
    من هذه السور ال 54 ( نصفها 27 ) يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد زوجي .
    والنصف الآخر يكون الرقم الدال على ترتيبها عدد فردي .

    السؤال كيف تم هذا الترتيب العجيب ؟ ؟ ؟

    كما أنه أي تبديل أو تغيير في ترتيب السور أو عدد الآيات سيخل بالنظام ! ! !

    الـعـدد 114

    ليس في القرآن الكريم آية تقول إن عدد سور القرآن الكريم 114 سورة صراحة . ولكن بهذا التوفيق العجيب نثبت ذلك .

    لكون عدد سور القرآن 114 سورة ، يعني أن لدينا 114 رقما . هي الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 114 ، وباعتبار أي عدد إما أن يكون : زوجيا أو فرديا ، فالأعداد المكونة للعدد 114 قسمان :

    القـسم الأول : 57 رقما فرديا وهي الأرقام : 1 ، 3 ، 5 ، 7 ، 9 ، إلى . . . . . . . 113 .

    القسم الثاني : 57 رقما زوجيا وهي الأرقام : 2 ، 4 ، 6 ، 8 ، 10 ، إلى . . . . . . 114 .

    فإذا اعتبرنا أن القرآن نصفان باعتبار عدد سوره ( النصف الأول 57 والنصف الثاني 57 ) فإن كل قسم من القسمين السابقين ينقسم إلى قسمين آخرين : ويصبح المجموع أربعة أقسام أو أربع حالات وهي :

    1) الأرقام الفرديه في النصف الأول من القرآن وعددها 29 رقما .
    2) الأرقام الزوجية في النصف الأول من القرآن وعددها 28 رقما .
    3) الأرقام الفردية في النصف الثاني من القرآن وعددها 28 رقما .
    4) الأرقام الزوجية في النصف الثاني من القرآن وعددها 29 رقما .

    وعليه يكون العدد 114 عددا مميزا وخاصا .

    1) العدد 114 من مضاعفات الرقم 19 فهو حاصل ضرب ( 19 × 6 ) .
    2) مجموع الأرقام المكونة له ( 1 – 114 ) = 6555 وهي = ( 19 × 345 ) .
    3) مجموع الأرقام الفردية في هذا العدد = 3249 وهي = ( 19 × 171 ) .
    4) مجموع الأرقام الزوجية فيه = 3306 وهي = ( 19 × 174 ) .
    5) مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 57 (النصف الأول من ال 114 ) = 1653 وهي = ( 19 × 87 ) .
    6) مجموع الأرقام المتسلسلة من 58 إلى 114 ( النصف الثاني ) = 4902 وهي = ( 19 × 258 ) .
    7) يرتبط بالعددين 28 و 29 ارتباطا مميزا :
    مجموع الأرقام الفردية في النصــــف الأول : 841 = 29 × 29 ( 29 رقما ) .
    مجموع الأرقام الزوجية في النصـــف الأول : 812 = 28 × 29 ( 28 رقما ) .
    مجموع الأرقام الفردية في النصـف الثاني : 2408 = 86 × 28 ( 28 رقما ) .
    مجموع الأرقام الزوجية في النصف الثاني : 2494 = 86 × 29 ( 29 رقما ) .

    ترتيب سور القرآن الكريم

    مجموع الأرقام الدالة على ترتيب سور القرآن هو 6555 ( مجموع الأرقام من 1 إلى 114 ) .

    وصيغته الرياضية 1 + 114 × 114/2= 6555 .

    كما أن مجموع الأرقام الفردية للعدد 114 = 3249 .

    ومجموع الأرقام الزوجية للعدد 114 = 3306 .

    ويكون السؤال هنا ما مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات ؟

    مجموع الأرقام الدالة على السور الزوجية الآيات ( عددها 60 ) = 1 + 114 × 60/2 = 3450 , وهذا المجموع 3450 يزيد عن مجموع الأرقام الزوجية في العدد 114 عددا هو : 144 ( 3450 – 3306 = 144 ) .
    مجموع الأرقام الدالة على السور الفردية الآيات ( 54 سورة ) = 1 + 114 × 54/2 = 3105 ، وهذا المجموع 3105 يقل عن مجموع الأرقام الفردية في العدد 114 عدده هو : 144 ( 3249 – 3105 = 144 ) .

    وأخيراً نخلص من هذا البحث إلى النتائج التالية :

    1- ترتيب سور القران الكريم هو توقيفي ، إذ لا يعقل أن تأتي هذه البنية الرياضية مصادفة . وإلى هذا ذهب جمهور أهل السنة والجماعة .

    2- عدد آيات كل سورة هو أيضاً توقيفي ، وهذا لا يعني أن الأقوال الأخرى في العدد غير صحيحة ، لإمكان احتمال الأوجه المختلفة كما في القراءات .

    3- ما نحن بصدده هو اكتشافات معاصرة ، وبذلك يتجلى الإعجاز القرآني بثوب جديد . و لا ننسى أن عالم العدد هو عالم الحقائق ، وأن لغته هي الأكثر وضوحا والأشد جزما .

    4- بذلك تنهار كل المحاولات الاستشراقية التي حاولت أن تنال من صِدقيّة ترتيب المصحف الشريف .
    5- يمكن أن يكون مثل هذا البحث مفتاحا لدراسات تتعامل مع النص القرآني بعيداً عن الجانب التاريخي، الذي يستغله أهل الباطل للتشويه والتشويش. وبالطبع فإننا لا نقصد أن نـهمل الجانب التاريخي ، وإنما نضيف إليه إثباتاً منفصلاً.

    6- يلاحظ أن القضية استقرائية وليست قضية اجتهادية، ومن هنا لا مجال لرفضها أو إنكارها إلا باستقراء أدقّ يُثبت عدم واقعية النتائج.

  9. افتراضي

    تحريف الترجمة الإنجليزية للقرآن بالدلائل

    لماذا تم تحريف القرآن اثناء الترجمة الى الانجليزية ؟؟

    هناك ثلاث آيات قرآنية تقول :

    يغفر الله لكم من ذنوبكم

    (ابراهيم 10 ) – ( الاحقاف : 31 ) – ( نوح : 4 )

    تمت ترجمتها الى ما معناه ( يغفر لكم ذنوبكم )

    Forgive you your sins

    الدليل : هناك ثلاث آيات قرآنية تقول

    يغفر الله لكم ذنوبكم

    (آل عمران : 31 ) – ( الاحزاب : 71 ) – ( الصف : 12 )

    تم ترجمتها الى نفس الكلمة الانجليزية : Forgive you your sins

    فلماذا تم تحريف الكلمة العربية

    يغفر لكم من ذنوبكم الى يغفر لكم ذنوبكم ؟؟؟؟؟

    مع وضوح الفارق الكبير بين المعنيين حيث ان الاولي ( من ذنوبكم ) لا تفيد عموم غفران كل الذنوب ولكن بعضا منها

    .*************

    (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) (ابراهيم:10)

    Their Messengers said: "Is there a doubt about Allah, the Creator of the heavens and the earth? It is He Who invites you, in order that He may forgive you your sins and give you respite for a term appointed!" They said: "Ah! ye are no more than human, like ourselves! Ye wish to turn us away from the (gods) our fathers used to worship: then bring us some clear authority."

    http://quran.al-islam.com/Targama/di...ora=14&nAya=10



    (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الاحقاف:31)

    "O our people, hearken to the one who invites (you) to Allah, and believe in him: He will forgive you your faults, and deliver you from a Penalty Grievous.

    http://quran.al-islam.com/Targama/di...ora=46&nAya=31



    (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (نوح:4)

    "So He may forgive you your sins and give you respite for a stated Term: for when the Term given by Allah is accomplished, it cannot be put forward: if ye only knew."

    http://quran.al-islam.com/Targama/di...Sora=71&nAya=4



    *************

    (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)

    Say: "If ye do love Allah, follow me: Allah will love you and forgive you your sins; for Allah is Oft-Forgiving, Most Merciful."


    http://quran.al-islam.com/Targama/di...Sora=3&nAya=31



    (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:71)



    That He may make your conduct whole and sound and forgive you your sins: he that obeys Allah and His Messenger, has already attained the highest Achievement.

    http://quran.al-islam.com/Targama/di...ora=33&nAya=71



    (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الصف:12)



    He will forgive you your sins, and admit you to Gardens beneath which rivers flow, and to beautiful mansions in Gardens of Eternity: that is indeed the supreme Achievement.


    http://quran.al-islam.com/Targama/di...ora=61&nAya=12

    الرد على هذه المطاعن:-
    لماذا تم تحريف القرآن اثناء الترجمة الى الانجليزية ؟؟
    الرد على هذا الكلام :

    يا عزيزي : أين التحريف ؟ القرآن ليس فيه تحريف لأن الترجمات ليست بقرآن ، افلا تتدبرون القران ام على قلوبكم اقفالها

    قال تعالى :
    إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
    (3الزخرف)


    في الثلث الأول من القرن العشرين أُثيرت مسألة ترجمة القرآن الكريم، واحْتدم النزاع فيها بين المعارضين والمؤيدين .

    والحقيقة التي اتفق عليها المعارضون والمُؤَيِّدون لهذه الفكرة أن القرآن الكريم لا يُسَمى بعد الترجمة قرآنًا له خصائصه ومزاياه وأحكامه الشرعية المختلفة؛ لأن الترجمة ليست كلام الله المُنَزَّل على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بل هي كلام بشر، ولأن لغة الترجمة ليست هي العربية التي هي داخلة في كيان القرآن الكريم،

    قال تعالى :
    ( كتابٌ فُصِّلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعْلمون )
    ( فصلت : 3 )

    وقال تعالى
    ( نزلَ به الروحُ الأمين على قلْبِك لتكون من المُنْذِرين بلسان عربي مبين )
    ( الشعراء : 193 ـ 195 )

    إلى غير ذلك من الآيات، والترجمة بالتالي ليست معجزة؛ لأن مفهوم المعجزة يُحمل على عدم قدرة أحد غير الله على صُنْعها، فما صَنَعَه البشر ـ غير الله ـ يَفْقِد معنى الإعجاز .

    وإذا كانت الترجمة لا تُسمى قرآنًا ولا تستلزم أحكامه من مثل التعبد بتلاوته، وعدم قراءته مع الجَنَابة، وصحة القَسم به وغير ذلك، فهل تجوز هذه الترجمة أو لا تجوز ؟

    اصطلح العلماء على أن هناك مَعْنَيين للترجمة، أحدهما ترجمة حَرْفية، والآخر ترجمة معاني.

    الترجمة الحرفية :

    الترجمة الحرفية تقوم على وضع لفظ مرادف للفظ القرآن يُؤدي كل المقصود منه، وقد اتفق العلماء على أنها غير جائزة؛ وذلك لأنها غير ممكنة، إن لم تكن في كل القرآن ففي أكثره. وبيانه:

    1 ـ أن اللفظ العربي قد يكون له أكثر من معنى، كالقُرْء، ولا يمكن للفظ الأجنبي أن يدل عليها كلِّها . وقد يختار المترجم ما يروق له أو يُحقق غرضه منها، ويترك المعاني الأخرى، فتكون الترجمة عاجزة عن الوفاء بما في القرآن من هداية شاملة، ولا تعبِّر عن حقيقة ما فيه . وهذا ما صنعه " ماكس هننج " في ترجمته الألمانية للفظ " الإبل " الذي في الآية السابعة عشرة من سورة الغاشية (أفَلا يَنْظُرُون إلى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ ) حيث فسَّر الإبل بالسحاب، وهو أحد المعاني التي حملت عليها الآية، والجمهور يفسِّرون الإبل بالحيوان المعروف .

    2 ـ أن بعض الألفاظ العربية ربَّما لا يُراد بها الحقيقة، بل يُراد بها المجاز، فلو كانت الترجمة لأحدهما ربما كان هو غير المقصود في القرآن الكريم، وذلك تغيير لمعناه، وهذا ما وقع فيه " مارما ديوك بكتهول " في ترجمته الإنجليزية لكثير من الآيات، فترجم قوله تعالى ( فيَدْمَغُه ) من آية ( بل نَقِذِفُ بالْحَقِّ على الباطل فيَدْمَغُه فإذا هو زاهقٌ ) ( الأنبياء : 18 ) بمعناه الأصلي وهو " فيشج رأسه " وترجم قوله تعالى ( ولا تَجْعَل يدك مغلولةً إلى عنُقك ولا تبسُطها كلَّ البسْط ) ( الإسراء : 29 ) بمدلولها الأصلي، وهو جمع اليد إلى العنق وإطلاقها.

    3 ـ أن بعض الألفاظ العامة في القرآن قد يُراد بها المعنى الخاص فيعبِّر عنه المترجم باللفظ العام الذي لا يريده القرآن، كما صنعه المترجم الألماني في قوله تعالى ( إذا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ ) باللفظ العام للوقوع، مع أن المُراد هو قيام الساعة .

    4 ـ أن هناك معاني لا يدلُّ عليها الوضع الظاهر للفظ، بل تُؤْخذ من صلته بلفظ آخر، كما في التقديم للمفعول على الفاعل الذي يدلُّ على الأهمية، وكما في ذكر مسحِ الرأس في الوضوء حيث جاء في الآية بين مغسولات تقدَّمت عليه وتأخرَّت عنه، فاستنتج بعض الفقهاء من ذلك وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، وليس هذا مفيدًا في اللغات الأخرى لما أفادته اللغة العربية .

    إلى غير ذلك من الوجوه التي تؤكد أن الترجمة الحرفية للقرآن لا تفي بالغرض المقصود منه، لا في الإعجاز ولا في الهداية الصحيحة الشاملة . ومن أجل هذا قال العلماء بعدم جواز الترجمة للقرآن كله، وإن جازت في بعض الآيات .

    ترجمة المعاني :

    تحدَّث العلماء عن ترجمة معاني القرآن فقالوا : إن للقرآن معاني أصلية يستوي في فهمها كل من يعرف مدلولات الألفاظ المفردة ووجوه إعرابها وما يشاكل ذلك، وله معانٍ ثانوية يسميها علماء البلاغة مستتبعات التراكيب، وهى خواص النَّظم التي يرتفع بشأنها الكلام، كدلالة التنكير على التعظيم أو التحقير وما إلى ذلك .

    والمعاني الأصلية قد توافق المنثور أو المنظوم من كلام العرب بعض الآيات التي تدلُّ عليها، وذلك مع عدم مساس هذه الموافقة بإعجاز القرآن، فإن إعجازه واسع الميدان متعدد الألوان، وهذه لا مانع من ترجمتها فهي كالتفسير الموضح لها بكلام البشر، أما المعاني الثانوية فمن العسير أن تكون الترجمة دالة عليها، وذلك لاختلاف الأساليب وما تدل عليه في اللغات، وإذا كان هذا يحدث في ترجمة كلام البشر من لغة إلى لغة فكيف بترجمة كلام الله بلغة البشر ؟

    إن هذه الترجمة بنوعيها تفسير، والتفسير لا يستلزم أن يكون شاملاً لكل ما تدل عليه الألفاظ والتراكيب، فهي لا تُغني عن القرآن أبدًا، ولا تعبِّر عن كل ما فيه، ولا مانع منها، مع الإشارة في الهوامش إلى أن ما قام به المترجم هو تفسير بلغته هو، وليس تعبيرًا عن القرآن كقرآن .

    تنبيه :

    رُبَّ قائل يقول : إذا كانت ترجمة القرآن بهذه الخطورة فكيف نبلِّغه للناس وقد أمر الله رسوله بتبليغه فقال :
    ( يا أيها الرسولُ بلِّغ ما أُنْزِل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
    ( المائدة : 67 )

    وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " بلِّغوا عني ولو آية " رواه البخاري، وقال " ليبلِّغ الشاهد منكم الغائب " رواه البخاري، كيف نبلِّغه إلى العرب الذين لا يعرفون اللغة التي نزل بها القرآن وهى اللغة العربية ؟

    والجواب أن الله سبحانه وتعالى قال :

    ( وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسانِ قوْمِه ليبيَّن لهم )
    ( إبراهيم : 4 )

    فالقرآن نزل بلغة العرب، وهم بدورهم يبلِّغونه للناس بألسنتهم المختلفة، ولا يتحتم أن يكون تبليغه بترجمته، بل يمكن تبليغ فحواه ومعناه بهذه الألسنة واللغات، حتى إذا دخلوا في الدين وأرادوا التفقُّه فيه تعلموا لغة القرآن وقرأوه بها، وهى دعوة إلى تعلُّم اللغة العربية .
    هذا، ومن الواجب أن يقوم المسلمون بترجمة معاني القرآن الكريم تبليغًا للرسالة، وتصحيحًا للأخطاء التي وقعت في التراجِم التي قام بها أجانب عن الإسلام، أو من لا يُتْقنون اللغة العربية ولا يعرفون أساليبها البلاغية، والتباطؤ في ذلك له أضراره في هذه الأيام بالذات، التي تنوَّعت فيها وسائل الاتصال، وكثُر غزو الغرب للشرق والإسلام بأفكاره وشبهاته الموجَّه بعضها إلى الأديان عامةً وبعضها إلى الإسلام خاصةً .
    ومع القيام بهذه الترجمة ونشرها باللغات يجب العمل على نشر اللغة العربية في البلاد الإسلامية التي لا تعرفها، أو بين الجاليات الإسلامية التي تعيش في مجتمعات غير إسلامية، حتى تظهر لهم صورة الإسلام بشكل واضح، فيَثْبَتوا على إيمانهم ويَردُّوا الشبهات عن دينهم.

    " انظر الجزء الثاني من كتاب : بيان للناس من الأزهر الشريف " فهناك مراجع كثيرة، راجع الجزء الثاني من كتاب " مناهِل العرفان " للشيخ الزرقاني .


    http://www.islamonline.net/servlet/S...=1122528604788


    هل يجوز أن أصلي باللغة الإنجليزية ؟ وإن كان لا، فلماذا؟

    الجواب : لا تجوز الصلاة بغير العربية عند جماهير العلماء، وهناك قول ينسب للإمام أبي حنيفة بجواز ذلك، وهو قول ضعيف، وبعضهم ينكر نسبته للإمام أبي حنيفة.وذلك لأن العربية لغة القرآن، وهي لغة الإسلام، ويريد الشرع ربط المسلم بها، باعتبارها لغة مشتركة لأصحاب هذا الدين في كل مكان، فهي على الحقيقة اللغة القومية لكل المسلمين-إن صح التعبير-، وهذا جانب من اختيار الله "وربك يخلق ما يشاء ويختار" الآية، [القصص:68].



    يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    هناك ثلاث آيات قرآنية تقول :

    يغفر الله لكم من ذنوبكم

    (ابراهيم 10 ) – ( الاحقاف : 31 ) – ( نوح : 4 )

    تمت ترجمتها الى ما معناه ( يغفر لكم ذنوبكم )

    Forgive you your sins

    الدليل : هناك ثلاث آيات قرآنية تقول

    يغفر الله لكم ذنوبكم

    (آل عمران : 31 ) – ( الاحزاب : 71 ) – ( الصف : 12 )

    تم ترجمتها الى نفس الكلمة الانجليزية : Forgive you your sins

    فلماذا تم تحريف الكلمة العربية

    يغفر لكم من ذنوبكم الى يغفر لكم ذنوبكم ؟؟؟؟؟

    مع وضوح الفارق الكبير بين المعنيين حيث ان الاولي ( من ذنوبكم ) لا تفيد عموم غفران كل الذنوب ولكن بعضا منها
    الرد على هذا الكلام :

    هل تظن أننا نقرأ من كتابك عن ((ثدياك كخشفتي ظبية توامين يرعيان بين السوسن))! .. دا قرآن يا عزيزي ويجب أن تفهمه قلب أن تتحدث عنه .

    بالرجوع إلى ما سبق وتطابقه ما جئت به نزضح الآتي :

    { يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ ... إبراهيم 10} و {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم .... الصف10-12}

    فجاء بسورة الصف خطاب الله للمؤمنين فقط ، أما ما جاء بسورة إبراهيم بقوله { يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ ... إبراهيم 10} فهذا القول يدل على الرحمة والحكمة والقدرة والحنان ، فالله هنا يخاطب الكفار ويعدهم بغفران الكبائر: ذلك أن صغائر الذنوب إنما يغفرها أداء الفرائض والعبادات؛ فنحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغْشَ الكبائر "(الشعراوي).... فهل سيغفر الله جميع ذنوبهم أم لا ؟ بالطبع نعم ... فكل من لديه ملكة اللغة العربية ويفهم المراد من الآية يعي بأن الله سيغفر للكافر ذنوبه جمعاء، ولكن اللغة العربية لها حلاوة ومزاق آخر لأن الله لا يخاطب المؤمن كما يخاطب الكافر .. ففرق الله عز وجل بينهم في القول ولكن اللغات الآخرى لا تملك هذا العلم الرائع الذي يتوفر في اللغة العربية لذلك فالترجمة جاء بالمعنى النهائي لعجز اللغات الأخرى في مجارات اللغة العربية .
    لذلك ستجد أن خطاب الله مع المؤمنين : {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم}... أما خطاب الله للمشركين : { لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ} حيث يعدهم الله بغفران الكبائر أما صغائر الذنوب إنما يغفرها أداء الفرائض والعبادات كما في حديث رسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغْشَ الكبائر " .. لذلك يعتمد المترجم على التفسيرات قبل الترجمة كمحاولة لتقابر المعاني التي عجز اللغات من الصمود اما اللغة العربية .

    والله أعلم .

  10. افتراضي

    صحيح البخاري يشهد يتحريف القرآن

    ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏حدثني ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏صالح ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال :


    ‏كنت أقرئ رجالا من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏منهم ‏ ‏عبد الرحمن بن عوف ‏ ‏فبينما أنا في منزله ‏ ‏بمنى ‏ ‏وهو عند ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏في آخر حجة حجها إذ رجع إلي ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات ‏ ‏عمر ‏ ‏لقد بايعت ‏ ‏فلانا ‏ ‏فوالله ما كانت بيعة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏إلا فلتة فتمت فغضب ‏ ‏عمر ‏ ‏ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم قال ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع ‏ ‏رعاع ‏ ‏الناس ‏ ‏وغوغاءهم ‏ ‏فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل ‏ ‏مطير ‏ ‏وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم ‏ ‏المدينة ‏ ‏فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏قال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فقدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين ‏ ‏زاغت ‏ ‏الشمس حتى أجد ‏ ‏سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فلما رأيته مقبلا قلت ‏ ‏لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله فجلس ‏ ‏عمر ‏ ‏على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به ‏ ‏راحلته ‏ ‏ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو ‏ ‏الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا ‏ ‏تطروني ‏ ‏كما ‏ ‏أطري ‏ ‏عيسى ابن مريم ‏ ‏وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات ‏ ‏عمر ‏ ‏بايعت ‏ ‏فلانا ‏ ‏فلا ‏ ‏يغترن ‏ ‏امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه ‏ ‏تغرة ‏ ‏أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن ‏ ‏الأنصار ‏ ‏خالفونا واجتمعوا بأسرهم في ‏ ‏سقيفة ‏ ‏بني ساعدة ‏ ‏وخالف عنا ‏ ‏علي ‏ ‏والزبير ‏ ‏ومن معهما واجتمع ‏ ‏المهاجرون ‏ ‏إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏فقلت ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم ‏ ‏رجلان ‏ ‏صالحان فذكرا ما ‏ ‏تمالأ ‏ ‏عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في ‏ ‏سقيفة ‏ ‏بني ساعدة ‏ ‏فإذا رجل ‏ ‏مزمل ‏ ‏بين ‏ ‏ظهرانيهم ‏ ‏فقلت من هذا فقالوا هذا ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏فقلت ما له قالوا ‏ ‏يوعك ‏ ‏فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏رهط وقد دفت ‏ ‏دافة ‏ ‏من قومكم فإذا هم يريدون أن ‏ ‏يختزلونا ‏ ‏من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏على ‏ ‏رسلك ‏ ‏فكرهت أن أغضبه فتكلم ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من ‏ ‏قريش ‏ ‏هم أوسط ‏ ‏العرب ‏ ‏نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد ‏ ‏أبي عبيدة بن الجراح ‏ ‏وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أنا ‏ ‏جذيلها ‏ ‏المحكك ‏ ‏وعذيقها ‏ ‏المرجب ‏ ‏منا أمير ومنكم أمير يا معشر ‏ ‏قريش ‏ ‏فكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏وارتفعت الأصوات حتى فرقت من ‏ ‏الاختلاف فقلت ابسط يدك يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏فبسط يده فبايعته وبايعه ‏ ‏المهاجرون ‏ ‏ثم بايعته ‏ ‏الأنصار ‏ ‏ونزونا ‏ ‏على ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏فقال قائل منهم قتلتم ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏فقلت قتل الله ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏قال ‏ ‏عمر ‏ ‏وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه ‏ ‏تغرة ‏ ‏أن يقتلا
    الرد على هذه المطاعن :- الرد على هذا الكلام :

    أرى أن هذا الموضوع بنسبة 75% منه مكرر حشو كلام ككلام الجهلة .

    كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لصحابته، ويواسيهم ويزور مريضهم، ويتبع جنائزهم، ويسعى في حاجاتهم ويصلح بين المتخاصمين منهم، ويحوطهم كما يحـوط الأب أبناءه وأعظم. كيف وهو في الكتاب أولى بكل مؤمن من نفسه وهو أب لهم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} (الأحزاب:6) وهو أب لهم – قراءة

    أكرر :{{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} (الأحزاب:6) وهو أب لهم – قراءة} ، وكل ما جئت به رده مكرر ((الصحابة كانت تقرأ بعض آيات القرآن بشرحها او بطريقة المقصود منها ، وهذا لا يعتد من القرآن ذاته ، فهل نأخذ القرآن من ابن عباس أو غيره أم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ياعزيزي أكرر لك (نحن نتحدث عن القرآن الكريم وليس عن كتابك الجنسي الذي يقول : صرة المرّ حبيبي لي . بين ثديي يبيت)) ... وأكرر : إن القرآن يُثبت بالتواتر وليس بالآحاد .


    (فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها)

    وأين شرط التواتر يا مقدسي ؟! ويكفينا أقواله السابقة

    قال عنه علي رضي الله عنه: "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر فهو أول من جمع ما بين اللوحين"
    فقد وروي سيدنا علي كرم الله وجهه قال: "لو وليّت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان" راجع البرهان للزركشي 1: 302

    وقد جاء عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بآية الرجم حيث قال : قلت : يا رسول الله أكتبني آية الرجم , قال لا أستطيع ", وقال عمر : لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أكتبها ؟ فكأنه كره ذلك.

    وهذه هي آية الرجم .

    { وَٱللاَّتِي يَأْتِينَ ٱلْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }
    [النساء15]

    قال رسول الله وقد فسر السبيل بقوله : " خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام " ولما فسر الرسول صلى الله عليه وسلم السبيل بذلك وجب القطع بصحته ، وأيضا: له وجه في اللغة فان المخلص من الشيء هو سبيل له ، سواء كان أخف أو أثقل ....الرازي .

    وإن قيل أن هذه الآية للفاحشة هل تعتبر واقعة الزنا ام السحاق ؟؟ نقول :

    صدقت

    ولكن عندما جاء السؤال بقول : انكم تفسرون قوله: { أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } بالحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام: " قد جعل الله لهن سبيلا البكر تجلد والثيب ترجم " وهذا بعيد، لأن هذا السبيل عليها لا لها، فان الرجم لا شك أنه أغلظ من الحبس.

    والجواب: أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر السبيل بذلك فقال: " خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام " ولما فسر الرسول صلى الله عليه وسلم السبيل بذلك وجب القطع بصحته، وأيضا: له وجه في اللغة فان المخلص من الشيء هو سبيل له، سواء كان أخف أو أثقل.

    وهذا ما جاء بتفسير الإمام الرازي .


    وقال الإمام ابن عطية :

    { الفاحشة } في هذا الموضع: الزنا، وكل معصية فاحشة

    (ففساد القوة الشهوانية هو الزنا واللواط والسحق وما أشبهها، وأخس هذه القوى الثلاثة : القوة الشهوانية، فلا جرم كان فسادها أخس أنواع الفساد، فلهذا السبب خص هذا العمل بالفاحشة والله أعلم بمراده ... الرزاي)

    قال القاضي أبو محمد: وكانت هذه أول عقوبات الزناة - الإمساك في البيوت، قال عبادة بن الصامت والحسن ومجاهد: حتى نسخ بالأذى الذي بعده, ثم نسخ ذلك بآية النور وبالرجم في الثيب ..

    والمعلوم أنهم قالوا أن تشريع الرجم نزل بآية ، ولكن هناك من الصحابة ليس لديهم المعرفة في التفرقة بين الحديث والآية لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى .

    لذلك اعتقد البعض منهم أن هناك آية للرجم نزلت فنُسخت ، ولكن تشريع الرجم هو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته سابقاً وليس بآية ... ولكن التشريع جاء من تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً

    والله أعلم .

    الأزهر يتلاعب بترجمة القرآن



    سورة الكهف آية 86
    حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة
    ووجد عندها قوما قلنا يذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا


    لنرى كيف ترجموها
    "At Sunset he reached a place where he watched the sun setting on the horizon and it seemed to him that it was setting into a muddy river bank. So he went there and found people there. We said ;O Zul-Qarnain! you either punish them or do good for them"

    المصدر
    The Glorious Qur"an
    Translated by Dr. Ahmad Zidan
    published by Islamic Home Publishing & Distribution
    معتمد من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يوم 1 فبرير عام 1992 .ختم الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة

    ترجموها:
    رأى الشمس تغرب فى الكون فتهيأ له أنها تنزل على ضفة النهر الطينية


    هل يدارون على فضيحة القرآن الذى يقول ان الشمس تغرب فى بئر طين؟

    الرد على هذا المطعن :- يقول المقدسي عابد الصليب :



    اقتباس



    سورة الكهف آية 86
    حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة
    ووجد عندها قوما قلنا يذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا


    لنرى كيف ترجموها
    "At Sunset he reached a place where he watched the sun setting on the horizon and it seemed to him that it was setting into a muddy river bank. So he went there and found people there. We said ;O Zul-Qarnain! you either punish them or do good for them"

    المصدر
    The Glorious Qur"an
    Translated by Dr. Ahmad Zidan
    published by Islamic Home Publishing & Distribution
    معتمد من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يوم 1 فبرير عام 1992 .ختم الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة


    ترجموها:
    رأى الشمس تغرب فى الكون فتهيأ له أنها تنزل على ضفة النهر الطينية

    هل يدارون على فضيحة القرآن الذى يقول ان الشمس تغرب فى بئر طين؟


    الرد على هذا الكلام :

    واللهِ الفضيحة هي انك تتحدث بجهالة .

    قال الشعراوي : { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ.. } [الكهف: 86] أي: في عين فيها ماء. وقلنا: إن الحمأ المسنون هو الطين الذي اسودّ لكثرة وجوده في الماء. وفي تحقيق هذه المسألة قال عالم الهند أبو الكلام آزاد، ووافقه فضيلة المرحوم الشيخ عبد الجليل عيسى، قال: عند موضع يسمى (أزمير).

    قال الكاشف : أي في عين ماء ذي طين وحمإ أسود .
    قال الطربسي : والعين الحمئة هي ذات الحمأة وهي الطين الأسود المنتن والحامية الحارة

    وهذا يعني أن (الطين الأسود) لا يتوفر في مياه البحر ... بل في أجزاء أخرى مثل المياة الراكدة .. وهذه المياه موجودة في دائرة الأفق لذلك نجده في الترجمة يقول : (the sun setting on the horizon and it) .... فهو لم يكتفي بقوله (horizon) بل قال (the horizon and it) ... إذن هو هنا أعطى جميع احتمالات الرؤية .. وهذا أمر كافي لما تمتلكه اللغة الإنجليزية في هذا الشأن وإلا فأتي أنت لنا بالترجمة الصحيحة لـ (عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ؟ بدلاً من السفسطة والممارة وكأنك خبير عالمي .


    وفي النهاية أقول : أحذروا فالأرض تتنكر لمن آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فعاد نصرانياً، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم، فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه) [رواه البخاري: 3617].


    حتى الحيوانات تنتقم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول من أجل تنصيرهم وقد مكن لهم الطاغية هولاكو طريق الدعوة بسبب زوجته الصليبية "ظفر خاتون" وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير، عقد لسبب تنصر أحد أمراء المغول، فجعل واحد منهم يتنقص النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسبه وكان هناك كلب صيد مربوط فلما أكثر الصليبي الخبيث من ذلك زمجر الكلب ووثب عليه فخمشه فخلصوه منه بعد جهد، فقال بعض من حضر هذا بكلامك في حق محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كلا، بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه، ثم عاد إلى ما كان فيه من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- فأطال، فوثب الكلب مرة أخرى على عنق الصلبي وقلع زوره فمات من حينه، فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغول. [الدرر الكامنة لابن حجر: 3/ 202].

    نحن نناقشهم بالعقل وبالمنطق ، فالقرآن نزل بأسلوب عربي ، وتحدى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان وأصحاب التعبير الجميل والأداء الرائع ، ونزل في قريش التي جمعت في لغتها كل لغات القبائل العربية فجاء القرآن ليتحدى العرب العرباء ويحاضر البلغاء والفصحاء والشعراء بآياته، و لقد خرج منهم صناديد كذبوا محمداً ، وكفروا بدعوته وكل ذي بصيرة يعلم من التاريخ في سيرة النبي في حواره مع قريش اعداء الإسلام في أساليب القرآن وتحديه لهم: جادلوا النبي عليه الصلاة والسلام في كل جليلة وحقيرة لا يفوتون فرصة قامت لهم في هذا الميدان.... فكيف تُتلى عليهم ألفاظ وكلمات غريبة قد يتخذوا منها طريق لهدم الإسلام في بدايته ولا يتحركون ويستسلمون؟!. فمن جمال لغة القرآن قال فيه ألد أعدائه - الوليد بن المغيرة - عندما أرد هو ونفر من قريش أن يطيحوا بالرسول بأن يقولوا أنه مجنون أو شاعر: ((والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق، وإنه ليعلوا وما يعلى عليه، وما أنتم بقائلين من قولكم ذلك شيئاً إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا: ساحر جاء بقول هو سحر، ويفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وعشيرته)). وهذا الشاعر كعب بن الشرف اليهودي وهو رجل من نبهان من طيء الذي كان يؤذي رسول الله بشعره وسعيه ويحرض العرب عليه ... فهل نقل عنهم أنهم عارضوا أي كلمة أو لفظ أو آية ؟! هل عجز أن يلفت نظر القريشيين بأن رسول الله أقتبس القرآن من هنا أو هناك ؟ فهل سمعنا منهم مَنْ يقول هذا أو ذاك ؟ واللهِ لو كان فيها مطعن ما تركوه ، بل لماذا اعتنقوا دينَ الإسلام ، وآمن بالقرآن الملايينُ المُمَلْيَنَةُ من أهل الكتاب دون أن تمنعهم شبهة لستوقفهم مجرد استيقاف، وفيهم الحاخامات والقساوسة والعلماء والفلاسفة والمفكرون والأدباء والفنانون والساسة والمؤرخون من كل جنس ولون، ومن كل العصور والبيئات؟ ولكن للأسف الآن ونحن في الألفية الثالثة ما زال هناك من هم أجهل من الجهالة بالمقارنة بعصر الجاهلية الذين كانوا هم أهل الفصاحة والبلاغة ولو كان بيننا الآن منهم فرد واحد لسخر من الإدعاءات التافة التي توجه للقرآن والسيرة من منطلق الحقد والغل والكراهية.

    صدق قول الحق سبحانه :
    مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ
    [البقرة105]

  11. افتراضي

    هذه تقريباً كل الردود على هذا الموضوع تركت بعضها لأنه الأخ الكريم صاحب الموضوع الأصلي ذكر في بعض الأجزاء أن الشيعة يقرون أن القرآن الكريم غير محرف ولعل هذا خطأ غير مقصود منه بارك الله فيه وهذا رابط الموضوع الأصلي أنا نقلت منه للفائدة بارك الله فيكم http://www.ebnmaryam.com/vb/t16442.html

  12. افتراضي

    لا تنسونا من صالح دعائكم بارك الله في الجميع

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء