بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
==ملخص تاريخ اليهود في فلسطين ==
كثيرا ما نتساءل عن تاريخ اليهود في فلسطين وعن حقيقة وجودهم في هذه الأرض المباركة
هل كانوا موجودين فعلا، كيف كانت أخلاقهم، وكيف كان الكذب والنفاق لعبتهم على مر الزمن ،،
فإليكم حكاية الأرض المقدسة، أرض العرب والمسلمين ،، حكاية فلسطين
هاجر العرب القدماء من اليمن واستقروا في الأراضي العربية، وكان منهم " الكنعانيون" وهم أول من سكن فلسطين
وسميت فلسطين بأرض كنعان نسبة إليهم كما ورد في التوراة والإنجيل ولأن فلسطين أرض الأنبياء هاجر إليها يعقوب
عليه السلام (إسرائيل) وعاش فترة من الزمن إلى أن أصبح ابنه يوسف عليه السلام عزيزا لمصر فاستدعاه وعاد إلى مصر. هذا هو سيدنا يعقوب الذي ينسب الصهاينة اليوم أنفسهم إليه وحاشا لهم ذلك.
الهجرة الثانية لبني إسرائيل كانت في عهد موسى عليه السلام، وإليكم القصة
سار موسى بمن آمن من قومه من بني إسرائيل باتجاه فلسطين هربا من بطش فرعون، فأنجاهم الله وأغرق فرعون في البحر كما ورد في القصة الشهيرة في القرآن الكريم ثم استبق موسى قومَه لمناجاة ربِّه وغاب عنهم أربعين يوميا، ولما عاد إليهم وجدهم يعبدون عجلا ! فأمرهم الله أن يقتلوا
أنفسهم ليتوب عليهم ثم اختار موسى منهم أفضل سبعين رجلا ليعتذروا لربهم فقالوا: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" فأماتهم الله ثم أحياهم لعلهم يشكرون ولما وصل بهم موسى عليه السلام أبواب بيت المقدس " قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون "
وبعدها : " قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" (المائدة 24) ..
هؤلاء هم من يزعمون أحقيتهم بها الآن، فعاقبهم الله وحرم عليهم دخولها أربعين سنة يتيهون في الأرض.
أثناء فترة التيه حدثت معهم قصة البقرة التي ُمروا بذبحها فأخذوا يعيدون السؤال تلو السؤال إمعانا في العناد وعدم تنفيذ أوامر الله خرجوا من التيه بعد 40 سنة وذهب بهم نبيهم باتجاه أريحا وحدثت بينهم وبين العمالقة الكنعانيين معركة في يوم الجمعة
فتوقفت الشمس في مكانها إلى أن حسمت المعركة وانتصر اليهود، وهكذا رأوا معجزة جديدة أمام أعينهم.
ثم أمرهم نبيهم أن يدخلوا القرية_ يقال هي أريحا ويأكلوا من حيث شاؤوا شرط أن يقولوا "حِطّة" أي ربنا حط عنا خطايانا واغفر لنا، فدخلوها وهم يقولون "حنطة" استكبارا على أوامر الله ، ولما أمرهم أن يدخلوا الباب سجّدا ركع بعضهم واستدار ودخل القرية بمؤخرته رافعا رأسه، فتأمل هذا الشعب المعاند الكافر !!
وبقي اليهود في فلسطين وعاصمتهم أريحا وأرسل الله لهم الأنبياء، يقول صلى الله عليه وسلم: "كلما مات نبي قام نبي" ، وظلوا يعاندون ويكفرون ويقتلون أنبياءهم فأنزل الله عليهم عذابه وغضبه.
ثم تمكن منهم الكنعانيون وسلطوا عليهم ألوانا من العذاب والذل وحَكَم بيت المقدس الملك الكنعاني(جالوت)،
فطلب بنو إسرائيل من نبيهم أن يجعل لهم مَلِكا يحقق لهم النصر ، فاختار الله لهم ملكا هو طالوت، فما كان منهم إلا أن كفروا وعاندوا من جديد ولم يخرج معه للقتال سوى فئة قليلة ممن آمنوا. وفي الطريق مروا بنهر فنهاهم ملكهم طالوت عن الشرب منه ، وكان ذلك ليختبر صدقهم وعزيمتهم، وأخبرهم أن من يشرب من هذا النهر فليس مني.. فشربوا منه إلا قليلا منهم.
وهكذا لم يبق معه سوى فئة قليلة جدا لتواجه العمالقة فقالت: " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئةٍ قليلةٍ غلبَتْ فئةً كثيرة بإذنِ اللهِ واللهُ معَ الصابرين" (البقرة 249) ..
ثبتت مع طالوت فئة قليلة جدا ولم يتجرأ منهم لقتال جالوت إلا شاب صغير في السادسة عشرة من عمره هو داود عليه السلام وكان من القلة المؤمنة ، فقتل داودُ جالوتَ بضربة مقلاع به حجر فكان النصر لهم على يد نبي الله داود.
أصبح الحكم بعدها لداود عليه السلام ، حكم فلسطين وعاصمته القدس وبقي الساحل للكنعانيين وجاء بعده سليمان عليه السلام وسخر الله له قوى الطبيعة من الريح والجن والطير.
جدد سليمان بناء المسجد الأقصى ولم يبن هيكلا وإنما جاءت هذه الكلمة من كتب بني إسرائيل المحرفة،
وبعد وفاته عليه السلام تمزقت دولته بين أولاده ولم تدم فترة حكم داود وسليمان أكثر من 90 سنة.
بعد ذلك بعث الله إلى بني إسرائيل زكريا ويحيى فقتلوهما وحاولوا قتل عيسى عليه السلام فأنجاه الله من مكرهم.
إن القبائل العربية سكنت فلسطين قبل بني إسرائيل بـ 1600 عام ، ولم يستقر بنو إسرائيل في القدس سوى 90 سنة هي فترة حكم داود وسليمان عليهما السلام.
كانت فلسطين أرض الأنبياء عليهم السلام، بما فيهم أنبياء بني إسرائيل، فقوبِلوا بالتكذيب والإيذاء الشديد من بني إسرائيل الذين قتلوا الأنبياء واستَكبروا على أوامر الله وما آمن منهم إلا قليل.
المرجع الرئيسي: فلسطين التاريخ المصور. د. طارق السويدان