صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 39

الموضوع: شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي

  1. #16

    افتراضي

    إذن لابد
    يا رعاك الله
    من الاجتهاد في الدعوة
    إلى الله سبحانه وتعالى


    ولكن لا يمكن أن تدعو إلا بعلم
    ،
    وهذه قضية تحتاج إلى تفصيل

    بعض الناس يقول كيف أدعو وأنا جاهل
    ،

    وبعض الناس يقول أنا أتصدر للدعوة
    ولو كنت ما حصلت علماً
    ؛
    لأن الدعوة أمر واجب
    ،

    والحق هو في التفصيل

    أما التصدي للدعوة فإنه يلزمه تحصيل قدر من العلم
    يُمكن لهذا التصدر الذي يتصدر للدعوة
    ويجلس لعامة الناس ويوجه ويتكلم وربما أفتى
    هذا لابد أن
    يجلس للعلم ويتعلم أولاً.






    أما الدعوة بمعنى أنه علم شيء من الدين
    فعليه أن يبلغه
    ف
    هذا لا يحتاج أن يصل فيه إلى درجة عالم ومجتهد
    حتى يصل إليه

    قال صلى الله عليه وسلم:

    «بلغوا عنى ولو آية»


    آية تعلَّمها وهذا الشرط أنك ما تدعو إلى آية تجهلها
    ،
    لابد أن تكون تعلمها،
    تعلمت لا إله إلا الله ومعناها وشروطها ونواقضها

    إذن لابد
    أن تُعلِّم هذا الأمر
    لابد أن تدعو إليه،
    ولو كنت جاهلاً في تفاصيل أخرى

    تعلمت كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم
    تعلمت أحكام نواقض الطهارة
    تعلمت صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم
    وهكذا في أمور أخرى

    هذا القدر أدعو إليه
    ولا تدعو إلى قدر أنت فيه جاهل

    بلغوا عني ولو آية

    كما قال صلى الله عليه وسلم.


  2. #17

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة

    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************

    الأمر الرابع قال:

    (الرابعة:
    الصبر على الأذى فيه)

    العلم لابد فيه من الصبر
    والعمل لابد فيه من الصبر،
    والدعوة لابد فيها من الصبر،

    إذن الصبر زاد محرك معين على تحقيق الأمور التي سلفت،
    لا يمكن أن تعلم أو تتعلم حتى تكون صابراً

    وهذه ميزة يفرق بها بين طالب العلم وغيره
    ميزة طالب العلم على غيره أن عنده صبر وعنده جَلَد

    ولذلك يصبر على التعلم حتى يحوز قدر كبير منه،

    كذلك العمل يحتاج إلى صبر

    يحتاج إلى صبر أولاً في تعلمه

    وثانياً في تطبيقه وأدائه على الوجه المطلوب،
    وليس أن يؤديه كيف ما أتفق
    أو كأنه همٌّ على ظهره يريد أن يتخلص منه
    يحتاج هذا الأمر إلى صبر،

    ثم يحتاج ثالثاً إلى صبر عن الوقوع فيما يفسده


  3. #18

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************

    الآن هذا عمل طاعة
    وأداها كما جاء في سنة النبي
    صلى الله عليه وسلم

    إذن هو الآن قد حاز قدراً من الربح،
    هذا الربح يحتاج إلى أن تحافظ عليه،

    كيف تحافظ عليه ؟

    أن لا تأتي بعده بما ينقص هذا الربح
    يعني ينقص هذا الأجر
    بمعنى أن لا يأتي بمعاصي تذهب أو تضعف الثواب،

    وهذا من الأمور التي قلَّ أن يتنبه إليها الناس
    فإنه كما أن الحسنات لها أثر على السيئات تكفيراً
    فكذلك السيئات لها أثر على الحسنات إحباطاً،

    انتبه لهذه القاعدة،

    كما أن للحسنات تأثير في السيئات تكفيراً
    فكذلك للسيئات في الحسنات تأثيراً إحباطاً
    ،

    كما أن الحسنة المتأخرة تؤثر في تكفير السيئة المتقدمة
    فالعكس أيضاً صحيح،
    كذلك السيئة المتأخرة قد تؤثر
    في حبوط أو إنقاص أجر حسنة متقدمة،





    ولذا أمر الله عز وجل بالحفاظ على الأعمال

    فقال:

    ( ولا تبطلوا أعمالكم )

    قال السلف رحمهم الله :

    بالمعاصي
    ،

    فالمعاصي قد تكون سبب في إبطال الثواب
    أو إنقاص الأجر

    إذن هذا يحتاج إلى صبر،

    يحتاج أيضاً إلى صبر رابع

    وهو الصبر على كتمان العمل

    هذا أمر يحتاج إلى حبس وإلى مجاهدة للنفس.




    بعض الناس يجتهد في العمل الصالح ويؤديه
    ولكن لا يصبر على كتمانه
    ،

    بل يحرص على أن يشيع أنه قد عمل
    وهذا الذي يؤدي إلى إضعاف الثواب أو إبطاله
    ،

    هذا من التسميع ومن سمَّع سمَّع الله به

    كما قال صلى الله عليه وسلم

    يعمل يقوم الليل مثلاً
    فإذا أصبح يريد أن يتطلع إلى أن يجد فرصة ليخبر زميله
    أنه قد قام الليل بالأمس

    أو يتصدق سراً
    ولكنه عند أدنى مناسبة
    تجد
    أنه يشير إلى أنه بالأمس قد تصدق

    مع أن المسلم ينبغي عليه
    كما أنه يحرص على كتمان سيئاته وعدم إشاعتها
    الذي ينبغي في حقه أيضاً
    أن يحرص على كتمان حسنته


    فشتان بين الديوانين ديوان العلا
    نية وديوان السر،
    ا
    حرص على أن تكون حسناتك في ديوان السر ما استطعت،
    إلا أن يكون هذا العمل مما أمر الله عز وجل بإعلانه
    كصلاة الجماعة أو الحج مثلاً.



  4. #19

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    إذن هذا هو الأمر الذي يجب عليك أن تتنبه له
    الصبر على العلم،
    الصبر على العمل،
    الصبر على الدعوة إلى الله عز وجل،
    الصبر على تعليم الناس،
    الصبر على الأمر بالمعروف،
    الصبر على النهي عن المنكر،

    وهذا لابد منه
    لا يمكن أن تأتي بما أمر الله عز وجل عليك
    من الدعوة والبيان والبلاغ
    والأمر والنهي
    إلا إذا تسلحت بالصبر
    ،




    ولذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر العظيم
    فقال:
    ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )

    لا يمكن للداعية وأعلى درجات الدعاة على الإطلاق
    هم أنبياء الله ورسله
    وصفوتهم هم أولوا العزم الخمسة الرسل الكرام
    عليهم الصلاة والسلام

    هؤلاء كانوا أهل صبر عظيم ولذا سموا أولي العزم
    ،

    إذن لا يمكن أن تقوم بهذا الواجب
    و
    هو الدعوة والأمر والنهي
    إلا إذا تسلحت بالصبر

    فإن الأمر لا يخلو من مشقة
    ولا يخلو من مشاغبة
    ولا يخلو من مضايقة

    ولا يمكن أن يكون الطريق كما يقال مفروشاً بالورد
    بل لابد من شوك
    ويتحمله الإنسان في ذات الله تبارك وتعالى

    فيصبر ويصابر
    ويبالغ أيضاً
    في حبس النفس
    ع
    ن فعل ما لا ينبغي
    حتى يحقق ما أمر الله عز وجل
    ويفوز بما أوجب سبحانه وتعالى




    وما أحسن ما قال صلى الله عليه وسلم :

    «وما أُعطي أحد عطاء خيراً
    وأوسع من الصبر
    »


    خير ما تُعطاه يا عبد الله
    أن يرزقك الله عز وجل الصبر

    صبر على طاعة الله،
    صبر عن معصية الله،
    صبر على أقدار الله المؤلمة،

    هذه أنواع الصبر التي أوجب الله تبارك وتعالى

    أوجبها الله على عباده.

  5. #20

    افتراضي

    فائدة :

    لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته

    ينفي عن دين الله

    تحريف الغالين

    وانتحال المُبطلين

    وتأويل الضالين،



    وأيضًا فإن الشبهات

    ستأخذ في طريقها من تأخذ



    مَن أراد الله إضلاله لزيغان قلبه،


    (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم).


    (ومن يُرِد الله فتنته
    فلن تملك له من الله شيئًا).
    ---
    إذا استقر ذلك في قلبك

    وعرفت جادة أهل السنة وطريقتهم،



    فاعلم أن هناك محكمات
    في مسألة الاستغاثة بغير الله

    ودعاء الأموات:


    ١- أنّ الله-تعالى- قد أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى أقوام مشركين،
    ودعاهم إلى التوحيد،


    وكان عامة هؤلاء المشركين

    يؤمنون أن الخلق والرزق والملك والتدبير والإجارة؛

    كل ذلك بيد الله،


    وأنهم عندما يطلبون منهم فهم
    يعتقدون أنهم شفعاء عند الله،
    وما يدعونهم إلا ليقربوهم من الله زُلفى.


    (وهذا الأصل المُحكم لا ينبغي التزعزع عنه ولا تجاوزه؛
    فهو وحده وبالتركيز عليه

    كفيل بإسقاط

    جميع شبهات القبوريين،



    ولأجل ذلك فلن تجدهم يذكرونه إلا عرضًا

    ولا يردون عليه إلا من طرف خفي
    ويذكرون أسبابًا أخرى لكفر المشركين

    هاربين من مناقشة أصل القضية،
    ثم يذهبون ويطوّلون في ذكر شبهاتهم).


    ٢- أن المشركين رغم ذلك قد
    حكم الله بشركهم
    ولم تُقبل منهم حجتهم الداحضة وشبهتهم الساقطة
    التي هي عين وأس شبهات القبوريين،


    أنهم ما يطلبون من الأموات

    إلا لأنهم أقرب إلى الله منهم


    فيطلبون منهم ليطلبوا هم من الله،
    وهم بذلك ينقضون الغرض الأساسي

    الذي بعث به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.


    ٣- أن أولئك المشركين ما كانوا يدعون الأصنام فقط،
    بل كان بعضهم يدعون الملائكة والمسيح وأمه،

    وودّا ويغوث ويعوق ونسرًا،

    وهؤلاء كانوا رجالا صالحين في قوم نوح،
    وكانوا يدعونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى،

    ويتخذون نفس الحجة؛

    حجة أنهم شفعاء ووسائط عند الله،
    ومع ذلك فقد حكم الله بشركهم وكفرهم.


    ٤- المحكم أيضًا-وهذا مهم لعامة المسلمين-
    أن الصحابة رضوان الله عليهم
    لم يثبت عن واحد منهم قطُّ
    أنه ذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ليستغيث به
    ويطلب منه تفريج الكرب
    وإزالة الهم والإجارة من النار



    عياذًا بالله
    وحاشا مقامهم العالي
    أن يقعوا في هذا الكفر والشرك.


    لم يذهبوا إلى قبره لطلب ذلك،

    كلا

    ولا دعوه من بعيد.


    وهذا ينفع العامة أن تردهم في كل أصل من أصول دينهم

    إلى الرعيل الأول،

    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتم.



    الشيخ أحمد الغريب
    جزاه الله تعالى خير الجزاء





    https://www.facebook.com/permalink.p...2&id=623907181

  6. #21

    افتراضي



    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    قال رحمه الله -:

    (والدليل قوله تعالى :

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    { وَالْعَصْرِ

    إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ

    إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
    وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
    وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
    }

    هذه السورة العظيمة الكلام فيها كثير
    والفوائد المستفادة منها جمة

    ولاحظ أولاً أن الشيخ يقول : والدليل قوله تعالى

    يعلمنا أن لا نقبل شيء إلا بماذا
    إلا بدليله

    تعوَّد في أمور دينك على أن لا تأخذ الشيء إلا مدعوماً
    بماذا
    بالدليل

    لأن الله عز وجل أمرك بهذا
    ما أمرك باتباع أي شيء

    ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
    وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
    )

    هذا الذي أوجبه الله عليك،

    ما أمر الله عز وجل باتباع كلام الناس واتباع عقولهم
    واتباع عوائدهم،
    إنما أمر الله باتباع ما نزل من السماء
    ما نزل من عنده تبارك وتعالى على أنبيائه ورسله،
    وقاموا بدعوة الناس إليه

    ونبينا الذي أمرنا الله باتِّباعه
    هو النبي محمد
    صلى الله عليه وسلم.




    إذن لابد من الدليل في كل صغير وكبير

    إذا قيل لك هذه سنة هذا أمر محبوب
    هذا أمر يحبه الله أنت مثاب إذا فعلته

    قل مباشرة الدليل

    إن كان هناك دليل فعلى الرأس وعلى العين
    وإن لم يكن هناك دليل
    فقل لا حاجة لي به،

    لابد أن يكون هناك دليل
    في كل خطوة تخطوها في طريق عبوديتك
    وطريق وصولك إلى الله تبارك وتعالى وإلى رحمته،

    لابد أن تكون طلَّاباً للدليل





  7. #22

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    قال والدليل قوله تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (
    وَالْعَصْرِ )

    أقسم الله تبارك وتعالى بالعصر

    واختلف المفسرون اختلافا طويلاً في تفسير كلمة العصر هنا

    قيل إن العصر هو الدهر يعني الزمان،

    وقيل إن العصر هو وقت العصر

    وقيل إن العصر هو صلاة العصر
    إلى آخر ما قيل

    والصواب في هذا والله تعالى أعلم
    أن العصر هو الزمان يعني الدهر

    أقسم الله تبارك وتعالى به تفخيماً لأمره
    لما لأنه هو محل النجاة أو الخسارة

    الوقت من أعظم النعم التي
    أنعم الله عز وجل بها عليك

    لأنك إذا استثمرته فإنك تكون من أهل النجاة

    وإلا تكون من أهل الخسارة.




    ولاحظ يا رعاك الله
    أن الله عز وجل أقسم بالعصر وهو مخلوق
    والله عز وجل له أن يقسم بما شاء من خلقه
    تعظيماً لهذا المخلوق

    الله عز وجل إذا أقسم بمخلوق كالعصر
    كالسماء ذات البروج،
    كالسماء والطارق إلى غير ذلك
    فإن الله عز وجل له أن يقسم من خلقه بما يشاء

    ولكن المخلوق ليس له أن يحلف أو يقسم
    إلا بالله تبارك وتعالى

    لما في الصحيحين

    من قوله صلى الله عليه وسلم:

    «من كان حالفاً فليحلف بالله
    أو ليصمت
    ».




    إذا أردت الحلف
    عندك طريق واحدة فقط
    أن تحلف بالله أو لا
    تحلف،

    ليس في الإسلام حلف إلا
    بالعظيم تبارك وتعالى
    ،

    وأما سواه فلا يجوز الحلف به،

    بل الحلف بغيره تبارك وتعالى شرك بالله
    ،

    قال صلى الله عليه وسلم
    فيما خرج أحمد وغيره بإسناد صحيح

    «من حلف بغير الله
    فقد كفر أو أشرك
    »

    إذن لا يجوز الحلف إلا بالله تبارك وتعالى.





  8. #23

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************




    قال( وَالْعَصْرِ )

    ما جواب القسم،

    ( إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )

    الإنسان هنا المراد به جنس الإنسان
    يعني كأنه قال إن الناس لفي خسر

    بدليل الدليل على أنه أراد جنس الإنسان
    يعني جميع الناس أنه استثن
    ى

    فقال
    ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )

    الاستثناء كما يقولون معيار العموم،

    إذن الناس كلهم حكم الله عز وجل أنه في خسارة

    وصدق الله
    الناس كلهم في خسارة
    باستثناء من سم
    ى الله عز وجل وذكر

    والخسارة نوعان

    قد تكون خسارة مطلقة
    وهذه للكفار

    ع
    افاني الله وإياكم منها

    الذين خسروا أنفسهم وأهلهم يوم القيامة

    نسال الله عز وجل العافية
    من حالهم

    هؤلاء لهم الخسارة المطلقة.




    وهناك خسارة جزئية خسارة نسبية

    وهي خسارة العصاة خسارة أهل الكبائر
    الذين ما تاب الله عز وجل عليهم
    وما غفر الله تبارك وتعالى لهم،

    فإن هؤلاء لهم خسارة
    ولكن ليست خسارة مطلقة

    لأنهم إن لم يعفو الله عز وجل عنهم
    فإنهم سيعذبون
    وسينالهم من غضب الله عز وجل وناره

    ع
    افاني الله عز وجل وإياكم

    فقد تحقق في حقهم أن لهم خسارة
    لكن ليست خسارة تامة أو خسارة مطلقة.



    ثم استثنى الله عز وجل
    استثن
    ى من؟
    استثن
    ى أهل المسائل الأربع السابقة،

    إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات
    وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
    ،

    هؤلاء الذي حققوا الأمور الأربعة
    أو هذه الأمور الأربعة تقابل المسائل الأربعة السابقة،

    العلم يقابله الإيمان لماذا؟

    قال العلماء لأن الإيمان مستلزم للعلم

    يعني العلم لازمه الإيمان

    فذكر سبحانه وتعالى المستلزم وهو الإيمان
    ؛

    لأنه لا يمكن أن يكون هناك
    إيمان ألبتة إلا بعلم،

    كيف يمكن أن تعبد الله عز وجل
    إذا كنت لا تعلم هذا المعبود


    إذا كنت لا تعلم الرسالة ولا تعلم الرسول
    ولا تعلم تفاصيل هذا الدين
    إذن لا يمكن أن تكون مؤمناً
    إلا بقدر من العلم

    إذن العلم لازمه الإيمان.


  9. #24

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    إذن أشار سبحانه وتعالى إلى هذه المسألة الأولى
    بقوله:
    (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)

    المسألة الأولى ما هي ؟

    العلم

    يقابلها في الآية
    (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)

    بأي دلالة؟

    قال العلماء بدلالة اللزوم،

    (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)
    ثم قال: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

    هذه هي المسألة الثانية وهي العمل به
    العمل بالعلم

    ثم قال:
    (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)
    التواصي بالحق هو المسألة الثالثة
    وهي الدعوة إليه.




    الأمر الرابع (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)

    المسألة الرابعة وهي الصبر على الأذى فيه

    ولاحظ معي أن المذكور في هذه السورة العظيمة
    فيه ذكر عموم وخصوص

    قال:
    (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

    مع أن الإيمان في الشريعة يتضمن العمل الصالح
    الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء

    أن الإيمان مكون من ثلاثة أمور،
    من اعتقا
    دٍ قلبي
    ومن قو
    لٍ لساني
    ومن عم
    لٍ بالجوارح،






    كيف هنا يقول (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
    والعطف يقتضي المغايرة ؟

    الجواب
    أن العطف لا يقتضي المغايرة في كل حال
    بل هناك أحوال لا يكون فيها العطف بالواو يقتضي المغايرة
    ومنها هذه الحال،

    قال العلماء
    هذا من باب عطف الخاص على العام
    يعني عطف البعض على الكل
    من باب عطف البعض على الكل

    كما في قوله:
    (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)

    أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟

    ولكن ذكر البعض بعد الكل تنبيهاً على
    هذا البعض

    إذن
    (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
    وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
    )

    أليس التواصي بالحق والتواصي بالصبر
    من العمل الصالح ؟
    إذن لماذا عطفه عليه؟

    كما قلنا آنفاً
    من باب الخاص بعد العام
    أو باب ذكر البعض بعد الكل.





  10. #25

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************


    قال -:

    (قال الشافعي
    -:
    لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم,

    وقال البخاري
    :
    باب
    العلم قبل القول والعمل).


    يقول:(قال الشافعي -)
    هو الإمام العظيم محمد بن إدريس الشافعي

    - وهو أحد الأئمة الأربعة وأقربهم نسباً من رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    ولد سنة خمسين ومائة للهجرة
    وتوفي سنة أربع ومائتين للهجرة،


    هذا الإمام الجليل علَّق على هذه السورة تعليقاً عظيماً
    قال:
    (لو ما أنزل الله حجة على عباده
    إلا هذه السورة لكفتهم)

    مراده - أنه في باب العلم والعمل والدعوة والصبر
    لو ما أنزل الله في هذا الباب إلا هذه السورة لكفتهم

    ليس مراده أن هذه السورة تكفي عن الدين كله
    في شرائعه جميعاً وجميع عباداته جميعاً
    في الصلاة والزكاة والحج والصيام

    هذه السورة ليس مذكوراً فيها هذا الأمر

    إنما مراده حجة في هذه المسائل المهمة الأربعة

    وهي العلم
    والعمل
    والدعوة
    والصبر
    .




    وجاء عنه رواية في هذا الأثر
    وهو أقرب إلى المعقول وأقرب إلى المفهوم
    ،

    وهو
    أنه قال :

    " لو تدبر الناس في هذه السورة لكفتهم "

    لأنه
    ا عند التأمل تدل على الدين كله،
    إما بدلالة المطابقة
    وإما بدلالة التضمن
    وإما بدلالة اللزوم.




    نختم بكلمة البخاري -،
    الإمام البخاري
    هو الإمام الجليل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري
    المولود سنة 194 وتوفي سنة 256
    صاحب الكتاب العظيم كتاب صحيح البخاري
    الذي هو أصح الكتب
    في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق


    هذا الإمام الجليل بوب باباً
    يعني ذكر باباً في كتابه الصحيح قال فيه:
    (باب العلم قبل القول والعمل)

    والدليل انظر هنا تعليم أيضاً الإمام البخاري لنا
    أن نأخذ العلم بماذا؟

    بدليله

    نأخذ الفائدة بدليلها،

    قال والدليل قوله تعالى: (فَاعلَمْ)

    لاحظ أن الأمر جاء بماذا بالعلم

    فاعلم أنه لا إله إلا الله

    ثم عطف على هذا بماذا ؟

    بالعمل اللساني

    قال :
    واستغفر لذنبك وللمؤمنين،

    إذن بدأ الله تبارك وتعالى أولاً بالعلم
    ثم ثنى بماذا؟

    ثنى بالعمل

    إذن العلم قبل القول والعمل.


  11. #26

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    قال -:
    (اعلم رحمك الله
    أنه يجب على كل مسلم ومسلمة
    تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن،


    الأولى:

    أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
    بل أرسل إلينا رسوله
    فمن أطاعه دخل الجنة
    ومن عصاه دخل النار"،


    والدليل قوله تعالى:

    (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ
    كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيكم فِرْعَوْنَ رَسُولًا

    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
    فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا
    )

    المؤلف - أشار في هذه المقدمة الثانية
    في هذا المتن العظيم الذي هو الثلاثة الأصول
    ،

    أشار إلى أنه يجب على كل مسلم ومسلمة
    أن يتعلم هذه المسائل الثلاث
    التي سيأتي ذكرها،
    وأن يعمل بهن،

    هذا أمر واجب عينيٌ على كل مسلم ومسلمة،

    ومن تأمل في هذه المسائل التي أوردها الشيخ -،
    يدرك أنها حَرية بذلك؛
    بل الشأن فيها أرفع من كونها واجبة،

    فهذا الذي ذكره الشيخ من أصول الإيمان
    ومن معاقد الدين
    ،
    ومما لا يصح الإسلام إلا باعتقاده والعمل به
    ،

    مسائل ثلاث ومر معنا في درس الأمس؛ مسائل أربع
    إذاً أضحى ما أتحفنا به المؤلف
    - أضحى سبع مسائل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها.

    المسائل التي وجبت أو تعلمنا وجوبها هي:

    العلم، والعمل، والدعوة،
    والصبر على الأذى
    .




    أما هذه المسائل فالشأن فيها أدق،
    والبحث فيها أخص.


    المسألة الأولى:

    يجب عليك يا عبد الله أن تعلم
    أن الله عز وجل خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،

    الله عز وجل هو الخالق؛

    هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض؟

    ولا يوجد موجود إلا وهو أحدُ أمرين
    إما أن يكون خالقاً أو مخلوقاً.

    والخالق هو الله عز وجل وحده،
    وما سواه فمخلوق.

    وهو الرازق –جل وعلا
    هو الذي ينعم على عباده
    ويتفضل عليهم بالرزق،

    فالرزق صفة له سبحانه وتعالى،
    فلا أحد يرزق سواه جل وعلا.

    إذاً الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،
    ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )

    قال السلف رحمهم الله تعالى

    "لا يؤمر ولا ينهى

    هذا عبث ينزه الله تبارك وتعالى عنه،

    (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا
    وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
    )

    فتعالى الله،
    فتعالى الله عز وجل عن هذا الظن؛

    بل هذا هو ظن المشركين الكفار،
    (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)

    وأما المؤمن فإنه يعلم أن الله تبارك وتعالى
    ماخلق هذا الخلق عبثاً،
    ولاخلق هذا الخلق سدى،
    إنما خلق الخلق لحكمة عظيمة.

    ونحن معاشر المسلمين
    نؤمن
    أن الله تبارك وتعالى متصف بالحكمة؛
    حكمة يفعل الله عز وجل لأجلها،
    ويُقدِّر لأجلها، ويخلق لأجلها،
    ويشرع لأجلها،
    حكمة بالغة له تبارك وتعالى,

    الله عز وجل إذا خلق وإذا فعل،
    وإذا قدَّر، وإذا شرع؛

    فإنما كان هذا منه لحكمة يحبها تبارك وتعالى,
    فالله موصوف بالحكمة وهو الحكيم؛
    يعني ذو الحكمة،

    ينزه جل وعلا عن أن يكون شيءٌ منه عن عبث،
    هذا يتعالى ويتنزه عنه تبارك وتعالى.

  12. #27

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    إذاً الله عز وجل خلق الخلق لحكمةٍ،

    فما هي هذه الحكمة؟

    هذه الحكمة هي: الحق.

    ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ،

    الله عز وجل أراد أن يكون الحق,
    وما هو هذا الحق؟

    هذا الحق هو:
    غايةٌ مرادةٌ من العبادِ
    ،
    وغايةٌ مرادةٌ بالعبادِ.

    إذاً انتبه الغاية من خلق الناس،
    تحقيق أمرين:

    قال أهل العلم:
    "هما أمران غايةٌ مرادةٌ من العباد، وغايةٌ مرادةٌ بالعباد".

    أما الغايةٌ المرادةٌ من العباد؛

    ف
    إنها عبادة الله عز وجل وحده،

    قال سبحانه:

    ﴿وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
    إِلَّا لِيَعْبُدُونِ


    قال سبحانه:

    ﴿
    اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
    يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ

    لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً




    إذاً يتلخص لنا أن الغاية من العباد؛
    غاية مطلوبة من العباد هي
    :
    تحقيق معرفة الله عز وجل
    بأسمائه وصفاته
    ،
    ثم عبادته تبارك وتعالى،

    { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
    }،

    لتعلموا: هذه اللام ماهي؟

    لام الحكمة
    ؛

    التي يسميها علماء اللغة
    :
    "
    لام التعليل"،

    فالله عز وجل خلق الخلق
    ؛

    لأجل أن يعرفوه تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته،

    { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }
    .

    أما الغاية التي تتبع هذه فهي
    القيام بالعبودية لله تبارك وتعالى،


    {
    وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ

    إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
    }



  13. #28

  14. #29

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    أما الغاية المرادة بالعباد؛
    الشيء الذي أراده الله تبارك وتعالى بالعباد،
    فهو جزاؤهم؛

    يجازيهم تبارك وتعالى على الحسنات بفضله،
    ويجازيهم على السيئات بعدله
    .

    أما فضله؛
    فهو الجنة ونعيمها،
    وما يتبع ذلك
    .

    وأماجزاؤه بالعدل
    فهو النار والعذاب
    _ عافاني الله وإياكم _من ذلك.

    إذاً؛ الخلاصة التي نصل إليها،
    أن الغاية من خلق الخلق هي ماذا؟

    أمران
    :
    غاية مرادة من العباد،
    وهي أن يعرفوه
    ثم يعبدوه وحده لاشريك له
    ،

    وأما الغاية المرادة بهم؛ فهي ماذا؟

    جزاؤهم عدلاً أو فضلاً.

    الفضل؛ جزاءٌ لماذا؟

    للحسنات،
    للإيمان، للتوحيد
    .

    والعدل
    جزاءٌ للسيئات،
    والكفر به سبحانه وتعالى،
    ومحاداته ومحاداة رسوله صلى الله عليه وسلم

    ﴿ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
    وَلِتُجْزَىكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
    ﴾.

    إذن هذا هو الذي خلق الله عز وجل الخلق
    من أجله.




    قال -:

    (خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،
    بل أرسل إلينا رسولاً،

    فمن أطاعه دخل الجنة
    ومن عصاه دخل النار).


    الله عز وجل من
    رحمته سبحانه وتعالى
    أرسل الرسل، وأنزل الكتب،

    لكي يكون هؤلاء الرسل
    وسائط بين العباد وبين الله تبارك وتعالى,

    فيعرِّفون العباد
    أولاً:
    بالله عز وجل،

    ويعرفونهم ثانياً:
    بما يحب وبما يكره،

    يعني يعرفونهم بالوسيلة التي توصل إليه تبارك وتعالى,

    ثم يعرفونهم ثالثاً:
    بالجزاء؛

    إن أطاعوا ماذا لهم؟
    وإن عصوا ماذا عليهم؟




    إذن؛
    تتلخص وظيفة الرسل
    الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى
    في هذه الأمور الثلاثة:

    تعريف العباد
    بربهم تبارك وتعالى.

    تعريفهم
    بالطريق الموصلة إليه جل وعلا؛
    ماذا يحب فيعملون،
    وماذا يبغض فيجتنبون.

    تعريف العباد بجزائهم
    إن أطاعوا، أو عصوا.

    هذه خلاصة
    دعوة الرسل
    عليهم الصلاة والسلام،

    ثم استدل على هذا بقوله جل وعلا:

    { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ
    كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً

    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
    فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }





  15. #30

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء