النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم

  1. افتراضي حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم

    حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم

    وصف القرآن بالقدم ، أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم ، يراد به معنيان :
    الأول : أنه غير مخلوق ، كما تقدم ؛ وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة .
    ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
    قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " .
    ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " .
    وممن أطلق ذلك أيضا : ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في لمعة الاعتقاد . قال (15) :
    " ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه ، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ، وسمعه جبريل عليه السلام ، ومن أذن له من ملائكته ورسله ، وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ، ويأذن لهم فيزورونه ، قال الله تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء : 164 ] ، وقال سبحانه : { يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } [ الأعراف : 144 ] ، وقال سبحانه : { مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } [ البقرة : 253 ] ، وقال سبحانه : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [ الشورى : 51 ] ، وقال سبحانه : { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى }{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى } [ طه : 11 - 12 ] ، وقال سبحانه : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي } [ طه : 14 ] ، وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله ... " انتهى .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل .
    ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
    بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق .
    وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم .
    فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " انتهى مجموع الفتاوى (12/54) .
    وقال ـ رحمه الله ـ أيضا :
    " وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .
    والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .
    ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود .
    ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " انتهى من الفتاوى (12/566-567) .
    والمعنى الثاني : أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن .
    فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .
    ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله إطلاق هذا اللفظ ، ولأجل أنه غير مأثور ، كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن ، بل يقال فيه ما قال السلف : القرآن كلام الله ، غير مخلوق .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    " وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك .
    لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا :
    فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .
    ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .
    وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : { يا آدم اسكن أنت وزوجك } و : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } و { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
    والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/85)
    وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة .
    وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره ، فمراده باطل ، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع .
    وانظر أيضا : منهاج السنة النبوية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (5/419-421) .
    والله أعلم .
    الإسلام سؤال وجواب

  2. افتراضي

    عقيدة اهل السنة في كلام الله والقرآن من شرح السفارينية للشيخ الخضير

    الحياة والكلام"، والكلام فالله -سبحانه وتعالى- تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء بحرف وصوت، يسمع، فقد نادى القريب، وناجى، نادى البعيد وناجى القريب على ما يليق بجلاله وعظمته، لا نقول أنه مثل نداء المخلوق يا فلان، {قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [(110) سورة المائدة]، أو نقول: إنه يناجي القريب على الصفة التي نعهدها عند المخلوق أبداً، إنما تثبت له الصفة على ما يليق بجلاله وعظمته، والكلام وإن كان قديم النوع، لكنه متجدد الآحاد فهو يتكلم، تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء إذا شاء، ولا نتعرض لهذه الصفة ببيان الكيفية ولا نقول: إنه يلزم من الكلام كذا، يلزم أن يكون هناك شفتان، ولسان وأضراس، تعالى الله، ما نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نتعدى القرآن والحديث.
    كلام الله منه ما نزل على الأنبياء ودون في الصحف وفي الألواح، ونقل عن جبريل عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ما يتعلق بنا في المصحف الموجود بين الدفتين كله كلام الله، تكلم به، أوحاه، أو تكلم به إلى جبريل، وجبريل نزل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، منجماً في ثلاث وعشرين سنة حسب ما تقتضيه الأحوال، وكونه نزل كاملاً إلى السماء الدنيا كما أثر عن ابن عباس، ثم صار ينزل حسب الأحداث والوقائع من أهل العلم من يقول: إن هذا منكر.
    هاه منكر، لماذا؟ لأنه يدل على أنه تكلم به مرة واحدة، وهو موقوف على ابن عباس، ومنهم من يثبته ويقول: لا مانع أن يكون الله -جل وعلا- تكلم به، كما يقدر الأشياء قبل وقوعها، ثم بعد ذلك تقع حسب ما تقتضيه الأحوال.
    هاه؟
    طالب:........
    يأتي.
    كونه في لوح محفوظ، في لوح محفوظ في هذه ظرفية واللوح ظرف له، فهل كتب كاملاً في اللوح المحفوظ أو كتب ذكره، ذكره كما كان في زبر الأولين، لا يمكن أن يكون كتب بحروفه في زبر الأولين، وإنما ذكر، كتب ذكره وبيان شرفه، وشرف الداعي إليه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-، منهم من يقول هذا، وأن اللوح المحفوظ ليس فيه من القرآن إلا الذكر، والإشادة به، ومنهم من يقول: ما يمنع أن يكون كتب كاملاً في اللوح المحفوظ، وينزل به جبريل حسب ما تقتضيه الأحوال، فمثلاً يكون الله -جل وعلا- كتب سورة المجادلة كما أنه كتب القرآن دفعة واحدة، وأنزله إلى السماء الدنيا أو البيت المعمور، هاه؟
    طالب:........
    في حديث ابن عباس، خبر ابن عباس، نعم؟
    طالب:........
    نعم، ها.
    إلى البيت المعمور، دفعة واحدة وجبريل ينزل منه بما تقتضيه الحال، ولا يمنع أن يكون مكتوباً في اللوح المحفوظ، ومنزلاً إلى البيت المعمور ويلقيه الله -جل وعلا- على جبريل، يلقي منه ما تقتضيه الحاجة، واختيار شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه مكتوب بحروفه في اللوح المحفوظ، لا أن ذكره في اللوح، وأما بقيته فلم تصدر من الله -جل وعلا- إلا بعد ذلك حسب الوقائع.
    هاه.
    طالب:.....
    إيش فيه؟
    طالب:....
    هو تلفظ حال النزول، تلفظ حال النزول، يلقيه الله -جل وعلا-، يتكلم به الرب -جل وعلا- بصوت يسمعه جبريل، هذه الحادثة سبب لنزول قوله تعالى، فلما حصلت هذه الحادثة أوحى الله إلى جبريل، تكلم به الرب -جل وعلا-، وسمعه جبريل منه بدون واسطة بصوت يسمع، فنزل به القوي الأمين إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذه القرآن الذي نزل به جبريل مرة يضاف إلى الله؛ لأنه كلامه، وهو الذي قاله ابتداءً، ومرة يضاف إلى جبريل؛ لأنه هو الذي نزل به من عند الله، ومرة يضاف إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(40) سورة الحاقة]، وكونه يضاف إلى أكثر من واحد وهو كلام واحد يدل على أن الإضافة هذه ليست إضافة ابتداء، إذ لو كانت إضافة ابتداء لأضافه إلى محمد أو إلى جبريل فقط، لكن لما أضافه إليهما دل على أنهما وسائط ومبلغين عن الله -جل وعلا-، فجبريل واسطة بين الرب -جل وعلا- ومحمد، ومحمد واسطة بين جبريل وأمته، قد يقول قائل: كيف تمنعون الواسطة وتثبتونها، الله -جل وعلا- ليس بينه وبين خلقه واسطة، نقول: نعم تثبت الواسطة فيما عند، ما ينزل من الله -جل وعلا- إلينا، وتنفى الواسطة فيما يرفع إلى الله -جل وعلا- منا، فلا واسطة بيننا وبين الله في أعمالنا، نعبد الله مباشرة، ندعو الله مباشرة، نتقرب إلى الله -جل وعلا- بدون واسطة، وأما بالنسبة لما ينزل منه، فلا بد من واسطة

    وأن ما قد جاء مع جبريل

    من محكم القرآن والتنزيل
    "من محكم القرآن والتنزيل"، يعني من القرآن الذي جاء به جبريل مبلغاً إياه عن الله -جل وعلا- الذي تكلم به، وسمعه منه جبريل بصوت وحرف يسمع، ونزل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، تلقاه عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- وبلغه إلى الأمة، وبلغه إلى الأمة، فالقرآن كلامه مضافاً إليه؛ لأنه هو الذي تكلم به، ومنه بدأ، وإليه يعود، إلى الله -سبحانه وتعالى-، هذه عقيدة سلف هذه الأمة وأئمتها.
    جاءت نسبته إلى جبريل، وجاءت نسبته إلى محمد عليهما الصلاة والسلام، الكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئاً، وقد ينسب إلى من نقله عن قائله، لكن حقيقة النسبة إنما هي لمن قاله ابتداءً، ونسب إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}[(38 – 40) سورة الحاقة]، ونسب إلى جبريل في سورة التكوير، وهو واحد، والواحد لا يمكن أن ينسب حقيقة إلا إلى واحد، لا ينسب حقيقة إلا إلى واحد, وأضيف إلى الاثنين بلفظ الرسالة، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ما قال قول نبي، لا، قول رسول، فالرسول بهذا اللفظ يدل على أنه مرسل من غيره، وأن غيره هو الذي قال: ما أرسل به، فالإضافة حقيقة إنما تكون للقائل ابتداءً، وأما الناقل فلا يضاف إليه إلا على سبيل التوسع والتجوز، ولذا يجمعون على أن ناقل الكفر ليس بكافر، ناقل الكفر ليس بكافر؛ لأنه ليس هو الذي قاله ابتداءً، فكون جبريل -عليه السلام- نقله عن الله أضيف إليه باعتبار أنه أرسل به، هو قول في الجملة، وهذا القول الأصل في إضافته إلى من قاله وتكلم به ابتداءً، ثم جبريل بلغه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فصحت نسبته إليه من هذه الحيثية على سبيل التجوز، وإلا فالأصل أن الكلام لمن قاله ابتداءً، وعرفنا أنه أضيف إليهما بلفظ الرسالة، مما يدل على أن هناك مرسل بهذا القول وهو الله -سبحانه وتعالى-.
    "من محكم": من هذه تبعيضية وإلا بيانية؟ بيانية، بيانية ليست تبعيضية، من محكم القرآن، لكن المتشابه ليس بكلامه سبحانه؟
    من محكم القرآن والتنزيل
    كلامه سبحانه قديم

    ...................................
    خبر أن،
    وأن ما قد جاء مع جبريل

    من محكم القرآن والتنزيل
    كلامه هذا الخبر، أو قديم؟ أيهما الخبر؟ أيهما الذي تتم به الفائدة، ويحسن السكوت عليه؟
    طالب:........
    وأن ما قد جاء، أن القرآن كلامه، كلامه سبحانه، أو أن القرآن قديم؟
    طالب:........
    خبر بعد خبر أو وصف؟
    طالب:..........
    هاه؟
    طالب:.........
    إذن انتهت الجملة، طيب قديم؟ هل نقول خبر بعد خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف وهو قديم؟ يأتي للمبتدأ أكثر من خبر، يقول:
    ومن يكن ذا بت فهذا بت

    مصيف مقيض مشت
    خبر بعد خبر.
    طالب:........
    نقول: كلها خبر بعد خبر، أو نقول الخبر كلامه، يعني مثل ما يقال: وأن محمداً، ثم يؤتى بألفاظ الجمل، وفي الأخير عبده ورسوله، وقد يصلح بعض هذه الجملة أن يكون خبراً، إذا أريد الإخبار به عن المبتدأ، فالسياق هو الذي يحدد، يعني هل مراد الناظم أن يقرر أن القرآن كلام الله؟ أو يريد أن يقرر أن القرآن قديم؟
    طالب:.........
    هاه؟
    طالب:.........
    يعني المبحوث في هذا المبحث هو تقرير أن القرآن كلام الله، أو أن القرآن كلام الله هذا مفروغ منه، لكن يريد أن يقرر أنه قديم.
    طالب:..........
    نعم؟
    طالب:..........
    نعم؟
    طالب:.........
    صاحب الحاشية يقول: أي وأن نجزم ونعتقد أن الكلام الذي جاء من الله مع جبرائيل أمينه أوحاه إليه من محكم القرآن العظيم، ومحكم التنزيل الذي أنزله الله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل هو كلام الله سبحانه، تكلم به حقيقة... إلى آخره.
    يريد أن يجعل الخبر كلامه، وقوله: قديم، ليس من قول السلف، وإنما هو من قول ابن كلاب ومن تبعه، لكن هل يريد أن يقرر أنه قديم؟ من له الفصل في مثل هذا؟ إذا حصل التردد على سواء فالذي يقرر هو المؤلف، ولا بد من الرجوع إلى كلامه، وقد شرح عقيدته، الإشكال أننا منا نحضر الشرح الأصل لا بد من الرجوع إليه، نعم.
    كلام، "من محكم القرآن"، المحكم يقابله المتشابه، وجاء وصف القرآن بأنه محكم {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ}[(1) سورة هود]، وجاء أيضاً وصفه بأنه متشابه، وجاء أيضاً وصف بعضه بالإحكام والبعض الآخر بالتشابه، والمراد هنا وصف بعض القرآن وإلا جميع القرآن؟ {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ} يعني جميعه، فهو يريد أن يتكلم عن القرآن بجملته، لا يريد أن يفصل المحكم من المتشابه، فقوله: محكم، لا مفهوم له؛ لأن القرآن كله محكم، وكله متشابه، وهذه لها معنى، وهذه لها معنى، وإذا قيل: إن بعضه متشابه، وبعضه محكم، صار للإحكام معنىً وللتشابه معنىً يختلف.
    "من محكم القرآن والتنزيل"، طيب الواو هذه عاطفة تعطف التنزيل على القرآن، وهل هذا من عطف الشيء على نفسه، أو من عطف التغاير؟ نفسه، هو يريد بالقرآن، هو التنزيل.
    "كلامه سبحانه"، لا شك أن القرآن كلام الله، تكلم به حقيقة بحرف وصوت يسمع؛ لأن فيها ما يدل على أنه يسمع، {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}[(6) سورة التوبة]، أبلغه مأمنه حتى يسمع، فدل على أنه يسمع، وهو أيضاً صوت؛ لأن فيه نداء، {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[(52) سورة مريم]، يدل على أنه يسمع إما بصوت مرتفع، أو بصوت منخفض، {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى}[(10) سورة الشعراء]، {وَنَادَيْنَاهُ}[(52) سورة مريم]، تكررت في القرآن، {قَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} المقصود أن فيه ما يدل على أنه بصوت؛ لأن النداء مسموع، وكذلك المناجاة وإن اختلف الصوت قوة وما يقابل هذا.
    "كلامه سبحانه"، تنزيه لله -جل وعلا-، أن يكون كلامه مشابهاً لكلام المخلوقين، هذا بالنسبة للصفة ومعناها، وأما كيفيته، كيف تكلم بالقرآن؟ فعلمه عند الله -جل وعلا-، وهذا خلافاً لمن يقول: إن كلام الله مخلوق، كلام الله مخلوق، خلقه في شيء من خلقه، أو في الشجرة، إذ نادى موسى، خلقه في الشجرة،طيب، حينما خلق الكلام في الشجرة ونطقت الشجرة وقالت لموسى: أنا ربك، ما الفرق بين قول الشجرة: أنا ربك، وبين قول فرعون: أنا ربكم الأعلى؟ في فرق؟ ما في فرق، على قول المعتزلة والجهمية الذين يقولون: إن كلام الله مخلوق، إن القرآن مخلوق، وكفروا بسبب ذلك؛ لأن مقتضى ذلك إلغاء الأمر وإلغاء الشرع.
    "كلامه سبحانه قديم"، قديم هذه اللفظة تقدمت، وأن القديم لم يرد إطلاقه في النصوص، ولا استعمله السلف لا بالنسبة لما يتعلق بالله -جل وعلا-، ولا ما يتعلق بصفة من أوصافه؛ لأن هذه اللفظة لا تعني الأزل، وإن كل ما تقدم على غيره كالعرجون القديم يمكن أن يوصف بأنه قديم، وذكرنا في أوائل الدروس أن من اشترى بيتاً أو سيارة أو قلماً أو كتاباً، في العام الماضي في مثل هذه الأيام من العام الماضي، واشترى قلماً في هذه الأيام، أو كتاباً في هذه الأيام، أو اشترى بيتاً في هذه الأيام، أو سيارة في هذه الأيام، يصح أن يقال: الجديد، للمتأخر يقال له: جديد، والمتقدم يقال له: قديم، فهل يمكن أن يوصف الرب -جل وعلا- لا سيما وأنه لم يرد في النصوص بمثل هذا وهذا مفاده؟ لا يمكن، وهل يرفع هذا المحظور إضافة كلمة أزلي، قديم أزلي، وهي تعني التناهي في القدم، وحينئذ تكون مساوية للأول الذي جاءت به النصوص، {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}[(3) سورة الحديد]، يعني الأول الذي ليس قبله شيء، وهذا هو اللائق بالله -جل وعلا-، ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام-، أما قديم فلم ترد في النصوص ولم يستعملها السلف.
    جاء في الذكر: أعوذ بالله العظيم، وسلطانه القديم، وسلطانه القديم، فسلطانه يمكن أن يوصف بأنه وإن كان قديماً إلا أنه لا يكون أولاً، كما يوصف الله -جل وعلا- بالأول، أو أن قديم هنا تعني التناهي بالقدم التي تساوي الأولية، فيصح أن يتمسك بها لإثبات هذا اللفظ، ممكن وإلا غير ممكن؟ أو أن وصف الصفة لا يلزم منه الاطراد في الموصوف، يعني إذا قلنا: إن كلامه قديم، يعني جنس الكلام، لا آحاد الكلام فإنه حادث؛ لأن الله تعالى تكلم، ويتكلم متى شاء، إذا شاء.
    هو يقول: كلامه سبحانه قديم، وإذا عرفوا الحديث بأنه ما يضاف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يجعلونه في مقابل القديم الذي هو القرآن، قيل له حديث؛ لأنه يقابل القرآن، قلنا: جاء وصف القرآن بأنه مُحْدَث محدث، وإذا نظرنا إلى القرآن باعتباره آخر الكتب الإلهية من هذه الحيثية محدث؛ لأنه قبله كتب وصحف، جاءت من عند الله -جل وعلا-، فمثل هذه اللفظة قديم، ينبغي أن يتقى؛ لأنه لم يرد بها نص، ولم يستعملها سلف هذه الأمة ولا أئمتها، إضافة إلى أن في كلامه ما يدل على أنه يرى أنه قديم بجملته، بجملته، والقول الحق عند أهل السنة والجماعة أنه وإن كان قديم النوع فالله -جل وعلا- تكلم في الأزل، ومتصف بهذه الصفة إلا أنه بالنسبة لآحاده وأفراده متجددة، متجدداً، هل نستطيع أن نقول أن {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [(1) سورة المجادلة] في يوم نزوله هل نستطيع أن نقول أنها قديمة؟ نعم في يوم نزولها ما نقول قديمة، لا، على كلامهم أنه تكلم في القدم ولا تكلم، وهذا فيه شبه من كلام الأشعرية، فيه شبه من كلام الأشعرية، الذين يقولون: أنه تكلم في الأزل ولا يتكلم، تكلم دفعة واحدة، وكلامه واحد، أما اختلافه باختلاف اللغات، اختلافه باختلاف اللغات وهذا تقدم بيانه والرد عليه.

    منقول من موقع الشيخ الخضير رحمه الله

  3. افتراضي

    تحذير مهم جدا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    احذروا كتاب القرآن قديم أو محدث عند الحنابلة وأهل الحديث لليافعي احذروا هذا الكتاب اجتنبوه لا تقرؤوه لأنه مخالف لأهل السنة ومؤلفه ليس من أهل السنة فاجتنبوه واجتنبوا كتابه هذا وسائر كتبه لانها مخالفة للسنة بل الصواب هو ما نقلته لكم وما ذكره العلماء راجعوا الفتوى ولا تخالفوها اجتنبوا ما خالقها

    عقييدة أهل السنة في القرآن وأنه كلام الله غير مخلوق ولا يوصف بأنه قديم ï»·ن السلف لم يقولوا ذلك بل تكلم الله بالقرآن بمشيئته وقدرته لما خاطب به جبريل وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وكلام الله قديم النوع متجدد الآحاد فنوع الكلام في حق الله قديم لا المعين فلم يزل سبحانه بجميع صفاته قديما ولا يزال عليها أبديا



    لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

    فالقرآن الكريم هو كلام الله غير مخلوق، والقول بأنه أزلي بمعنى أنه تكلم الله به في الأزل، وأنه قديم العين يعتبر من البدع بلا شك، ولم يكن من هدي السلف الخوض في مثل هذه المسائل، بل كانوا يقولون كلام الله غير مخلوق، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق، بل يقول: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ، ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا، والقرآن الملفوظ المتلو كلام الله تعالى غير مخلوق، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا. اهـ.

    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه المسمى فتح الباري شرح صحيح البخاري: والمحفوظ عن جمهور السلف ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك.

    وقال ابن حجر أيضا في فتح الباري: من شدة اللبس في هذه المسألة كثر نهي السلف عن الخوض فيها واكتفوا باعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وهو أسلم الأقوال. اهـ

    الرد على من قال أن مذهب أهل السنة أن القرآن قديم... و نقل بعض كلام أهل العلم
    الموضوع: الرد على من قال أن مذهب أهل السنة أن القرآن قديم... و نقل بعض كلام أهل العلم
    الكلمات الدلالية (Tags): التحذير من
    افتراضي الرد على من قال أن مذهب أهل السنة أن القرآن قديم... و نقل بعض كلام أهل العلم
    السلام عليكم و رحمة الله...
    هذا كلام انتقيته من جملة ما وقفت عليه من كلام العلماء في هذه المسألة، وكان هذا بعد أن سمعت عن طريق أحد الإخوة أنّ بعضا ممن ينتسب للعلم -بل يقال فقيه اليمن - وله شهرة في خارج اليمن وداخلها، قد قال:إنّ القرآن قديم ، و إنّ هذا هو مذهب أهل السنة ، فأحببت اغتنام الفرصة لإظهار قول الحق في هذه المسألة ، وبيان مخالفة تلك المقولة، سواء صحت عنه أم لا والعهدة على الناقل، ونحن يهمنا بيان عقيدة أهل السنة التي على طالب العلم معرفتها,، فأقول:

    فهذه نقول من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهكذا غيره من أهل العلم المعاصرين، و أكتفيت بكلام شيخ الإسلام من المتقدمين مع وقوفي على كلام غيره ؛ وآثرت نقل بعض كلام أهل العلم المعاصرين فيها التنصيص على أنّ القول :بأنّ القرآن قديم إنما هو منهج أهل الضلال ، و إنما هو قول ابن كلاب و من تابعه كالأشعري في الطور الثاني و أصحابه ممن نصر هذا المذهب المنحرف، فاللازم على المسلم الرجوع إلى كلام أهل العلم من السلف و من سار على دربهم، ممن عُرفوا بالإمامة لمعرفة ديننا و عقيدتنا، بل فيما يأتي من النقول تحذير الإمام أحمد ممن يقول بهذا القول بل أمر بهجره ، فسبحان الله!أين هذا ممن يقول : هذا قول أهل السنة؟! فالعجب ليس ممن يجهل الحق، ولكن ينسب باطله إلى مذهب السلف فعلينا أن نتعلم ديننا و الله المستعان و هذا بداية البيان:

    أولًا: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
    ملاحظة: لمن أراد الرجوع إلى الأصل فعليه بالجزء الخامس من النسخة القديمة للفتاوى:
    قال ما نصه:
    ((فلما كان من أصل ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبى وأبى العباس القلانسى وأبى الحسن الأشعري والقضاة أبى بكر بن الطيب وأبى يعلى بن الفراء وأبى جعفر السمانى وأبى الوليد الباجى وغيرهم من الأعيان كأبي المعالي الجوينى وأمثاله وأبى الوفاء بن عقيل وأبى الحسن بن الزاغونى و أمثالهما أن الرب لا يقوم به ما يكون بمشيئته وقدرته ويعبرون عن هذا بأنه لا تحله الحوادث ووافقوا في ذلك للجهم بن صفوان وأتباعه من الجهمية والمعتزلة صاروا فيما ورد في الكتاب والسنة من صفات الرب على احد قولين إما أن يجعلوها كلها مخلوقات منفصلة عنه فيقولون كلام الله مخلوق بائن عنه لا يقوم به كلام وكذلك رضاه وغضبه وفرحه ومجيئه وإتيانه ونزوله وغير ذلك هو مخلوق منفصل عنه لا يتصف الرب بشيء يقوم به عندهموإذا قالوا هذه الأمور من صفات الفعل فمعناه أنها منفصلة عن الله بائنة وهى مضافة إليه لا أنها صفات قائمة به ولهذا يقول كثير منهم أن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية ويقولون نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه ونحو ذلك قديم أزلي كما يقولون أن القرآن قديم أزلي ثم منهم من يجعله معنى واحدا ومنهم من يجعله حروفا أو حروفا و أصواتا قديمة أزلية مع كونه مرتبا في نفسه ويقولون فرق بين ترتيب وجوده وترتيب ماهيته كما قد بسطنا الكلام على هذه الأمور في غير هذا الموضع على هذه الأقوال وقائليها وأدلتها السمعية والعقلية في غير هذا الموضع والمقصود هنا أنه ليس شىء من هذه الأقوال قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا قول أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة أئمة السنة والجماعة وأهل الحديث كالاوزاعى ومالك بن انس وحماد بن زيد وحماد بن سلمة و عبدالله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثالهم بل أقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن سلك سبيلهم من أئمة الدين وعلماء المسلمين موجودة في الكتب التي ينقل فيها أقوالهم بألفاظها بالأسانيد المعروفة عنهم كما يوجد ذلك في كتب كثيرة مثل كتاب السنة والرد على الجهمية

    وقال أيضاً كما في مجموع الفتاوى: نهاية المجلد الخامس:
    وأول من أنكر هذا في الإسلام الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وكانوا ينكرون الصفات والعلو على العرش ثم جاء ابن كلاب فخالفهم في ذلك واثبت الصفات والعلو على العرش لكن وافقهم على أنه لا تقوم به الأمور الاختيارية ولهذا أحدث قوله في القرآن أنه قديم لم يتكلم به بقدرته ولا يعرف هذا القول عن أحد من السلف بل المتواتر عنهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق وان الله يتكلم بمشيئته وقدرته كما ذكرت ألفاظهم في كتب كثيرة في مواضع غير هذا فالذين يثبتون أنه كلم موسى بمشيئته وقدرته كلاما قائما به هم الذين يقولون أنه يدنو ويقرب من عباده بنفسه وأما من قال القرآن مخلوق أو قديم فأصل هؤلاء أنه لا يمكن أن يقرب من شيء ولا يدنو إليه فمن قال منهم بهذا مع هذا كان من تناقضه فانه لم يفهم أصل القائلين بأنه قديم
    وأهل الكلام قد يعرفون من حقائق أصولهم ولوازمها ما لا يعرفه من وافقهم على أصل المقالة ولم يعرف حقيقتها ولوازمها فلذا يوجد كثير من الناس يتناقض كلامه في هذا الباب فان نصوص الكتاب والسنة وآثار السلف متظاهرة بالإثبات وليس على النفي دليل واحد لا من كتاب ولا من سنة ولا من أثر وإنما أصله قول الجهمية فلما جاء ابن كلاب فرق ووافقه كثير من الناس على ذلك فصار كثير من الناس يقر بما جاء عن السلف وما دل عليه الكتاب والسنة وبما يقوله النفاة مما يناقض ذلك ولا يهتدى للتناقض والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم

    وقال أيضاً في تقرير هذه المسألة:
    وكذلك يقولون انه يتكلم بمشيئته وقدرته وكلامه هو حديث وهو أحسن الحديث وليس بمخلوق باتفاقهم ويسمى حديثا وحادثا وهل يسمى محدثا على قولين لهم ومن كان من عادته انه لا يطلق لفظ المحدث إلا على المخلوق المنفصل كما كان هذا الاصطلاح هو المشهور عند المتناظرين الذين تناظروا في القرآن في محنة الإمام أحمد رحمه الله وكانوا لا يعرفون للمحدث معنى إلا المخلوق المنفصل فعلى هذا الاصطلاح لا يجوز عند أهل السنة أن يقال القرآن محدث بل من قال أنه محدث فقد قال أنه مخلوق ولهذا أنكر الإمام أحمد هذا الإطلاق على داود لما كتب إليه أنه تكلم بذلك فظن الذين يتكلمون بهذا الاصطلاح أنه أراد هذا فأنكره أئمة السنة وداود نفسه لم يكن هذا قصده بل هو وأئمة أصحابه متفقون على أن كلام الله غير مخلوق وإنما كان مقصوده انه قائم بنفسه وهو قول غير واحد من أئمة السلف وهو قول البخاري وغيرهوالنزاع في ذلك بين أهل السنة لفظي فإنهم متفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل ومتفقون على أن كلام الله قائم بذاته وكان أئمة السنة كأحمد وأمثاله والبخاري وأمثاله وداود وأمثاله وابن المبارك وأمثاله وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبى شيبة وغيرهم متفقين على أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كلاب وكان الإمام أحمد يحذر من الكلابية وأمر بهجر الحارث المحاسبى لكونه كان منهم وقد قيل عن الحارث أنه رجع في القرآن عن قول ابن كلاب وأنه كان يقول أن الله يتكلم بصوت وممن ذكر ذلك عنه الكلاباذى في كتاب التعرف لمذهب التصوف..

    وقال أيضاً:
    وهم اذا تكلموا في مسألة القرآن وأنه غير مخلوق أخذوا كلام ابن كلاب والاشعرى فناظروا به المعتزلة والجهمية واخذوا كلام الجهمية والمعتزلة فناظروا به هؤلاء وركبوا قولا محدثا من قول هؤلاء وهؤلاء لم يذهب إليه أحد من السلف ووافقوا ابن كلاب والاشعرى وغيرهما على قولهم إن القرآن قديم واحتجوا بما ذكره هؤلاء على فساد قول المعتزلة والجهمية وغيرهم وهم مع هؤلاء وجمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله وقد تكلم الله به بحرف وصوت فقالوا إن الحروف والأصوات قديمة الأعيان أو الحروف بلا أصوات وان الباء والسين والميم مع تعاقبها في ذاتها فهي أزلية الأعيان لم تزل ولا تزال كما بسطت الكلام على أقوال الناس في القرآن في موضع آخر
    والمقصود هنا التنبيه على أصل مقالات الطوائف وابن كلاب

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في شرح العقيدة الأصفهانية:
    والفصل الثاني أن القرآن غير قديم فان الكلابية وأصحاب الاشعرى زعموا أن الله كان لم يزل يتكلم بالقرآن وقال أهل الجماعة بل أنه إنما تكلم بالقرآن حيث خاطب به جبرائيل وكذلك سائر الكتب.

    رابعاً:كلام الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله و رعاه-:
    قال الشيخ في كتابه الممتع (البيان لأخطاء بعض الكتاب) حيث قال في تعليقه على كتاب البوطي عامله الله بما يستحق الذي سماه ((السلفية)) فذكر كلامه ثم علق قال:
    ((التعقيب الثامن والعشرون‏:‏
    في ص149 قال‏:‏ وتفريق الباحث في مسألة القرآن بين ما فيه من المعاني النفسية والألفاظ المنطوق بها، مع ما يلحق بها من حبر وورق وغلاف ليقول إن الأول ‏(‏يعني المعاني النفسية‏)‏ قديم غير مخلوق، والثاني حادث مخلوق، أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?، ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق‏.‏ والثاني حادث مخلوق أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق دون تفصيل ولا تفريق، أم لا يعد بدعة وإنما هو شرح وبيان لما علمه الصحابة من قبل على وجه الإجمال، ومن ثم فلا مانع _ لاسيما في مجال التعليم _ من هذا التفريق والتفصيل اهـ كلام البوطي‏.‏
    وتعقيبا عليه أقول‏:‏ كلامه هذا يتمشى مع مذهب الأشاعرة الذين يفرقون في كلام الله بين المعنى واللفظ فيقولون‏:‏ المعنى قائم بالنفس وهو قديم غير مخلوق، وهذا كلام الله عندهم، وأما اللفظ فهو عندهم تعبير عن هذا المعنى من قبل جبريل أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مخلوق‏.‏
    وهذا تفريق باطل، ومذهب أهل السنة سلفا وخلفا أن كلام الله تعالى هو اللفظ والمعنى، وكلاهما غير مخلوق؛ لأنه كلام الله تعالى وصفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة‏.‏
    وقوله إن الصحابة علموا هذا التفريق بين اللفظ والمعنى في كلام الله هو تقول على الصحابة، ونسبة إليهم ما هم منه براء‏.‏))

    وقال أيضاً:
    في كتاب ((من أعلام المجددين)) و هو كتاب عظيم يدفع به الشيخ الفوزان الشبه عن أعلام السنة شيوخ الإسلام من الإمام أحمد و الإمام بن تيمية و الإمام محمد بن عبدالوهاب التي أثيرت حولهم من قبل أهل البدع فقال في الشبهة السابعة عن شيخ الإسلام ص 39 قال فيها:
    7- قالوا إنه يرى أن القرآن حديث ليس بقديم، والجواب أن نسوق عبارة الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع، قال في مجموع الفتاوى (12/54) إن السلف قالوا القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وقالوا لم يزل متكلماً إذا شاء، فبينوا أن كلام الله قديم أي جنسه قديم لم يزل، ولم يقل أحد منهم أن نفس الكلام المعين قديم، ولا قال أحد منهم القرآن قديم، بل قالوا إنه كلام الله منزل غير مخلوق، وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته كان القرآن كلامه وكان منزلاً غير مخلوق، ولم يكن مع ذلك أزلياً قديماً بقدم الله، وإن كان الله لم يزل متكلماً إذا شاء فجنس كلامه قديم، فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض... انتهى كلام شيخ الإسلام ثم قال الشيخ الفوزان حفظه الله ما نصه:
    فتبين بهذا أن نفي القدم عن القرآن ليس رأيه وحده كما يزعم المفترون، وإنما هو رأي سلف هذه الأمة قاطبة، وأن هناك فرقاً بين جنس الكلام وأفراد الكلام، والله أعلم.


    و بهذا يتبين ضلال هذه الكلمة وهي قولهم: القرآن قديم، بل سبحانه ما زال يتكلم ولا يزال متى شاء وكيف شاء والله أعلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء