بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق

==جرائم اليهود في حق الشعب الفلسطينى ==
اعتمد اليهود منذ وطئت أقدامهم ثرى فلسطين منهج القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر البشعة وقصدوا من ذلك إلى تفريغ الأرض من أصحابها والاستيلاء عليها وظلت هذه سياسة متبعة من المنظمات الإرهابية اليهودية حتى العام 1948م . ثم تولته دولة الظلم والعدوان بمختلف أجهزتها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ، ولم يوقف توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا النهج العدواني الدموي الإرهابي ، بل استحكم هذا المنهج واستعمل اليهود كل أنواع الأسلحة ضد المدنيين العزل ؛ فقد استعملوا الطائرات المروحية والدبابات والصواريخ وصوبوا أسلحتهم نحو الجزء العلوي من الجسم بقصد القتل ، ولم يتورعوا عن استهداف الأطفال أو النساء أو الشيوخ ، بل الكل عندهم سواء ، ولا فرق بين مدافع عن حقه وبين طفل وشيخ وامرأة ، وما أكثر مجازر بني يهود ضد إخواننا في الأرض المباركة فلسطين ، وفيما يلي حديث عن بعض منها:
1- مجازر المسجد الأقصى :
كان المطلوب من اليهود على الأقل أن يتركوا الناس أحرارًا في أداء العبادة في المسجد الأقصى ، وكان عليهم أن يبتعدوا بجيشهم وجنودهم عن الأقصى وساحاته وأبوابه ، ولكن الذي جرى هو العكس فأقفل اليهود بعساكرهم أبواب الأقصى وساحاته واستولوا على المدرسة التنكزية في الجانب الغربي الجنوبي من الأقصى واتخذوا منها مقرًا لجنودهم ، وأخذوا يصولون ويجولون ويسيِّرون الدوريات الراجلة المسلحة في أرجاء الأقصى وينشرون الخوف والرعب بين المصلين ثم أخذوا بالتحرش بهم والاعتداء عليهم فأصبح الأقصى في بعض الأحيان ساحة حرب حقيقية تطلق فيها النيران الكثيفة على المصلين العزَّل الذين لا يجدون سوى الحجر للدفاع عن أنفسهم وأقصاهم ، وتحصد فيها الأرواح الطاهرة وتسفك فيها الدماء الزكية ولا مجيب ، فلكم الله يا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، ولن يضركم - كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم - من خذلكم فاصبروا على الحق، والفرج قريب وما أكثر مجازر اليهود في الأقصى وما اكثر ضحاياهم ونقتصر على ذكر ثلاثة من هذه المجازر على سبيل المثال لا الحصر :
أ – مذبحة الأقصى الأولى 8/10/1990م :
في صبيحة يوم الاثنين 8/10/1990م حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المجموعة اليهودية المتطرفة المسماة " أمناء جبل الهيكل" ، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً ، وقد أعيقت حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المجرزة .
ب – مذبحة الأقصى الثانية ( انتفاضة النفق ) 1996م :
بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م وقعت اشتباكات عنيفة بين أبناء فلسطين المسلمين وجنود الاحتلال اليهودي في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك ، وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أربعين فلسطينيًا وإصابة المئات ، بعضهم جراحه خطيرة واستمرت هذه المواجهات ثلاثة أيام .
ج- مذبحة الأقصى الثالثة 2000م :
قام المجرم شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م فتصدى له الشباب المسلم وأفشلوا زيارته رغم أنه كان بحماية 3000 جندي إسرائيلي.
وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحا ، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزه ومناطق الـ 48 مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية والتي لا تزال مستمرة إلى الآن ، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعًا عن دينهم وأقصاهم .
2- مذبحة دير ياسين 1948م :
دير ياسين قرية عربية قريبة من القدس كان عدد سكانها عام 48م قرابة الـ 700 فرد ، تعرضت لهجوم مسلح من عصابة الأرغون التي كان يرأسها مناحيم بيجين وعصابة شتيرن التي كان يرأسها إسحاق شامير وعصابة الهاجاناه التي كان يرأسها دافيد بن غوريون وكان ذلك يوم 10/4/1948م الساعة الثانية صباحا وقاتل أهل القرية وجرت بينهم وبين المهاجمين اشتباكات من بيت إلى بيت ، وقد أسفر هذا الهجوم عن 250 قتيلا أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ ، وقعت خلاله حوادث الاغتصاب والتمثيل وبقر بطون الحوامل وتفجير المنازل .
3- مذبحة كفر قاسم عام 1956م
كفر قاسم قرية عربية تقع غرب مدينه قلقيلية داخل الخط الأخضر ، تعرضت يوم الاثنين 29/10/1956م لهجوم إرهابي من القوات الصهيونية ، وكان ذلك في الخامسة مساء أثناء عودة أهل القرية من حقولهم ، وقتل في هذه المجزرة 49 شخصاً من أهل القرية .
4- مذبحة صبرا وشاتيلا 1982م :
صبرا وشاتيلا مخيمان فلسطينيان قرب بيروت عدد سكانهما قبل المجزرة 90 ألفا تعرضا لمجزرة رهيبة يوم الخميس 16/9/1982م على يد القوات الإسرائيلية وعملائها اللبنانيين وكانت بتخطيط من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرائيل شارون وقد قتل فيها قرابة ثلاثة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ .
5- مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م :
في صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ انطلق الرصاص كالمطر ودوّت أصوات انفجار القنابل اليدوية في المسجد الإبراهيمي والمصلون ساجدون ، وحصد هذا الاعتداء اللئيم 350 شخصاً بين شهيد وجريح واشترك في هذا العمل الوحشي الذي لم يشهد له العالم مثيلا جنود الاحتلال وعدد من المستوطنين.
6-الاغتيالات :
لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمجازر الجماعية البشعة التي نفذتها في حق الشعب الفلسطيني ، بل لجأت إلى أسلوب التصفية الجسدية والاغتيالات لقادة العمل الجهادي والسياسي والفكري ، سواء كان ذلك على أرض الوطن أم في الساحات الأخرى، وقد أنشأت إسرائيل وحدات سرية خاصة سميت بوحدات المستعربين ؛ لأن العاملين فيها يرتدون الزي العربي للتخفي والاندساس بين المواطنين العرب ، ويستعمل الصهاينة كل وسيلة لتصفية النشطاء الفلسطينيين سواء كان ذلك إطلاق رصاص أم تفخيخ سيارة أو هاتف أو تلغيم طرد وغير ذلك ، وغالباً ما يطاول الموت عناصر أخرى أثناء عمل فرق القتل الإسرائيلية للوصول إلى فريستها، وهذا الأسلوب قديم استخدمته إسرائيل في وقت مبكر ولكن اتسع استخدامه في الانتفاضة الأولى والثانية، وقد راح ضحيته عدد كبير من الأشخاص ، منهم كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار وخليل الوزير وكمال كحيل ومحمود الخواجا ويحيى عياش وفتحي الشقاقي .
7-إفساد البيئة وتلويث المياه :
يعمد اليهود إلى إفساد البيئة بوسائل شتى ، منها دفن المخلفات الضارة في المناطق الفلسطينية مما أثر تأثيراً سيئاً على الصحة العامة للمواطنين الفلسطينيين وارتفعت بينهم نسبة الإصابات بالأمراض الخطيرة كأنواع السرطانات المختلفة ، ومن الوسائل المستخدمة لدى اليهود مما يفسد الجو ويضر بالصحة ما يسمونه كذباً بالقنابل المسيلة للدموع وهي في حقيقتها تحتوي على مواد كيماوية سامة لها تأثير شديد على أعضاء الجسم المختلفة.
ولم تسلم مصادر المياه الجوفية أو السطحية من مفاسد اليهود فقد قاموا بتسميم بعض الآبار والعيون، كما أن نسبة الملوحة والعناصر الضارة في المياه الجوفية قد زادت.
ولم يسلم غير الفلسطينيين من أذى اليهود فقد ضخوا مياه المجاري التي لا تصلح للاستعمال البشري إلى الأردن وكشف في العام 2000م عن محاولاتهم لتهريب مخلفات كيميائية سامة بواسطة الشاحنات إلى الأردن لتدفن في أراضيه، ولكن الأمر انكشف وأعيدت هذه الشحنات إلى مصدرها الأساسي .