النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قواعد اهل السنة في الالفاظ المجملة

  1. افتراضي قواعد اهل السنة في الالفاظ المجملة

    قواعد اهل السنة في الالفاظ الكلامية المبتدعة

    الألفاظ المجملة وموقف أهل السنة والجماعة منها, وبعض ما يتعلق بالباب


    ما لم يرد فيه دليل بخصوصه فلا نثبت لفظه ولا ننفيه ونستفصل في معناه

    وسنتكلم في هذا الأمر في عدة نقاط.



    1_ الألفاظ على نوعين.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    ومن الأصول الكلية أن يعلم أن الألفاظ نوعان:
    نوع جاء به الكتاب والسنة فيجب على كل مؤمن أن يقر بموجب ذلك، فيثبت ما أثبته الله ورسوله وينفي ما نفاه الله ورسوله.....

    وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به وإن أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره اهـ (جامع الرسائل لابن تيمية:1/195)
    ومن هذه الألفاظ المجملة لفظ : الجسم.
    يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

    هو من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل. فإن أريد بالجسم الشيءُ المُحْدَثُ المركَّب المفتقرُ كلُّ جزء منه إلى الآخر، فهذا ممتنع على الرب الحي القيوم. وإن أريد بالجسم ما يقوم بنفسه ويَتَّصِف بما يليق به، فهذا غير ممتنع على الله تعالى، فإن الله قائم بنفسه متصف بالصفات الكاملة التي تليق به. لكن لما كان لفظ الجسم ..... بالنسبة إلى الله صار إطلاقُ لفظِه نفياً أو إثباتاً ممتنعاً على الله.(فتح رب البرية بتلخيص الحموية بتصرف



    2_ سبب إطلاق أهل البدع للألفاظ المجملة
    والأسباب قد تكون كثيرة إلا أننا نذكر هنا ما ذكره أهل العلم.
    فقد استعمل بعض الجهمية ألفاظا مجملة , لماذا ؟

    لأنه لا يستطيع أن يأتي إلى الناس رأسا ويقول لهم : ليس لله يد، فجاء بألفاظ مجملة ونزه الله عنها، وجعل تنزيه الله عنها أصولا كلية عند هؤلاء، ثم توصل إلى إنكار الصفات من خلال ذلك، حيث جاء بلفظ الجسم والحيز والجهة، فقال مثلا: هل الله جسم؟ فاخذ يقرر أن الله ليس بجسم ولا يوصف بالجسمية، فلما قرر ذلك ومكنه من نفوسهم اخذ يقرر فيهم ما يريد فقال: لو أثبتنا لله اليد أثبتنا له الجسمية ولو أثبتنا له الجسمية شبهناه بخلقه ومن ثم غرس فيهم تعطيل الصفات. اهـ (راجع: التحفة السنية في شرح الحائية)




    3_ خطورة إطلاق الألفاظ المجملة في العقيدة
    · بسبب الألفاظ المجملة حصل الاختلاف بين الناس حتى أحدهم لا يفهم ما يقول

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    فإن كثيراً من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة، حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها، ولو سئل كل منهما عن معنى ما قاله لم يتصوره فضلاً عن أن يعرف دليله، ولو عرف دليله لم يلزم أن من خالفه يكون مخطئاً بل يكون في قوله نوع من الصواب، وقد يكون هذا مصيباً من وجه، وقد يكون الصواب في قول ثالث. اهـ (جامع الرسائل"1/195)
    · هذا من عمل أهل البدع لإبطال الحق كما سبق معنا في النقطة الثانية.

    ونزيد على ما سبق
    قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله:

    فَكَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ لَا يُعْدَلَ عَنِ الْأَلْفَاظِ الشَّرْعِيَّةِ نَفْيًا وَلَا إِثْبَاتًا ، لِئَلَّا يَثْبُتَ مَعْنًى فَاسِدٌ ، أَوْ يُنْفَى مَعْنًى صَحِيحٌ . اهـ (شرح ابن أبي العز الحنفي على العقيدة الطحاوية)
    · أن الأصل المتقرر عند أهل السنة والجماعة عدم تجاوز الكتاب والسنة وهذا تجاوز واضح.

    · إطلاق الألفاظ المجملة إيهام لمعاني فاسدة

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومنشأ هذا أن لفظ الغير يراد به المغاير للشيء، ويراد به ما ليس هو إياه، وكان في إطلاق الألفاظ المجملة إيهام لمعاني فاسدة. ويراد به ما ليس هو إياه (جامع الرسائل لابن تيمية:1/31





    4_ متى نستعمل هذه الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة
    قال ابن أبي العز رحمه الله:

    وَأَمَّا الْأَلْفَاظُ الَّتِي لَمْ يَرِدْ نَفْيُهَا وَلَا إِثْبَاتُهَا فَلَا تُطْلَقُ حَتَّى يُنْظَرَ فِي مَقْصُودِ قَائِلِهَا : فَإِنْ كَانَ مَعْنًى صَحِيحًا قُبِلَ ، لَكِنْ يَنْبَغِي التَّعْبِيرُ عَنْهُ بِأَلْفَاظِ النُّصُوصِ ، دُونَ الْأَلْفَاظِ الْمُجْمَلَةِ

    · إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ

    · مَعَ قَرَائِنَ تُبَيِّنُ الْمُرَادَ

    وَالْحَاجَةَ مِثْلُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ مَعَ مَنْ لَا يَتِمُّ الْمَقْصُودُ مَعَهُ إِنْ لَمْ يُخَاطَبْ بِهَا ، وَنَحْوُ ذَلِكَ اهـ (شرح الطحاوية لابن أبي العز)

    جمعه :
    أبو سهيلة حسين بن علي البلوشي عفا الله عنه بتصرف

  2. افتراضي

    مذهب اهل السنة في الالفاظ المجملة المبتدعة هو التوقف و الاستفصال

    الجسم من الصفات التي لم يأت الكتاب والسنة بنفيها أو إثباتها

    رقم الفتوى: 53925
    التصنيف: منهج السلف في الأسماء والصفات




    فضيلة العلماء إكراماً وإجلالا أقدم لحضرتكم سؤالي، اهدوني إلى الصراط المستقيم إن بعض أصدقائي يقول إن إثبات الجسمانية لله تعالى كفر لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ولا يمكن رؤيته لأن الجسم ضروري للرؤية، لهذا لا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة والله تعالى نور والنور أيضا لا يمكن رؤيته إلا بجسم آخر؟








    الإجابــة


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فاعلم أن الذي عليه السلف ودلت عليه النصوص أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة،
    بل ذكر العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه لكتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة أن رؤية الإنسان ربه في الدنيا
    مستحيلة لنقص حياة البشر حينئذ،
    ولذلك لما قال موسى عليه السلام: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ.

    جاء الجواب من رب العزة تبارك وتعالى: لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي.... {الأعراف:143}،
    أما رؤية الله في الآخرة فهي واقعة -إن شاء الله- لا محالة، وقد أجمع على ذلك السلف، ودل على ذلك الكتاب والسنة،
    فمن الكتاب قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23}،

    ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: أسألك لذة النظر إلى وجهك...
    وهو جزء من حديث رواه النسائي وغيره عن عطاء بن السائب عن أبيه وصححه الألباني.

    ومعلوم أن حياة البشر يوم القيامة أكمل من حياتهم في الدنيا حيث لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم،
    وننبه هنا إلى أمر مهم جداً ذكره الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاويه حيث قال رحمه الله:
    ولكن رؤيتنا لله -عز وجل- لا تقتضي الإحاطة به لأن الله تعالى يقول "ولا يحيطون به علما"
    فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علماً - والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية -
    دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية، ويدل لذلك قوله تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ
    وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ. فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله عز وجل أعظم من أن يحاط به، وهذا الذي ذهب إليه السلف.
    انتهى.

    واعلم أن المرء إذا جاءه الحق عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب عليه أن يسمع ويطيع،
    قال الله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور:51}،
    أما أن يخوض بعقله ورأيه في دين الله فلا يجوز بحال؛ بل قد يؤدي به ذلك إلى الكفر والضلال أعاذنا الله وإياك من ذلك،
    قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.

    أما بخصوص القول المذكور في سؤالك، وهو أن الله تعالى لا يمكن رؤيته لأن الجسم ضروري للرؤية، أو لأنه نور، والنور لا يمكن رؤيته إلا بجسم آخر.
    فهذا قول باطل ظاهر البطلان، وهو يستلزم نفي أسماء الله تعالى بل وصفاته وأفعاله وكل شيء ثابت له سبحانه،
    لأننا إذا أردنا أن نثبت له سمعاً أو بصراً أو حياة على سبيل المثال فسيستلزم ذلك -حسب قوله- أن يكون له جسم،
    وبالتالي لا بد من نفي ذلك عنه، تعالى عما يقولون علوا كبيراً، وحقيقة أمر هؤلاء
    - وهم الذين ينفون ما ثبت لله تعالى بزعم أنه يستلزم إثبات الجسم له سبحانه -
    أنهم يعبدون عدما -والعياذ بالله- لأنهم يعطلون الله تعالى عن كل ما هو ثابت له،

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى:
    فإن نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فانف الأسماء بل وكل شيء لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم.
    انتهى.

    وهذا قليل من كثير مما أجاب به شيخ الإسلام عمن يقول بمثل هذه الأقوال الباطلة.
    واعلم أن الجسم من الصفات أو الألفاظ التي لم يأت الكتاب والسنة بنفيها ولا إثباتها، فإن أراد به مثبته معنى صحيحاً وافقناه على ذلك المعنى الصحيح، ولم نوافقه على استعمال ذلك اللفظ وإلا فلا، والأولى الإعراض عن هذا اللفظ على كل حال،

    فقد قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: ا
    لكلام في وصف الله بالجسم نفياً وإثباتاً بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها: إن الله ليس بجسم كما لم يقولوا:
    إن الله جسم؛ بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك، فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعاً كثيراً،
    فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيهه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب
    جسماً من جنس المخلوقات فهو أعظم من المبتدعة ضلالاً؛ دع من يقول منهم: إنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقول عنهم.

    إلى أن قال رحمه الله تعالى: وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ماجاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه
    من الألفاظ المجملة، وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه...
    انتهى.
    والله أعلم.







    إسلام ويب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء