بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق

=الدعاء في صلاة الفجر بين مؤيد ومعارض =
هناك من ينكر على من يقنت في صلاة الفجر فعله بل ربما وصفه بأنه مبتدع لذلك علينا أن نوضح آراء السادة الأئمة في
هذا الأمر حتى لا تتسع هوة الخلاف بين المسلمين :-
أولا :-يرى مشروعية الدعاء في صلاة الفجر كثير من أهل العلم كالمالكية والشافعية
=واستدلوا بالآتي
1/ عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر والمغرب.
2/ عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر.
3/ عن عبد الله بن معقل قال: قنت في الفجر رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو موسى
4\عن أنس أنه قال ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتنت في الغداة حتى فارق الدنيا
=قال مالك في القنوت في الصبح: كل ذلك واسع قبل الركوع وبعد الركوع، وقال مالك: والذي آخذ به في خاصة نفسي قبل الركوع. انتهى
وقال الإمام الشافعي في الأم: ولا قنوت في شيء من الصلوات؛ إلا الصبح إلا أن تنزل نازلة فيقنت في الصلوات كلهن إن شاء الإمام. انتهى
ثانيا :-مذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل أنه لا يشرع القنوت في صلاة الفجر
واستدلوا بالآتى
=أن أبا مالك الأشجعي، قال: قلت لأبي: «يا أبت، إنك قد صليت خلف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، هاهنا في الكوفة نحوًا من خمس سنين، أكانوا يقنتون؟ قال: أي بني، محدث» ، قال الترمذي: هذا حديث حسن.
=وعن أنس: «أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قنت شهرًا يدعو على حي من أحياء العرب، ثم تركه» . رواه مسلم،
((وقالوا ))
فإن نزل بالمسلمين نازلة فللإمام القنوت في صلاة الصبح بعد الركوع، اقتداء برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لما روى أبو هريرة «أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان لا يقنت في صلاة الفجر إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم» ، رواه سعيد في سننه
===احترام الأئمة لرأى الآخر===
وانظروا إلى الأئمة الذين يعرفون مقدار الاتفاق، فقد كان الإمامُ أحمدُ رحمه الله يرى أنَّ القُنُوتَ في صلاة الفجر بِدْعة، ويقول: إذا كنت خَلْفَ إمام يقنت فتابعه على قُنُوتِهِ، وأمِّنْ على دُعائه، كُلُّ ذلك مِن أجل اتِّحاد الكلمة، واتِّفاق القلوب، وعدم كراهة
=وَورد عَن الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله أَنه زارقبر الإِمَام أَبَا حنيفَة بِبَغْدَاد قَالَ فأدركتني صَلَاة الصُّبْح وَأَنا في مسجده فَصليت الصُّبْح وَلم أَجْهَر بالبسملة ولاقنت حَيَاء من أبي حنيفَة
الجواهر المضية في طبقات الحنفية المؤلف: عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي، الناشر: مير محمد كتب خانه - كراتشي
2/433 بعضنا لبعض
==تتمة ==
فعلى جهلة هذه الآيام أن يتعلموا فقه الخلاف
والله المستعان
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم