بعض الأحكام الدينية غير مُقتنع بها. أعمل ايه؟

للإجابة على النقطة دي لازم أفكرك ببعض النقاط اللي كلنا متفقين عليها بس الشيطان بينسيهالنا.

أولاً: العقل البشري أثبت محدوديته في كل التجارب اللي خاضها وإن طول الوقت فيه مساحة للازدياد من المعرفة وتحسين القرارات. وحضرتك نفسك في كتير من القرارات اللي أخدتها لُمت نفسك بعدها لما اتضح لك تبعات قرارك وقلت لو كنت أعرف كذا كان قراري هيختلف.

ثانياً: عقول البشر متفاوتة في الحكم على الأشياء نتيجة أمور كثيرة منها قدرات خلقية ومنها تراكمات معرفية تخضع للبيئة المحيطة والدراسات والتربية وغيرها. بل إنك تجد في البيت الواحد آراء مختلفة قد تصل للتضاد.

ثالثاً: لكي تحكم على صحة حكم أو قرار لابد لك من أن تصل لدرجة علم وإدراك من حكم به أو قرره. وهاديك مثال، حضرتك لو مادرستش طب وجالك فيروس معين بتعمل ايه؟ بتستخدم عقلك في البحث عن أفضل دكتور متخصص في علاج المرض ده. وبعد ما توصل له دور عقلك بينتهي وبتسلم لكل اللي بيقوله. بيمنعك من أكل معين بتقول حاضر. بيكتبلك علاج معين بتقول حاضر وأحيانا بتبقى عارف إن العلاج ده ليه أعراض جانبية شديدة لكن بتلتزم لأنك اتأكدت الأول إن ده دكتور شاطر عارف هو بيعمل ايه. وبيزداد تسليمك لكلامه كلما وثقت في علمه وأمانته. نفس الكلام بالظبط لما نيجي للدين. عقلك ليه دور مهم جدا في البحث عن الدين الحق والاقتناع بصدق الرسالة، بعدها عقلك لا يمكن يكون حاكم على صحة أو حكمة بعض الأحكام الفرعية لأنك لا شك علمك وحكمتك ليس لهم أي وزن مقارنة بعلم وحكمة الخالق عز وجل. ده مش معناه إنك ماتحاولش تجتهد وتبحث وتستعن بالله إنه يفتح عليك ويفهمك. لكن قطعاً عقلك القاصر الذي تعترف أنت بقصوره لن يصلح ليكون حاكماً على من أقررت أنت له بالعلم المطلق والحكمة المطلقة.