بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد

*****
ورد الحديث الدال على طعن الشيطان لبني آدم عند الولادة، في الصحيحين من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان غير مريم، وابنها. ثم يقول أبو هريرة: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {آل عمران:36}.
ما يستفاد من الحديث
1- أن الشيطان يبدأ رحلته مع ابن آدم منذ ولادته
2- الحديث دال على أن هذا الأمر عام في بني آدم إلا من استثني، وهما عيسى، وأمه عليهما السلام، فيجب الإيمان بذلك، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم نجد من أهل العلم من حمل ذلك على الغالب، بحيث يستثنى غير من ورد بهما الحديث.
3-قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال القرطبي: هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط, فحفظ الله مريم، وابنها ببركة دعوة أمها
4-والمقصود بإيراد أبي هريرة -رضي الله عنه- للآية ((وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {آل عمران:36}.))بيان أن الله تعالى حفظهما ببركة هذا الدعاء.
5- قال تعالى ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)))سورة فاطر والمعنى يقول:الله ان الشيطان عدوكم فأنـزلوه من أنفسكم منـزلة العدو منكم واحذروه بطاعة الله واستغشاشكم إياه حذركم من عدوكم الذي تخافون غائلته على أنفسكم، فلا تطيعوه ولا تتبعوا خطواته، فإنه إنما يدعو حزبه، يعني شيعته ومن أطاعه، إلى طاعته والقبول منه، والكفر بالله ( لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) يقول: ليكونوا من المخلدين في نار جهنم التي تتوقد على أهلها.