التقيت شابا قبل أيام، فاشتكى من انتشار الإلحاد على الشبكة، فنصحته أن يهجر مواقع الملاحدة خاصة صفحات الفيسبوك، ودللته على المنتدى فوجدته يعرفه، ثم استطرد: لكن لا بد من الرد على الملاحدة... فعدت أنهاه عن تكثير سوادهم، فلم يجد معه كلامي شيئا.
ثم ذكر لي أن الدعي عدنان إبراهيم صاحب ردود.قوية على الملاحدة، فنبهته على طوامه، وحين استرسلنا في الحديث اكتشفت أن طعن هذا الفتان في الإمام البخاري قد أثر فيه. نصحته أن ينهل من القرآن فإنه الهدى والنور، فمن اتبعه إهتدى وسعد ومن أعرض عنه ضل وشقي، لكن يبدو أن الفتنة بالدخول على مواقع الجرب والجذام عظيمة جدا!
فوا عجبا لهؤلاء المبطلين كيف تكاثفت جهودهم وألقوا شباكهم وزوقوا طعومهم، ثم واعجبا لشباب المسلمين كيف يهرولون إليهم في سذاجة، ولا يلتفتون لنصح ناصح. فهل يفهم أمثال هذا أنه يوشك أن ينضم لنادي المنتكسين وفريق المرتدين فيأتي سذج آخرون ليردوا علبه، فسرعان ما ينسلخون هم أيضا عن دينهم؟ هكذا يدور كثيرون في دوامة مهلكة.
اهجروهم شهرا لتروا حجمهم الحقيقي! أما الرد فلا بد له من عدة: يحتاج من أراد أن يحاور إحدى تلك الدواب الهجينة إلى لجام من نوع متين، وهذا اللجام يوجد مثلا هنا في منتدى التوحيد بيد الأشراف من أهل الإشراف، لكن لا تقتحم على الدواب الزريبة وتخض في الأرواث والأبوال، فإنك ستؤذي نفسك وتتنجس ثيابك ويسود قلبك.
الرد على أهل لإلحاد أهون مما تتصورون، لكن الإشكال في منهج وفقه الذي يتصدى لذلك.
الإلحاد مذهب الشكاكين يقوم على انتقاء بذور الشك وزرعها في العقول الساذجة التي لم تستضئ بنور الوحي.
حين تتبع الملحد في متاهات هلاوسه وألاعيبه الكلامية فاعلم أنه استدرجك إلى منصة عروضه البهلوانية!
واعلم انك لن تظفر بشيء يحسم النزاع، لأن الملحد لن يناقش موحدا إلا نادرا في القضية العظمى التي ينكرها: قضية الألوهية. وإن فعل فهو مهزوم لا محالة ما دام محاوره على هدى من ربه مقتفيا سبيل من سلف من الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وختاما اهمس في اذن كل من ابتلي بهؤلاء الأغمار منتكسي الفطر سفهاء الأحلام:
( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة: 1-2
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم...) الإسراء: 9
(ولا ياتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) الفرقان: 33
فهلا اتخذته إماما وحجة في مقارعتك لأهل أخس ملة، أهل الإلحاد الشكاكين دهرية آخر الزمان؟
يا من ابتلي بهذه البلية وأدمن الخوض مع القوم في خوضهم وألفت أذناه سماع زندقتهم فقسا قلبه وأظلمت نفسه:
ها قد جاءك رمضان فاغتنمه وتب وأخلص وأصلح واجعل القران أنيسك وجليسك وسميرك ومستشارك.
إنه هدى ونور وموعظة وشفاء لما في الصدور، فكل ما يشغلك عنه مشؤوم، لا تفرط في حظك من كلام الله، فإنه حظك من الله!
ولو انتفعت بنصيحتي فإنك ستجد الحياة الطيبة والقلب السليم، وإن قدر لك بعدها أن تناظر أحدا من أولئك المنتكسين فإنه لن يصمد أمام النور والبرهان الذي في صدرك.
اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا
وكتبته من جوال صيني يظن نفسه سيبويه، كلما كتبت كلمة اقترح علي غيرها، والكتابة صغيرة، فإذا وقعت أعينكم على كلمة مستغربة فالعتب علىيه هداه الله
ا
Bookmarks