بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
===رمضانيات ==
السؤال: من سافر بوسائل النقل المريحة هل يشرع له الفطر في رمضان؟
الإجابة: يقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة من الآية: 185]، فأباح الله الفطر في السفر إباحة مطلقة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته» [2]، والفطر في السفر سُنة كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. ولكن إذا علم بأن فطره في السفر سيثقل عليه القضاء فيما بعد، ويكلفه في المستقبل، ويخشى أن يشق عليه فصام ملاحظة لهذا المعنى فذلك خير، ولا حرج فيه سواء كانت وسائل النقل مريحة أو شاقة لإطلاق الأدلة.
شروط اباحة الفطر في السفر ==
من أراد أن يترخص بالفطر في رمضان بسبب السفر، لا بد أن يتحقق في سفره شروط أربعة:
1- أن يكون سفره طويلا يزيد على (81/كم).
2- أن يكون سفرا مباحا أو سفر طاعة، وليس سفر معصية.
3- أن يشرع في السفر قبل صلاة الفجر، أما إذا دخل عليه وقت الفجر ولم يبدأ بالسفر بعد فلا يجوز له الإفطار ذلك اليوم، ولكن يجوز له الإفطار في الأيام التالية إذا انطبق الشرط الرابع.
4- أن لا يقيم في المكان الذي سافر إليه أربعة أيام فأكثر غير يومي الدخول والخروج، فإن نوى الإقامة أكثر من ذلك فلا يجوز له الترخص بالفطر إلا في الطريق، أما إذا وصل البلد فلا يفطر لأنه لا يعد مسافرا، بل هو مقيم.
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: "من قدم مصرا - أي: بلدا- وهو مسافر مفطر فإنه يسعه من الفطر به ما لم يُجمِع - أي: ينو- مقام أربعة أيام" انتهى. انظر: "أسنى المطالب" (1/237). والله أعلم