بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد

==فضل المحافظة على الصلاة ==
*****************************
هناك فضائل كثيرة للمحافظة على الصلاة منها ما يلي
1- من ثواب الصلاة وفضلها أنها طهارة للعبد من خطاياه، فهي تمحو هذه الخطايا وتغسلها، يقول : ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
2-ولقد وعد الرحمن عز وجل مقيم الصلاة بأنه لا يخاف ولا يحزن فقال عز من قائل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:277]، كما وعدهم سبحانه بأن لا يضيع أجرهم، بل يحفظه لهم كما حفظوا صلاتهم وحفظوا أوامر الله عز وجل، يقول سبحانه: وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف:170]
3-ومن ثواب الصلاة وفضلها أنها منجاة للعبد من النار، فمداومة الصلوات والمحافظة عليها تنجي صاحبها من النار التي توعد بها الله سبحانه وتعالى تاركي الصلاة والساهين عنها، وفيه تبرئة لهذا المصلي من النفاق، عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: ((من صلى أربعين يوما الصلوات في جماعة لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له برائتين: براءة من النفاق وبراءة من النار)) أخرجه الترمذي، كما يقول في الحديث الذي رواه مسلم عن عمارة بن رويبة: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) يعني الفجر والعصر.
4-أن الله سبحانه وتعالى يظله بظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، وأكرم بها من منزلة عالية وتكريم عظيم في ذلك اليوم العصيب الذي تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق، ويغرق الناس في عرقهم كل حسب عمله، ويصيبهم كرب شديد وعناء كبير، في هذه الظروف تُكرَّم ـ يا عبد الله، يا من ترتاد المساجد وتصلي فيها ويهفو قلبك إليها ـ تكرَّم بكرامة عظيمة بأن يظلك الرحمن بظلّه، فتنجو من هذا الكرب الذي يلقاه الناس ويعانونه، يقول : ((سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد)) أخرجه البخاري
5-ومن ثواب المحافظ على الصلاة دخول الجنان والتنعم بنعيمها المقيم الدائم، فالله سبحانه وعد أهل الصلاة والمحافظين عليها أن يدخلهم ومن صلح من ذرياتهم وآبائهم وأزواجهم جنات عدن التي أعدها للصالحين من عباده يقول سبحانه: وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:22-24]، ويقول فيما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة: ((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح)).
6-كما وعد سبحانه المصلين بالليل والناس نيام القائمين بين يديه بالأسحار الذين يناجونه في هدأة الليل وحلكة الظلمة ونومة العيون وخفوت الأصوات، وعدهم بغرف أخروية غير غرف الدنيا الفانية، ونعيم غير نعيمها الزائل، يقول فيما أخرجه ابن حبان من حديث أبي مالك الأشعري: ((إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام)).
7-ومن أعظم ثمرات الصلاة وجوائزها أنها من أهم الأمور التي تؤهل المسلم إلى رؤية الله سبحانه في الآخرة، هذه الرؤية التي يفوق نعيمها كل نعيم في الجنة، يقول في الحديث المتفق عليه والذي رواه جرير بن عبد الله: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا))
8-وصلاة العشاء والفجر حاضر في المسجد بهما فضل عظيم عن سهل الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) أخرجه ابن ماجة وابن خزيمة.