بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد

==رَبُّ رمضان هو ربُّ سائر الشهور))
****************************** ***
لا يمل الصائم ولا يكل من صنوف الطاعات التي قد لم يكن له قبل رمضان نصيب منها - إلا من رحم ربي - فتجده في شهر رمضان يشد مئزره.. ويجاهد هواه وشيطانه...
فيردع كل محاولة شيطانية تخرم في إيمانه.. ويقمع كل خاطرة شهوانية تضعف أجر صيامه وقيامه.. فلا تنازل ولا هوادة مع كل خاطرٍ يأتي من هذا القبيل.. وكم هو والله أروع من الرائع هذا الشعور وهذه الروح..
ولكن الأمر العجيب الذي لا بد من وقفة جادة معه؛
****************************** *********
هو أن هذه الروح سرعان ما يخبو لهيبها مع أول أيام عيد الفطر المبارك.. فقد تضيع صلاة الفجر في ذلك اليوم؛ فذلك أول شَرَك نصَبه الشيطان قد وقع فيه ذلك الرجل المهزوم..
ليس هذا فحسْب، بل إن الأمر ليشمل مدىً أكبر من هذا، فتجد ذلك الصائم القائم قارئ القرآن.. ليس له من ذلك كله حظ ولا نصيب بعد رمضان.
فالذي كان يصلي في اليوم أحد عشر ركعة على أقل تقدير: في صلاة التراويح والقيام، لم يعد يستطيع أن يجاهد نفسه على ثلاث ركعات، وإن شئت فقل: ركعة واحدة بعد رمضان..
ذلك الذي ختم القرآن في شهر لم يعد يطيق قراءة خمس صفحات من كتاب الله تعالى بعد رمضان.. ذلك الذي لم تفته صلوات النوافل التراويح والقيام) أصبح يضيع الفرائض والمكتوبات، فالله المستعان وعليه التكلان..
فاعلموا أنّ رَبَّ رمضان هو ربٌّ شوال وسائر الشهور والأيام.. وفضل الله تبارك وتعالى واسع في سائر الأيام..
ومواسم الخيرات والطاعات في سائر الشهور والأعوام، فلا يصيبنك الشيطان في مقتل.. وإياك والنكوص عما كنت عليه في هذا الشهر المبارك..
فلا يظفر منك الشيطان أخي الصائم بشيء.. واستعن بالله وعليه فتوكل..