النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: إلى من يقول نكتفي بالوحي ولا نأخذ بكلام العلماء (ردا على شبهة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي إلى من يقول نكتفي بالوحي ولا نأخذ بكلام العلماء (ردا على شبهة)

    تعليقا على قول أحد الإخوة - في الفيس - الذي اعتبر أن في الإستدلال بكلام العلماء (ابن تيمية أو غيره) تقديما على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الاستغناء بهما وهو قول من الخطورة بمكان وخطورته لا تخفى على من يعلم شر محدثات الأمور وهو يلي إنكار السنة والطريق إليه حتما بعد أن أن تظافرت الجهود في رد كيد أعداء السنة وفضح جهالاتهم صار البعض يغرر بهكذا كلام معسول وقد وجب الرد عليه وبيان عواره.
    وهذا نص كلام الأخ هداه الله ومن ثم الرد عليه :

    لماذا نقدم كلام العلماء على كلام الله ورسوله؟ السنا. مجحفين في حق الله ورسوله لمادا نستشهد بكلام الشيوخ والعللماء وعندنا الكتاب وسنه؟ اليس هذه نصرانية وتبعية بغيضة وضلال حسبي الله ونعم الوكيل؟

    في الصدر الأول كاتب الخلفاء الراشدون وهم أعلم الناس بالقرآن والسنة من يليهم بكتب ورسائل بعضها طويل وربما خلا بعضها من آية أو حديث لكنها بالتأكيد مشتملة كلها على ما أوتوه من فقه واسع بالكتاب والسنة ولم يفهم أحد من أهل الإسلام قط أن في العمل بمقتضى مكاتباتهم ورسائلهم تلك ما يسقط أولية المصدر الذي ينهلون منه جميعا قيد أنملة ولكن علمت الأمة من أولها إلى آخرها أنما هو فقه وفهم في الكتاب والسنة يؤتيه الله من يشاء من خاصة عباده وعلى رأسهم العلماء الربانيون الذين أشربوا في قلوبهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهم يجرون مجراهما ويدورون مدارهما ومع ذلك لا نقول بعصمة أحدهم بعد النبي عليه السلام ففقهه مقدم على كل فقه وهديه خير الهدي كما نعتقد بالأساس أن كلام الله مقدم على كل كلام وكل فقه لأنه أصدق الحديث من حيث الكمال والتمام وهذا جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. مسألة أخرى هي في معنى قوله عليه السلام " العلماء ورثة الإنبياء " وهي عن خصوصية العلماء فهم ليسوا وحسب أوعية للعلم مثل الكمبيوترات والشرائط لا تعي ما تحمله ولا تهضمه ولا تستطيع أن تنزل كل حرف منه أو معنى منزلته .. هذا باختصار هو دور العلماء هو الفهم عن الله ورسوله ومن سبقهم بالعلم والفهم والهدى عن الله ورسوله وتنزيله على أنفسهم وثم على أرض الواقع بحكمة يؤتيهم الله إياها بنور يقذفه في قلوبهم وعقولهم وهي التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا وهي أشبه بحكمة لقمان الذي لم يذكر في الأنبياء. ثم لا يعقل ولم يرد أصلا في الكتاب والسنة إلزام لأحد خاصة أهل العلم بأن يتقيد في كل ما يتلفظ به بقال الله قال رسول الله فيتجرد من كل كلام حتى كلام نفسه، الذي ثبت هو أن يقول الإنسان التي هي أحسن ويقول خيرا أو يصمت فلا يقول سوءا والسوء معلوم بما جاء في الوحي مفصلا فليس ثم حرج والحمد لله لأن المطلوب وما أمرنا به ليس أن نكف عن الكلام إلا بما قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أن يكون كلامنا كما هو فعلنا طاعة لله وفي مرضاته وعلى سنة رسوله لا نخالفهما ما استطعنا فلو كان الأمر على تلك الشاكلة وعطلنا فهم وفقه وحكمة العلماء واستيعابهم لمعاني الوحي بشموليتها لركن كل منا لفهمه الخاص ولضاع قوام الدين ولم تعد له حصانة وهذا بالفعل ما حدث لما تخلى الناس عن تعلم العلم من أهله والتمسوه عند العامة وعند كل رويبضة يضرب الآيات والأحاديث بعضها ببعض ولا يفرق بين ناسخ ومنسوخ ولا بين عام وخاص ولا بين مقيد ومطلق ولا بين صحيح وضعيف .. وبالرجوع لابن تيمية رحمه الله فلا يجوز الحكم على كلام أحد بعيدا عن معرفة قدره ومنزلته في العلم والدين والفضل على سائر المسلمين .. وأيضا لا يجوز أن يؤخذ مقطع من كلامه على أنه كل كلامه ولا يلتفت إلى ما قبله وبعده ولا عن مقاصده ولا حتى عن محمله اللغوي والبلاغي إن كان تقريرا أو إخبارا أو إسقاطا وتحليلا للواقع أو جمعا بين مجموع من النصوص كما هو دأب المجتهدين من علماء الإسلام ومنهم بن تيمية في تقرير القواعد الجامعة والأصول العامة التي نعتبرها معالم للمنهج منهج أهل السنة في مقارنة بينه وبين مناهج الفرق المبطلة .. أما أنه يجب أخذ كلام عالم بطوله للحكم عليه لا اقتطاعه من سياقه فمعلوم أن شيخ الإسلام من أكثر العلماء استدلالا بل توثيقا لكلامه بنصوص الكتاب والسنة لذلك قلما يزل في فقه أو فهم أو فتوى رحمه الله .. وهاك الكلام بطوله من مصدره على الأقل بالتنبيه للأسطر التي سبقت كلامه فوق وبيان أنه احتج فيها بكلام الله تعالى على ما يقول : وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لايعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم والله تعالى يغفر لهم بالتوبة ويرفع بها درجاتهم ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب قال تعالى والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم مايشاءون عند ربهم وذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذى عملوا ويجزيهم أجرهم باحسن الذى كانوا يعملون وقال تعالى حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم فى أصحاب الجنة ولكن الأنبياء صلوات الله عليهم هم الذين قال العلماء إنهم معصومون من الإصرار على الذنوب فأما الصديقون والشهداء والصالحون فليسوا بمعصومين وهذا فى الذنوب المحققة وأما ما اجتهدوا فيه فتارة يصيبون وتارة يخطئون فإذا إجتهدوا فأصابوا فلهم أجران وإذا اجتهدوا واخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم وخطؤهم مغفور لهم وأهل الضلال يجعلون الخطأ والاثم متلازمين فتارة يغلون فيهم ويقولون إنهم معصومون وتارة يجفون عنهم ويقولون أنهم باغون بالخطأ وأهل العلم والايمان يعصمون ولا يؤثمون. انتهى كلامه رحمه الله. وبالله التوفيق أخي
    التعديل الأخير تم 06-15-2018 الساعة 09:29 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء