أعوذ بالله السّميع العليم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله ربّ العالمين ..
الحمد لله .. ثمّ الحمد لله .. ثمّ الحمد لله .. إلى ما شاء الله جلّ في علاه ..
الحمد لله الّذي أعانني على أن أكتب هذا الحمد .. حمدا يفوق العدد مهما عظم وطال العدّ ..
وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له .. برهان وجوده حتميّ قاطع .. يقينيّ ساطع .. على جميع كيان المؤمن به .. وأعماق سرّ قلب الملحد المتكبّر الجاحد به ..
وأشهد أنّ محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب صلّى الله عليه وسلّم هو عبد الله ورسوله .. صاحب أشرف نسب .. وأطهر لبّ .. وأصفى قلب .. خير خلق الله جميعا باصطفاء مطلق الحكمة من الله صاحب الحكمة المطلقة عالم جميع الغيب.. فهو بدر التّمام .. الّذي خلقه الصّدق التّامّ .. ومسك الختام من رسل الله ذي الجلال والإكرام .. وسيّد الأنام .. عليه أفضل الصّلاة والسّلام .. وإن رغمت أنوف أعدائه اللّئام .. الّذين يتقيّئون الكلام .. أشدّ إرغام ..
وبعد ..

فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة القلم ببيان عظيم في أثره .. معجز في قصره ..
"ن والقلم وما يسطرون .. ما أنت بنعمة ربّك بمجنون .. وإنّ لك لأجرا غير ممنون .. وإنّك لعلى خلق عظيم" ..
آيات قصيرة كمّ الكلمات .. عظيمة أثر الدّلالات .. آيات في قرآن كريم مضى على نزوله أربعة عشر قرنا .. فدانت لدين الإسلام أمم .. مئات الملايين ..
فنحن أمام خيارات واضحة ..
إذا كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كاذبا في دعوته أو مجنونا فلماذا كلّ هذه الثّقة والّتي هي ليست عمياء والدّليل الأثر العظيم جدّا للإسلام بعد مرور أربعة عشر قرنا من الزّمان ..
من عادة عظماء التّاريخ الّذين يتركون أثرا طويلا جدّا أنّهم يراجعون أفكارهم وينقّحونها أوّلا بأوّل ..
لكنّنا نجد في بداية القرءان الكريم ".. فأتوا بسورة من مثله .." ثمّ "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا" .. وبالتّالي لو كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كاذبا (حاشاه) لذهبت هذه "الثّقة العمياء" في خبر كان ..
لكنّنا نجد هذا الأثر العظيم جدّا للإسلام بعد أربعة عشر قرنا ..
ثمّ هل يمكن أن يكون الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كاذبا(حاشاه) .. وهو الّذي فوق هذا الأثر العظيم جدّا الّذي تحدّثت عنه .. فوق هذا أنزلت عليه الآيتين العظيمتين الموجزتين في سورة الإسراء ..
"وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .. وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا" ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
ومن الجدير بالذّكر أنّني لاحظت في هاتين الآيتين لطائف عدديّة أرى ذكرها من باب الأمانة العلميّة ..
الآية الكريمة "وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" عدد أحرفها يساوي 56 وعدد كلماتها يساوي 14 فنلاحظ قابليّة قسمة عدد الأحرف على عدد الكلمات ويكون النّاتج أربعة..
وكذلك الآية الكريمة "وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا" عدد أحرفها يساوي 36 وعدد كلماتها يساوي 9 فنلاحظ قابليّة قسمة عدد الأحرف على عدد الكلمات ويكون النّاتج أيضا أربعة ..
ثمّ نأخذ النّصف الأوّل من الآية الأولى منهما ..
"وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق" ..عدد حروفه يساوي 32 وعدد كلماته يساوي 8 فنلاحظ قابليّة قسمة عدد الأحرف على عدد الكلمات ويكون النّاتج أيضا أربعة ..
ثمّ نأخذ النّصف الأوّل من الآية الثّانية منهما ..
"وقل جاء الحقّ وزهق الباطل" .. عدد حروفه يساوي 20 وعدد كلماته يساوي 5 فنلاحظ قابليّة قسمة عدد الأحرف على عدد الكلمات ويكون النّاتج أيضا أربعة ..
وأمر آخر نأخذ الجزء الّذي يتوسّط الآية الأولى منهما ..
"وأخرجني مخرج صدق" عدد حروفه يساوي 14 وهو نفس عدد كلمات الآية بأكملها "وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" ..
فسبحان الله .. كما قال الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم أنّ القرءان الكريم لا تنقضي عجائبه ..
لا تنسوني من الدّعاء لي في ظهر الغيب مكثرين من الدّعاء ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..