كانت زوجة لزيد بن حارثة، فلما طلَّقها زيد (وكان قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قبل تحريم التبني)، ثم نزل القرآن بتزوجه صلى الله عليه وسلم منها لهدف تشريعي: وهو رفع الحرج عن المؤمنين إذا أرادوا الزواج من مطلقات الأبناء بالتبني.
وفي ذلك نزل قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)[الأحزاب:37].
فأولئك إحدى عشرة سيدة تزوج بهن الرسول صلى الله عليه وسلم وبنى بهن، وتوفيت منهن اثنتان -خديجة وزينب أم المساكين- في حياته، وتوفي هو عن التسع البواقي‏. والحاصل أن زواجه صلى الله عليه وسلم كان لمصالح شرعية ودعوية، ومناسبات كريمة، ودواعٍ سامية، كتطييب الخواطر، وجبر المصائب، وتوثيق العلاقات لخدمة الإسلام، وبعضها بوحي من الله عَزَّ وجلَّ؛ وليس الداعي إلى ذلك مجرد الشهوة؛ لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا ولا صغيرة إلا عائشة- رضي الله عنها- وبقية نسائه ثيبات، ولو كانت شهوته تحكمه، لتخير الأبكار الصغيرات، وخاصة بعد أن هاجر وفتحت الفتوح، وقامت دولة الإسلام، وقويت شوكة المسلمين، وكثر سوادهم، ولعرف ذلك في سيرته أيام شبابه وقوته يوم لم يكن عنده إلا زوجته الكريمة السيدة خديجة بنت خويلد وهي تكبره سنًا، ولعرف عنه الانحراف والجور في قسمه بين نسائه وهن متفاوتات في السن والجمال، ناهيك عن أن تعدد الزوجات لم يكن خاصًا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل حدث مع بعض الأنبياء قبله."بتصرف من فتاوى اللجنة الدائمة" (19/171-173)
موقع مع الحبيب يشرح باختصار احداث السيرة النبوية