كل رسول من جنس ولسان المُرْسَل إليهم
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون كل رسول من جنس المرسل إليهم، وأن يكون بلسان قومه ليفقهوا كلامه، ويفهموا معانيه.
عِصْمِة وكَمِال الرُسل والأنبياء
يتصف الأنبياء والرسل بكمال العقل، وسلامة الفطرة، والصدق والأمانة، والعصمة من كل ما يشوه السيرة البشرية، وسلامة الأبدان مما تنبو عنه الأبصار، وتنفر منه الأذواق السليمة، وقد زكاهم الله في أنفسهم وأخلاقهم؛ فهم أكمل الناس خُلقًا، وأزكاهم نفوسًا، وأكرمهم يدًا، جمع الله لهم مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، كما جمع لهم الحلم والعلم والسماحة والكرم والجود والشجاعة والعدل؛ حتى تميزوا في هذه الأخلاق بين أقوامهم، فالرسل خيرة الله من خلقه، اصطفاهم واختارهم لحمل الرسالة وتبليغ الأمانة.
وقد اشتهر محمد صلى الله عليه وسلم في قومه بلقب "الصادق الأمين" قبل أن تتنزل عليه الرسالة وقد وصفه الله عزوجل بأنه على خلق عظيم.
بَشَرِية الرُسل والأنبياء
وهؤلاء الرسل والأنبياء على الرغم مما وَصفهم الله به من صفات سامية، إلا إنهم بشر يعتريهم ما يعتري سائر البشر؛ فهم يجوعون ويمرضون وينامون ويأكلون ويتزوجون ويموتون، ربما اضطُهِدوا أو قُتلوا أو أُخرِجوا من ديارهم، ولكن العاقبة والنصر والتمكين لهم في الدنيا والآخرة.
الطريق إلى السعادة