أعوذ بالله السّميع العليم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

.................................
أيا نفسي ألا تتأدّبين ...
مالي أراك مختالة تتكبّرين ...
ألم يخلقك الله تعالى من ماء مهين ..
أليس أصلك من طين ..
أليس أصلك من صلصال كالفخّار ..
صلصال سهل الانكسار ..
أما آن للكبر أن ينكسر ويحلّ بدلا منه التّواضع التّامّ المطلق لله الواحد القهّار ..
أليس أصلك يا نفسي من صلصال من حمأ مسنون ..
صلصال كريه الرّائحة ..
أما آن لك أن تستقيمي على التّواضع استقامة صادقة واضحة ..
أيا نفسي ألا تتأدّبين ..
ألم تكوني حينا من الدّهر لا شيء مذكورا ..
فمالي أراك تختالين غرورا ..
توبي إلى الله وسليه أن يرزقك من أنوار التّواضع نورا ..
وأبدلي تصعّر خدّك للنّاس سرورا ..
أيا نفسي ألا تتأدّبين ..
فأنا الّذي أتيت من اختلاط سائلين ..
وأنا الّذي خرج من مجرى البول لا مرّة بل مرّتين ..
وأنا الّذي حملته أمّه في بطنها تسعة أشهر ..
وأنا الّذي يذهب كلّ يوم إلى الخلاء مرّة أو مرّتين ..
أو أكثر ..
وأنا الّذي تحييه شربة ماء .. بل نسمة هواء .. اللّهمّ فلتغفر ..
وأنا الّذي تميته شربة ماء .. بل نسمة هواء .. اللّهمّ فلتغفر ..
وأنا الّذي أوّله نطفة مذرة .. وآخره جيفة قذرة .. وما بين ذلك بول وعذرة ..
فأسألك اللّهمّ في الآخرة العفو والمغفرة ..
وأنا الّذي يميتني الله اثنتين ويحييني اثنتين ..
وفي اللّحد سأدفن يوما فأتعفّن في أقلّ من يومين ..
فيا ربّ لو أنّك أحييتني آلاف السّنين لا أفعل إلّا عظيم القربات ..
ما وفّيت معشار نعمة العين ..
أيا نفسي ألا تتأدّبين ..
فأنا الّذي خرج من مجرى البول لا مرّة بل مرّتين ..
......................................
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..