من بلاغة القران الكريم :
عيسى عليه السلام ليس له قوم !
--------------------------------------

دقة لغوية متميّزة تتجلى في كتاب الله تعالى :
في قصص الأنبياء ؛
نجد أن كثيراً من الأنبياء خاطبوا قومهم بكلمة ياقومِ .
نوح عليه السلام يقول لقومه :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ } [الأعراف: 59].
وهود عليه السلام
يقول لقومه :
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ } [هود: 50].
وكذلك صالح عليه السلام يقول لقومه:
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ }[هود:61]
ولوط عليه السلام كذلك:
{ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ } [الأعراف:80]
وهكذا ؛
حال الأنبياء .
وموسى عليه السلام ينادي قومه في كثير من الآيات بقوله :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ } [البقرة: 54].
يقصد بني اسرائيل
وكما نعلم :
أن موسى أُرسل لبني إسرائيل..
ولكن :
ماذا عن عيسى وقد أُرسل إلى بني إسرائيل أيضاً ؟!
الحال :
يختلف مع سيدنا عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام .
فلا توجد أي آية في القرآن تجمع كلمة (عيسى) أو (المسيح) مع كلمة (قوم).. فكان يخاطبهم بقوله :
يا بني إسرائيل دائماً من دون أي ذكر للقوم !
يقول :
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }
[المائدة: 72].
ويقول أيضاً :
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ }
[الصف: 6]...
وهكذا :
في كل القرآن لا نجد ذكراً لقوم عيسى !
والآية الوحيدة التي ذكر فيها سيدنا عيسى مع كلمة (قوم) هي :
{ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ }
[الزخرف: 57].
وكلمة (قَوْمُكَ) هنا :
لاتدل على قوم عيسى ،
بل قوم محمد صلى الله عليه وسلم لأن الخطاب في هذه الآية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم !!!
أي :
أن عيسى ليس له قوم! ماهو السرّ ؟!
حتى عندما تحدث القرآن عن السيدة مريم أم المسيح نسبها إلى قومها..
قال تعالى:
{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا }
[مريم: 27]
ولكن :
المسيح لم يُنسب لأي قوم في القرآن .
ولكن :
لماذا سيدنا عيسى ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟؟
- نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه ،
فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد..
- وكذلك :
فإن الابن ينتمي لنفس القبيلة أو القوم أو البلد.
- فسيدنا نوح ينتمي لأب من قومه ولذلك نُسب إليهم ،
- وسيدنا إبراهيم ينتمي لأبيه آزر من قومه فنُسب إلى قومه.
وهكذا.
وهنا نتساءل :
لمن ينتمي سيدنا المسيح ؟!
طبعاً :
لاينتمي لأي قوم لأنه وُلد يمعجزة وجاء إلى الدنيا من غير أب !!
ولذلك :
من الخطأ أن يقول المسيح لبني إسرائيل :
ياقوم !!
وكان لابد أن يناديهم بقوله :
يا بني إسرائيل ..
وهذا مافعله القرآن.
ولا توجد ولا آية واحدة تشذّ عن هذه القاعدة .
لو تحدثنا :
بنفس المنطق وطرحنا السؤال التالي :
ماذا عن آدم عليه السلام ؟!
ونحن نعلم أنه جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب ،
هل ذكر القرآن قوم آدم ؟!
بالتأكيد :
لا يوجد أي ذكر لقوم آدم ، فلو بحثنا في القرآن كله لا نجد أي آية تتحدث عن قوم آدم ،
بل الآيات تتحدث عن بني آدم وهذا من دقة القرآن الكريم وإحكامه.
إذاً ؛
جميع البشر لهم قوم باستثناء نبيين كريمين :
آدم وعيسى عليهما السلام.
وسؤال جديد :
هل أغفل القرآن هذه الحقيقة ؟!
حقيقة عيسى وآدم؟
أكيد لم يغفل ،
فقد ذكر القرآن هذه الحقيقة في آية كريمة يقول تعالى فيها :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
[آل عمران: 59]
هذه :
هي الآية الوحيدة في القرآن التي يجتمع فيها اسمي آدم وعيسى معاً.
فانظروا إلى دقة هذا الكتاب العظيم.
سبحان الله ؛
وهذه من معجزات القران ..
ولذا يجب التدبر في آياته..
---------------
منقول