وجهة نظر تفسيرية :
في قوله تعالى : وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ
س/ كيف يقول القرآن ذلك و نحن نرى كائنات بعض الكائنات الفردية .. او حتى الجمادات التي لا يمكن تصنيفها الى ازواج ..؟
لن انقل الردود الموجودة او المعروفة و إن كانت شافية و وافية ، حتى في كتب المتقدمين فهي وفيرة و متيسرة .
لكن .. ممكن ننظر لها باستحضار ايات اخرى ..
في قوله تعالى : إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
" كل شيئ" في هذه الاية لا تدل على انها تملك كلّ شيئ و هذا ممتنع عقلا .. و كذا في قوله تعالى :
( تدمّر كلَّ شيء بأمر ربها ) ونحن علمنا بالحسّ والعقل أنها لم تدمر كل ما على الارض..
و مثلها قول الباري تعالى : وَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ..
فهي انما الثمرات التي من الممكن ان يجبى و ليست الثمار مطلقاً ...
و هكذا لو حملنا هذا المعنى على الآية الاولى فلربما تعطينا معنى يرفع الإشتباه المتوهَّم من اصله :
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ . .... اي من كل شيئ يحتمل الزوجية و ليس مطلق الأشياء ..
والله اعلم .
Bookmarks