بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين

صحائح الأنباء حول ما يتردد من "تدويل الحرمين الشريفين"
لفت انتباهي بكثرة في الآونة الاخيرة وجود حرب اعلامية حقيقية وممنهجة تهدف لنشر أخبار مسيئة للمملكة العربية السعودية وتداول تلك الأخبار على نطاق واسع في اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
حيث تصلني على حسابي الشخصي في الفايسبوك مثل جميع العرب والمسلمين تلك الأخبار المسيئة للمملكة العربية السعودية وتختم تلك الاخبار بعبارة رجيمة كالتالي " يجب التفكير في تدويل الحرمين الشريفين"....
وعندما تصلني تلك الأخبار المسيئة ، أقوم بدافع الفضول بقراءة تعليقات الفايسبوكيين عليها، فأجدهم قد انخرطوا في حملة التشويه عن طريق مشاركة تلك الأخبار مع جميع أصدقائهم وقد أثارت تلك الأخبار عواطفهم وهيجتهم ضد هذا البلد العربي الشقيق فيسبون ويشتمون ويتوعدون المملكة بالثبار ويصفون أهلها وحكامها بأقسى النعوت.
و ينخرطون في موجة الداعين لهذا الطلب الماجن الأرعن " تدويل مكة والمدينة" وابعادها من يد " آل سعود".
من يقف وراء تلك الحملة وما هدفه الحقيقي؟
في الحقيقة، ان مطلب تدويل الحرمين الشريفين ليس جديدا على المشاهد الذي يتابع أخبار العالم بانتظام، لأننا سمعنا به من قبل وغالبا ما كانت تطلقه " ايران" منذ ثلاثين سنة وكذلك الكثير من القنوات التي تدور في فلك التطرف الشيعي.
وسبب دعوة ايران لهذا الطلب الماجن معروف لدينا، ففي ظل سيطرة النظام السعودي العربي على بلاد الحرمين الشريفين، لن يتمكن الايرانيون ولا المتطرفين الشيعة من ممارسة بعض الطقوس الدينية المقدسة عندهم خلال موسم الحج الأكبر ومن ذلك نبش قبور الصحابة رضوان الله عليهم، وسب ولعن أمهات المؤمنين وخيار هاته الأمة من صحابة وتابعين وبعض الطقوس الشركية الأخرى التي يمارسونها في قم وكربلاء وغيرها من المزارات المقدسة عندهم.
ولطالما شاهدنا على اليوتيوب مشاهد الخصومات بين رجال الأمن السعودي وبعض هؤلاء المتطرفين لمنعهم من افساد موسم الحج وكم أعجبنا بقوة ضبط النفس التي يتحلى بها أعوان الأمن وتحملهم للدفع والسب والضرب محتسبين أجورهم على الله.
لكن الحملة الجديدة، قد انضم اليها الاعلام القطري عبر قناة الجزيرة وجميع فروعها وأذرعها الاعلامية التلفزية والالكترونية، حيث يوجد جيش الكتروني جرار يقوم بفبركة الأخبار السيئة التي تثير عواطف عوام المسلمين بحق أو بباطل
ثم تأتي مرحلة النشر على نطاق واسع مع الدعوة المتكررة ل"تدويل الحرمين الشريفين" كحل لهاته المعضلة السعودية الخطيرة.
وقد تنامت وتيرة هاته الحرب الاعلامية والدعوة الماجنة لتدويل بيت الله الحرام خصوصا بعد المقاطعة العربية لدولة قطر نتيجة تراكم سنوات من التحفظات العربية على سلوك هاته الدولة الشقيقة.
وآخر فيديو وصل لحسابي على الفايسبوك يظهر خصومة بين رجل أمن سعودي ومعتمر مصري، أظن أنه لم يبق مواطن عربي واحد لم يصل اليه هذا الفيديو مع الدعوة الملحة دائما لتدويل الحرمين الشريفين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
يعرف جميع العقلاء أن مكانا مزدحما مثل موسم الاعتمار أو الحج أو حتى حديقة أو مركز بريد أو وسيلة نقل قد تحدث فيه مشادات كلامية أو خصومات عابرة ....حادث تافه ومطلب كبير " تدويل الحرمين"
وهل يضمن صاحب الفيديو للناس أنه اذا وضعنا مكة والمدينة في يد مجلس الأمن ( أمريكا وبريطانيا واسرائيل) فلن يختصم رجل أمن مع زائر مجددا.
ثم اذا كان صاحب هذا الفيديو مسلما صادقا في دينه، لماذا لم ينقل لنا صور رجال الأمن السعودي وهم يجرون من مكان الى مكان لاهثين ليفتحوا الطرق المسدودة أمام الحجاج أو لينقلوا مريضا أو منظرهم وهم ويحملون العاجزين فوق الأكتاف والعرق يتصبب من جبينهم.
ان الشخص المنصف لا يملك سوى أن يدعو الله لهم بالبركة وقبول أعمالهم ، عسى أن يرد قليلا من فضلهم على الناس والحجاج....
واذا حدث حادث قدري محض مثل سقوط الرافعة العام المنصرم، تتكرر الدعوة نفسها" يجب تدويل الحرمين"
فهل اذا وضعت مكة والمدينة تحت سلطة مجلس الأمن، فلن تسقط رافعة أو عمود كهربائي أو صخرة على الحجاج مجددا...
ولما استشهد بعض المسلمين في حادثة التدافع العام الماضي، بسبب مخالفة فوج الحجاج الايراني لموعد الخروج ....تكررت الدعوة نفسها.
ولما هربت الفتاة " رهف القانون" من السعودية الى كندا بسبب معرضتها لنمط الحياة الشرقي الاسلامي ....تم تسييس القضية وتكررت الدعوة الماجنة لتدويل الحرمين الشريفين.
سؤال طرحته على خبير في قضايا الشرق الأوسط
سئلت صديقا لي أثق فيه يعمل كبروفيسور في العلوم السياسية ومختص في قضايا الشرق الأوسط عن سبب هاته الدعوة لتدويل الحرمين الشريفين
فقال لي أن هاته حملة خبيثة لا ينبغي أن ينخرط فيها أي مسلم غيور عن دينه، وهدف هاته الحملة هو فصل مكة والمدينة في دويلة دينية صغيرة على شاكلة الفاتيكان.
فقلت له وما الفائدة من ذلك ؟
فاخبرني أن هاته الخطوة معروفة لنا معشر الخبراء لأنها جزء من خريطة "الشرق الأوسط الجديد وشمال افريقيا"،...
وقمت أنا وصديقي بفتح خريطة الشرق الأوسط الجديدة وشمال افريقيا على موقع البنتاغون الأمريكي، لتظهر لنا هاته الخريطة وجود "مكة والمدينة في دويلة صغيرة" بمعزل عن المملكة العربية السعودية.
.................................................
أدعو المسلم الشريف أن يكون ذو وعي فيتبين صحة كل خبر يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الانخراط في هاته الحملات المشبوهة...
لقد صار الفايسبوك مضمارا للجيل الرابع من الحروب التي تفتت وطننا العربي دون رصاصة واحدة....
ودمتم بود