الفرق بين أني وإني




الفرق بين أني و إني
أني ... إذا كان مسبب ( الحدث ) (من طرف خارجي آخر غير المتكلم) #على طرف #(المتكلم) أو تكون #الإستجابة (من طرف خارجي آخر غير المتكلم) متصلة بطلب المتكلم #، و ليس للمتكلم ( المتحدث ) يد أو سلطة على نوع أو زمن الحدث أو إختيار الإستجابة #
إني ... إذا كان المتكلم #سبب في حدوث ( الحدث ) أو الإستجابة من طرف المتكلم متصلة بحدث ناشئ من طرف آخر #والمتكلم له يد وسلطة على نوع الحدث أو إختيار الإستجابة.

أمثلة على ( أني )
مثال 1 :
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ (أَنِّي) مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿الأنبياء: ٨٣﴾
أني ... المتكلم أيوب عليه السلام ومسبب ( الضر ) سبب خارجي ليس لأيوب عليه السلام يد أو سلطة عليه #.. #ولو قال إني ... لكان لأيوب عليه السلام سبب في حدوث ( الضر )...
مثال 2 :
وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ (أَنِّي) قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ (أَنِّي) أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴿آل عمران: ٤٩﴾
(أني) الأولى بمعنى : نبي الله عيسى عليه السلام لم يأت ورسالته من تلقاء نفسه ... ولو قال إني ... لكان المجيء من تلقاء نفسه وليس مرسلا من الله عز وجل
(أني) الثانية بمعنى : نبي الله عيسى عليه السلام لا يخلق من الطين طيرا من تلقاء نفسه ... ولو قال إني... لكان الخلق بقوة عيسى عليه السلام وإرادته #.
مثال 3 :
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ (أَنِّي) لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴿آل عمران: ١٩٥﴾
(أني) إستجابة الله عز وجل لدعاء المؤمنين وليس للمؤمنين يد أو سلطة في نوع وزمن الإستجابة

أمثلة على ( إني )
مثال 1 :
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ (إِنِّي) جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ (إِنِّي) أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴿البقرة: ٣٠﴾
(إني) الأولى بمعنى : الله عز وجل هو مسبب وجود الحدث ( الخليفة ) وله اليد و السلطة عليه وليس للخليفة يد أو سلطان بإيجاد نفسه .... ولو قال أني ... لكان الله عز وجل ليس له يد أو سلطان بإيجاد الخليفة تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا
(إني) الثانية بمعنى : الله عز وجل عالم بذاته وليس مُتَعَلِمْ من غيره فعلمه ثابت يليق بذاته وحده ذو سلطان وقدرة ذاتية وليس هبة أو مُتَتَعَلْمٌ من آخر #.
مثال 2 :
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ (إِنِّي) نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿آل عمران: ٣٥﴾
(إني) بمعنى : نِذْرُها كان بدافع ذاتي غير مغصوبة أو مجبورة عليه
مثال 3 :
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ (إِنِّي) تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿النساء: ١٨﴾
(إني) بمعنى : توبة الذين يعملون السيئات كانت استجابة لحدث سكرات #الموت ... وحتى وهم في سكرات الموت تبقى التوبة إختيارية ( لهم يد وسلطة في إختيارها ) ولكن لن تقبل منهم #
أي "التوبة ذاتية ( إختيارية ) إستجابة لحدث سكرات #الموت "
مثال 4 :
قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ (إِنِّي) أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٤﴾
(إني) بمعنى : الإستجابة ذاتية ( إختيارية ) وليست جبرا فإما أن يكون مسلما أو أن يكون مشركا
لا حظ الفرق فيما يلي
• (قُلْ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿الأعراف: ١٥٨﴾
( الحديث عن تبليغ الرسالة ) (فتبليغ الرسالة ) ليس تسييرا بل تخييرا #فقد يبلغ الرسول وقد يكتم فله يد وسلطة في إختيار نوع الإستجابة
• وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿الصف: ٦﴾
( الحديث عن تبليغ الرسالة ) فهذه الآية توضح الفكرة في الآية السابقة فعيسى عليه السلام بلغ الرسالة بملء إختياره فهو مخير في تبليغه لرسالة ربه فله يد وسلطة في إختيار نوع قبول الأمر بالتبليغ أو كتم ما أمره الله عز وجل
• وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿الصف: ٥﴾
( الحديث عن الرسالة وتوحيد الله عز وجل ) أي أن موسى عليه السلام ليس له يد أو سلطة بأن يكون رسولا وهو يدعو لعبادة الله عز وجل وحده فالأمر والسلطة لله عز وجل وحده وهذا تصديقا لقوله تعالى
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّيمِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴿آل عمران: ٧٩﴾


هذا والله أعلم