المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جوزيف
ليس هدفي من النقاش يا أستاذ أن أثبت التعارض في القرآن و السنة و يكفيني إثبات أفضلية الرسول صلى الله عليه و سلم على باقي الرسل لأن ذلك ينفي أفضلية غيره كأفضلية عيسى في القرآن كما يدعي النصارى و هذا الإثبات هو ما أحاول الوصول إليه
أخي محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
لم أقرأ جميع المداخلات للاخوة الكرام وكذلك تعليقات عليها. وسأفعل بإذن الله العلي القدير. سأضع بعض النقاط في عُجالة لمساعدتك في البحث:
1.
اعظم حقيقة في الوجود هي "التوحيد لله" وكل ذنب يَغفره الخالق عزّ وجلّ إلا الشرك. من ناحية اخرى لادين عند الله إلا الاسلام. فما هو شرط الاسلام الذي هو ديانة جميع الانبياء والرسل؟
"أشهد ان لا اله إلا الله وأشهد ان محمد رسول الله"
وهنا مُنح الرسول الكريم عليه صلوات ربي وسلامه ثلاث ميزات لم ينلهما مخلوق من الانس ولا الملائكة ولا الجن.
أولهما: ربط ذِكر أسمه الشريف مع ذِكر التوحيد وهذا شئ عظيم لا يخفى على موحد.
ثانيهما: كل مسلم (وقبل ذلك جميع الانبياء بما فيهم محمد نفسه عليهم الصلوات والسلام) مُلزم بالشهادة.
ثالثهما: إنه اخر الانبياء في الظهور في علم الظاهر وأولهم في علم الباطن:
"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)"الانعام
قَالَ قَتَادَة : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كُنْت أَوَّل الْأَنْبِيَاء فِي الْخَلْق وَآخِرهمْ فِي الْبَعْث )
ولاحظ أنه عليه الصلاة والسلام كل صلاته ونسكه وحياته ومماته كلها جميعا لله - فكله لله.
2.
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(21)"الانبياء
أولا: لاحظ تسبيق الرحمة على باقي الصفات فبدأ المولى عزّ وجلّ بإسمه "الرحمن الرحيم" (وفي فضل بسم الله الرحمن الرحيم لا يتسع المجال هنا للشرح). فكان تحقيق الرحمة وإظهارها بخلقه ورسالته عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ثانيا: هذه الرحمة تصل الى كل المخلوقات بما فيها جميع الانبياء عليهم صلوات ربي وسلامه.
3.
" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا(143)"البقرة
قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا وَأَمْتَى يَوْم الْقِيَامَة عَلَى كَوْم مُشْرِفِينَ عَلَى الْخَلَائِق مَا مِنْ النَّاس أَحَد إِلَّا وَدَّ أَنَّهُ مِنَّا وَمَا مِنْ نَبِيّ كَذَّبَهُ قَوْمه إِلَّا وَنَحْنُ نَشْهَد أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَة رَبّه عَزَّ وَجَلَّ "
4.
توجد في القرآن سورة كاملة اسمها "محمد" ولا توجد سورة اسمها "عيسى" عليهم الصلاة والسلام.
وهذه ابلغ إجابة على ما سميته انت "مقابلة قرآنية بين المسيح ومحمد".
"-----***-----"
والان لنرجع الى ما ذكرت انت في الاية الكريمة:
" تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"الاية
هنا توجد ملاحظتان:
أولهما: التحليل الذي اوردته مع هذه الاية لاصحاب الشبهة هو تحليل وصفي وليس استنتاجي. بمعنى ان المحلل ذهب الى ما تهفو له نفسه بدون ضوابط استنتاجية. هذا بإختصار وسأكتفي بذلك, خاصة وان حديث بعض الاخوة قد تضمن هذه المسألة.
ثانيهما: وهو المهم لاحظ قوله تعالى: "مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" من هم هؤلاء؟.
قبل الاجابة على السؤال لاحظ تسبيق هؤلاء على المسيح في الاية الكريمة. والان لنرجع الى هؤلاء ونرى التفضيل:
فضل الله عزّ وجلّ هؤلاء على غيرهم (أي فضلهم على المسيح ابن مريم ايضا) بكلامه لهم وفضل بينهم فيما بعضهم. فمن هم هؤلاء (عليهم الصلوات والسلام):
هم: ادم وموسى ومحمد.
ففضل الله عزّ وجل محمد على ادم بتصعيده الى السماء وليس بتهبيطه منها وفضله على موسى حيث كلمه في مكان لم يبلغه نبي مرسل ولا ملك مبجل.
"-----***-----"
هذا غيض من فيض. فأرجو ان لا يكون به تقصير مخل ولا تطويل ممل واخر ما اختم به قوله الحق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) "النجم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Bookmarks