شكرا لك أخي حازم على التنبيه ، والمعذرة من الأخ اتامك على خطأي الذي سببه قولك : "انا مرتد عن الاسلام ولم احاربكم وتركت دينكم وذهبت فى حال سبيلى .. هل أقتل ؟"
فهذه العبارة أحدثت اللبس عندي ، وفهمت منها غير الذي عنيت، والله المستعان .
وحتى يتضح الجواب أخي الكريم أبين لك حال المرتد :
فإن المرتد يقتل بعد الاستتابة ، فإن كانت لديه شبهة أقيمت الحجة عليه وبين بطلانها له ، فلا يقتل إلا وهو قد أقيمت عليه الحجة وبطلت شبهته. فلا حجة لأحد في الاعتذار لجاحد الحق بعدما تبين له .
هذا في المرتد المحض ، أما المرتد الذي كانت ردته سب الرسول صلى الله عليه وسلم وشتمه فهذا يغلظ أمره فيقتل حتى بعد الاستتابة.
فتبين بهذا أن المرتد الذي يمشي لحال سبيله على حد تعبيرك ، أنه إن كان باق بين المسلمين فيجب أن يبين له الحق وتقام عليه الحجة التي لا يعذر مخالفها ، فإن قدر عليه بعد ذلك وهو مصر على ردته فحكمه القتل جزاء عناده الحق الذي قامت عليه حججه وقطعت به شبهته.
فإن قلت وأين حرية الاعتقاد ، فيقال حرية الاعتقاد ليست هي حرية الردة عن الإسلام ، وإنما من كان على غير دين الإسلام فهذا لا يكره في الدخول إليه ، وأما من دخل فيه أو كان من أهله فهذا لا يحل له أن يخرج عنه لأن حجة الله قائمة عليه متيسر له معرفتها ، فإن خالفها إلى الكفر والشرك استحق عقوبة الله عز وجل . وما نفع الحق إن كان يدعو أهله إلى الجرأة على الباطل وتقحمه ؟!
ومن عرف قدر الحق وشرفه ودناءة الباطل ووضاعته ، وعلم أن أعظم ما في هذا الوجود هو الإيمان بالله ، وأن أشد ما في هذا الوجود من الظلم والضلال هو جحد هذا الإيمان والإعراض عنه بعد قيام الحجج القاطعة عليه والبراهين الساطعة الدالة إليه ، لم يسترب أبدا في حكم المرتد في الإسلام ، والذي هو صيانة للحق وأهله عن الوقوع في شرك الردى ومهاوي الضلال .
يتبع إن شاء الله تعالى ..
Bookmarks