[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
قيمة العقيدة الإسلامية ومكانتها بين العقائد[/align]
الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الحي القيوم القادر على كل شيء هادي طالب الهداية إلى الحق بإذنه خالق كل شيء ومبدعه وهو المهيمن على كل شيء وقاهر كل شيء خلق الإنسان ليكرمه وأوجد له ما يناسبه وارسل الرسل يرشدوه لما فيه استقامته ومنفعته حتى انه سبحانه قال : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) سورة الجاثية / 13 وأوجد كل شيء في الوجود لخدمته ومنفعته , وأظهر للإنسان ما يدله على خالقه فكل شيء في الوجود يدل على انه الواحد , وإتقان الصنعة اكبر دليل على أن صانعها حكيم قادر مريد , وصلى الله على سيد الخلق محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والرسل وعلى اله واصحابه أجمعين . ولقد أهمني من أمر المسلمين أن أكتب لهم وأنبههم الى ما وقع فيه كثير من الناس من اعتقادات باطلة تدخلهم جهنم وان كثيرا منهم ما زال نائما رغم يقظة العدو إبليس وجنده من الإنس والشياطين ونقلت بعض الشواهد التي تيسر على طالب الحق معرفة الحق بسهولة إن شاء الله تبارك وتعالى وإنني أدعو الله عز وجل لكل من لـه أدنى اثر في هذا الموضوع بأن يغفر لـه ولنا معه وأن يجعله في ميزان حسناتنا وحسناتهم , والله أرجو في القبول نافعا بها مريدا في الثواب طامعا , عسى ان ينتبه الغافل ويصحو قبل فوات الأوان , وان الله على نصرنا لقدير انه نعم المولى ونعم النصير ولقد قال الله القوي المتين : ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) سورة المطففين /1- 3 واني أرجو القارئ الكريم أن يزن هذه العقائد وان يضع كل منها في كفته الصحيحة وعسى أن يصل لذهن القارئ أن غير المسلمين هم في الحقيقة فاقدين لأكبر نعمة على الإنسان ألا وهي نعمة الإسلام دين التوحيد المريح للعقل والروح والبدن وللبشرية جميعا ولا راحة لنا بدون عقيدة التوحيد الخالص وعلى كل حال ... التجربة خير وأصدق برهان ولو أن الدين ليس للتجارب بل للتطبيق ومن خلاله يصلح الحال والأحول ...
بدأ الإنسان بالبحث عن القوة المسيطرة على هذا الكون منذ وجوده على الأرض وقد كان السبب وراء هذا البحث هو الشعور الفطري بان هناك قوة مدبرة وراء هذا الكون ذللت له سبل العيش وهي التي تسير حركة الكون من حولـه , فالفطرة هي المحرك الأول لهذا البحث ولأن الإنسان في التعريف المنطقي المشهور ــ بانه مفكر ــ يتميز بتلك الملكة التي يستطيع بها التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ ويختار بين احتمالين أو أكثر ألا وهو العقل . ولهذا بدأ العقل في محاولة الإجابة وإيجاد الحل لهذا الشعور الفطري , والناس وهم في المرحلة البدائية اختلفوا في نظرتهم الى هذه القوة المسيطرة فمنهم من توهمها في الشمس ومنهم من توهمها في الحجارة ومنهم من توهمها في بعض الحيوانات الضخمة وغيرها , والقاسم المشترك بينهم أن أوهامهم الحسية لم تخرج عن دائرة المخلوقات فتوهموا القدرة الخالقة في المخلوقات ولذلك تكرم الله بإرسال الرسل ليدلوا العقل على الخالق وصفاته وماذا يريد وعن ماذا ينهى وبعد ذلك انقسمت عقائد الناس وانحصرت في التقسيم المنطقي إلى أربعة أقسام التالية:1. إما أن يعبد الخالق وحده ( موحد ) 2. واما أن يعبد الخالق والمخلوق ( مشرك ) 3. واما أن يعبد المخلوق وحده ( وثني ) 4. واما ان لا يعبد شيئا ( ملحد ) فعلى هذا الأساس اثبت الإسلام عقيدة التوحيد ورفض العقائد الأخرى لأنها عقائد خاطئة ومنحرفة وبرهن على بطلانها وقد جاء القرآن الكريم ليختتم رسالات التوحيد ويقيم الحجة على البشر جميعا الى قيام الساعة على الأصناف الأخرى ومنه انطلق العلماء المسلمون ليناقشوا الأفكار الشركية والوثنية والإلحادية مستنيرين بالعقل الذي جعله الله سبيلا للهداية فالعقل كالعين والشرع كالشمس . وللنناقش كلا من هذه العقائد لنرى مدى صحة او بطلان هذه العقائد :
..... يتبع
Bookmarks