بسم الله الرحمن الرحيم
( عصمة الرسل )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اللهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا انك أنت العليم الحكيم , رب اشرح لي صدري ويسر لـي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي , اللهم انفعنا بما علّمتنا وعلمنا مـــا ينفعنا وزدنا علما يقربنا إليك يا رب العالمين :
نتحدث إن شاء الله عن موضوع هام في عقيدتنا وهو عصمة الرسل , من عقيدة المسلم ان الرسل معصومون , معنى معصومون ؛ معصومون من الذنوب التي تُعدّ بحق عامة الناس ذنوبا , إلا ان لهم ذنوبا من نوع خاص , فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما اخذ الفداء من اسرى بدر اختار العمل الفاضل على العمل الافضل وباجتهاد وليس مخالفة لامر الله , لم يكن عنده اوامر من الله ان يقتلهم او ياخذ منهم الفداء , استشار سيدنا عمر فاشار عليه بقتل الاسرى واستشار ابا بكر فاشار عليه - وكان رقيق القلب رحيما رضي الله عنهم – قال : يا رسول الله خذ منهم الفداء نقوي الجيش ونستعين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى الجهاد ولعلهم ان يُسلموا , لعل الله ان يهديهم , فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي ابي بكر , وكان من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام انه ما خُير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما او قطيعة رحم , فاخذ برأي ابي بكر اجتهادا اذ ليس عنده امر رباني كيف يفعل , فاختار اخذ الفداء وكان الافضل قتلهم , فنزل عليه العتاب الرباني فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فجاء ابو بكر فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فجلس واخذ يبكي بدون سؤال ولا جواب , رأى الرسول يبكي فجلس فورا وصار يبكي , جاء عمر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله إن كان هناك شيء يبكي بكيت معكم وإلا سلّيتكم , فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : لقد عُرض علي عذاب هذه الامة اقرب من هذا – امامه جدار , حائط . فما الذنب الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ اختار الفاضل وترك الافضل , وهذه بحق الانبياء تعد معصية وذنبا , اما بحق عامة الناس فعندنا : المجتهد اذا اصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر وليس عليه عقوبة , فالرسل معصومون عن كل ذنب يعد بحق عامة الناس معصية , عندما نقول : الرسل معصومون فهذا شيء ضروري , يعني اولا حكم عقلي , فالرسول حجة في قوله وفعله وتقريره , معنى تقريره أي انه اذا فعل احدهم شيئا امام الرسول صلى الله عليه وسلم وسكت عليه فمعناه ان هذا الشيء حلال , قالوا : ما الدليل على ان الضب اكله حلال ؟ قالوا : أُكل الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكان هذا دليل الصحابة ودليل المسلمين على ان الضب اكله حلال . فالرسول لو لم يعصمه الله - ليس فقط رسولنا بل كل الرسل وكل الانبياء – لو لم يعصمهم الله سبحانه وتعالى فاننا لا نستفيد من رسالتهم أي شيء , لانه اذا لم يكن معصوما فانه اذا تكلم فإنا لا ندري اهو كاذب ام صادق واذا فعل شيئا فلا ندري اهو يفعل قربة الى الله ام معصية واذا سكت عن شيء فلا نستطيع ان نفهم ان هذا الشيء حلال لانه سكت عليه او حرام ... لا نعرف , اذا لم يكن الرسول معصوما فلا فائدة اصلا من رسالته .
نستعرض الاشياء التي تشتبه على الناس ويظنون ان الرسل ليسوا معصومين :
Bookmarks