الرق . (1) و فيه نقل شهادة غير المسلمين عن واقع الرق في بلاد المسلمين كما عايشوه و فيه التعليقات علي نقلهم و كلامهم.
هذا الموضوع سيكون للكلام عن بعض الأخطاء التي يجب علي الإخوة تجنبها عند التعرض لموضوع الرق ، سواءً قراءةً أو مناظرة .
الخطأ الأول : قراءة كلام أعداء الدين عن هذا الموضوع مع عدم الإلمام به.
قال الإمام أبو نصر السجزي رحمه الله في رده علي من أنكر الحرف و الصوت :
( و أما العامي و المبتدي فسبيلهما ألا يصغيا إلي المخالف ، و لا يحتجا عليه ، فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلًا و الانفتال آجلًا ) { ص 8 }.
فمن علم من نفسه أنه لا علم له و لا إلمام لديه بموضوع ما ، أو حتي كان عنده علم و لكنه قليل ، وجب عليه ألا يقرأ مقالات أعداء الدين ، و لا يبحث عنها ، فإن اتفق و وقع علي شيء منها و علقت بقلبه شبهة ، و القلوب ضعيفة و الشبه خطافة ، فعليه بسؤال أهل العلم و لا يكتفي بالجواب الذي يصل إليه بعقله .
الخطأ الثاني : أن يقع في مناظرة أعداء الإسلام دون علم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين ) { درء التعارض : 1\357 } .
فالمناظرة أمر جلل ، و المناظر يكون علي ثغر من ثغور الإسلام ، فليستشعر أحدنا هذه المسؤولية قبل التقدم لمناظرة أحد أعداء الدين ، فإن كان عنده علم فليتقدم مأجورًا إن شاء الله و إلا فلا .
الخطأ الثالث : أن يسترسل في الحوار دون تحديد منهجية للنقاش .
فعلي الأخ ذي العلم أن يسير في منهج محدد ، فإن كان سيناقش موضوع الرق و الطبقية فليكن الحوار بالنهج التالي :
- مصادر الاسترقاق .
- معاملة الرقيق في الإسلام .
- بيع الرقيق .
- تحرير الرقيق .
- معني الطبقية .
- هل نظام الرق كما خططه الإسلام يدل علي أن في الإسلام طبقية ؟!
أما أن يناقش موضوع بيع الرقيق ، أو غير ذلك من المواضيع دون الاتفاق علي منهج في الحوار يكون في بدايته الكلام علي مصادر الرق فهذا تهارج لا نقاش علمي ، و البعد عن الأسلوب العلمي في النقاش لا يوصل لحق بل يضر بأصحاب الحق و ناصريه .
يتبع إن شاء الله ..
Bookmarks