يقال في اللغة قضى يقضي قضاءا الشيء صنعه باحكام وقدره , والامر امضاه وقد وردت كلمة القضاء في آيات القرآن في عدة آيات قال تعالى " واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون " اي اذا ابرم امرا فانه يدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف وقال تعالى " هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا" اي جعل لهذا المخلوق الذي خلقه من طين اجلا بين ايجاده وموته " وقال تعالى " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه " اي امر امرا مقطوعا به الا تعبدوا سواه وقال " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم" اي امر بامر وحكم بحكم وقال" فقضاهن سبع سماوات " اي فصنع السماء باحكام حال كونها سبع سماوات وقال" وقضي الامر" اي اتم الامر وهو امر اهلاكهم وقال " ليقضى اجل مسمى" اي ليبرم الاجل الذي سماه وضربه لبعث الموتى وجزائهم على اعمالهم وقال " ولو ان عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم" اي لانتهى الامر واهلكتكم عاجلا وغيرها من الايات , ويتبين ان كلمة قضاء من الالفاظ المشتركة التي لها عدة معان منها : صنع الشيء باحكام , امضى الامر وجعل الشيء وامر بامر واتم الامر , وحتّم وجود الشيء , وامر امرا مقطوعا.
ولكن على تعدد المعاني لم يرد فيها ان القضاء هو حكم الله في الكليات , كما لم يرد ان القدر هو حكم الله في الجزئيات , وعلى هذا فكلمة قضاء لها عدة معان لغوية استعملها القرآن في هذه المعاني , وهذه المعاني للفظة لغوية فلا دخل للعقل فيها , واذا كان لها معنى شرعي فلا بد ان يرد هذا المعنى في حديث او آية حتى يقال عن هذا المعنى انه شرعي ولم يرد ذلك ولم يرد غير المعاني سالفة الذكر , وعليه فانه ليس المقصود من القضاء الوارد في الآيات هو "القضاء والقدر" الذي اختلف فيه المتكلمون , ولا شأن لهذه الايات في بحث القضاء والقدر , كما لا شأن للآيات والاحاديث التي تضمن معنى القدر في بحث القضاء والقدر , فان هذه الايات تتحدث عن صفات الله سبحانه وعن افعاله , والقضاء والقدر يبحث عن فعل العبد وهذه الايات بحثها شرعي ومعانيها لغوية , وبحث القضاء والقدر عند المتكلمين عقلي وبحث القضاء والقدر معنى اصطلاحي وضعه المتكلمون
يتبع بحث " القضاء والقدر " كما بحثه المتكلمون