الإلحاد ثوب قصير لا يمكن تغطية صاحبه.
فإن تجمل بإنسانيته وبالعدل وبمسؤوليته عن أفعاله .. حينها تسقط كل أقواله عن حدوث الحياة صدفة ودون قصد.
وإن تمسك بقوله أن الحياة حدثت دون قصد.. حينها يضطر أن يتعرى من إنسانيته ومن صفة الإرادة التي تميزه عن الفطريات والطحالب.
وخير مثال على ذلك الزميل ثنيك القائل أن الحياة عموماً - وحياته خصوصاً - لم تصدر عن قوة مريدة قاصدة للخلق.
(هنا لم يجادل في مفهوم القصد الذي أنكر إتصاف الخالق به)
فسألته كيف ظهرت القوة التي فيك والتي تتمتع بالإرادة والقصد؟
وهنا تغير فجأة مفهوم القصد عنده وأصبح مجرد نتيجة لتفاعلات كيميائية وبيولوجية...
فسألته هل أنت كملحد تؤمن ان القلم مرفوع عنك؟
أي لا تلام إذا سببت أحداً ولا تحاسب إذا قتلت لان ذلك صدر عن تفاعلات لا دخل لك بها
فأجاب :
----------------
يا سيدي الفاضل أنا بالتلاعب بكيمياء عقلك يمكن أن أجعلك شخصا أخر...
أنا بقرص كيميائي يمكن أن أجعلك تضحك حتى لو كنت في مأتم.
بقرص كيميائي يمكن أن أجعلك تبكي حتى و كنت في فرح.
بقرص كيميائي يمكن أن أجعلك تهذي و تهلوس.
بقرص كيميائي يمكن أن أجعلك تفقد وعيك و تفقد الأنا الخاصة بك.
بقرص كيميائي تصمت إلى الابد.
--------------------
نعم بقرص كيميائي يمكنك أن تجعلني اقتل واضحك وازني وامشي عاريا.
لكن لو ثبت في المحكمة أني كنت تحت تأثير تفاعلات كيميائية حينها ستبرئني المحكمة.
والسؤال الآن: متى تستحق العقاب ومتى تتحمل مسؤولية أفعالك أمام القاضي؟
حسب كلامك فالإنسان لا يستحق أن يحاكم مهما فعل لان كل أفعاله هي نتيجة تفاعلات مادية.
حسب كلامك لا داعي لإقامة العدل في إلحادسـتـان لان المجتمع ليس مسئولاً عن أفعاله.
ونصيحتي للملحد ان يستغني عن المحاكم ويشطب من فكره أي شيء متعلق بالعدل , وذلك حتى تستقيم عقيدته المنكرة للخالق القاصد لما خلق.
وفي الحالة المعاكسة ,
إن اقر بالعدل
أقر بمسؤوليته عن أفعاله
وهذا لا يتسنى له إلا إذا أقر بتمتعه بقوة قاصدة لما تفعل وليس فقط تفاعلات مادية
ومتى قبل ذلك بقي عليه أن يختار : إما أن قوة القصد عنده أزلية أو أنها حادثة خلقتها عن قصد قوة أزلية.
Bookmarks