صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 35

الموضوع: الجبر والاختيار " القضاء والقدر"

  1. #1

    افتراضي الجبر والاختيار " القضاء والقدر"

    تكلمت في موضوعين مختلفين عن موضوعين من مواضيع العقيدة الإسلامية باقتضاب ,وهما موضوع القضاء وموضوع القدر حسبما وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى وقلت إنها تفسر حسبما وردت في كتاب الله وسنة نبيه حسب مدلولها اللغوي , أم هذا الموضوع فهو موضوع يتعلق بكلمة واحدة هي " القضاء والقدر" فهذا المصطلح لم يأت بمدلوله الاصطلاحي لا في الكتاب ولا في السنة بهذين اللفظين مقرونين مع بعضهما البعض , ولا نطق بهما الصحابة ولا التابعون ولا كانت معروفة في أيامهم , وإنما هي مسألة حدثت بعد نقل الفلسفة اليونانية إلى العربية وبعد دراسة علماء المسلمين للفلسفة اليونانية فعرضت لهم مسألة لا بد أن يعرفوا رأي الإسلام فيها ولا بد من أن يقولوا للناس الرأي في هذه المسألة وتلك المسألة هي أفعال العباد هل هم يخلقون لفعالهم أم الله يخلقها ؟ وما تولد من هذه الأفعال من خاصيات هل العبد يخلقها أم الله يخلقها؟ هذه هي المسألة التي عرضت وسميت بالقضاء والقدر فحاول العلماء إعطاء رأيهم فيها فكان ذلك الجدال وكانت تلك المذاهب .
    وهذه المسألة تسمى الجبر والاختيار وتسمى حرية الإرادة , وقد بحثها فلاسفة اليونان واختلفوا فيها , فالابيقوريون يرون الإرادة حرة في الاختيار وان الإنسان هو الذي يخلق أفعاله وما تولد منها والرواقيون يرون أن الإرادة مجبورة على السير في طريق لا يمكنها أن تتعداه , فأفعال الإنسان وما تولد منها لا حرية للإنسان في القيام بها بل يقوم بها مجبورا , وعلى هذا الوجه كان النقاش بين الفلاسفة اليونان , فلما اطلع المسلمون ولا سيما المعتزلة رأوا أن هذه المسألة لا بد من أن يبينوا رأي الإسلام فيها , فأخذوها كمسألة من مسائل العلم لا كمسألة من مسائل الفلسفة اليونانية , فدرسها المعتزلة على طريقتهم وبحسب مناقشاتهم العقلية , وطبقوا عليها نظريتهم في العدل ( فهم يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد) , وبحثوها بحثا منطقيا واعتمدوا على الأدلة العقلية والقضايا المنطقية , ثم جعلوا الآيات تسند أدلتهم , لا أدلة علة المسألة فقالوا : لقد وجدنا من أفعال الإنسان المشاهدة أعماله أن من فعل الظلم كان ظالما , ومن أعان فاعلا على فعله ثم عاقبه عليه كان جائرا عابثا , والعدل من صفات الله والظلم والجور منفيان عنه وتوصلوا من ذلك إلى أن الله لا يريد الشر , ولا يأمر به والى أن الله لم يخلق أفعال العباد لا خيرا ولا شرا , وان إرادة الإنسان حرة والإنسان خالق أفعاله , ومن اجل هذا كان مثابا على الخير معاقبا على الشر , فقالوا بالنسبة لرادة الله : إنا نرى أن مريد الخير خيّر ومريد الشر شرير , ومريد العدل عادل ومريد الظلم ظالم , فلو كانت إرادة الله تتعلق بكل ما في العالم من خير وشر لكان الخير والشر مرادين لله تعالى , فيكون المريد موصوفا بالخيرية والشربة , والعدل والظلم , وذلك محال على الله تعالى .
    فالله تعالى أراد ما كان من الأعمال خيرا أن يكون وأراد ما كان شرا أن لا يكون وما لم يكن خيرا ولا شرا فهو تعالى لا يريده ولا يكرهه , فالله تعالى مريد لما أمر من الطاعات أن يكون . فهو يريد منا أن نلني الصلاة والزكاة الجهاد , وان نوحد الله وان نؤمن برسله ولا يريد منا المعاصي فلا يريد الفسوق والعصيان , ولا يريد منا الكفر أما المباحات كالبيع والإجارة والأكل والشرب وما شابه فانه لا يريدها منا ولا يكرهها,
    ويستدل المعتزلة على ذلك بان الله لو كان مريدا لكفر الكافر ومعاصي العاصي ما نهاه عن الكفر والعصيان , وكيف يتصور أن يريد من أبي لهب أن يكفر ثم يأمره بالأيمان وينهاه عن الكفر ولو فعل هذا احد من الخلق لكان سفيها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ولو كان كفر الكافر وعصيان العاصي مرادين لله تعالى ما استحقا عقوبة , ولكان عملهما إطاعة لأرادته , ولكن الله يعذنهما على المعصية والكفر فدل على انه لم يردهما , وعلى أن عملهما ليس إطاعة لإرادته فتكون الإرادة أرادتهما لا إرادة الله .
    هذا بالنسبة للإرادة أما بالنسبة لخلق الأفعال فالمعتزلة يقولون : إن أفعال العباد مخلوقة لهم ومن عملهم لا من عمل الله وباختيارهم المحض ففي قدرتهم أن يفعلوها وان يتركوها من غير دخل لإرادة الله وقدرته ودليل ذلك ما يشعر به الإنسان من التفرقة بين الحركة الاختيارية والاضطرارية كحركة من أراد أن يحرك يده وحركة المرتعش , وكالفرق بين الصاعد إلى منارة والساقط منها , فالحركة الاختيارية مرادة من الإنسان , مقدورة له, بخلاف الحركة الاضطرارية فلا دخل له فيها , وأيضا فانه لو لم يكن الإنسان خالق أفعاله لبطل التكليف , إذ لو لم يكن قادرا على أن يفعل أو لا يفعل ما صح عقلا أن يقال له افعل ولا تفعل ولما كان هناك محل للمدح والذم والثواب والعقاب , وقالوا : إن كان الله خلق أفعال الإنسان فهو إذا لا يرضى عما فعل ويغضب مما خلق ويكره ما دبّر.
    هذه خلاصة أدلة المعتزلة وهي كلها أدلة منطقية ويظهر أنهم تبنوا رأي الابيقوريين , وساروا عليه واخذوا يقيمون الأدلة المنطقية على صحته , وقد اتبعوا هذه الأدلة بأدلة نقلية لتأييد رأيهم وليست أدلة على رأيهم لان أدلتهم على رأيهم منطقية

    يتبع الآيات التي استدل بها المعتزلة لتأييد وجهة نظرهم
    الانفعال والهيجان يعصف بسكينة النفس.... وحين تفقد النفس سكينتها .... بفقد التفكير عمقه... ومن ثمّ تضعف الحجة

  2. #2

    افتراضي

    هذا الموضوع محير
    و الايات و الاحاديث قد تفهم علي وجوه مختلفة اليك مثلا هذا الحديث

    ‏و حدثني ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أبي أنيسة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ‏ ‏أنه أخبره عن ‏ ‏مسلم بن يسار الجهني ‏ ‏أن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏
    ‏سئل عن هذه الآية ‏
    ‏وإذ أخذ ربك من بني ‏ ‏آدم ‏ ‏من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ‏
    ‏فقال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يسأل عنها فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله تبارك وتعالى ‏ ‏خلق ‏ ‏آدم ‏ ‏ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل ‏ ‏قال ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار ‏
    ‏و حدثني ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏أنه بلغه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ‏
    النهي عن القول بالقدر الجامع موطأ مالك رفم1395
    شكرا لاحترامك عقلي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    45
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.

    وبعد، فالحديث رواه مالك وأبو داود والترمذي. قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى عن هذا الحديث: ( صحيح إلا مسح الظهر ) ذلك لما قال الإمام الترمذي رحمه الله: ( هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا مجهولاً ). أما تتمة الحديث - من غير مسح الظهر - فصحيح من غير وجه، والله أعلم.
    هذا من حيث السند، أما من حيث المعنى فقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ) أخرجه مسلم.

    وهذا مستفاد من برنامج مكتبة الألباني، جزى الله الإخوة في موقع ( روح الإسلام ) خيراً.

    ولا إشكال في شيء من ذلك إن شاء الله تعالى، ولا يجمع كل الأحاديث ويوفق بينها إلا اعتقاد أهل السنة والجماعة.

    وهو أن للقدر أربع مراتب:
    1. علم الله تعالى الأزلي، حيث علم ما العباد فاعلون.
    2. الكتابة التي قبل خلق السماوات والأرض، حيث كتب الله تعالى بعلمه ما العباد فاعلون.
    3. مشيئة الله تعالى، حيث لا يكون شيء في ملكه سبحانه إلا بمشيئته.
    4. خلق الله تعالى لأفعال العباد، حيث لا يكون فعل العبد إلا بقدرة وإرادة، وكلاهما مخلوق لله تعالى.

    دليل المرتبتين الأوليين قوله تعالى: ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) ودليل المرتبة الثالثة قوله تعالى: ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) ودليل المرتبة الرابعة قوله تعالى: ( الله خالق كل شيء ).

    ومع ذلك نثبت للعبد كامل الاختيار وتمام الفعل، كما قال تعالى: ( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر. كل نفس بما كسبت رهينة ) أي فعلت كما قال تعالى: ( إنه خبير بما تفعلون ). وهذا الاختيار وهذا الفعل يجده الإنسان من نفسه ضرورة.

    والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

  4. افتراضي

    السلام عليكم،


    هل يعاقب من لم يصله الإسلام ولم يُخيَر في رفضه؟

    وشكرًا..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل الفاضل nobleness
    الإجابة على سؤالك واضحة قال تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )).
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  6. افتراضي

    الأخ أبومريم،

    إذن ما تفسير كون آمنة بين وهب في النار؟

    (لتنذر قومًا ما أُنذر آباؤهم)

    وقد بعث الرسول على فترة من الرسل، وانقطاع من الزمن..

    وشكرًا..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل الفاضل
    هذه نص فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فى هذه المسألة أرجو أن تستفيد منها ويكون فيها الإجابة الشافية عن سؤالك إن شاء الله تعالى :
    مصير أهل الفترة
    س 56 يقول السائل: نعلم أن من كان من أهل الجاهلية، أي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل الفترة، وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأنني سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال: أين أبي؟ فقال في النار فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له إن أبي وأباك في النار فهل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن الأسود بن سريع التميمي، وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه بردا وسلاما، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك.

    فالمقصود أنهم يمتحنون فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار، وهذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة.

    وأما حديث: إن أبي وأباك في النار فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار فلما ولى دعاه وقال له إن أبي وأباك في النار واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: في النار، ولو أنه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حقه، وهكذا لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه نهي عن ذلك، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له في الاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من كان لم تبلغه الدعوة - أعني دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام - فهذا هو صاحب الفترة، فمن كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وهو الحكم العدل، فيمتحنه يوم القيامة. أما من بلغته دعوة الرسل في حياته، كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى، وعرف الحق، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة، فيكون من أهل النار؛ لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله جل وعلا أعلم.

    http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=nor00061

    وهذه محاضرة صوتية مفيدة للشيخ الألبانى رحمه الله حول نفس الموضوع يمكن تنزيلها :
    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=23636
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  8. افتراضي

    أشكرك أخي أبو مريم..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    45
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    ومما أجاب به أهل العلم عن حديث ( إن أبي وأباك في النار ) أن أبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان ممن لم تبلغه الرسالة، فإنه سيمتحن يوم القيامة، وقد علم الله تعالى أزلاً أنه لا يفلح في الاختبار ثم يكون من أهل النار، فأخبر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بذلك: ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ).
    فالحاصل أن أبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان قد بلغته الدعوة فهو في النار لما ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله في فتواه، وإن كان لم تبلغه الرسالة فلهذا الوجه. والله أعلى وأعلم.
    ولا يخفى على الإخوان ما في كون أبوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النار. من ذلك:
    1. أنه لا ينفع أحد نسبه وجاهه، وإنما عمله.
    2. أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر لا يملك جنة ولا ناراً، وإنما الملك والحساب لله تعالى.
    3. تسلية من كان أبوه أو أحد أقاربه كافراً، إذ ليس أحد أكرم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك لم ينقص قدره بكفر والديه. فالمرء لا يؤاخذ بجريرة والديه.
    4. أن الإسلام رسالة عالمية، إذ بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أئمة هذا الدين، وعبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهاشمي القرشي من أهل النار.
    وغير ذلك، والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    45
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال صلى الله عليه وآله وسلم:
    أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة.
    فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً.
    وأما الأحمق فيقول: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، والصبيان يحذفونني بالبعر.
    وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً.
    وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول.
    فيأخذ [ الله تعالى ] مواثيقهم ليطيعُنه. فيرسل إليهم أن ادخلوا النار.
    فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها سحب إليها.
    انتهى، وصححه العلامة الألباني رحمه الله.
    وصاحب الفترة الذي لم تبلغه رسالة نبي. والله أعلم.
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

  11. رد صغير

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم جميعا :
    أوافق الأخ فيصل و خاصاً في تبويب مراتب القدر و جزاك الله خيرا.
    لكن هناك فرق بين مشيئة الله و إرادته أخي الكريم . فأنت أوردت المشيئة في كلامك و الأخ أبو الشفاء يتحدث عن الإرادة .
    ودليل الفرق قوله تعالى في سورة البقرة الآية 253" و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر و لو شاء الله ما اقتتلوا و لكن الله يفعل ما يريد".
    و الله أعلم



    من المعلوم أن تلبس الإنسان بفعل ما , يتوقف على أمرين اثنين :
    1* وجود مقوماته المادية و المعنوية . من الأعضاء التي هي أدوات الفعل و القدرة المبثوثة داخلها و التي تتم بها حركة الأعضاء و توجهها لأداء الفعل المطلوب و الوسائل الخارجية التي لا بد منها لولادة الفعل كالقلم و الورق للكتابة و.....
    2* انبعاث القصد إلى استخدام الأعضاء و ما فيها من قوة مع الأدوات الخارجية الأخرى , لإيجاد الفعل المطلوب.
    فالأمر الأول , و هو المقومات المادية و المعنوية للفعل, سواء منها الداخلية الموجودة في كيان الإنسان أو الخارجية المبثوثة من حوله كل ذلك مخلوق
    لله عز وجل .
    إذ من المعلوم بداهة أن اليد و ما فيها من شرايين و أعصاب و دماء و ما يسري في داخلها من القوة التي تبعث على الحركة, و أن الورق الذي أمامك و القلم الذي بيدك و القابلية الكامنة في الورق للكتابة كل ذلك من مخلوقات الله عز و جل و هذا هو معنى قولنا : أن الله هو الخالق لفعل الإنسان , إي هو الخالق للعناصر التي يتكون منها الفعل .
    و لكن هب أن هذه العناصر كلها موجودة لديك , بما فيها القوة السارية في أعضائك , هل يعني ذلك أنك قد فعلت شيئاَ, و أن فعلاَ ما قد انبعث في كيانك منتقلاَ من طور الإمكان إلى الولادة و التنفيذ؟؟؟
    من الواضح أن تكامل هذه العناصر كلها لا يعني ولادة الفعل ووجوده على صعيد الواقع . و السبب أن الأمر الثاني لم يتحقق.
    و الأمر الثاني هو انبعاث القصد إلى استخدام هذه العناصر بما فيها القوة , لإيجاد الفعل و تنفيذه. و هذا الانبعاث( و سمه إن شئت العزم و التوجه , أو صرف القدرة إلى المطلوب , أو اتخاذ القرار) هبة متع الله بها الإنسان , جعله بها مريدا مختارا .
    فإذا اتجه قصد الإنسان إلى صرف قدرته ( التي هي في الحقيقة قدرة الله ) إلى فعل ما , و عزم على إنفاذ ذلك الفعل دون تأخير, أخضع الله له تلك العناصر التي ذكرناها و أجرى ذلك الفعل على يديه
    إذن فمادة الفعل و عناصره بخلق الله و استيلاده حصولا و تنفيذا ثمرة لقصد الإنسان و عزمه.


    من كتاب الإنسان مسير أم مخير للدكتور البوطي

    و الله تعالى أعلم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    45
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله، وبعد.

    فبالنسبة للإرادة والمشيئة، فالراجح فيهما - والله أعلم بمراده - أنهما يأتيان بمعنى الإرادة الكونية كما في قوله تعالى: ( إن الله يفعل ما يشاء ) وقوله تعالى: ( إن الله يفعل ما يريد ). فالمعنى في كلا الآيتين واحد، فهما مترادفان بهذا الاعتبار.
    لكن المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن الإرادة تأتي كونية كما في المثال السابق وتأتي شرعية كما في قوله تعالى: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) وقوله تعالى: ( ولكن يريد ليطهركم به ) وقوله تعالى: ( يريد الله بكم اليسر ) وغيرها، أما المشيئة فقد ذكر أهل العلم أنها لم تأت شرعية أبداً. وهذا فرق بينهما. فالله أعلم.
    أما عند الاقتران كما في قوله تعالى: ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) فكلاهما كوني، فما الفرق بينهما؟ الله أعلم. لعلي أراجع المسألة لاحقاً بإذن الله تعالى.

    بقي التنبيه على أمر مهم جداً. وهو ما نبه عليه العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرح الواسطية، قال في تفسير الآية السابقة: ( الفعل باعتبار ما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فعل مباشر، وباعتبار ما يقدره على العباد فعل غير مباشر. لأنه من المعلوم أن الإنسان إذا صام وصلى وزكى وحج وجاهد، فالفاعل الإنسان بلا شك، ومعلوم أن فعله هذا بإرادة الله. ولا يصح أن ينسب فعل العبد إلى الله على سبيل المباشرة، لأن المباشر للفعل هو الإنسان، ولكن يصح أن ينسب إلى الله على سبيل التقدير والخلق. أما ما يفعله الله بنفسه، كاستوائه على عرشه وكلامه ونزوله إلى السماء الدنيا وضحكه وما أشبه ذلك، فهذا ينسب إلى الله تعالى فعلاً مباشرةً ).
    فيلزم أن يتنبه الإنسان إلى أن للإنسان فعلاً حقيقةً، وأن له إرادة كاملة.
    فتحصل أن للمسألة وجهين لا تعارض بينهما: أن لله تعالى قضاءً وقدراً، وأن للعبد فعلاً واختياراً.

    والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

  13. #13

    افتراضي

    الاخوة الكرام الزملاء المحترمين
    موضوع الجبر والاختيار
    انا لم ابدأ في موضوعي بعد , استعرضت فقط رأي المعتزلة , ومن خلال نهاية الكلام رفضت رأي المعتزلة وهناك رأي الجبرية والاشاعرة ورأي اهل السنة ,وما اراه الحق في كلمة "القضاء والقدر" ذات الاصل اليوناني مع ذكر الايات والاحاديث وهو موضوع في غاية الدقة ولكن كل الاحترام والتقدير للاخوة الذين عقبوا ولكن ارجو من الاخ المراقب سحب الموضوع
    الانفعال والهيجان يعصف بسكينة النفس.... وحين تفقد النفس سكينتها .... بفقد التفكير عمقه... ومن ثمّ تضعف الحجة

  14. #14

    افتراضي

    الاخوة الكرام
    ان مسألة القضاء والقدر التي كنت اود ان ابحثها هي: افعال الانسان وما تولد منها أي افعال الانسان وخواص الاشياء , هل هي من خلق الله ؟ ام من خلق الانسان؟ وهل يفعلها الانسان حرا مختارا ؟ ام هو مجبر على فعلها؟ هذه هي المسألة , وهذه هي التي يطلق عليها القضاء والقدر وهي مسألة جاؤوا بها من الفلسفة اليونانية حين درسوا هذه الفلسفة واخذوها وبحثوها كما بحثوا غيرها من افكار الفلسفة اليونانية وكما بحث الفلاسفة المسلمون افكارا متعددة من الفلسفة اليونانية ليقرروا فيها راي الاسلام ويجعلوها فلسفة اسلامية , فمسألة القضاء والقدر ليست مسألة جاء الاسلام بها ولا مسألة جاءت الايات تامر بالاعتقاد بها فلا دخل لها في عقائد المسلمين ولم تعرف الا اواخر الدولة الاموية واوائل الدولة العباسية , ادخلها المعتزلة وكان لاهل السنة والجماعة (كما سموا انفسهم) رأيا فيها وكذلك للجبرية والاشاعرة والماتريدية .
    هذه هي المسألة
    كل الحب والاحترام
    الانفعال والهيجان يعصف بسكينة النفس.... وحين تفقد النفس سكينتها .... بفقد التفكير عمقه... ومن ثمّ تضعف الحجة

  15. #15

    افتراضي

    حقيقة كلام رائع
    وما حكم اهل الفترة بعد النبي
    الذي و لدوا في العالم الجديد ولم يكن يعلم عنهم احد
    و كانوا يعيشون في ثلاث قارات لمدة 800 عام بعد الاسلام و لا يعرف عنهم المسلمون شيئا
    ولم يرسل الله رسلا للعالم الجديد لا قبل محمد و لا بعده( استراليا و الامريكتين)


    و ما حكم الذين لا بفقهون العربية الا ينطبق عليهم حكم الاصم الذي لا يسمع

    وما حكم الذين سمعوا الاسلام و لم يقبلوه لان عقولهم رفضته بلا عناد او كبر بل عن اقتناع تام الا يعاملوم معاملة الاحمق يوم القيامة


    وما حكم الذين وصلهم الدين من كل ناحية فاحتاروا في الصحيح منه او الخطأ


    وما حكم الذين ولدوا من نسل يأجوج و مأجوج بعد بناء السد و لم يبلغهم شيئا و لم يفعلوا في احد شيئا


    وما حكم الانسان الذي و لد فقيرا جاهلا و لم يسعفه وقته للبحث في الاديان

    وما حكم الانسان الذي عبد الله علي دين خطأ نتيجة ان مجتمعه كله كان علي هذا الدين و لو علم الخير في غيره لاتبعه
    التعديل الأخير تم 01-27-2005 الساعة 12:25 AM
    شكرا لاحترامك عقلي

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الجواب في مسألة القدر وشبهة الجبر والاختيار.
    بواسطة أبو الفداء في المنتدى أبو الفداء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-23-2011, 02:37 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء