كان سيد قطب رحمه الله علما من أعلام أصحاب منهج محاججة الظالمين والتصدي لهم ،، وكان من العباقرة المفكرين المسلمين ،، تصدى بكل شجاعة للظلم والقمع والديكتاتورية واجه الاشتراكية في أوج قوتها وواجه كذلك كل المذاهب المخالفة الأخرى في عصور كانت قد تغلغلت فيه داخل أذهان بعض الحكام ،، كان من الأفذاذ الذين سعوا إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ،، والآن مازال فكره يُحارب مرة بمنع كُتبه ،، ومرة أخرى بالتجريح والطعن فيه وتنفير الناس منه ...
ولكم نهلتُ من كُتبه رحمه الله ،، ولكم أفادتني كتبه أيضا في دراساتي لعلم الإجتماع وللمذاهب الفكرية حينما كنت لم أتجاوز العشرين من عمري ،، حين كان يُدرسني العلمانيون والاشتراكيون والنتشاويون والحداثيون...
وكم من هؤلاء من رجع إلى دين الله بمجرد انتهائه من قراءة تفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله ،،أو قل انه خطرات وتأملات لكتاب الله بعقل معاصر عارف بعلم الإجتماع متشبع بالإسلام الوسطي المعتدل... وأذكر أنني في الإمتحانات النهائية كنتُ دائما أستشهد ببعض مقولاته على ورقة التحرير...
وكم من طلبة علم الإجتماع في ذلك الوقت والآن انبهروا بكتابه العدالة الإجتماعية في الإسلام وتخلوا عن إيديولوجياتهم الوظيفية أو البنيوية أو التطورية ...
ولا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
عافاك الله أخي الكريم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
التعديل الأخير تم 03-28-2007 الساعة 02:51 AM
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله. [ الجاحظ ]
Bookmarks